أجندة ترامب.. ما القاسم المشترك بين غرينلاند وكندا وأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
ضم كندا، الاستيلاء على غرينلاند، السيطرة على قناة بنما، والتحكم في الموارد الطبيعية لأوكرانيا. في ظل العاصفة السياسية التي اجتاحت الشهر الأول من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي، يحاول المحللون والمسؤولون والدبلوماسيون فهم دوافع سياسته الخارجية المتناثرة وغالباً غير المتوقعة.
مجلة "فورين بوليسي" طرحت في تقرير لها سؤالاً مهما: "ماذا يمكن أن يجمع بين كندا، غرينلاند، بنما، وأوكرانيا؟".الإجابة قد تكون السعي وراء سلاسل توريد المعادن الحرجة الخالية من التأثير الصيني، وهي الموارد التي تشكل الأساس لكل شيء من أنظمة الأسلحة المتقدمة إلى تقنيات الطاقة الخضراء.
فبينما تعد أوتاوا مركزاً رئيسياً للتعدين، تمتلك غرينلاند احتياطيات من العناصر الأرضية النادرة، رغم أن تطويرها يواجه تحديات كبيرة. من جهته، روج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإمكانات بلاده في مجال المعادن النادرة، رغم عدم وجود رواسب تجارية مثبتة هناك. المعادن الحرجة.. محور جديد في السياسة الأمريكية تقول غراسلين باسكاران، خبيرة أمن المعادن الحرجة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "عند النظر إلى العديد من قرارات السياسة الخارجية خلال الثلاثين يوماً الأولى: كندا؟ غنية بالموارد. غرينلاند؟ غنية بالموارد. أوكرانيا؟ غنية بالموارد. قناة بنما؟ ضرورية لنقل الموارد". وتشير إلى أن بنما تضم أحد أكبر احتياطيات النحاس في العالم.
Trump’s chaotic agenda has a critical through line:
Greenland, Canada, Ukraine—There’s one thing in common: Critical minerals— potential access to China-free supply chains for critical minerals, for advanced weapons systems and green energy technologies. https://t.co/3ouz3E9Z7c
الهيمنة الصينية على المعادن الحرجة
من بين جميع المعادن الحرجة، تحظى العناصر الأرضية النادرة باهتمام خاص، وهي مجموعة من 17 عنصراً معدنياً مثل اللانثانوم والنيوديميوم، وكما أن اسمها يوحي بندرتها، فأن العثور عليها بتركيزات تجارية يمثل تحدياً كذلك.
بمجرد استخراجها ومعالجتها، تلعب هذه العناصر دوراً حيوياً في التطبيقات العسكرية، حيث يحتوي كل مقاتلة F-35 من إنتاج لوكهيد مارتن على 920 رطلاً من المعادن النادرة.
تكمن المشكلة في أن الصين، بعد عقود من الجهود الحثيثة، باتت تهيمن على سلاسل توريد العديد من هذه المعادن، لا سيما العناصر الأرضية النادرة. وقد أظهرت بكين استعدادها لاستخدام هذه الهيمنة كأداة ضغط، ما دفع واشنطن إلى البحث عن بدائل لتقليل اعتمادها على الصين.
استراتيجية ترامب تجاه المعادن الحرجة خلال ولايته الأولى، ركز ترامب على تعزيز صناعة المعادن الحرجة داخل الولايات المتحدة، وهو توجه استمر في عهد بايدن عبر الحوافز الضريبية الكبيرة التي قدمها قانون خفض التضخم. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عاد التركيز على المعادن الحرجة مجدداً كأحد محاور أجندته.
يقول مورغان بازليان، مدير معهد باين في كلية كولورادو للمناجم: "هذا أحد المجالات القليلة التي تحظى بإجماع حزبي نسبياً، حيث تُعتبر هذه المعادن ضرورية للطاقة، الأمن القومي، السلع الاستهلاكية، والاقتصاد بشكل عام".
Donald Trump has suggested America buy Greenland, and not for the first time.
The island is home to 30 of the world’s most desired raw materials, and its minerals have attracted firms backed by Jeff Bezos and America’s Department of Defence https://t.co/gLYUfSSBTj ????
فيما يتعلق بغرينلاند، يرى بعض المشرعين الأمريكيين أنها مفتاح لتقليل الاعتماد على الصين، حيث اقترح بعض الجمهوريين في مجلس النواب الشهر الماضي مشروع قانون بعنوان "لنجعل غرينلاند عظيمة مجدداً" يهدف إلى تمكين الرئيس من التفاوض مع الدنمارك لشراء الجزيرة.
يقول السيناتور تيد كروز: "تجلس غرينلاند فوق احتياطيات ضخمة من العناصر الأرضية النادرة. إذا تمكنت الولايات المتحدة من الوصول إلى هذه الموارد، فيمكنها تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب، وخاصة الصين التي تمتلك عملياً احتكاراً لسوق المعادن النادرة".
Volodymyr Zelenskiy is heading to Washington Friday to sign a deal that will allow the US to tap into future revenue from the war-battered country’s natural resources. Here are the details https://t.co/v9mKwQihm0
— Bloomberg (@business) February 27, 2025أما كندا، فقد أثارت تصريحات ترامب حول إمكانية ضمها غضب رئيس وزرائها جاستن ترودو، الذي ألمح إلى أن ثروة بلاده من المعادن قد تكون السبب وراء اهتمام ترامب المتزايد. وقال ترودو لمجموعة من قادة الأعمال في تورنتو: "أعتقد أن إدارة ترامب تدرك تماماً مدى ثروتنا من المعادن الحرجة، وربما لهذا السبب يواصلون الحديث عن ضمنا كولاية أمريكية رقم 51".
أوكرانيا والمعادن النادرة: حقيقة أم وهم؟
على الجانب الآخر، أصبحت المعادن محوراً رئيسياً في العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بعد اقتراح زيلينسكي صفقة يتم بموجبها تزويد واشنطن بمعادن نادرة مقابل استمرار دعمها العسكري لكييف. ورغم اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق، فإن هذا المقترح أثار دهشة المحللين والخبراء، حيث لا تمتلك أوكرانيا أي رواسب تجارية معروفة من المعادن النادرة.
يقول كريستوفر إكلستون، استراتيجي التعدين في شركة هالغارتن للاستشارات المالية: "لم أسمع بأي شيء عن المعادن النادرة في أوكرانيا، وأنا أعمل في هذا المجال منذ 15 عاماً". وحتى لو كانت أوكرانيا غنية بهذه المعادن، فإن تطويرها سيتطلب استثمارات ضخمة وسنوات طويلة.
تشير باسكاران إلى أن تطوير منجم جديد يستغرق في المتوسط 15 عاماً عالمياً، ناهيك عن الحاجة إلى استثمارات ضخمة قد لا يكون القطاع الخاص، مستعداً لتقديمها في ظل استمرار الحرب، وتضيف: "حتى لو تحسنت علاقات ترامب مع روسيا، لا يمكنك استخراج الموارد خلال ثلاث أو أربع سنوات فقط. هذه عملية تستغرق عقوداً".
ولا يقتصر الأمر على التعدين فقط، بل يشمل بناء منظومة متكاملة للتكرير والمعالجة والتصنيع، وهي مجالات تهيمن عليها الصين حالياً.
Rich in resources, the world’s largest non-continental island may have only 57,000 inhabitants but it has an outsized role in security matters. Here's why Donald Trump wants Greenland: https://t.co/LardIvvaYx pic.twitter.com/9JPQj8iLjM
— Financial Times (@FT) January 9, 2025يشبه بازليان الضجة الحالية حول معادن أوكرانيا بما حدث في أفغانستان قبل أكثر من عقد، عندما أعلنت الولايات المتحدة عن اكتشاف موارد معدنية بقيمة تريليون دولار هناك، لكن لم يتحقق شيء يُذكر.
ويضيف: "شهدنا نقاشاً مشابهاً حول المعادن في أفغانستان، ولكن التعدين ليس مجرد استخراج المواد من الأرض، بل يشمل عمليات معالجة وتسويق وإدماجها في سلاسل التوريد، وهو أمر يتطلب عقوداً حتى في الدول المستقرة غير المتورطة في حروب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوتاوا غرينلاند ترامب كندا غرينلاند الحرب الأوكرانية العناصر الأرضیة النادرة الولایات المتحدة المعادن النادرة المعادن الحرجة من المعادن
إقرأ أيضاً:
الصين تدعو روسيا وأوكرانيا لحل الأزمة عبر الحوار
بكين (وكالات)
أخبار ذات صلةرحبت الصين، أمس، بكل الجهود الهادفة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد هدنة عيد الفصح التي تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بانتهاكها.
وقال الناطق باسم الخارجية كو جياكون، خلال مؤتمر صحافي «الصين سعيدة برؤية كل الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وهو خطوة ضرورية باتجاه السلام، نأمل أن تواصل كل الأطراف المعنية حل الأزمة من خلال الحوار والمفاوضات».
في غضون ذلك، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في إمكان توصّل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام «هذا الأسبوع»، متعهّداً بـ«تعاملات تجارية مزدهرة مع الولايات المتحدة» للطرفين المتحاربين إذا وقّعا اتفاق هدنة.
وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال، أمس: «آمل أن تُبرم روسيا وأوكرانيا صفقة هذا الأسبوع»، من دون كشف تفاصيل عن إحراز أي تقدم في محادثات السلام التي سعت واشنطن إلى دفعها قدما منذ توليه سدة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية خلفا لجو بايدن في يناير الماضي. والجمعة الماضي، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل قريباً إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
في الأثناء، استأنفت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا بعد انتهاء هدنة عيد الفصح التي أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتي تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس، عبر تطبيق «تليجرام»، انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 30 ساعة الذي أمر به بوتين، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء. وأمر الرئيس الروسي بوقف الأعمال العدائية خلال اجتماع مع رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف، بثه التليفزيون السبت الماضي، قائلاً إنه لفتة إنسانية بمناسبة عطلة العيد.
ورفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الإعلان باعتباره حيلة دعائية من قبل الكرملين، ودعا روسيا إلى قبول هدنة لمدة 30 يوماً بدلاً من ذلك.
وتبادل الطرفان، أمس الأول، الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار، على الرغم من عدم الإبلاغ عن هجمات صاروخية أو هجمات واسعة بالطائرات المسيرة، كما هو الحال بانتظام منذ بداية الأزمة التي دخلت عامها الرابع.
إلى ذلك، قال الكرملين، أمس، إن موقف إدارة الرئيس الأميركي بشأن استبعاد انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي يبعث على الرضا لدى موسكو، لكنه أحجم عن التعليق على آمال ترامب في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن الرئيس فلاديمير بوتين وروسيا لا يزالان منفتحين على إيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية، وأن العمل مع الولايات المتحدة مستمر.