المرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”: انتصار يؤكد إرادة المقاومة ونبلها
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
يمانيون../
طوت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، ملف العملية الأخيرة من المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الصهيوني؛ وفيها تم الافراج عن مئات الأسرى مقابل جثامين أربعة أسرى للاحتلال.
كانت مشاعر عائلات الأسرى الفلسطينيين لا توصف، وهم يتنظرون أبنائهم وذويهم بعد سنوات طويلة من الأسر؛ مشاعر يعجز القلم عن وصفها واستيعابها عن لحظة ذلك اللقاء لحظة الحرية، فالانتظار بدأ من مساء الأربعاء، والشوق للقاء ظلت أحاسيسه تتصاعد حتى كان الموعد.
كانت المشاهد في رام الله وغزة وغيرها مفعمة بحقيقة واضحة مفادها أن الافراج عن هذا الكم الكبير من الأسرى، بما فيهم أسرى أطفال وأسيرات، يؤكد مدى قدرة المقاومة على تحقيق النصر بلغات عديدة، وكم هو فعل عظيم هذا الإنجاز، الذي حققته المقاومة، ولمت من خلاله العائلات بأبنائها بعد عشرات السنين من الفقد والأمل.
ولعل قصة الأسير نائل البرغوثي، الذي عاش نصف قرن أسيرا في سجون المحتل تختزل عظمة هذا الفعل من ناحية ومن ناحية أخرى تؤكد مدى جسارة الفلسطيني مقاوما وأسيرا في آن. لقد خرج البرغوثي بعد خمسين سنة متمسكا بحريته ومؤمنا بحرية بلده وشعبه. لقد كان نيله لحريته ضمن صفقة “طوفان الأحرار”.
“مشروع المقاومة لتحرير أمة وليس فقط من أجل تحرير الأسرى”، بتلك الكلمات القوية عبر الأسير المحرر الأطول محكومية في العالم نائل البرغوثي عن امتنانه للمقاومة الفلسطينية بعيد ساعات من تحرره ضمن الدفعة السابعة لصفقة طوفان الأحرار، في إطار وقف إطلاق النار بغزة.
وهو في الحافلة التي تقله إلى مصر، قال عميد الأسرى الفلسطينيين إن “طعم الحرية لا يوصف لكن حريتنا لن تكتمل دون نجاح مشروع المقاومة”، متوجها لأهالي قطاع غزة “من نساء وأطفال ورجال ومقاومين جندًا وقادة وإلى تراب غزة بالتحية. كل الكلمات لا توفي أهل غزة حقهم، وكل ما فعله ودمره الاحتلال لا يساوي ظفر طفل فلسطيني في غزة”.
وأكد مدير مكتب إعلام الأسرى، أحمد القدرة، أن اليوم يُسجل فصلٌ جديد من المجد، حيث تتدفق الحرية في عروق من صمدوا خلف القضبان.
وجه القسامي المحرر ضمن صفقة طوفان الأقصى، عمار الزبن، من نابلس والمبعد إلى مصر، التحية للقادة الشهداء والمقاومة وكتائب القسام، مؤكدا أن دماء أهل غزة لن تذهب هدرا، وأن الشعب الفلسطيني تعلم من صبرهم وصمودهم وتضحياتهم الكثير.
ها هو كيان الاحتلال الذي ارتكب أفظع الجرائم بهدف إطلاق سراح أسراه قد فشل في تحريرهم، وظل يكابر لأكثر من 15 شهرًا، متوعدًا حركة “حماس” بالتدمير، حتى أنه لم يحد أمامه سوى الاعتراف بالمقاومة، من خلال تفاوضه معها على الافراج عن الأسرى، ووقف إطلاق النار، وهو بذلك اعترف بهزيمته وانكساره أمام التاريخ.
على مدى الأسابيع التي استغرقها تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وسط محاولات الاحتلال إيقاف تنفيذه وتلكؤه في تنفيذ ما يخصه كتبت المقاومة سطور مضيئة في مدى التزامها واحترامها للاتفاقيات كجزء من ثقافة دينها، بينما ظهر الاحتلال في موقع من ينكث ويخلف عهده والتزامه؛ لتقول المقاومة للعالم: هاهي المقاومة وها هو الاحتلال في صورتهما الحقيقية.
ما ظهر عليه الأسرى الفلسطينيون من أمراض وعلل وضعف وهزال جراء ما تعرضوا له في السجون الإسرائيلية يعكس مدى بشاعة ثقافة الاحتلال، بينما سلمت المقاومة أسراه الأحياء في حال لائق بالمقاومة كفعل نبيل؛ ولم يكن تقبيل أحد الأسرى الصهاينة جبين جنود المقاومة خلال إحدى عمليات التبادل، إلا دليلًا وشاهدًا منهم على عظمة ونبل المقاوم الفلسطيني؛ وهذا ليس بغريب وهم ينشدون الحرية ويتحدون العاصفة!
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
بينهم 14 مبعدا.. محررو القدس في الدفعة السابعة من طوفان الأحرار
حررت المقاومة الفلسطينية، فجر اليوم الخميس، 19 أسيرا مقدسيا، في الدفعة السابعة من صفقة "طوفان الأحرار" ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك من أصل 620 أسيرا فلسطينيا حرروا اليوم.
وتحرر هؤلاء الأسرى بعد مماطلة استمرت 5 أيام، حيث خرق الاحتلال الاتفاق وعطل إطلاق سراحهم المفترض يوم السبت الماضي، في 22 فبراير/شباط.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في زيارة "غير مسبوقة".. 12 منظمة تدعو الاتحاد الأوروبي لطرح القضية الحقوقية بالهند للنقاشlist 2 of 2رايتس ووتش للاتحاد الأوروبي: استعيدوا الإنسانية بالبحر وأوقفوا الإغراق للردعend of listومن بين إجمالي محرري الدفعة السابعة 50 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد، و60 من أصحاب الأحكام العالية، و47 تحرروا في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وكذلك 445 ممن اعتقلوا من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك مقابل إطلاق سراح 6 جنود إسرائيليين أحياء، و4 جثث.
ووفق القوائم التي نشرها مكتب إعلام الأسرى، فإن المحررين الـ19 هم: إسماعيل حجازي، إياد المهلوس، أحمد عبيد، أحمد نصلة، بلال أبوغانم، جمال أبوصالح، حمزة الكالوتي، خالد الحلبي، رجب الطحان، سلمان أبوعيد، عاهد النتشة، عدنان مراغة، علاء الدين البازيان، عماد الشريف، مجدي الزعتري، "محمد خليل" أبوسنينة، محمد عبّاد، موسى صرايعة، نضال زايد.
محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة.. الأسير القسامي حمزة الكالوتي من مدينة القدس، على موعد مع الحرية ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيل، والمقررة يوم غد السبت، بعد قضائه 24 عاما داخل سجون الاحتلال.
اعتقل الكالوتي في سبتمبر/أيلول 2000 بعد… pic.twitter.com/pIJVRoU8Zc
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 21, 2025
إعلان أحكام مؤبدة وإبعادومن بين المحررين المقدسيين الـ19، هناك 13 محكومون بالسجن المؤبد، كما أبعد الاحتلال إلى خارج فلسطين 14 محررا من بينهم 6 أسرى تحرروا سابقا بصفقة "وفاء الأحرار" وأعيد اعتقالهم مرة أخرى، بينما رفض 3 أسرى (أمجد أبورميلة، سامر العيساوي، ناصر عبد ربه) التحرر مقابل الإبعاد، وتم استبدالهم بأسماء أخرى، من بينها الأسير المقدسي أحمد نصلة الذي حُكم قبل 10 أيام فقط بالسجن 26 عاما.
والمحررون الخمسة الذين عادوا إلى منازلهم بالقدس المحتلة هم: أحمد نصلة من مخيم شعفاط شرقي القدس، محمد عباد من حي رأس العمود، خالد الحلبي وعاهد النتشة وحمزة الكالوتي وثلاثتهم من بلدة بيت حنينا شمالي المدينة، والكالوتي أكبر الأسرى المقدسيين عمرا وأعلاهم حكما حيث حكم بالسجن مدى الحياة.
أما الأسرى الستة المحررون بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 وأعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، فجميعهم كانوا محكومين بالسجن مدى الحياة، وأبعدوا اليوم خارج فلسطين، وهم: جمال أبوصالح (61 عاما) من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى ويعتبر أحد عمداء الحركة الأسيرة، وسلمان أبوعيد (61 عاما) من قرية بدّو شمال غرب القدس.
ومنهم أيضا رجب الطحان (57 عاما) من رأس العمود جنوب المسجد الأقصى، والذي توفي والداه وهو في الأسر، وابنه مجد بمرض السرطان عام 2017 ومنع من وداعهم، وإسماعيل حجازي (44 عاما) من جبل المكبر جنوب القدس، وعدنان مراغة (56 عاما) من سلوان، وعلاء الدين البازيان (67 عاما) من البلدة القديمة بالقدس.
أكبر المحررين عمرا وأقدمهم اعتقالا، هو الأسير الكفيف علاء الدين البازيان، الذي حررته المقاومة في 3 صفقات تبادل، أولها بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (صفقة الجليل) عام 1985 والتي أنقذته من السجن 20 عاما، وأوسطها بقيادة حركة حماس (صفقة وفاء الأحرار) عام 2011 والتي أنقذته من السجن مدى الحياة، وآخرها بقيادة حماس أيضا (صفقة طوفان الأحرار) عام 2025 وكررت إنقاذه من السجن المؤبد.
إعلانوولد البازيان عام 1958 في البلدة القديمة بالقدس، ويعد من قدامى الأسرى المقدسيين حيث بدأ العمل المقاوم عام 1977 وعمره 19 عاما، وأمضى أكثر من 4 عقود. وعام 1979 انفجرت فيه عبوة ناسفة أثناء إعدادها مما أدى إلى فقدانه البصر واستئصال جزء من كبده، واعتقل بعدها رغم إصابته.
واعتقل ثانية عام 1981 وحكم بالسجن 20 عاما لكنه تحرر في صفقة الجليل عام 1985، ثم اعتقل عام 1986 وحكم بالسجن مدى الحياة، ثم تحرر في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وأعيد اعتقاله عام 2014، ثم تحرر في "طوفان الأحرار" عام 2015، علما بأنه أب لابنتين أنجبهما بعد تحرره عام 2011.
وتحرر اليوم وأبعد خارج فلسطين المقدسي "محمد خليل" أبوسنينة (38 عاما) من بلدة عناتا شمال شرق القدس، وكان اعتقل عام 2008، وحكم بالسجن المؤبد مرتين و40 عاما، علما بأن والده تحرر مسبقا في صفقة تبادل الأسرى عام 1985.
وعُرف أبوسنينة منذ طفولته بفصاحته وتعلقه بالمسجد الأقصى، وبعد اعتقاله أكمل حفظ القرآن الكريم، وحصل على السند المتصل برواية حفص عن عاصم، وحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ.
ومن أبرز المحررين المقدسي بلال أبوغانم (31 عاما) من بلدة جبل المكبر جنوب القدس، واعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2015، إبان هبّة السكاكين، بعد تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار مزدوجة في حافلة للمستوطنين بالقدس، برفقة صديقه الشهيد بهاء عليان، وقد أسفرت العملية عن إصابة بلال برصاصة في الرئة عانى منها في الأسر، ومقتل 3 مستوطنين وإصابة 11 آخرين.
وحوكم بلال بالسجن المؤبد 3 مرات، ودفع غرامة مالية بقيمة 400 ألف دولار، وأضيف إلى حكمه 60 عاما بعد رفضه الوقوف أمام القاضي الإسرائيلي، حيث قال حينها "ما فعلناه رد على اعتداءاتهم بحق نسائنا وأقصانا".
إعلان
ثأر لاغتيال عيّاش
شارك المقدسي حمزة الكالوتي بعمليات "الثأر المقدس" إلى جانب حسن سلامة ثأرا لاغتيال المهندس يحيى عياش عام 1995، وتحرر اليوم بعد حكمه بالسجن المؤبد، وقضائه 24 عاما في سجون الاحتلال، حيث اعتقل عام 2001 بعد زواجه بـ5 سنوات، بعد مطاردة لمدة عامين.
وعاد الكالوتي إلى منزله في بلدة بيت حنينا، وعمره (56 عاما) بعد إنجازات أكاديمية وأدبية رغم الأسر، حيث حصل على شهادة الدكتوراة في تخصص الإعلام، وفوضته الحركة الأسيرة بتدريس الأسرى، وألف عديدا من الكتب، أولها عام 2009.
وسيلتقي الأسير أحمد عبيد أخيرا زوجته وأبناءه الخمسة الذين انتظروه 21 عاما، بعد اعتقاله عام 2004 وحكمه بالسجن المؤبد 7 مرات، بتهمة الانتماء إلى كتائب عز الدين القسام، وتوصيل الشهيد رامز أبوسليم الذي نفذ عملية في القدس قتلت 7 مستوطنين. علما بأن الاحتلال رفض عودته إلى منزله في العيساوية وأبعده خارج فلسطين.
وفجع أحمد وعائلة عبيد في العيساوية بوفاة ابن عمه نائل، يوم السبت الماضي والذي سقط عن علو بعد أسبوع واحد من تحرره بصفقة "طوفان الأحرار" وعودته إلى القدس، في 15 فبراير/شباط الماضي، علما بأنه حكم عليه بالسجن المؤبد، وقضى 21 عاما في الأسر.
محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة.. الأسير القسامي حمزة الكالوتي من مدينة القدس، على موعد مع الحرية ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيل، والمقررة يوم غد السبت، بعد قضائه 24 عاما داخل سجون الاحتلال.
اعتقل الكالوتي في سبتمبر/أيلول 2000 بعد… pic.twitter.com/pIJVRoU8Zc
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 21, 2025
محررو القدستحرر عشرات الأسرى المقدسيين منذ بداية صفقة "طوفان الأحرار" عام 2025 على النحو التالي:
الدفعة الأولى يوم 19 يناير/كانون الثاني: تحرر 16 مقدسيا، بينهم 7 قاصرين و9 نساء. الدفعة الثانية يوم 25 يناير/كانون الثاني: تحرر 27 مقدسيا، بينهم 19 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد (أبعد 15 منهم إلى خارج فلسطين) إلى جانب 8 أسرى من أصحاب الأحكام العالية. الدفعة الثالثة يوم 30 يناير/كانون الثاني: تحرر 20 أسيرا مقدسيا، بينهم 4 قاصرين، وأسير محكوم بالسجن المؤبد، و15 أسيرا محكوما بفترات مختلفة. الدفعة الرابعة أول فبراير/شباط: تحرر أسيران مقدسيان. الدفعة الخامسة يوم 8 فبراير/شباط: تحرر 5 أسرى بينهم محكوم بالمؤبد وتم إبعاده. الدفعة السادسة 15 فبراير/شباط: تحرر7 أسرى جميعهم من أصحاب المؤبدات، وأبعد 3 منهم. الدفعة السابعة 27 فبراير/شباط: تحرر 19 أسيرا: أبعد منهم 14 محررا منهم، وبينهم 13 محكومون بالمؤبد. إعلان