عربي21:
2025-01-05@16:30:09 GMT

كيف تمسك موسكو وبكين بأوتار بريكس المناهضة للغرب؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

كيف تمسك موسكو وبكين بأوتار بريكس المناهضة للغرب؟

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن العلاقة بين موسكو وبكين في إطار منظمة "بريكس" وكيفية توجيههما لهذه المجموعة المناهضة للغرب.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا والصين من المقرر أن تشاركا في قمة بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا)، يوم الثلاثاء في جوهانسبرغ مع نية راسخة لبناء ملامح منتدى جيوسياسي مناهض للغرب.



وذكرت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا والمواجهة الصينية الأمريكية زاد من رغبة كل من بكين وموسكو في البحث عن حلفاء في "الجنوب العالمي". وتهدف هذه الصيغة المضللة إلى إعطاء انطباعٍ بأن الغرب معزول في مواجهة معسكر بديل موحّد.

وأوردت الصحيفة أن حضور شي جين بينغ في القمة، وكذلك حضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، خير دليل على الأهمية التي تحظى بها هذه القمة. أما بوتين، الذي سيضطر بموجب تفويض دولي من المحكمة الجنائية الدولية إلى الاكتفاء بالمشاركة عبر الفيديو، يرى أنها فرصة لاستعادة صورته الدولية.

أشار المحلل البريطاني بوبو لو في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلى أن "الحفاظ على الحضور الروسي داخل مجموعة البريكس أمر ضروري بالنسبة لبوتين لأنه يسمح لروسيا بوضع نفسها إلى جانب الدول التي تمثّل المستقبل وتصوير الغرب على أنه عالم منحط ومتدهور، وهي ميزة كبيرة بالنسبة لروسيا التي تمارس الحرب النفسية على أساس يومي وتستغل القوة الكاملة للمشاعر المعادية للغرب، خاصة في أفريقيا، حيث تعيد ترسيخ نفسها بعدوانية غير مقيدة".

لكن، هل يعمل العمالقة الروس والصينيون على تحويل الرغبة في إبراز دول الجنوب وتأكيد استيائهم من الاستعمار إلى قوة قادرة على التحايل أو حتى تغيير النظام الدولي الذي نشأ في مرحلة ما بعد سنة 1945؟

والجمعة، قال السفير الصيني لدى بريتوريا تشن شياو دونغ إن "النظام التقليدي للحوكمة العالمية أصبح مختلا ومعيبا وغير فعال"، مؤكدا أن "دول البريكس أصبحت قوة صلبة على نحو متزايد".

ونقلت صحيفة "إزفستيا" عن دبلوماسي روسي قوله إن "نحن نراهن على توسعة البريكس"، موضحًا أن روسيا ستتولى رئاسة المنظمة في كانون الثاني/يناير 2024. لكن الرغبات الروسية الصينية تصطدم بالانقسامات الداخلية والأهداف المتباينة لأعضاء النادي. ولئن كانت الدول الخمس متحدة في رغبتها في تغيير النظام العالمي الذي يعمل في نظرها على إدامة الهيمنة الغربية (أو ما تبقى منها)، إلا أن نهجها يختلف على نطاق واسع.

أشارت الصحيفة إلى أنه لا الهند، ولا جنوب أفريقيا، ولا البرازيل تريد إظهار معارضة مباشرة للولايات المتحدة وأوروبا، حتى لو كانت مظالمهم قوية ضد "المستعمر السابق". ورغم رفض جنوب أفريقيا إدانة روسيا، فقد حثت بوتين على عدم السفر إلى جوهانسبرغ حتى لا تضطر إلى اتخاذ القرار المحرج باعتقاله بموجب مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

ومن جهته، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا "لن نسمح لأنفسنا بالانجراف إلى منافسة بين القوى العالمية، بلادنا ملتزمة بسياسة عدم الانحياز". بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل معوق كبير آخر، وهو أن الهند والصين خصمان جيوسياسيان رئيسيان يتأرجحان على شفا حرب. كما طورت الهند علاقات وثيقة مع واشنطن والدول الأوروبية لمواجهة نفوذ بكين.

أوضحت الصحيفة أن الدول الخمس تناضل من أجل تحديد معايير العضوية، ويبدو أن كلا منها تعمل قبل كل شيء على دفع دخول أتباعها. وتجري حاليا مناقشة فكرة اشتراط العضوية المسبقة في بنك التنمية الجديد لدول البريكس. وعلى الرغم من هذه الشكوك، فإن المنظمة، التي تمثل وحدها 40 بالمئة من السكان وربع ثروة العالم، تثير اهتماما سياسيا واقتصاديا كبيرا.



وقد أعلنت ما يقارب 40 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى البريكس، وتقدمت 23 دولة بطلب رسمي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران والأرجنتين والجزائر ومصر وفنزويلا. ويرى هؤلاء في مجموعة البريكس قوة مضاعفة، وهو ما من شأنه أن يسمح لهم باكتساب مكانة داخل صندوق النقد الدولي أو منظمة التجارة العالمية. كما يأملون الاستفادة من التمويل من "بنك التنمية الجديد" التابع لمجموعة البريكس، حتى لو لاحظ الخبراء أن إيقاع الائتمان يتباطأ بشدة بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها الصين والعقوبات الضخمة التي تلقي بظلالها على روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين يحلمون بجعل دول البريكس أداة للنضال ضد هيمنة الدولار (والإطاحة به إن أمكن) وأنظمة العقوبات الغربية، من خلال زيادة التبادلات المقوّمة بعملاتها الوطنية. ويقول ستيفن غروزد من معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية: "لقد بالغوا في تضخيم التوقعات بشأن ما يمكن أن تحققه عضوية البريكس من الناحية العملية". ومع ذلك، فإن جنون مجموعة البريكس موجود، فقد نجح الروس والصينيون، على الرغم من النتائج الغامضة إلى حد ما، في جعلها راية إيديولوجية لعالم جديد غير غربي قيد التشكل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بريكس روسيا الصين الغرب الصين روسيا الغرب بريكس صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

كييف تمنع الغاز عن موسكو.. وسلوفاكيا تهدد الأوكرانيين بالكهرباء

كييف.. عبر رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، عن غضبه من وقف أوكرانيا مرور الغاز الروسي، باتخاذ تدابير ضد اللاجئين الأوكرانيين في سلوفاكيا، أبرزها قطع المساعدات المالية عن أكثر من 130 ألف لاجئ أوكراني يعيشون في البلاد.

 

وقال رئيس الوزراء سلوفاكيا روبرت فيكو وفي رسالة مصورة نُشرت على فيسبوك، إن حزبه "سمير" سينظر أيضًا في قطع إمدادات الكهرباء عن أوكرانيا والمطالبة بتجديد عبور الغاز أو التعويض عن الخسارة المالية التي يقول إن سلوفاكيا تكبدتها بسبب وقف الغاز الروسي إلى أراضيها.

وأشار فيكو، إلى أن وقف الغاز الروسي سيزيد من أسعار الغاز والطاقة الأوروبية، وسيضر في النهاية بالاتحاد الأوروبي أكثر من روسيا، مضيفا أن سلوفاكيا نفسها لن تعاني من نقص الغاز لأنها قامت بترتيبات بديلة، و قرار أوكرانيا بإيقاف الغاز يعني مع ذلك خسائر بقيمة 500 مليون يورو من رسوم العبور من دول أخرى لبراتيسلافا.

 

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى 8 ديسمبر  هناك 130,532 لاجئًا أوكرانيًا في سلوفاكيا مع عبور الغالبية العظمى منهم الحدود المشتركة بين البلدين بشكل مباشر.

وتوقع المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ليورونيوز في ديسمبر، أن يكون تأثير نهاية العبور عبر أوكرانيا على أمن إمدادات الاتحاد الأوروبي محدودًا، واستبدال 14 مليار متر مكعب سنويًا التي تمر حاليًا عبر أوكرانيا بالكامل بالغاز الطبيعي المسال، وواردات خطوط الأنابيب غير الروسية عبر طرق بديلة".

 

وقد حافظت سلوفاكيا على علاقات ودية مع موسكو منذ فترة طويلة، ما أثار استياء أوكرانيا، بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي لمناقشة إمدادات الغاز - حيث بدأ تهديده بوقف إمدادات الكهرباء الاحتياطية إلى كييف التي تعتمد عليها البلاد بعد أن مزقتها الحرب بشكل كبير.

 استعدادها لزيادة صادراتها من الطاقة إلى أوكرانيا

وأثارت الزيارة غضب بولندا وأعربت عن استعدادها لزيادة صادراتها من الطاقة إلى أوكرانيا من أجل تعويض الخسائر السلوفاكية المحتملة. بينما اتهم زيلينسكي فيكو بمساعدة بوتين على "تمويل الحرب وإضعاف أوكرانيا". وفي الأسبوع الماضي، قال زيلينسكي إن جهود فيكو لمواصلة الصفقة ترقى إلى فتح سلوفاكيا "جبهة طاقة ثانية" ضد أوكرانيا بناء على أوامر روسيا لاستهداف كييف.

 

وتوقفت صادرات إمدادات الغاز الروسي التي تمر عبر خط أنابيب يعود إلى الحقبة السوفيتية، عبر أوكرانيا، يوم رأس السنة الجديدة، وقالت كييف إنها لن تجدد اتفاق عبور مدته خمس سنوات مع شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم الذي تم توقيعه قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

 

ورغم محاولات سلوفاكيا المتواصلة لإقناع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بتجديد الاتفاق من أجل استمرار تدفق إمدادات الغاز الروسي الرخيص إلى أوروبا، إلا أن الأزمة تصاعدت بين البلدين مؤخرا، مع رفض زيلينسكي تجديد الصفقة.

 وأعلن الرئيس الأوكراني، عن عدم سماحه للدول بكسب مليارات إضافية من دماء الشعب الأوكراني على حد تعبير الرئيس الأوكراني.

 


 

مقالات مشابهة

  • هجوم أوكراني مضاد في كورسك.. وكييف: موسكو تحصل على ما تستحقه
  • الرويشان: تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية ظهر جليا في مواقفه العظيمة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني
  • ننشر المشروعات التي تشهدها الدقهلية المؤسسات الدولية في 2025
  • ما حقيقة اغتيال بشار الأسد في موسكو؟
  • بخطوات سهلة.. طلب تقرير الصحيفة الجنائية إلكترونيًا من أبشر
  • كييف تمنع الغاز عن موسكو.. وسلوفاكيا تهدد الأوكرانيين بالكهرباء
  • تليفزيون بريكس يبرز جهود مصر لاستعادة مكانتها الدولية في مجال صناعة الجلود
  • موسكو: السلطات السورية الجديدة مهتمة بالتواجد الروسي
  • بايدن يقلّد ليز تشيني المناهضة لترامب وسام "خدمة المواطنين"
  • موسكو: روسيا ليست مسئولة عن وقف ضخ إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا