الجزيرة:
2025-04-23@08:30:33 GMT

عميد أسرى غزة ضياء الآغا: عدتُ من الموت إلى الحياة

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

عميد أسرى غزة ضياء الآغا: عدتُ من الموت إلى الحياة

غزة- "لقد عدتُ من الموت إلى الحياة من جديد"، بهذه الكلمات وصف ضياء الآغا تحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي قبع خلف قضبانها لنحو 33 عاما.

ضياء من مواليد أبريل/نيسان 1975، وكان في الـ17 من عمره عندما اعتقلته قوات الاحتلال عام 1992، على خلفية تنفيذه عملية فدائية قتل فيها -بمعول زراعي- ضابطا إسرائيليا، وحُكم عليه بالسجن المؤبد.

تنسم ضياء الحرية ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى التي تطلق عليها المقاومة الفلسطينية اسم (طوفان الأحرار)، والتي كان من المقرر إطلاقها السبت الماضي، وقد أعاق الاحتلال هذه الدفعة متذرعا بما وصفها بـ"المراسم الاستفزازية" للمقاومة خلال تسليم المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

الآغا دخل السجن طفلا وخرج منه ليتعرف على أبناء أشقائه وشقيقاته لأول مرة (الجزيرة) ميلاد جديد

ينتمي الآغا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهو عميد أسرى قطاع غزة والوحيد من بين أسرى القطاع المعتقل منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وقد رفضت قوات الاحتلال إطلاق سراحه في صفقات سياسية مع السلطة الفلسطينية، وأيضا في صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" (صفقة شاليط) مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سنة 2011.

على مدار العقود الثلاثة الماضية تنقل الآغا بين سجون الاحتلال المختلفة، ويصفها -في حواره مع الجزيرة نت- بأنها "مقابر الأحياء"، ويعتبر تحرره منها "شهادة ميلاد"، ويقول "أنا وُلدت اليوم من جديد، كنا نعيش في قبور.. سجون الاحتلال عبارة عن جحيم".

وفي غمرة فرحته بالحرية، لا ينسى الآغا من يصفهم بـ"رفاق السجن"، الذين قضى معهم ضعفي سنوات عمره، ويشعر بأن هذه الفرحة منقوصة، وممزوجة بكثير من الألم، ولن تكتمل إلا بحرية جميع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

إعلان

ويقول إنه خرج وترك وراءه آلاف الأسرى من الشباب والنساء والأطفال، وبينهم كبار سن ومرضى، يعانون الويلات جراء "سياسات العدو الممنهجة التي زادت قساوة وعنفا بعد الحرب على غزة".

وعن قساوة ما عايشه الآغا والأسرى في سجون الاحتلال عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية إثر عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يقول إن "سنوات السجن كلها في كفة وشهور الحرب في كفة ثانية".

فلسطينيون في استقبال الأسير المحرر ضياء الآغا عميد أسرى غزة (الجزيرة) وحدات القمع

ووفقا للآغا، فإن ما تسمى "مصلحة السجون" شددت من قبضتها على الأسرى عقب "طوفان الأقصى"، وأطلقت العنان لـ"وحدات القمع"، للتنكيل بالأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، حتى النوم والطعام، إضافة لعمليات اقتحام الغرف والزنازين والاعتداء على الأسرى بالضرب المبرح "انتقاما مما حدث لهم يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".

ويقول عميد أسرى غزة إن أعداد الأسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال جراء التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي عقب اندلاع الحرب، يعادل شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون منذ العام 1967.

ويضيف أن "3 وجبات طعام تقدم للأسرى بعد الحرب تعادل أقل من نصف وجبة قبلها"، وبسبب ذلك فإن كل أسير خسر ما بين 30 إلى 50 كيلوغراما من وزنه الشهور القليلة الماضية، وتدهورت الحالة الصحية العامة لجميع الأسرى.

نجاة (والدة ضياء) كانت تخشى الموت قبل تحرر نجلها من سجون الاحتلال (الجزيرة)

عاد ضياء لمدينته خان يونس التي تركها طفلا، وقد توافدت إليه حشود من الأهل والأحبة والجيران، لتحيته وتهنئته بالحرية، وهي اللحظة التي طال انتظار والدته السبعينية لها، وسافرت حول العالم ضمن وفود "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، للمشاركة في فعاليات مساندة للأسرى للتعريف بقضية نجلها ورفاقه في سجون الاحتلال.

إعلان

ضياء ليس الابن البكر لنجاة الآغا، ورغم ذلك فإن اسمه اقترن بها حيث تشتهر بـ "أم ضياء الآغا"، وهي واحدة من الوجوه البارزة، وناطقة باسم أمهات الأسرى، وعلى مدار سنوات اعتقال نجلها، حملت أوجاعها وثقل سنوات عمرها لزيارته من سجن إلى آخر، ولم تتخلف عن المشاركة في الاعتصامات الأسبوعية إسنادا للأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

تقول أم ضياء للجزيرة نت "والله كنت خايفة أموت قبل هذه اللحظة، بعدما احتضنت ضياء وقد تحرر من السجن ما بدي حاجة من الدنيا". وتبتسم وتضيف: "والله الدنيا ما كان لها طعم من دونه، الحمد لله أن تحرره جاء مع شهر رمضان عشان (حتى) أعمل له كل الأكل اللي بيحبه.. مقلوبة ومسخن وكل حاجة حرم منها بالسجن".

ضياء الآغا ووالدته نجاة الناطقة باسم أمهات الأسرى الفلسطينيين (الجزيرة) فضل المقاومة

يقاطع ضياء والدته وقد انكب يقبل رأسها "والله يمّا شوفتك بكل الدنيا، بدي سلامتك وحرية الأسرى". وأثنى على المقاومة وتضحيات أهالي غزة، وأكد "حريتنا جاءت بدماء الأبطال وأهلنا في غزة، وننتظر تبييض السجون والحرية لكل الأسرى والأسيرات. والله صمود المقاومة أمام جبروت الاحتلال لا تقوى عليه دول".

في العام 2005 توفي والد ضياء، وكان وقتها برفقته شقيقه محمد داخل السجون حيث قضى 12 عاما، ولم تتح لهما فرصة إلقاء نظرة الوداع على والدهما.

وحرص عميد أسرى غزة على الثناء على شبكة الجزيرة وتضحيات مراسليها في سبيل نقل الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال بحق الأبرياء العزل خلال حرب الإبادة.

ووصل 456 أسيرا محررا في إطار الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فجر اليوم الخميس، إلى المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس، تقلهم حافلات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبدا الإعياء شديدا على أغلبهم، وكثير منهم لم يستطع الحديث أو الوقوف على قدميه، وخضعوا لفحوص طبية عاجلة. ويقول مدير التمريض في المستشفى صالح الهمص للجزيرة نت "وصل الأسرى في حالة يرثى لها من شدة ما تعرضوا له من ضرب وتعذيب، وأُدخل عدد كبير منهم للمستشفى للفحوص والعلاج".

إعلان

وبحسب الهمص، فقد تلقى جميع الأسرى المفرج عنهم أدوية ضد "داء الجرب"، لمعاناتهم من أمراض جلدية مستشرية داخل السجون جراء قيود الاحتلال على استخدامها، كما يؤكد الآغا أن الاحتلال "لا يسمح بالحمام إلا مرة واحدة كل أسبوعين ولدقيقة واحدة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سجون الاحتلال

إقرأ أيضاً:

استشهاد الأسير ناصر ردايدة في سجون الاحتلال يرفع حصيلة الشهداء إلى 65 شهيدًا

أعلنت هيئات فلسطينية معنية بالأسرى، يوم الأحد، استشهاد الأسير ناصر خليل ردايدة (49 عامًا) من بلدة العبيدية قضاء بيت لحم، وذلك بعد نقله من سجن "عوفر" إلى مستشفى "هداسا" الإسرائيلي إثر تدهور حالته الصحية.

وأفادت كل من "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" و"نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان مشترك، أن الشهيد ردايدة كان قد أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي لحظة اعتقاله في سبتمبر 2023، ونُقل عقب ذلك إلى مستشفى "تشعاري تسيدك"، حيث مكث فترة طويلة بسبب إصابة بليغة.

قيادي في حماس: تصريحات نتنياهو محاولة للتهرب من استحقاق تبادل الأسرى عاجل:- البابا فرنسيس يندد بالوضع الإنساني "المشين" في غزة ويدعو لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى

وأكد البيان أن استشهاد ردايدة يأتي بعد أربعة أيام فقط من استشهاد أسير آخر داخل سجون الاحتلال، ما يرفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، إلى 65 شهيدًا، بينهم أكثر من 40 أسيرًا من سكان القطاع.

وأضافت الهيئتان أن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 ممن تم توثيق هوياتهم بلغ حتى الآن 302 شهيد، بينما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 74 شهيدًا من الأسرى، من بينهم 63 استشهدوا بعد اندلاع الحرب الأخيرة على غزة.

وألقى البيان المشترك باللوم الكامل على سلطات الاحتلال في استشهاد الأسير ناصر ردايدة، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة تندرج ضمن سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إدارة السجون بحق الأسرى، من تعذيب ممنهج، وإهمال طبي متعمد، وظروف احتجاز لا تراعي أدنى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وطالبت الهيئتان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري واتخاذ خطوات جادة وفعالة لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتصاعدة بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون.

من جانبها، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد ناصر ردايدة، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن وفاته، التي جاءت –حسب بيانها– نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الذي تعرض له في سجن "عوفر".

وأكدت الحركة أن ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يمثل "انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، وجريمة حرب تستوجب المحاسبة"، وجددت دعوتها إلى كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية من أجل التدخل العاجل لحماية الأسرى الفلسطينيين وإنقاذ حياتهم.

ويُشار إلى أن الأسير ناصر ردايدة كان متزوجًا وأبًا لسبعة أبناء، وقد شكّل استشهاده صدمة جديدة لعائلات الأسرى الذين يترقبون يوميًا أخبارًا عن ذويهم في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية داخل المعتقلات.

ويعكس استشهاد ردايدة واقعًا مأساويًا يعيشه أكثر من 9 آلاف أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال، في ظل تجاهل دولي لما يتعرضون له من انتهاكات جسدية ونفسية، وحرمان من العلاج، وتنكيل مستمر، في وقت تزداد فيه المخاوف من ارتفاع عدد الشهداء في صفوف الأسرى إذا استمرت الظروف الحالية دون محاسبة أو تدخل دولي حقيقي.

مقالات مشابهة

  • قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الأسرى داخل سجون الاحتلال منذ بدء حرب "الإبادة"
  • نادي الأسير يكشف عن تصاعد جرائم ممنهجة وتدهور صحي بحق الأسرى
  • ارتفاع عدد الشهداء بين الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال إلى 65
  • استشهاد الأسير ناصر ردايدة في سجون الاحتلال يرفع حصيلة الشهداء إلى 65 شهيدًا
  • خبراء: ما يجري بحق الأسرى الفلسطينيين من الاحتلال حرب انتقامية
  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد أسير فلسطيني من الضفة بعد تدهور صحته في سجون الاحتلال
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجن عوفر