يمانيون:
2025-04-22@23:01:30 GMT

في وداع سماحة العشق

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

في وداع سماحة العشق

احترام عفيف المُشرّف

«يا حمزة الثاني لدين محمد

يا ثالث الحسنين للزهراء»

ما أوجع الرحيل وما أصعب الفراق، وكيف عندما يكون الفراق لا مفرّ منه، ولابد منه حتى لو كان يحمل معه وجعًا لا ينتهي. وداعاً يشبه الغصة، يترك في قلوبنا فراغًا لا يُملأ، وذكريات لا تُنسى ولا تُمحى من قلوبنا التي نبضت بحبه، قلوبنا التي تشهد وقت وداعه بسمع لا يسمع غير صوته مجلجلاً في أرض الجهاد والاستشهاد، فقد جعلته سمعها الذي به تسمع الحقيقة.

وبصراً لا يرى غيره كالشمس المشرقة في سماء الانتصارات، وقد كان بصرها الذي به تبصر اليقين، قلوبًا قد شيد بنيانها بحبه، فمدت يدها لتسترد ماضيًا هو فيه، وترد ذاهبًا لا تريد فراقه.

وها هي قلوبنا تقف لتقدم العزاء به وتأخذ العزاء فيه من كبد حرى وزفرة تترى، وقد بكته أيامها وأحيت لياليها بالنوح عليه، فالخطب قد عظم في رحيل سماحة العشق، سيد الشهداء، وقائد كل الانتصارات، والتي كللها بانتصار المقاومة في العام 2024، والذي هو بحق انتصار مطلق، بل إنه انتصار يفوق انتصار تموز 2006، وذلك بطول المدة وشراسة العدو وفداحة الخسارة. ومع كل ذلك خرج لبنان منتصرًا. لقد رجع العدو من لبنان بخيبة أمل وهزيمة نكراء، العدو الذي كان يراهن بعد اغتياله للقادة الشهداء، وعلى رأسهم سيد الشهداء، شهيد الإنسانية، السيد حسن نصر الله، أنه قد اجتث شأفة المقاومة.

وكان بذلك واهمًا، فالسيد حسن نصر الله قائد لا يموت، وأن غاب شخصه فلن يغيب أثره، إنه الحليم في موضع الحلم، الفهيم في موضع الحكم، المقدام في موضع الأقدام. قائد أتى إلى الأمة بالنصر، وقال لها: هذا زمن الانتصارات، في وقت تعيش الأمة فيه تحت أمر حكام يعيشون حالة الهزيمة المسبقة.

فمثل هذا القائد لا يموت في نفوس من رباهم، وسيسجل التاريخ أن جيشًا قد هُزم على يد قائد استشهد

وها نحن في وداع سماحة العشق الأزلي السيد حسن نصر الله قدس الله روحه، نقف مكللين بالنصر الذي وعدنا به. نودعه وجرح فراقه عميق، ترتج له الأضلاع وتكاد له القلوب تطير من الصدور. وقد خرست الألسن عن أن تعبر عن هذا الوداع الموجع والنعي الفادح. وقصرت الأيدي عن التعزية بهذه الرزية، فاحزننا عليه رهين قلوبنا وقرين صدورنا، والزعيم بتعلق أفكارنا وسمير ذكرنا، لا تستقل به صدورنا، يكاد يكون لزامًا ويعد غرامًا.

العاطفة لا تُوصف تجاه السيد حسن نصر الله، أنه الأب الذي لا تقتصر أبويته على النسب، بل تتجاوزها إلى عطاء لا حدود له” والقائد الذي لا تقتصر قيادته على بلد أو فئة أنه قائد أممي لن يُنسى أسمه أو يُمحى آثره مهما تعاقبت الحقب فهو من فلتات الزمن التي لا تأتى إلا فيما ندر وكان لنا الحظ أن يأتي في زماننا فنسعد به وكان من نصيبنا أن نحزن عليه ونثكل به

وليس لنا حيال هذا الألم الذي يمزق الأحشاء إلا الاعتصام بحبل الصبر، فالمصاب به كبير وعليه يكون الجزع جديرًا، ولكن الصبر أجدر، والعزاء عن الأعزاء رشد. وإن لم نعتصم بالصبر، فقد اعترضنا على مالك الأمر، فهكذا علمنا قائدنا ونبض قلوبنا أن لا ينبغي أن نسقط إذا ارتقى لنا قائد، بل علينا أن نحمل رايته ونهجه ونسير على طريقه.

نعاهدك سيدي على الصمود والثبات على طريقك، طريق القدس، يا فقيد قلوبنا وشهيد قدسنا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حسن نصر الله

إقرأ أيضاً:

بطريرك المدينة المقدسة: القيامة تحيا في قلوبنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في قداس أحد القيامة المجيدة الذي أُقيم في القبر المقدس بالقدس اليوم الأحد 20 أبريل 2025،  ، عظةً تناولت معاني القيامة في ظل الظروف الحالية، داعيًا إلى أن تكون الكنيسة رمزًا للمحبة والغفران والسلام.

القيامة.. من الظلمة إلى النور

بدأ البطريرك ثيوفيلوس عظته بالإشارة إلى أن الإنجيل يتحدث عن ليلٍ وظلمةٍ على وشك أن يُفسحا المجال لنور الفجر الوشيك، وعن حجر كبير قد دُحرج ولم يعد يحبس شيئًا، وعن تلاميذ يركضون، وعن لفائف - رموز للموت - لم تعد تقيد أحدًا. وأكد أن القيامة هي بشارة بحياة جديدة، مشرقة، تنبع من رماد الموت ومرارته.


الكنيسة.. مكان المحبة والغفران


وأوضح البطريرك أن الكنيسة ليست فقط مكانًا للعبادة، بل هي أيضًا مكان للمحبة والغفران. وأشار إلى أن الكنيسة يجب أن تكون مكانًا يتجاوز الأبواب المغلقة والحواجز الجسدية والبشرية، وأن تكون كنيسة تؤمن، وتبشّر، وتبني السلام.


القيامة مسؤولية وشهادة

وأكد البطريرك أن القيامة ليست فقط فرحًا، بل هي أيضًا مسؤولية. وأوضح أن المؤمنين مدعوون لإعلان القيامة ليس فقط عندما يحيط بهم الموت، بل بالأخص عندما يحيط بهم، في سياقهم الخاص، مدعوون لإعلان من هم ولمن ينتمون، وأن يكونوا شهودًا للسلام والعدالة.

القيامة في ظل الواقع المعاصر
وأشار البطريرك إلى أن الكنيسة في القدس تواجه تحديات كبيرة في ظل الوضع السياسي والإنساني الراهن، خاصة في غزة. وأكد أن القيامة تمنح المؤمنين الثبات والرجاء، وأنهم مدعوون لأن يكونوا أعمال رحمة ورعاية، فذلك هو أسلوبهم في إعلان بشرى القيامة والحياة.
القيامة دعوة للحياة
اختتم البطريرك عظته بالتأكيد على أن القيامة هي دعوة للحياة، وأن المؤمنين مدعوون للعيش مع المسيح القائم، هنا والآن، في كل مكان، ورغم كل شيء. وأشار إلى أن القيامة تمنحهم القوة لتجاوز المحن والعيش فرحًا في كل حين وإلى الأبد.

مقالات مشابهة

  • من هي أبرز الشخصيات التي ستشارك في وداع البابا؟
  • التحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي الذي وقف وقفة مشرفة
  • البابا الذي كسر التقاليد: دفن فرنسيس خارج أسوار الفاتيكان ( كامل التفاصيل)
  • عباس إبراهيم: وداعًا للبابا الذي حمل همّ المقهورين ودافع عن فلسطين
  • وزير الداخلية يبحث مع وفد قطري تعزيز التعاون وتبادل الخبرات
  • وزير الدفاع يتصل بقائد الجيش معايدا
  • الجيش الإسرائيلي يقتل نائب قائد الوحدة 4400 بحزب الله
  • استشهاد نائب قائد الوحدة 4400 التابعة لحزب الله اللبناني
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • بطريرك المدينة المقدسة: القيامة تحيا في قلوبنا