«الجارديان»: ما المعادن المهمة فى أوكرانيا ولماذا يريدها الرئيس الأمريكى؟
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه من المرجح أن يزور نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، البيت الأبيض، يوم الجمعة، لتوقيع اتفاق بشأن المعادن، بعد أن رفض زيلينسكى المحاولات الأولية للولايات المتحدة للحصول على موارد بلاده كدفعة مقدمة لمواصلة المساعدات العسكرية والاقتصادية لصد القوات الروسية، بحسب ما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية.
جاء هذا الإعلان بعد أيام من المفاوضات الصعبة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا والتى قال زيلينسكى بشأنها أن الولايات المتحدة كانت تضغط عليه لتوقيع صفقة تزيد قيمتها عن ٥٠٠ مليار دولار من شأنها أن تجبر «١٠ أجيال» من الأوكرانيين على سدادها. وقال أيضا إنها لا تشمل الضمانات الأمنية التى تحتاجها كييف. وظلت تفاصيل الصفقة غير واضحة حتى وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضى. وذكرت تقارير إعلامية أنها كانت أكثر ملاءمة لأوكرانيا من الاتفاق الأصلى الذى اقترحته واشنطن، لكنها لم تتضمن إشارات إلى ضمانات أمنية طويلة الأجل تريدها كييف.
ما هى المعادن المهمة؟
المعادن الحيوية هى المعادن والمواد الخام الأخرى اللازمة لإنتاج منتجات عالية التقنية، لا سيما تلك المرتبطة بالانتقال إلى الطاقة الخضراء، وأيضا الإلكترونيات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعى والأسلحة.
أدى الاندفاع لمعالجة أزمة المناخ والابتعاد عن الوقود الأحفورى إلى اندفاع نحو المعادن المستخدمة فى الانتقال إلى الطاقة المتجددة مثل الكوبالت والنحاس والليثيوم والنيكل، والتى تعتبر مفيدة لوسائل النقل التى تعمل بالكهرباء وبناء توربينات الرياح.
وتستخدم نفس المعادن وغيرها أيضا لتصنيع الهواتف المحمولة ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعى والأسلحة مثل الطائرات المقاتلة F-٣٥، مما يزيد الطلب عليها.
مع تحول الاقتصاد العالمى والتكنولوجيا، ارتفعت قيمة المعادن الحيوية وتزايدت المنافسة الجيوسياسية للحصول عليها. فى عام ٢٠٢٣، قدرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب فى سوق المعادن الانتقالية للطاقة قد وصل إلى ٣٢٠ مليار جنيه إسترلينى فى عام ٢٠٢٢، أى ضعف قيمته قبل خمس سنوات.
وتقول الوكالة إنه إذا نفذت الدول تعهداتها بالكامل بشأن الطاقة النظيفة والمناخ، فمن المتوقع أن يتضاعف الطلب بحلول عام ٢٠٣٠ ويتضاعف ثلاث مرات بحلول عام ٢٠٤٠.
ما هى المعادن التى تعتبر مهمة؟
مصطلح المعادن المهمة ليس مصطلحا علميا بقدر ما هو مصطلح سياسى، ولدى البلدان المختلفة قوائم مختلفة بالمعادن الحيوية اعتمادا على أهدافها المحلية والجيوسياسية.
فى عام ٢٠٢٢، نشرت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية قائمة تضم ٥٠ معدنا، من الألومنيوم إلى الزركونيوم، اعتبرتها «تلعب دورًا مهمًا فى الأمن القومى الأمريكى والاقتصاد وتطوير الطاقة المتجددة والبنية التحتية».
وشملت القائمة الزرنيخ، المستخدم فى صناعة الموصلات الكهربائية، البيريليوم، المستخدم فى الصناعات الفضائية والدفاعية، والكوبالت والليثيوم والجرافيت، وهى معادن ضرورية لتصنيع البطاريات، الإنديوم، الذى يجعل الشاشات تستجيب للمس الإصبع، والتيلوريوم الذى يستخدم لتوليد الطاقة الشمسية.
ما هى العناصر الأرضية النادرة؟
العناصر الأرضية النادرة هى مجموعة فرعية من ١٧ معدنا مهما يستخدم بشكل مختلف فى صناعة الهواتف المحمولة والمركبات الكهربائية وأنظمة توجيه الصواريخ وغيرها من التطبيقات الإلكترونية والصناعية وتطبيقات الطاقة.
على الرغم من اسمها، فإن معظم العناصر الأرضية النادرة ليست نادرة بشكل خاص، لكن استخراجها وتكريرها صعب للغاية، وتعتبر مدمرة للغاية من الناحية البيئية، مما يعنى أن الإنتاج يتركز فى أماكن قليلة جدا، على رأسها الصين.
وتشمل العناصر الأرضية النادرة اليوروبيوم المستخدم فى محطات الطاقة النووية، الديسبروسيوم والجادولينيوم والبراسيوديميوم، الذين يتم استخدامهم فى المغناطيس فى الهاتف المحمول، والغادولينيوم والهولميوم والإيتربيوم، الذين يتم استخدامهم فى صناعة الليزر من بين أشياء أخرى.
ما هى المعادن الهامة التى تمتلكها أوكرانيا؟
قالت رئيسة جمعية الجيولوجيين الأوكرانية هانا ليفنتسيفا، فى مقالة تم نشرها فى عام ٢٠٢٢، أن بلادها تحتوى على حوالى ٥٪ من الموارد المعدنية فى العالم، على الرغم من أنها تغطى ٠.٤٪ فقط من سطح الكرة الأرضية، وذلك بفضل الجيولوجيا المعقدة التى تستوعب الثلاث مكونات الرئيسية لقشرة الأرض.
وفقا لبيانات أوكرانيا الخاصة، التى أوردتها «رويترز»، فإن البلاد لديها ٢٢ من ٣٤ معدنا حددها الاتحاد الأوروبى على أنها مهمة، بما فى ذلك العناصر الأرضية النادرة مثل اللانثانوم والسيريوم والنيوديميوم والإربيوم والإيتريوم.
قبل اندلاع الحرب مع روسيا، كانت أوكرانيا موردا رئيسيا للتيتانيوم، حيث أنتجت حوالى ٧٪ من الإنتاج العالمى فى عام ٢٠١٩، وفقا لأبحاث المفوضية الأوروبية، كما كان لديها ٥٠٠٠٠٠ طن من احتياطيات الليثيوم، وخمس الجرافيت فى العالم، وهو عنصر مهم فى محطات الطاقة النووية.
ومع سيطرة روسيا على حوالى خمس أراضى أوكرانيا، فقد الكثير من هذه الاحتياطيات. وفقا لتقديرات مؤسسات الفكر الأوكرانية التى أوردتها «رويترز»، فإن ما يصل إلى ٤٠٪ من موارد أوكرانيا المعدنية تحت سيطرة روسيا.
لماذا يريد ترامب الكثير من المعادن الحيوية فى أوكرانيا؟
هناك سبب واحد كبير لحرص ترامب الشديد على وضع يديه على المعادن الحيوية فى أوكرانيا: الصين. أكثر من أى وقت مضى، فإن القوة الآسيوية العظمى هى المصنع العالمى لهذه المعادن. كما تعد المعادن الحيوية فى العالم نقطة مهمة للغاية فى سلسلة التوريد، وفقا لـ«جارديان».
وتعد الصين أكبر دولة فى العالم لديها قدرة على معالجة المعادن الحيوية. وفقا لوكالة الطاقة الدولية، تبلغ حصة الصين فى التكرير حوالى ٣٥٪ للنيكل، و٥٠-٧٠٪ لليثيوم والكوبالت، وما يقرب من ٩٠٪ من العناصر الأرضية النادرة. هيمنتها على الأخيرة، على وجه الخصوص، تعتبر هائلة. وفقا لبيانات هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، استحوذت الصين فى عام ٢٠٢٤ على ما يقرب من نصف احتياطيات العناصر الأرضية النادرة فى العالم.
مع احتمالية اندلاع حرب تجارية مع الصين، خاصة بعد فرض ترامب رسوما جمركية شديدة على السلع الصينية، من المحتمل أن يكون وصول الولايات المتحدة إلى المعادن الهامة مهددًا.
كما تصارع دول العالم من أجل الحصول على الثروة المعدنية، حيث تعتبر حجر الأساس للاقتصاد فى المستقبل، لذلك تحرص الولايات المتحدة على وضع يدها عليها، وفقًا لـ«جارديان».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب زيلينسكي البيت الأبيض الولايات المتحدة أوكرانيا العناصر الأرضیة النادرة الولایات المتحدة المعادن الحیویة فى العالم فى عام
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تدمر عشرات الطائرات المُسيرة وروسيا تواصل التقدم
عبدالله أبوضيف (وكالات)
أخبار ذات صلةأكدت القوات الجوية الأوكرانية، أمس، أن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير 65 طائرة مُسيرة روسية، وفي المقابل أعلن الجيش الروسي أمس سيطرته على قريتين شرق أوكرانيا وجنوبها.
وأوضحت كييف في بيان أن قواتها أسقطت هذه المسيرات من بين 111 طائرة أطلقتها روسيا في هجوم جوي خلال الليلة الماضية، مضيفة أن 35 طائرة مسيرة أخرى فُقد أثرها، من دون أن تُسجل أي أضرار، مما يشير إلى استخدام وسائل التشويش الإلكتروني.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي أمس سيطرته على قريتين شرق أوكرانيا وجنوبها، هما شتشبراكي في منطقة زاباروجيا، وبانتيلييمونيفكا في منطقة دونيتسك.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إن أوكرانيا تتوقع رداً قوياً من الدول الغربية على الهجمات الروسية شبه اليومية بطائرات مسيرة على أراضيها.
وأضاف «يجب على شركائنا أن يدركوا أن هذه الضربات الروسية لا تستهدف شعبنا فحسب، بل تستهدف أيضاً جميع الجهود الدولية والدبلوماسية الرامية إلى إنهاء هذه الحرب».
في السياق، قال الدبلوماسي الأوكراني دكتور إيفان سيهيدا إن أوكرانيا أبدت استعدادها الكامل لقبول هدنة شاملة لمدة 30 يوماً، لكن الطرف الروسي رفض ذلك، ومع ذلك، بعد محادثات الرياض، في المملكة العربية السعودية تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف الهجمات على منشآت الطاقة، بالإضافة إلى وقف لإطلاق النار بحراً، مشيراً الى أن روسيا لم تلتزم بوقف إطلاق النار الجزئي المتفق عليه، وتواصل استهداف منشآت الطاقة والمباني المدنية في أوكرانيا.
وأضاف أن أوكرانيا أبدت مواقفها المبدئية خلال الأيام الماضية، حيث تدرك تماماً واقع الاحتلال الروسي المؤقت لبعض أراضيها، لكنها تؤكد أنها لن تعترف مطلقاً بأي جزء من أراضيها كأراضٍ روسية، مؤكداً أن أوكرانيا تعتبر أي قيود على قدراتها الدفاعية غير مقبولة على الإطلاق، ولا يحق لأي طرف أن يمنع الشعب الأوكراني من اختيار مساره، بما في ذلك الاتحادات أو التحالفات التي يرغب في الانضمام إليها.
وأشار سيهيدا إلى أن الأفعال أقوى من الأقوال؛ إذ تواصل القوات الروسية استهداف منشآت الطاقة والمباني المدنية في أوكرانيا يومياً بالصواريخ والطائرات المسيّرة، فضلاً عن مواصلة حشد قواته ومعداته العسكرية في مناطق محددة شرق أوكرانيا بهدف تصعيد الهجمات، لا الالتزام بالهدنة.
وقال: «نرى أن الحل يكمن في ضمان السلام من خلال القوة، لمنع تجدد العدوان الروسي بعد إقرار الهدنة وبدء المفاوضات، فالهدنة تمثل مدخلاً حقيقياً لتحقيق سلام شامل ودائم، وتعكس رغبة أوكرانيا والمجتمع الدولي، بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا، في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في أوكرانيا والمنطقة بأسرها، ومنع تجدد الحرب مستقبلاً».
من جهته، يؤكد ألكسندر ستيبانوف الخبير العسكري الروسي أن التجارب الدولية والممارسات السابقة تظهر أهمية إجراء محادثات على أعلى مستوى داخل الأمم المتحدة لمناقشة الآليات المناسبة لتطبيق القوانين الدولية بما يحقق السلام الحقيقي.
وأضاف، السؤال الأهم يتعلق بالأطراف التي ستشارك في هذا الاتفاق ومن سيتولى السيطرة على هذه الآلية ومن سيكون قادراً على تنفيذها بمستوى مجلس الأمن الدولي.
وأشار ستيبانوف إلى أن نجاح تنفيذ هذه الآلية يعتمد على التعامل مع جميع القضايا السابقة والحالية والاهتمام الكامل بالوضع الراهن كما يؤكد أن نتيجة اللقاء المباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب تمثل جانباً حاسماً في هذا الملف ويتطلب الأمر توافقاً بين جميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن لتوضيح المواقف والتعامل مع هذه القضية بشكل جدي.