وعرَّج البرنامج على مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سي باك) الذي عقد في الولايات المتحدة بحضور الرئيس دونالد ترامب وعدد من المسؤولين الإسرائيليين وداعمي إسرائيل.

ووفقا للبرنامج، فقد تبنى المؤتمر قرارا يدعو لتسمية الضفة الغربية بيهودا والسامرا، وهو القرار الذي شبهه زعيم المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إسرائيل غانز، بوعد بلفور.

وخلال المؤتمر، دعت كي تي ماكفارلاند -عضو المؤتمر- الإدارة الأميركية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وقالت إنها جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل.

ورغم أن ترامب لم يتحدث عن القضية الفلسطينية خلال هذا المؤتمر، لكنه قال في وقت سابق إن مساحة إسرائيل صغيرة جدا بالنسبة لمساحة الشرق الأوسط.

وسبق أن اعترف ترامب خلال ولايته الأولى بسيادة إسرائيل على القدس المحتلة ونقل سفارة بلاده إليها، كما اعترف أيضا بسيادتها على الجولان السوري المحتل.

لكن هذا الدعم غير المسبوق من جانب الرئيس الأميركي لإسرائيل، لا ينفي خوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مزاجية ترامب، كما يقول أميركيون.

أميركا لا تدعم إقامة دولة فلسطينية

وفي مداخلة للبرنامج، قال مات برودوسكي -المستشار في إدارة ترامب الأولى- إن تغيير اسم الضفة يتماشى مع مواقف جمهور "سي باك" لكنه لا ينفي حقيقة أن هذه المناطق لم تكن تابعة لإسرائيل ولا تربطها بها أي روابط تاريخية.

إعلان

لكن برودوسكي قال إن الحديث عن وجود دولة فلسطينية هو محض خيال، مؤكدا أن إسرائيل لن تجد حكومة انتحارية تسمح بقيام هذه الدولة بعد ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبغض النظر عن توصيف ما حدث، فإن برودوسكي يقول إنه "من غير المنطقي تصور أن إسرائيل ستسمح بإقامة دولة إرهابية على حدودها، ومن ثم فهو يعتقد أن إدارة ترامب تتحرك في الاتجاه الصحيح".

في المقابل، يقول نبيل خوري مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة ترامب تغير الحقائق وتمضي في فعل ما تريد متجاهلة وجود شعب فلسطيني بشكل كامل.

كما أن المسؤولين الأميركيين -كما يقول خوري- "لا يقارنون ما حدث في طوفان الأقصى بما تعرض له الفلسطينيون عموما وليس حركة حماس على يد الإسرائيليين على مدار عقود".

اليمين الأميركي يدعم طرد الفلسطينيين

ورغم اعترافه بأن تغيير اسم الضفة إلى يهودا والسامرة لن يكون مهما، إلا أن خوري يعتقد أن المشكلة الكبرى تكمن في سيطرة اليمين المتطرف على كل مفاصل الحكم في الولايات المتحدة.

وقد دفعت هذه السيطرة إلى تراجع الأصوات المعارضة لسلوك إسرائيل داخل أميركا -على كثرتها- بعدما هدد اليمين بمعاقبة كل من ينتقد تل أبيب، كما يقول خوري.

وخلص المتحدث إلى أن المشكلة الحقيقية هي أن إدارة ترامب تساند اليمين الإسرائيلي المتطرف بكل طموحاته المنحصرة في طرد الفلسطينيين من أرضهم.

واتفق مات داس -مستشار السياسة الخارجية السابق للسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرس- مع حديث خوري، قائلا إن تغيير الضفة ليس مهما لكنه في الوقت نفسه يمثل خرقا للقانون الدولي الذي يصنف الضفة كأرض محتلة.

كما أن ما حدث في الضفة تزامنا مع الحرب الأخيرة لم يكن مبررا برأي داس، الذي قال "إن همجية ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا ينفي حقيقة العنف الكبير الذي مورس على يد مستوطنين ومسؤولين ضد الفلسطينيين، وهو أيضا لا يلغي حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم".

إعلان

ويعتقد داس أن بعض أعضاء الإدارة الأميركية الحالية "يؤيدون الاعتراف سريعا بسيادة إسرائيل على الضفة لدوافع انتخابية ودينية وعرقية"، لكنه يقول إن ترامب نفسه "ربما لا يكترث بالأمر لأنه مشغول بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل وهو أمر قد يتأثر بضم الضفة".

27/2/2025-|آخر تحديث: 27/2/202507:41 م (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إدارة ترامب ما حدث

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية سيكون خطأً فادحاً وقد نرد بشكل أحادي

حذر وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر من أن اعتراف فرنسا المحتمل بدولة فلسطينية سيكون "خطأً فادحاً" من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي ويؤثر سلبًا على مكانة فرنسا في الشرق الأوسط، وذلك في مقابلة مع صحيفة التلغراف البريطانية.

وقال ساعر: "حديث الرئيس ماكرون عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية سيضر بمكانة فرنسا ونفوذها الإقليمي، ويدفع إسرائيل إلى الرد بخطوات أحادية الجانب".

وأضاف أن مثل هذه الخطوة "لن تقرب السلام، بل ستعزز التطرف وتضعف فرص العودة إلى طاولة المفاوضات". وتابع: "إذا اختارت باريس السير في هذا الطريق، فستتحمل المسؤولية عن تداعياته".

وفي سياق متصل، تحدث ساعر عن اجتماعه بنظيره البريطاني، واصفًا اللقاء بأنه "جيد"، لكنه أشار إلى أن "ذلك لا يعني عدم وجود خلافات في بعض القضايا".

ودعا ساعر لندن إلى اتخاذ موقف "أكثر ودا" تجاه إسرائيل، مؤكدا أن الشراكة بين البلدين يجب أن تُبنى على تفاهمات استراتيجية راسخة.

وعن قرار منع نواب بريطانيين من دخول إسرائيل مؤخراً، قال ساعر: "قوانيننا تمنع دخول من يدعون إلى مقاطعة إسرائيل أو فرض عقوبات عليها. هذه مسألة سيادية، ونأمل أن تُفهم في إطار احترام قوانين الدولة".
 

مقالات مشابهة

  • مخاوف تايوانية من تراجع دعم إدارة ترامب لها أمام الصين
  • خطة سلام في أوكرانيا خلال 3 أيام.. هل يعترف ترامب بسيادة روسيا على القرم؟
  • إيران تتهم إسرائيل بالسعي لتقويض المباحثات النووية مع واشنطن
  • الصين تحذر.. “لا تعقدوا صفقات مع واشنطن على حسابنا”
  • ما الذي يجب معرفته عن حركة 50501 المناهضة لسياسات إدارة ترامب؟
  • الجنرال الأميركي الذي لا تريد إسرائيل ضرب إيران دون وجوده
  • ما الذي يجب أن تعرفه عن حركة 50501 المناهضة لسياسات ترامب؟
  • مستشار ترامب يجدد اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء
  • إسرائيل: اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية سيكون خطأً فادحاً وقد نرد بشكل أحادي
  • بولس: اعتراف أميركا بسيادة المغرب على الصحراء "تام وكامل"