عربي21:
2025-02-09@22:54:35 GMT

كيف تمسك موسكو وبكين بأوتار بريكس المناهضة للغرب؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

كيف تمسك موسكو وبكين بأوتار بريكس المناهضة للغرب؟

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن العلاقة بين موسكو وبكين في إطار منظمة "بريكس" وكيفية توجيههما لهذه المجموعة المناهضة للغرب.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا والصين من المقرر أن تشاركا في قمة بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا)، يوم الثلاثاء في جوهانسبرغ مع نية راسخة لبناء ملامح منتدى جيوسياسي مناهض للغرب.



وذكرت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا والمواجهة الصينية الأمريكية زاد من رغبة كل من بكين وموسكو في البحث عن حلفاء في "الجنوب العالمي". وتهدف هذه الصيغة المضللة إلى إعطاء انطباعٍ بأن الغرب معزول في مواجهة معسكر بديل موحّد.

وأوردت الصحيفة أن حضور شي جين بينغ في القمة، وكذلك حضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، خير دليل على الأهمية التي تحظى بها هذه القمة. أما بوتين، الذي سيضطر بموجب تفويض دولي من المحكمة الجنائية الدولية إلى الاكتفاء بالمشاركة عبر الفيديو، يرى أنها فرصة لاستعادة صورته الدولية.

أشار المحلل البريطاني بوبو لو في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلى أن "الحفاظ على الحضور الروسي داخل مجموعة البريكس أمر ضروري بالنسبة لبوتين لأنه يسمح لروسيا بوضع نفسها إلى جانب الدول التي تمثّل المستقبل وتصوير الغرب على أنه عالم منحط ومتدهور، وهي ميزة كبيرة بالنسبة لروسيا التي تمارس الحرب النفسية على أساس يومي وتستغل القوة الكاملة للمشاعر المعادية للغرب، خاصة في أفريقيا، حيث تعيد ترسيخ نفسها بعدوانية غير مقيدة".

لكن، هل يعمل العمالقة الروس والصينيون على تحويل الرغبة في إبراز دول الجنوب وتأكيد استيائهم من الاستعمار إلى قوة قادرة على التحايل أو حتى تغيير النظام الدولي الذي نشأ في مرحلة ما بعد سنة 1945؟

والجمعة، قال السفير الصيني لدى بريتوريا تشن شياو دونغ إن "النظام التقليدي للحوكمة العالمية أصبح مختلا ومعيبا وغير فعال"، مؤكدا أن "دول البريكس أصبحت قوة صلبة على نحو متزايد".

ونقلت صحيفة "إزفستيا" عن دبلوماسي روسي قوله إن "نحن نراهن على توسعة البريكس"، موضحًا أن روسيا ستتولى رئاسة المنظمة في كانون الثاني/يناير 2024. لكن الرغبات الروسية الصينية تصطدم بالانقسامات الداخلية والأهداف المتباينة لأعضاء النادي. ولئن كانت الدول الخمس متحدة في رغبتها في تغيير النظام العالمي الذي يعمل في نظرها على إدامة الهيمنة الغربية (أو ما تبقى منها)، إلا أن نهجها يختلف على نطاق واسع.

أشارت الصحيفة إلى أنه لا الهند، ولا جنوب أفريقيا، ولا البرازيل تريد إظهار معارضة مباشرة للولايات المتحدة وأوروبا، حتى لو كانت مظالمهم قوية ضد "المستعمر السابق". ورغم رفض جنوب أفريقيا إدانة روسيا، فقد حثت بوتين على عدم السفر إلى جوهانسبرغ حتى لا تضطر إلى اتخاذ القرار المحرج باعتقاله بموجب مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

ومن جهته، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا "لن نسمح لأنفسنا بالانجراف إلى منافسة بين القوى العالمية، بلادنا ملتزمة بسياسة عدم الانحياز". بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل معوق كبير آخر، وهو أن الهند والصين خصمان جيوسياسيان رئيسيان يتأرجحان على شفا حرب. كما طورت الهند علاقات وثيقة مع واشنطن والدول الأوروبية لمواجهة نفوذ بكين.

أوضحت الصحيفة أن الدول الخمس تناضل من أجل تحديد معايير العضوية، ويبدو أن كلا منها تعمل قبل كل شيء على دفع دخول أتباعها. وتجري حاليا مناقشة فكرة اشتراط العضوية المسبقة في بنك التنمية الجديد لدول البريكس. وعلى الرغم من هذه الشكوك، فإن المنظمة، التي تمثل وحدها 40 بالمئة من السكان وربع ثروة العالم، تثير اهتماما سياسيا واقتصاديا كبيرا.



وقد أعلنت ما يقارب 40 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى البريكس، وتقدمت 23 دولة بطلب رسمي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران والأرجنتين والجزائر ومصر وفنزويلا. ويرى هؤلاء في مجموعة البريكس قوة مضاعفة، وهو ما من شأنه أن يسمح لهم باكتساب مكانة داخل صندوق النقد الدولي أو منظمة التجارة العالمية. كما يأملون الاستفادة من التمويل من "بنك التنمية الجديد" التابع لمجموعة البريكس، حتى لو لاحظ الخبراء أن إيقاع الائتمان يتباطأ بشدة بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها الصين والعقوبات الضخمة التي تلقي بظلالها على روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين يحلمون بجعل دول البريكس أداة للنضال ضد هيمنة الدولار (والإطاحة به إن أمكن) وأنظمة العقوبات الغربية، من خلال زيادة التبادلات المقوّمة بعملاتها الوطنية. ويقول ستيفن غروزد من معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية: "لقد بالغوا في تضخيم التوقعات بشأن ما يمكن أن تحققه عضوية البريكس من الناحية العملية". ومع ذلك، فإن جنون مجموعة البريكس موجود، فقد نجح الروس والصينيون، على الرغم من النتائج الغامضة إلى حد ما، في جعلها راية إيديولوجية لعالم جديد غير غربي قيد التشكل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بريكس روسيا الصين الغرب الصين روسيا الغرب بريكس صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يستهدف جنوب أفريقيا

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا يتعلق بدولة جنوب أفريقيا.

ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية، اليوم السبت، عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله إن ترامب وقع على أمر تنفيذي يستهدف جنوب أفريقيا، ويهدف إلى التصدي لقضايا حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا.

وأفادت الحرة، بأن الرئيس الأمريكي هدد، في وقت سابق، بوقف التمويل عن جنوب إفريقيا، واتهم حكومتها بأنها تتخذ إجراءات تصادر بها الأراضي، وأن فئات معينة من الأشخاص تعامل بشكل سيء للغاية.. وردا على ذلك، قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إنه يريد التحدث مع ترامب لتوضيح الأجواء ومناقشة العلاقات الثنائية.

ودافع رامافوزان، الذي وقع على قانون الشهر الماضي يهدف إلى تسهيل قيام الدولة بمصادرة الأراضي للصالح العام، عن هذه السياسة.. وقال إن الحكومة لم تصادر أي أرض، وإن السياسة تهدف إلى حصول الناس على الأراضي على نحو عادل.

ويتجاوز القانون الذي وقعه رئيس جنوب أفريقيا قاعدة سابقة كانت تقضي بعدم جواز بيع الأراضي الزراعية إلا بموافقة مالكها لمشتر معين.

وكان رئيس جنوب إفريقيا، قد ناقش خلال اتصال هاتفي، مع رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، المقرب من ترامب، المعلومات المضللة عن بلاده والتي تدور حول تحريف قانون نزع الملكية الجديد في جنوب إفريقيا.

وأوضحت الرئاسة الجنوب إفريقية، عبر حسابها على منصة إكس، أن رامافوزا وماسك ناقشا قضايا التضليل والتشويه حول جنوب إفريقيا، ليؤكد رامافوزا في هذا الإطار على القيم الدستورية لبلاده والمتمثلة في احترام سيادة القانون والعدالة والإنصاف والمساواة.

اقرأ أيضاًترامب يلغي تصريحا لبايدن يخول له الاطلاع على المعلومات السرية

إدارة ترامب توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.4 مليار

«ترامب» يقلب الموازين: الولايات المتحدة ستقيم علاقات مع زعيم كوريا الشمالية

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: أحيي جنوب أفريقيا على دعمها للقضية الفلسطينية
  • تراجع أنشطة الصيد الجائر لوحيد القرن في جنوب أفريقيا
  • مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: موسكو لا تتوقع تغييرا في نهج واشنطن بالأمم المتحدة
  • البيض في جنوب أفريقيا يرفضون عرض ترامب
  • ترامب: سأقطع جميع المساعدات عن جنوب أفريقيا حتى إشعار آخر
  • ترامب يصوّب سهام تصريحاته تجاه جنوب أفريقيا.. فماذا قال؟
  • ممثل روسيا بالأمم المتحدة: موسكو لن تنسحب من منظمة الصحة العالمية
  • ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: موسكو لن تنسحب من منظمة الصحة العالمية
  • ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يستهدف جنوب أفريقيا
  • سفير روسيا لدى فرنسا: موسكو لن تقع في فخ الغرب لتجميد الصراع الأوكراني