الاتحاد الأوروبي يحذر ترامب من الوقوع في فخ الرواية الروسية
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاجا كالاس اليوم الخميس إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" قدم أفضل ضمانة أمنية لأوكرانيا، متهمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالوقوع في فخ الرواية الروسية بإغلاق الباب.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في واشنطن، حذرت كالاس أيضا من أن الأوروبيين لن يتمكنوا من المساعدة في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا ما لم يتم إشراكهم من قبل ترامب، الذي سعى إلى التفاوض مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت كالاس، رئيسة وزراء سابقة لدولة إستونيا، إن دول حلف الناتو لم تهاجم روسيا قط، بل كانت "خائفة من الديمقراطية".
وأضافت: "لماذا نحن في حلف شمال الأطلسي؟ هذا لأننا خائفون من روسيا، والشيء الوحيد الذي يعمل حقا - الضمانة الأمنية الوحيدة التي تعمل - هو مظلة حلف شمال الأطلسي".
وقال ترامب، الذي كسر عزلة بوتين بمكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، يوم الأربعاء إن أوكرانيا يمكنها "أن تنسى" الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في أي تسوية، موضحًا: "أعتقد أن هذا ربما هو السبب وراء بدء الأمر برمته".
وأوضحت كالاس عندما سُئلت عن تصريحات ترامب: "هذه الاتهامات غير صحيحة تمامًا، هذه هي الرواية الروسية التي لا ينبغي لنا أن نصدقها".
وأشارت قائلة: "سؤالي هو، لماذا يجب أن نعطي روسيا ما تريده بالإضافة إلى ما فعلته بالفعل - مهاجمة أوكرانيا، وضم الأراضي، واحتلال الأراضي، والآن تقديم شيء فوق ذلك".
وتابعت "فكر هنا في أمريكا أنه بعد الحادي عشر من سبتمبر، كنت لتجلس مع أسامة بن لادن وتقول، حسنًا، ماذا تريد غير ذلك؟ أعني، إنه أمر لا يمكن تصوره".
وأصرت روسيا على أن الولايات المتحدة وعدت في نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي، التحالف المدعوم من الولايات المتحدة.
وينفي بعض الدبلوماسيين الأمريكيين من تلك الحقبة هذه الرواية، على الرغم من أن بعضهم حذروا أيضا من أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي ستكون خطا أحمر بالنسبة لموسكو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الاتحاد الأوروبي الناتو الرئيس الأمريكي بوتين حلف شمال الأطلسي الرئيس الروسي الرواية الروسية المزيد حلف شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
تقرير :ترامب في 100 يوم.. عزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا
وارسو"أ.ف.ب": وعد دونالد ترامب بإبرام تسوية تنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا "خلال 24 ساعة"، لكن بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على عودته الى البيت الأبيض، لا يزال النزاع مستعرا وأفق الحل غامضا بعدما أعاد الرئيس الأمريكي فتح قنوات التواصل مع موسكو وأضعف موقف كييف.
لم يفلح ترامب في انتزاع تنازلات أساسية من نظيره فلاديمير بوتين، على رغم إجراء مسؤولين أمريكيين وروس جولات من المباحثات الهادفة الى البحث عن تسوية للحرب التي بدأت الحرب في اوكرانيا مطلع العام 2022.
وفي نقيض لسياسة الدعم غير المقيَّد لكييف التي اعتمدها سلفه جو بايدن، خاض ترامب في تباينات علنية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلغت حد وصفه بـ"الديكتاتور" والدخول في مشادة علنية معه في المكتب البيضوي.
وأثار فكّ ترامب العزلة الغربية التي فرضت على بوتين خلال الأعوام الماضية، حفيظة الأوكرانيين وحلفائهم الغربيين.
وبينما أثار التقارب الأمريكي الروسي غبطة لدى كثيرين في موسكو، تبدو الصورة قاتمة في كييف حيث يرى كثيرون أن السلام المستدام بات أضغاث أحلام.
ويقول تيموفي ميلوفانوف، مدير كلية كييف للاقتصاد، لوكالة فرانس برس "لا شيء يحدث. في واقع الأمر، يسمع الناس صفارات الانذار كل يوم، يرون القنابل، والناس يموتون".
يضيف "يخدع بوتين الجميع فعليا".
وبينما أجرى مسؤولون أمريكيون مباحثات مع نظرائهم الروس خلال الأسابيع الماضية، واصلت موسكو شنّ ضربات بصواريخ بالستية تطال مناطق أوكرانية عدة راح ضحيتها العشرات.
كما تراجعت القوات الأوكرانية بشكل كبير في منطقة كورسك الحدودية في غرب روسيا والتي توغلت فيها خلال صيف 2024، لتفقد بذلك ورقة المساومة الوحيدة عمليا التي كانت في حوزتها.
وتؤكد آنا كليشكينا، وهي مصوّرة تبلغ 29 عاما من سومي الأوكرانية، أنه منذ عودة ترامب الى الحكم في واشنطن "لم تحصل تغييرات الى الآن، بل في الواقع ساءت الأمور في مدينتنا".
وقتل 35 شخصا وأصيب أكثر من 100 في هذه المدينة جراء ضربة روسية بصاروخين بالستيين في 13 أبريل، في هجوم هو من الأكثر حصدا للأرواح منذ أشهر.
وعلى رغم تصريحاته وتواصله المباشر مع بوتين، لم يتمكن ترامب من تحقيق أي تقدم ملموس نحو تسوية في الحرب.
ورفض الرئيس الروسي في مارس مقترحا أمريكيا وافقت عليه أوكرانيا، بهدنة غير مشروطة مدتها 30 يوما. وفي حين وافق طرفا النزاع على وقف استهداف منشآت الطاقة، لم يتم وضع ذلك ضمن اتفاق رسمي، واستمر كل منهما في اتهام الآخر بخرق هذا التعهد.
وأعلن الكرملين الجمعة أن أمر بوتين بهذا الشأن "انتهت صلاحيته".
وعلى الارض، واصلت موسكو تقدمها التدريجي في شرق أوكرانيا، على رغم أن ذلك يتم وفق إيقاع أبطأ مما كان عليه في أواخر 2024. وعلاوة على طرد الجيش الأوكراني بشكل شبه كامل من كورسك، تقدمت قوات موسكو الى أطراف منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا.
ويقول الجندي الأوكراني أولكسندر (22 عاما) وهو يستريح جالسا الى مقعد في مدينة سومي، إن رأيه بترامب لطالما كان "سلبيا... ويبقى كذلك".
ويرى أن الرئيس الأمريكي "ليس رجل سياسة بل فنان استعراضي".
وقامت واشنطن بتعليق مساعداتها العسكرية لأوكرانيا لفترة وجيزة في مارس، في خطوة فاجأت كييف وشكّلت قطيعة مع سياسة الدعم الواسع التي اعتمدتها إدارة بايدن.
وكرر ترامب في تصريحاته مواقف روسية، مثل التلميح الى وجوب إجراء انتخابات رئاسية بسبب انتهاء ولاية زيلينسكي خلال الحرب، وزعمه بأن نسبة تأييد الأخير لدى الأوكرانيين هي 4% فقط.
وبلغ التوتر بين ترامب وزيلينسكي مستوى غير مسبوق في فبراير مع المشادة الكلامية الحادة بينهما أمام الصحافيين ووسائل الإعلام في البيت الأبيض. واتهم الرئيس الأمريكي نظيره بعدم تقدير الولايات المتحدة، وهو موقف أثار صدمة لدى حلفاء بلاده.
وبعد أيام من الضربة الدامية في سومي، كرر ترامب انتقاده لزيلينسكي، مشيرا الى أنه لم يكن يجدر به أن "يبدأ حربا ضد طرف أكبر منك حجما بعشرين مرة"، في إشارة الى الفارق الهائل في المساحة بين روسيا وأوكرانيا.
على رغم ذلك، لم تسلم روسيا من انتقادات ترامب، اذ لم يخف في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية "غضبه" من بوتين، ودعا روسيا الى "التحرك" لإبرام تسوية تضع حدا لهذه الحرب.
لكن النبرة تبقى تصالحية أكثر من ذي قبل، وهو ما يلقى الرضى في روسيا.
واعتبر الكرملين في مارس أن تبدل الموقف الأمريكي يجعل الولايات المتحدة أكثر اتساقا مع وجهة نظره.
تقول أليزا، وهي نادلة في العشرين من عمرها تقيم في بلدة فيريا الروسية، إن التقارب بين موسكو وواشنطن يبعث على الأمل.
وتوضح "ما سمعته في وسائل الإعلام هو أن ثمة مباحثات بين بوتين وترامب وهي ناجحة للغاية... أعتقد أننا سنكون في حال جيدة للغاية نتيجة لذلك"، مشددة على أن "ما نفتقده هو السلام".
لكن مواطنتها إيلينا سولودكايا (37 عاما) تبدو أقل تفاؤلا بقولها "لا ينبغي أن نعلّق آمالنا على السياسيين... ليس على ترامب".