حمص-سانا

أجمع عدد من المواطنين في حمص على تفاؤلهم بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد مؤخراً بدمشق، مؤكدين أهمية تطبيقها على أرض الواقع كونها تلبي كل تطلعات الشعب بمختلف مكوناته لإعادة بناء الدولة الجديدة التي يحلم بها السوريون.

سانا استطلعت آراء عدد من الفئات المجتمعية بحمص، حيث أكد المحامي الدكتور فيصل الحكيم أهمية إعطاء فرصة للدولة لتحقيق الأهداف التي أطلقها الحوار الوطني، الذي كان ممثلاً بكل أبناء الشعب السوري دون إقصاء لأحد، معرباً عن تفاؤله بأن القادم سيكون أفضل للشعب السوري، باعتباره نسيجاً واحداً متكاملاً، كما دعا إلى تكاتف الجميع لبناء الدولة الجديدة، معولاً على وعي السوريين، وتعاونهم مع مؤسسات الدولة، لتحقيق كل طموحات الشعب وعلى مختلف الأصعدة.

بدوره، أكد المواطن رمضان البارودي أن كل البنود التي نتجت عن المؤتمر ممتازة ولكنها بحاجة إلى التنفيذ على أرض الواقع، وقال: “إننا كسوريين اعتدنا أباً عن جد أن نكون أخوة، ولا نعرف الطائفية أو التفرقة”، متمنياً الخير للحكومة الجديدة.

ويرى محمد زياد عويجان طالب في جامعة حمص، أن المؤتمر كان مطمئناً لكل السوريين، وخاصة ما تحدث به السيد الرئيس أحمد الشرع في افتتاح المؤتمر حول كل القضايا، ولا سيما تشكيل لجنة لملاحقة المجرمين، وإعادة حقوق الشعب، معرباً عن تفاؤله بأن المستقبل سيكون أفضل بفضل مساعدة كل أبناء الشعب في بناء سورية.

“تابعنا المؤتمر وهو يهم كل مواطن سوري”، يقول المهندس محسن يونس، مؤكداً أن أهم مطلب للشعب السوري في هذه المرحلة تحقيق الأمن والأمان، وتحسين الوضع الاقتصادي حتى يشعر المواطنون بالارتياح من خلال سرعة إنجاز مخرجات الحوار الوطني، مضيفا: “لقد تخلصنا من أصعب عقبة وهي النظام البائد، وقطعت الحكومة مرحلة ليست سهلة، وعلينا التطلع إلى الأمام لأن القادم أفضل”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات

في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.

التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.

التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.

التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.

كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.

في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الرئيس السوري يعزّي برحيل البابا فرنسيس.. ونائب أمريكي يكشف تفاصيل لقاءه «الشرع»
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • أفضل المشروبات التي تحافظ على ترطيب الجسم
  • تعرف على المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في جيبوتي بمجال النقل
  • أشرف داري قبل مباراة صن داونز: نتيجة مباراة الذهاب خادعة.. ونتمنى إسعاد الجماهير
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • أفضل الأعمال التي تقدمها لشخص عزيز توفى.. دينا أبو الخير تكشف عنها
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع الوطني
  • أحزاب المعارضة الكردية ترفض المشاركة في حكومة الإقليم الجديدة