أبوظبي (الاتحاد)
اُختتمت النسخة الرابعة لـ «إنفستوبيا 2025» فعالياتها، بمشاركة أكثر من 100 متحدث ومتحدثة من قادة الحكومات والوزراء والمستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار وخبراء الاقتصاد وأصحاب الثروات وصناديق الاستثمار الجريء من نحو 20 دولة، وبحضور أكثر من 3000 مشارك، إضافة إلى ممثلين عن مجموعة من المؤسسات والمنظمات المالية والاقتصادية الدولية.


وتضمنت فعاليات «إنفستوبيا 2025» تنظيم 51 جلسة نقاشية و15 اجتماع طاولة مستديرة، حيث أوصى المشاركون خلالها بأهمية تسريع وتيرة الاستثمارات على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في قطاعات الاقتصاد الجديد والمستدام، وتعزيز الانفتاح الاقتصادي، وبناء الشراكات التجارية المثمرة التي تدعم مواجهة التغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم، واستغلال كافة الممكنات المالية والتمويلات لسد فجوات عجز التمويل التي يمكن أن تحدث عند تطوير مشاريع جديدة تدعم خلق نماذج مبتكرة للاقتصاد الدائري.
وبحثت الجلسات أهمية توفير كافة السبل التي تعزز من نمو وازدهار مشاريع رواد الأعمال والشركات الناشئة، وسلطت الضوء على الإصلاحات الهيكلية والتنويع الاقتصادي ودعم القطاعات الناشئة كوسائل لتعزيز المرونة الاقتصادية، وكذلك ابتكار رؤى جديدة لتوفير الحلول التي تدعم حماية استثمارات المعادن الثمينة، وتنويع المحافظ الاستثمارية كوسائل للتخفيف من المخاطر المحتملة في المستقبل، وتطرقت الجلسات إلى أفضل الممارسات وتبادل المعرفة في التعامل مع الآثار الناتجة عن أزمة الديون العالمية، التي تؤثر على الواقع الاقتصادي الدولي، وتأثير رفع أسعار الفائدة على القطاع الخاص.
وأسفرت الدورة الرابعة لــ «إنفستوبيا» عن توقيع 24 اتفاقية شراكة ومذكرة تفاهم في قطاعات متنوعة ومنها الاقتصاد الجديد والاقتصاد الدائري والتقنيات المتقدمة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، ومن بينها 14 شراكة جديدة لـ إنفستوبيا«مع مجموعة من الشركات والمؤسسات الكبرى على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي لتعزيز التعاون في الفعاليات والمؤتمرات القادمة لإنفستوبيا، وتبادل أحدث الخبرات والممارسات في المجالات الابتكارية والإبداعية، و6 شراكات بين مبادرة»100 شركة من المستقبل«وشركات كبرى وحاضنات أعمال لدعم الشركات الناشئة في التوسع بقطاعات الاقتصاد الجديد، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد والمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، والرامية إلى تعزيز جهود الدولة في التحوّل نحو نموذج الاقتصاد الدائري، و6 اتفاقيات وقّعها الاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال (SIEF) مع مؤسسات وحاضنات أعمال ومنها أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، وHub71، وكلية أبوظبي للإدارة.
وشهدت «إنفستوبيا» في نسختها الحالية، إطلاق مبادرة جديدة للصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعة «مجرى»، وهي مبادرة «تحدي الأثر المستدام»، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الوطنية في القطاعات ذات الأولوية، واستعراض أبرز مشاريع الاستدامة والمسؤولية المجتمعية للشركات، حيث تعد هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات.
واستضافت «إنفستوبيا» هذا العام، فعالية مبادرة «100 شركة من المستقبل»، والتي تضمنت الإعلان عن الشركات المصنفة ضمن قائمة 100 شركة من المستقبل لعام 2024، وتنظيم 15 جلسة بمشاركة 48 متحدثاً من أصحاب المعالي والسعادة والخبراء والمتخصصين رفيعي المستوى، وتمحورت النقاشات حول موضوعات مهمة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة وريادة الأعمال القائمة على التكنولوجيا والابتكار، ومستقبل قطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والاستراتيجيات الاستثمارية المبتكرة ودورها في توسع أعمال الشركات في القطاعات الاقتصادية المستقبلية، وأهمية الابتكار والتكنولوجيا في النماذج التمويلية، وآليات دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة للتوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد، إلى جانب إبراز دور رائدات الأعمال في تحقيق تأثير إيجابي ملموس على المجتمع والاقتصاد الوطني.
وشهدت «إنفستوبيا 2025» انعقاد الدورة الأولى لمؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين من الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، والتي أسهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الجانبين العربي والآسيوي في العديد من المجالات والقطاعات الحيوية ومنها التجارة، والاستثمار، والطاقة، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والتحديات الجديدة مثل تغير المناخ.
إضافة إلى ذلك، استضافت «إنفستوبيا» نسخة جديدة من قمة رواد الأعمال الصينيين والعرب، والتي وفرت منصة بارزة لاستكشاف فرص جديدة في مجالات وأنشطة ريادة الأعمال، ودفع التعاون الصيني العربي إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات والقطاعات، وتسليط الضوء على المُمَكنات والمقومات التي تتمتع بها بيئة ريادة الأعمال والشركات الناشئة في دولة الإمارات، حيث تحدث في هذه القمة 18 متحدثاً، وحضرها أكثر من 100 من قادة وصناع القرار وروّاد الأعمال من العالم العربي والصين.
وتضمنت فعاليات «إنفستوبيا 2025» عقد الاجتماع الثاني لمبادرة «Next50»، والذي ناقش مجموعة من الآليات الرامية إلى تعزيز الاستفادة من البيئة المحفزة للابتكار في الدولة، وكذلك فرص الاستثمار الواعدة في القطاعات الاقتصادية سريعة النمو بالأسواق الإماراتية. وتجمع هذه المبادرة 50 مؤسساً ورئيساً تنفيذياً لشركات إماراتية في قطاعات التمويل والبناء والسياحة والخدمات وغيرها، تتجاوز عائداتها مجتمعة عشرات المليارات، والتي تمثل قصص نجاح حققها القطاع الخاص.

أخبار ذات صلة جلسات اليوم الثاني لـ «إنفستوبيا 2025» تستعرض استراتيجيات مستدامة للاستثمار مبادرة «100 شركة من المستقبل» توقع 6 اتفاقيات لتعزيز نمو أعمال الشركات الناشئة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: إنفستوبيا شرکة من المستقبل قطاعات الاقتصاد الاقتصاد الجدید الشرکات الناشئة إنفستوبیا 2025 فی قطاعات

إقرأ أيضاً:

مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية

د. غادة كمال
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية

في هذا التوقيت الصعب، والعالم يتجه نحو الحروب وانتشار الفوضى من غزة ولبنان إلى اليمن، وأوكرانيا، والسودان، وتهب رياح الحرب الباردة من جديد، وتتعزز التحالفات والتكتلات في آسيا وأوروبا، ويشتد الصراع في أفريقيا، وتهتز أسس الاقتصاد العالمي، وتتسع الفجوة بين الطبقات، ويبدو وكأن العالم على حافة حرب عالمية جديدة، إن حدثت، لن يتعافى منها قبل مئات الأعوام.
وتأتي أهمية "مبادرة الحضارة العالمية" التي تهدف إلى استرداد مفاهيم التعايش السلمي، ومنع الحروب، وتخفيف التوتر الدولي الحالي. وهي نداء لتعزيز الحوار بين الشعوب، والتبادل الثقافي والفكري بين الحضارات، والتمسك بالقيم، وتفهُّم تقاليد وأنماط الحضارات المختلفة واحترامها، وتبادل المصالح، واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم تدخل دولة في شؤون دولة أخرى أو فرض هيمنتها عليها، وبناء التوافق السياسي، وتعزيز التعاون والمواءمات الاستراتيجية التي تحقق آمال الشعوب، وإرساء أسس سليمة لبناء تقدم الحضارات، وتعزيز الاستفادة المتبادلة بين مختلف الثقافات.
ولا شك أن مبادرة الحضارة العالمية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية خطوة هامة نحو تعظيم التقارب والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

1. الصين والدول العربية

تمثل العلاقات الصينية العربية نموذجًا مهمًا في إطار العلاقات الخارجية لكل من بكين والدول العربية، حيث تتشابه الصين مع العالم العربي في انتماء كل منهما إلى أمة ذات حضارة تاريخية عريقة. وقد دعا الجانبان إلى تعزيز الحوار بين مختلف الحضارات والشعوب، ويجري التعاون بينهما في أنشطة متنوعة في مجالات التبادل الإنساني والثقافي من خلال منصات وآليات مثل منتدى التعاون الصيني-العربي ومنظمة التعاون الإسلامي، مما عزز التفاهم والصداقة بين الشعوب في العالم العربي والإسلامي والصين.
وقد شهدت العلاقات تطورًا كبيرًا خلال العقدين الأخيرين، إذ تواصل الصين والدول العربية تعزيز التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات، حيث تدعم الدول العربية الجهود التي تبذلها الصين للحفاظ على مصالحها الجوهرية، وتلتزم دائمًا بمبدأ الصين الواحدة. في المقابل، تدعم الصين جهود الدول العربية لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والحفاظ على السيادة وتسوية النزاعات بالحوار.
لذا، أصبح تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية أمرًا بالغ الأهمية لدفع الاستقرار والتنمية في الجنوب العالمي، وتحقيق ازدهار الحضارات. كما أن الحوار الحضاري والثقافي بين الجانبين ضرورة عصرية، ووسيلة لتحقيق المنفعة المشتركة بعيدًا عن منطق الهيمنة والمصلحة الضيقة.

2. آليات التعاون بين الحضارتين الصينية والعربية

شهدت مجالات التعاون تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في المجالات الثقافية والتعليمية والتكنولوجية. ومنها:

• منتدى التعلم والاستفادة المتبادلة

عُقد "منتدى أعمال الحوار الحضاري لخطة التعاون 10+10 بين الجامعات الصينية والعربية" في أكتوبر 2024 بجامعة شانغهاي، كأحد مخرجات الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، وأكّد عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويُعد المنتدى قرارًا استراتيجيًا يهدف إلى تعميق التعاون الأكاديمي والثقافي والابتكار والتنمية المستدامة، لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك.

• منتدى التعاون العربي-الصيني

يُعد المنتدى إطارًا فعالًا للحوار والتعاون في مختلف المجالات (السياسية، الاقتصادية، الثقافية). ويضم 19 آلية، منها المؤتمرات الوزارية والحوارات الاستراتيجية، وأصدر 85 وثيقة لتعزيز التعاون المشترك، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مع توقيع اتفاقيات تبادل العملات مع دول عربية.
كما يشهد الجانبان نشاطًا كبيرًا في تعليم اللغتين الصينية والعربية، مما يعزز التفاهم الثقافي المتبادل.

• مبادرة الحزام والطريق

تمتد جذور التواصل الحضاري بين العرب والصينيين منذ طريق الحرير القديم، وتواصلت عبر "مبادرة الحزام والطريق"، التي نفذ الجانبان في إطارها أكثر من 200 مشروع تعاون.
ورغم الطابع الاقتصادي للمبادرة، إلا أنها تشمل أبعادًا ثقافية واستراتيجية عميقة، تعزز الاحترام المتبادل والترابط الحضاري بين الشعوب.

3. العلاقات المصرية-الصينية "نموذجًا"

العلاقات بين مصر والصين تاريخية، تعود إلى طريق الحرير القديم، واليوم تشهد هذه العلاقات نقلة نوعية في ظل شراكة استراتيجية شاملة.
وُقعت اتفاقيات متعددة تشمل التعاون الإعلامي والثقافي والتعليمي والاقتصادي، وتم تضمين اللغة الصينية في المناهج الدراسية المصرية، بجانب تبادل الزيارات، والبرامج الثقافية، وتوقيع برامج تنفيذية مشتركة.
تجسد هذه العلاقة نموذجًا للتعاون الثقافي بين الصين والدول العربية، وشراكة تسهم في بناء مجتمع المصير المشترك.

التحديات

صعوبة التواصل اللغوي.

ضعف الدراسات الأكاديمية عن الصين.

ضعف حركة الترجمة.

قلة الباحثين المتخصصين.

ضعف التعاون الإعلامي والثقافي.

اعتماد الإعلام على مصادر غربية.

التوصيات

تشجيع الترجمة بين اللغتين.

إنشاء آلية تواصل فعالة.

تنفيذ مشروعات بحثية مشتركة.

إنشاء قاعدة بيانات للخبراء.

تفعيل المراكز الثقافية وزيادة المنح الدراسية.

تنويع وسائل الإعلام وتبادل الوثائق والرؤى.

ختامًا

تمثل "مبادرة الحضارة العالمية" والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية خطوة ضرورية لبناء عالم أكثر فهمًا وتسامحًا، وتُعد دعوة لمواجهة خطابات الكراهية، وإرساء أسس السلام. وهو ما يستدعي إيجاد صيغة ملائمة للتعاون بين جميع الشعوب لصناعة مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية.

مقالات مشابهة

  • سياسات ترامب تربك الشركات التي مولت حفل تنصيبه
  • حزب المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي تدشن ‏شراكة استراتيجية جديدة
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية
  • اتفاقية شراكة بين "الكاف" وشركة للنقل واللوجستيك كراعية لكأس إفريقيا المغرب 2025
  • بعد أزمة بلبن.. مستثمر: القيادة السياسية تؤكد دعمها المتواصل للشركات الناشئة ورواد الأعمال
  • تدخل القيادة السياسية في حل أزمة الشركات يؤكد دعم الدولة لريادة الأعمال
  • العراق وإسبانيا يوقعان اتفاقية في مجال الأمن ومكافحة الجريمة
  • نائب وفدي: نريد شركات قطاع أعمال تقود قاطرة الاقتصاد الوطني لا الشركات الخاسرة
  • رجل الأعمال أيمن ممدوح عباس يكرم الشركات الناشئة ورواد الأعمال بعد تخطي حجم أعمالهم مليار جنيه فى 2024
  • «تويوتا» تطلق نسختها الجديدة ياريس GR موديل 2026