مسلسل “معاوية”.. دراما تاريخية تثير الجدل مع عرضها برمضان
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
شمسان بوست / الحرة :
أثار مسلسل”معاوية” المقرر عرضه في شهر رمضان جدلًا واسعًا منذ الإعلان عن عودته بعد تأجيل دام عامين.
والمسلسل، الذي يجسد شخصية معاوية بن أبي سفيان، يروي الأحداث التي تلت مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وتولي علي بن أبي طالب الخلافة، مرورًا بالصراعات السياسية التي انتهت بقيام الدولة الأموية.
والعمل يقدم باللغة العربية الفصحى بالكامل، ويضم نخبة من الممثلين العرب، منهم إياد نصار، ولجين إسماعيل، وسامر وأيمن زيدان، وسهير بن عمارة، وهو من تأليف السيناريست المصري، خالد صلاح، وإخراج، طارق العريان.
إعلان مفاجئ وجدل متصاعد
رغم أن المسلسل كان موضع تكهنات عديدة بشأن مصيره، جاء الإعلان التشويقي الذي بثته قناة “إم بي سي” السعودية ليؤكد عرضه في موسم رمضان 2025.
وتضمن الإعلان مشاهد حروب وصراعات ملحمية، مع استخدام تقنيات متطورة في الغرافيكس وتصميم الأزياء، ما زاد من الترقب والاهتمام بالعمل.
لكن توقيت الإعلان والطريقة المفاجئة التي تم بها الترويج للمسلسل أثارا موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
فالبعض يرى أن المسلسل إضافة مهمة للأعمال التاريخية العربية، بينما يعترض آخرون على تقديم شخصية مثيرة للجدل مثل معاوية بن أبي سفيان في عمل درامي.
عقبات وتأجيلات
لم يكن الطريق نحو عرض المسلسل سهلًا، فقد واجه العمل عدة أزمات منذ الإعلان عنه في العام 2023، شملت اعتراضات رسمية، أبرزها قرار هيئة الإعلام العراقية بمنع عرضه داخل العراق.
كما خضع السيناريو لعدة تعديلات وسط تقارير تشير إلى محاولات إنتاج عمل درامي مضاد لتقديم رواية مختلفة للأحداث.
خلافات تاريخية
الجدل حول شخصية معاوية ليس جديدًا، إذ تعتبر هذه الحقبة من أكثر الفترات إثارة للنقاش بين المؤرخين، كما أن الخلاف بين السنة والشيعة حول معاوية يجعل أي تناول له في الدراما مثيرًا لحساسيات مذهبية.
رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر كان من بين أبرز المعترضين، حيث أصدر بيانًا في فبراير 2023 وصف فيه معاوية بأنه “رأس الفتنة الطائفية”، محذرًا من أن عرض المسلسل قد يؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية.
وأما الباحث الإسلامي، وجيه قانصوه، فقد أكد في حديث سابق إلى موقع “الحرة” أن الخلاف بين السنة والشيعة “أبعد من مجرد اختلاف مذهبي”، فهو يتعلق برؤية كل طرف للتاريخ وكيفية توظيفه “لأغراض سياسية”.
من جهته، أشار الباحث، محمد عبد الوهاب رفيقي، في تصريحات سابقة إلى موقع “الحرة” إلى أن استمرار هذا الجدل يعود إلى “التسييس المستمر للقضايا التاريخية”، معتبرًا أن النقاش حول المسلسل يعكس “الهزيمة الحضارية” التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية، حيث لا يزال التاريخ يلعب دورًا في “تشكيل الصراعات المعاصرة”.
ردود فعل متباينة
لم يقتصر الجدل على العراق، فقد انتقد بعض المتابعين من دول عربية تناول المسلسل لشخصية مثيرة للانقسام، فيما دافع آخرون عن حق الدراما في تقديم مختلف وجهات النظر.
وشدد رفيقي على ضرورة أن تكون الأعمال الفنية “حرة في تناول الشخصيات التاريخية” دون فرض قيود دينية أو سياسية عليها، مشيرًا إلى أن “المنع ليس حلًا”.
وكانت قناة “الشعائر” الفضائية العراقية، التابعة للمرجعية الشيرازية، قد أعلنت عام 2022، نيتها إنتاج فيلم سينمائي بعنوان “شجاعة أبو لؤلؤة (المجوسي)” الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب، في خطوة فُسرت على أنها رد مباشر على مسلسل “معاوية”.
وتلك الخطوة أثارت وقتها جدلًا مضاعفًا، حيث اعتبر البعض أن إنتاج مثل هذا الفيلم سيزيد من الاحتقان الطائفي، ما دفع هيئة الإعلام العراقية إلى منع عرض المسلسل والفيلم معًا في محاولة لاحتواء التوتر.
هل يمكن تجاوز الخلافات؟
يؤكد بعض الباحثين أن المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى مراجعة نقدية للتاريخ، بعيدًا عن العواطف والانحيازات المذهبية، بحيث يُسمح للأعمال الفنية بمعالجة هذه القضايا بحرية.
الباحث قانصوه أشار إلى أن أوروبا تمكنت من تجاوز خلافاتها التاريخية عندما بدأت تنظر إلى التاريخ كأحداث مرتبطة بظروفها الزمنية، وليس كقضايا دينية مقدسة.
من جانبه، يرى رفيقي أن الحل يكمن في إصلاح ديني وفكري جذري، يسمح بقبول التعددية داخل المجتمعات الإسلامية، مشيرًا إلى أن الحرية الفنية يجب أن تبقى مكفولة للجميع، سواء في تقديم مسلسل عن معاوية أو أي شخصية تاريخية أخرى.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
“يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
يمانيون../
ظهر الغيظ الشديد، للمجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، من استخدام اليمنيين لاسم يافا التي احتلتها العصابات اليهودية عام 1948م.
تردد اسم يافا في العالم وبات العالم يعرف التسمية الحقيقية لما يسميه كيان العدوّ الصهيوني بـ “تل أبيب”، وذلك منذ وصول المسيّرة اليمنية “يافا” في 19 من يوليو 2024م، إلى قلب كيان العدوّ الصهيوني، قاطعة 2300 كيلومتر لتضرب عصب، دون أن تكتشفها منظومات الاعتراض الصاروخية الأمريكية المنتشرة في البحار والدول العربية، ودون أن تكتشفها أو تشعر بها أيضاً المنظومات الصاروخية الصهيونية لتصل هدفها بدقة عالية جدًّا، ليكون الحدث أشبه بزلزال يصيب الأمريكي والصهيونية.
وبعد عام و9 أشهر على العملية، ومن كتم الغيظ خرج نتنياهو في كلمة متلفزة، بمناسبة بدء معركة حيفا وبدء مجازر العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، ليخرج الرجل عن طوره ويظهر غيظه الشديد من إطلاق اليمنيين اسم المسيّرة “يافا”، مضيفاً أقول لهم “يافا ليست محتلة”، مؤكدا أن الكيان العدو يقصف اليمن من خلال حليفة الأمريكي.
ما هي “يافا” من أين جاءت التسمية؟
لم تخل خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حين يتحدث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة من استعادة التسميات الأصلية للمناطق التي احتلها كيان العدوّ، وعلى رأسها “يافا” وأم الرشراس” والتي نالت نصيباً وافراً من عمليات الرد اليمني على المجازر الصهيونية في غزة.
كما أن اسم يافا المحتلة كان حاضراً من جميع بيانات القوات المسلحة اليمنية في العمليات الجوية والصاروخية اليمنية التي تستهدف كيان العدوّ، والتي كان آخرها أمس الاثنين، والتي نفذ فيها سلاحُ الجوِّ المسيّر في عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1.
ويبدو أن توقيت العمليات التي أعلنتها القوات المسلحة أمس مع ذكرى بدء العصابات الصهيونية حربها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، أثار غضب المجرم نتنياهو، وأخرجه عن طوره، وجعله يُظهر حقده على التسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية والتي أعادت اليمن إحياءها.
وفي تعقيب له عقب ضرب مسيّرة “يافا” لقلب كيان العدوّ في يوليو 2024م، كشف السيد القائد أن المقاومة الفلسطينية هي من قامت باختيار اسم الطائرة قبل انطلاقها صوب قلب كيان العدوّ، وقال السيد: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد وطائرة “يافا” هي مسيّرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى.
وأضاف: “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا ما يسميها العدوّ “تل أبيب” وتركنا للإخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.
وأكّد أن وصول “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدوّ، كان مزعجاً له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، فاستهداف يافا لعمق إسرائيل يمثل بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، معلنا “أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.
وأوضح أن الاختراق كان مؤثرًا على العدوّ الإسرائيلي ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان، لافتاً إلى أن التهديد لم يكن متوقعاً ولا مألوفاً في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين، موضحاً أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.
وأكّد أن عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية، مضيفاً أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحاً ويفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.
وقبيل استشهاده في نهاية يوليو 2024م أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “بالتطور اللافت الذي قام به الإخوة في اليمن باستهداف “تل أبيب” بمسيّرة يافا، والذي شكل نقلة نوعية في المواجهة، من خارج ساحة فلسطين، مع الكيان الصهيوني”.
منذ بدء عملياتها في يوليو نفذت المسيّرة “يافا” عشرات العمليات العسكرية ضد كيان العدوّ وتردد اسمها كما تردد اسم يافا المحتلة مع كلّ عملية، ليظهر أمس الأحد حجم الغيظ والحنق على المسميات العربية، ناهيك عن حقد الأعداء على ما تمتلكه الأمّة من مقومات، وصدق الله العظيم حين كشف حقدهم وبغضهم بقوله: “وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْءَايَٰتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”.
محمد الحاضري ــ المسيرة