يمانيون:
2025-03-31@12:41:48 GMT

السيد نصرالله.. مشاهد على عتبة الألم

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

السيد نصرالله.. مشاهد على عتبة الألم

مصطفى خليفة

أيامٌ تقف بيننا وبين حزننا المؤجّل منذ ما يزيد على شهرين.

يوم عاهدنا النفس على التصبّر وإرجاء الوجع، حتى لا يتمكّن منا عدو استطاع أن يخطف أغلى ما عندنا.

على عتبة الألم والحزن واستحقاق اليتم العميق، تحضر في خاطري مشاهد رسمت علاقتي العاطفية بقائد امتلك الأفئدة، قائد كان يُطاع حباً.

المشهد الأول

في ملعب بنت جبيل، في الـ26 من مايو 2000م، يقف عالم دين شاب على بعد بضع قرى عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في تحدٍّ شجاع وجريء للاحتلال الإسرائيلي بعد أيام قليلة على إخراجه مدحوراً من جنوبي لبنان.

كنت حينها في الـ9 من عمري، طفلاً لا يفقه في السياسة شيئاً، في منزل لا يحب الأحزاب والتحزب، بل لديه موقف سلبي مسبق تجاه كل ما يمتّ إلى الحياة الحزبية في لبنان، كنت أجلس بين جمع يستمع بفرح وفخر، يومها رأيت في عيني والدي للمرة الأولى الإعجاب والتقدير لسياسي وقائد حزب في لبنان (لم يكن يرى فيه حينها أكثر من ذلك).

“إن إسرائيل هذه أوهن من بين العنكبوت”، أذكر قول والدي تعقيباً: “هيدا الزلمي بيحكي دهب”.

وكانت بداية رحلة الفضول عند الطفل ابن الأعوام الـ9 لمعرفة من هو هذا القائد.

المشهد الثاني

في الـ29 من يناير 2004م، تنجح المقاومة الإسلامية في لبنان في إنجاز صفقة لتبادل الأسرى بينها وبين العدو الصهيوني، لتفرج عن 462 أسيراً لبنانياً وفلسطينياً.

مواضيع متعلقة

إرث عماد مغنية في المقاومة.. كيف أسس لمعركة لا حدود لها؟

12 شباط 12:31

لبنان: الاستحقاقات التي تنتظر الحكومة.. تحديات وملفات حساسة

5 شباط 13:07

في مطار بيروت، اجتمعت الشخصيات الرسمية (رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس الوزراء… وغيرهم) في صالون الشرف، بينما أفردت صالات في المطار لعوائل الأسرى الذين ينتظرون وصول أبنائهم.

لحظة وصول سماحة السيد إلى مطار بيروت، اتجهت وسائل الإعلام كلها نحو صالون الشرف، حيث كبار الشخصيات، لتوثق لحظة دخوله، بينما استدار هو باتجاه أهالي الأسرى، حيث ينتظرون، فكانوا أول من التقاهم لينتظر بينهم وصول أبنائهم.

المشهد الثالث

في الـ28 من مارس 2006م، تُلقي القوى الأمنية في لبنان القبض على مجموعة إرهابية مسلحة، تخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، إبان توجهه إلى مبنى البرلمان اللبناني للمشاركة في إحدى جلسات الحوار الوطني آنذاك.

بعد أيام على إعلان إحباط المحاولة والقبض على عناصر المجموعة الإرهابية، يخرج السيد حسن ليعلن عفوه عن الأفراد المعتقلين، ويُسقط حقه في مقاضاتهم.

أذكر يومها ملامح وجهه، بسمته السمحة، وهو يُعلِن عفوه، كأنّ قلبه كان ممتلئاً بمحبة أولئك الذين كانوا يخططون قتله.

المشهد الرابع

في الأيام الأولى لمعركة الوعد الصادق في يوليو 2006، يظهر السيد حسن في رسالة متلفزة، بدا فيها متعب العينين، مبعثرَ اللحية قليلاً، كان متعباً، وكانت القذائف الإسرائيلية تتساقط على الضاحية الجنوبية في بيروت، وكان الناس يفترشون المدارس والساحات والحدائق العامة، يجمعهم همٌّ واحدٌ، بعد تلك الرسالة، “السيد تعبان”، لم يعد أي شيء يعني لهم في مقابل “شوفته تعبان”.

في اليوم التالي زارنا أحد الأقرباء؛ رجل صرف عمره في الاغتراب ليعود بما مكّنه من شراء بيته وتجهيزه، أتى يومها وكان قد علم، قبل ساعات، باستهداف المبنى الذي يوجد فيه بيته، وحوّله إلى ركام.

قال له أبي “يعوضك الله يا أبا علي”، فأجابه أبو علي: “عمر البيت ما يرجع، بس ما شوف السيد تعبان”.

المشهد الخامس

سأقفز أعواماً طويلة لأصل إلى هذا المشهد:

لحظة كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ينتظر رد حزب الله على “العرض” الإسرائيلي بتحييد لبنان في مقابل وقف المقاومة إسنادها لقطاع غزة إبان معركة طوفان الأقصى.

وكان ذاك الجواب الذي زرع في قلبي أثراً لن يمحى: “أتعطينا الأمان وأطفال غزة لا أمان لهم؟”.

هكذا كان جوابه.

وبجوابه هذا، وضع روحه قرباناً لنصرة الحق: نصرة فلسطين، ونصرة المستضعفين.

هكذا ارتسم في قلبي قائداَ لم أره يوماً معصوماً عن الخطأ أو الزلل، وخالفته في موارد وموارد، لكنه استطاع أن يُطاع حباً، ومن يُطَعْ حباً فلن تقدر على الفكاك من الانتماء إليه، وإلى ما يمثّل، مهما اختلفت أو تمايزت وتعارضت معه.

كاتب لبناني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس

الثورة نت/..

أكد أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن “هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يهزم لأنه صاحب حق ونحن موعودون في كتاب الله بهذا النصر”، موضحا أن هناك “اليوم مقاومة فلسطينية مسلحة متجذرة تريد التحرير من البحر إلى النهر”.

وقال الأمين العام لحزب الله، في كلمة له بثها تلفزيون المنار اليوم السبت بمناسبة “يوم القدس العالمي”، إن الإمام الخميني أعلن عن يوم القدس العالمي من أجل التضامن مع القدس وفلسطين والمستضعفين في العالم بمواجهة الطواغيت الذين يحاولون قهر الشعوب.

وتابع ان “الإمام الخامنئي أعلن أن القضية الفلسطينية بالنسبة لإيران ليست قضية تكتيكية أو قضية استراتيجية سياسية، وإنما هي قضية عقائدية قلبية وإيمانية، وهذه الأمور تبين الأبعاد التي تتمتع بها هذه القضية”.

ولفت الشيخ قاسم إلى أنه “يمكننا أن نفهم ما حصل في منطقتنا منذ إعلان الإمام الخميني عن يوم القدس في العام 1979 وحتى يومنا هذا”.

وأوضح “سنجد أن هناك تغييرات كثيرة حصلت لمصلحة تحرير فلسطين، منها أن إيران كانت إيران الشاه وفزاعة للجميع وشرطي الخليج بالتعاون مع الكيان الإسرائيلي، ولكن الأمور انقلبت ولم يعد لهذه القوة الكبيرة في منطقة الخليج أي تعاون ودعم لإسرائيل، وإنما حصلت التغيرات لصالح دعم المقاومة”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن “هذه التغييرات حولت القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية”.

وتابع “في لبنان أصبح هناك مقاومة قوية وقادرة، وكذلك في اليمن وفي العراق هناك قوة تعطي دفعاً إضافياً للمقاومة، بالإضافة إلى دول وشعوب المنطقة، وأيضاً في العالم هناك شعوب ودول تضامنت ودعمت”.

ورأى أن “كل هذه الأمور هي متغيرات إيجابية لصالح القضية الفلسطينية ونحن أمام تحول كبير سيؤدي دوره بشكل كامل”.

وشدد الشيخ قاسم على أن “العدو الاسرائيلي غدة سرطانية بيد أميركا، ونحن أمام عشرات السنوات من الأهداف التوسعية “الإسرائيلية”، وكانت تتراجع في بعض المراحل لأنها تواجه ضغطاً ومقاومة”.

وأضاف “حتى الضفة الغربية يريد العدو الاسرائيلي السيطرة عليها، ولا شيء اسمه فلسطين بالنسبة للعدو الاسرائيلي”.

وقال الشيخ قاسم إن “موقفنا كحزب الله هو أننا نؤمن أن هذه القضية الفلسطينية هي قضية حق، وهناك أربعة عناوين تجعلنا نتمسك بهذا الحق: أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين. نحن نؤمن بالحق أن الشعب الفلسطيني صاحب حق ويجب نصرته بمواجهة الباطل. نحن نلتزم بالأمر الشرعي بقيادتنا المتمثلة بالإمام الخامنئي على نهج الإمام الخميني، وهذا النهج الشرعي يتجاوز كل الاعتبارات والحدود. نحن نعتبر أن مصلحتنا في نصرة المستضعفين وفلسطين وهذا يرتد خيراً على لبنان وفلسطين وكل المنطقة، ولنا مصلحة في مناصرة هذا الحق”.

وأضاف “لذلك نعلن دائماً أننا على العهد يا قدس مهما كانت التعقيدات، ولدينا إيمان في تحرير فلسطين ومصلحة في حماية لبنان”، مضيفا “لقد اجتمع لدينا المصلحة والإيمان”، لافتا إلى أن “حزب الله قدم دعماً مهماً لفلسطين وبلغ أعلى مراتبه في شهادة سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله كتعبير حقيقي أننا مع القدس”.

وأوضح الشيخ قاسم “ليكن معلوماً أن لبنان على لائحة الضم الإسرائيلي، بالحد الأدنى جنوب لبنان، ضماً واستيطاناً، ولدينا تجربة سابقة مع جيش عملاء لحد لإنشاء شريط محتل كجزء لا يتجزأ من الكيان الإسرائيلي”.

وتابع “هذا الهدف لا يزال موجوداً، العدو الاسرائيلي يريد أن يحتل وأن يضم أرضاً لبنانية ويريدون التوسع”، مضيفا “ألم نسأل أنفسنا لماذا لم يخرجوا من لبنان عام 2000 إلا بالمقاومة على الرغم من وجود قرارات دولية؟ ببساطة لأنهم يريدون الاحتلال”.

وقال “نحن واضحون في موقفنا أن “إسرائيل” عدو توسعي ولن يكون لديها حد، ومقاومتنا حق مشروع وحق دفاعي والمقاومة يجب أن تستمر، صحيح أن المقاومة تمنع الاعتداء، ولكن يمكنها أن تحبطه وتمنعه من تحقيق أهدافه”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن “هناك قدرة استطاعت أن تمنع العدو الاسرائيلي من تحقيق أهدافها، فذهب العدو إلى وقف إطلاق النار”، مؤكدا “نحن في حزب الله التزمنا بالاتفاق بشكل كامل لكن العدو لم ينسحب ولا يزال يعتدي على لبنان في كل يوم”.

وتابع “لا يمكن أن نسمي اليوم ما يقوم به العدو الاسرائيلي خروقات بل هو عدوان تجاوز كل حد وكل التبريرات لا معنى لها”.

ورأى أن “على الدولة اللبنانية أن تتصدى وما زال الوقت يسمح بالمعالجة السياسية والدبلوماسية”.

وشدد على أن “مسؤولية الدولة أن تخرج عن الدائرة الدبلوماسية في لحظة معينة لمواجهة الاحتلال”.

وشدد الشيخ قاسم على أنه “إذا لم يلتزم العدو الاسرائيلي وإذا لم تقم الدولة بالنتيجة المطلوبة فلن يكون أمامنا إلا العودة إلى خيارات أخرى”.

واضاف “ليعلم العدو الاسرائيلي أنه لن يأخذ بالضغط لا من خلال احتلال النقاط الخمس أو عدوانه المتكرر ما يريده”.

وتابع “لن نسمح لأحد أن يسلبنا حياتنا وأرضنا وعزتنا وكرامتنا ووطنيتنا”، مؤكدا “لسنا ضعفاء في مواجهة مشاريع أمريكا والعدو الإسرائيلي”.

على صعيد الشأن اللبناني، قال الشيخ قاسم إن “حزب اللّه وحركة أمل أنجزوا نقلة نوعية بانتخاب رئيس الجمهورية وبإكمال عقد الحكومة وبالاندفاع لبناء الدولة”.

ولفت إلى أن “لبنان لا ينهض إلا بجميع أبنائه ولا يفكر أي أحد أنه قادر على إلغاء أي طرف”، مؤكدا أن “من حق الشعب اللبناني على دولته أن تعمر ما هدمه العدو الإسرائيلي”.

وفيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها الحدود اللبنانية السورية، قال الشيخ قاسم “يحاول البعض اتهام حزب اللّه ببعض ما يحصل في الداخل السوري والحدود السورية ولكن هذا غير صحيح”.

وأكد أن “على الجيش اللبناني تقع مسؤولية حماية المواطنين من الاعتداءات التي تحصل على الحدود اللبنانية السورية”.

مقالات مشابهة

  • كلمة رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع خلال تهنئة عيد الفطر في قصر الشعب بدمشق
  • حصيلة الزلزال في بورما تتخطى عتبة 1600 قتيل وجهود مكثفة للبحث عن ناجين 
  • الشيخ نعيم قاسم: المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس
  • رئيس حركة حماس في غزة: سلاح المقاومة خط أحمر
  • عاجل | رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية: سلاح المقاومة خط أحمر
  • رئيس المؤتمر الشعبي يهنئ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعيد الفطر المبارك
  • رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يرأس اجتماعاً خاصاً بمستحقات الشركات المزودة للكهرباء
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • الأردن..مشاهد من المسيرة الحاشدة في العاصمة عمّان نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة
  • ابنة «حسن نصرالله»: لبنان لن يصبح إسرائيلياً أبداً ومستمرون في طريق المقاومة