عواصم " وكالات": أعلن الكرملين اليوم الخميس أنه لا يتوقع قرارات "سهلة وسريعة" في العلاقات مع واشنطن رغم التقارب المتسارع الجاري بين البلدين منذ أسبوعين بدفع من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

الا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابلغ جهاز الأمن الاتحادي اليوم أن الاتصالات الأولية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبعث على الأمل.

وقال بوتين في تعليقات نقلها التلفزيون إن روسيا والولايات المتحدة مستعدتان للتعاون لكن بعض النخب الغربية ستسعى إلى تقويض الحوار بينهما.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لا أحد يتوقع أن تكون القرارات سهلة وسريعة" مضيفا أن ترامب "على استعداد للاستماع إلى الآخرين، وهذا مهم جدا".

واشار بيسكوف الى إن المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها "غير مطروحة للتفاوض"، في وقت تتكثف الجهود بحثا عن تسوية للنزاع في أوكرانيا مؤكدا إن "الأراضي التي أصبحت تابعة لروسيا الاتحادية مدرجة في دستور بلادنا، وهي جزء لا يتجزأ من بلادنا. هذا أمر لا جدل فيه وغير مطروح للتفاوض".

وأعلنت روسيا في سبتمبر 2022 ضم أربع مناطق من أوكرانيا تحتلها جزئيا: منطقتي دونيتسك ولوغانسك في الشرق، وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب.

كما ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في مارس 2014 بعد تدخل عسكري قصير واستفتاء على الضم اعتبرته كييف والغرب غير قانوني.

وتسيطر روسيا أيضا أجزاء من منطقة خاركوف في شمال شرق أوكرانيا.

من جانبها، تسيطر أوكرانيا مئات الكيلومترات المربعة في منطقة كورسك الحدودية الروسية، وكان الرئيس فولوديمير زيلينسكي قد أثار في وقت سابق فكرة "تبادل الأراضي" مع موسكو، وهو ما رفضه الكرملين.

ترامب: اوروبا معنية بتقديم ضمانات امنية لاوكرانيا

وفي واشنطن، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ على أوروبا، وليس الولايات المتحدة، تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في إطار تسوية النزاع مع روسيا، واستبعد ضم كييف لحلف ضمان الأطلسي عشية زيارة لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال ترامب خلال الاجتماع الأول لحكومته "لن أقدّم ضمانات أمنية أبعد من ذلك بكثير".

وأضاف "سنطلب من أوروبا أن تفعل ذلك لأنها جارتهم، لكننا سنحرص على أن تسير الأمور على ما يرام".

واصل الرئيس الأمريكي التهرب من التطرق إلى الضمانات الأمنية التي يطالب بها الأوروبيون بإصرار لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا.

عند سؤاله عن عضوية كييف المحتملة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أجاب "الناتو، يمكنكم نسيان أمره... أعتقد أنّ هذا على الأرجح هو السبب وراء بدء الأمر برمّته"، في إشارة إلى تدخل روسيا في أوكرانيا في فبراير 2022.

وتابع "سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى أفضل اتفاق ممكن لكلا الجانبين، ولكن بالنسبة لأوكرانيا، سنحاول جاهدين التوصل إلى اتفاق جيد حتى تتمكن من استرداد أكبر قدر ممكن (من الأراضي)".

وتعترف الإدارة الأمريكية التي لم تعد تتحدث عن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، بأن هذه القضية يجب أن تكون جزءا من أي مفاوضات مستقبلية، في حين تسيطر روسيا 20% من أراضي أوكرانيا.

ويصر الرئيس الأمريكي على أن هذا الاتفاق هو بمثابة تعويض عن المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها بلاده لكييف خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

منذ المكالمة الهاتفية التي أجراها دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير الماضي، عكس الرئيس الأمريكي موقف بلاده بشأن النزاع في أوكرانيا بشكل كامل، وذهب إلى حد وصف زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات".

ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن خلال الساعات القادمة، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، لمحاولة إقناع ترامب بضرورة منح ضمانات أمنية لأي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا في أوكرانيا.

تقدمت لندن وباريس بمقترح إرسال آلاف الجنود الأوروبيين لحماية أوكرانيا في إطار وقف النزاع، لكنهما تصران على ضرورة وجود "شبكة أمان" أمريكية لردع روسيا عن شن تدخل جديد خلال سنوات.

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو اليوم الخميس أنّ باريس تجري محادثات مع كييف للوصول إلى ثروة أوكرانيا المعدنية، ولا سيما للاستخدام العسكري.

وقال لوكورنو لإذاعة "فرانس إنفو"، "لسنا مشاركين في المناقشات في ما يتعلق بالولايات المتحدة (وأوكرانيا)... لكننا نناقش هذه المسألة أنا ونظيري وزير الدفاع الأوكراني من أجل احتياجاتنا الخاصة الفرنسية"، وخصوصا من أجل "صناعتنا الدفاعية".

ويأتي ذلك عشية لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، لإبرام اتفاق يمنح واشنطن إمكانية الوصول إلى الثروة المعدنية في أوكرانيا واستغلالها، بناء على طلب ترامب تعوضيا عن المساعدات العسكرية والمالية التي قدّمتها بلاده لأوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية.

على الجانب الفرنسي، قال لوكورنو "لا نبحث عن الحصول على تعويضات، لكنّ صناعتنا الدفاعية ستحتاج إلى عدد معيّن من المواد الخام التي تعتبر أساسية للغاية في أنظمة الأسلحة الخاصة بنا، ليس للسنة المقبلة ولكن للسنوات الثلاثين والأربعين المقبلة، ويجب علينا تنويع ذلك".

ولم يحدّد وزير الدفاع الفرنسي نوعية المواد التي يتحدث عنها.

وأوضح أنّ "الرئيس زيلينسكي هو الذي وضع في الخريف الماضي مسألة المواد الخام في خطته لتحقيق النصر، وقدّم عددا من المقترحات ليس فقط للولايات المتحدة، بل أيضا لفرنسا".

وأضاف "ما طلبه مني (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون هو أن أدخل أنا فقط في مفاوضات مع الأوكرانيين، وكنت أفعل ذلك منذ أكتوبر الماضي".

كوريا الشمالية أرسلت قوات إضافية إلى روسيا

من جهة ثانية، أعلن مسؤول في وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس اليوم الخميس أنّ كوريا الشمالية أرسلت إلى روسيا قوات إضافية نشرت بعضا منهم على الخطوط الأمامية في مدينة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا.

وقال المسؤول في وكالة الاستخبارات الوطنية في سيول إنّ "القوات الكورية الشمالية، بعد فترة هدوء استمرت نحو شهر، أعيد نشرها على خطوط المواجهة في كورسك... يبدو أنّ بعض عمليات نشر القوات الإضافية تمّت بالفعل"، مشيرا إلى أنّ "الحجم الدقيق للعملية لا يزال قيد التقييم".

وسبق لوكالات استخبارات كورية جنوبية وغربية أن قالت إنّ أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي تمّ إرسالهم إلى روسيا العام الماضي لمساعدتها في صدّ هجوم أوكراني مباغت أتاح لقوات كييف أن تسيطر على أجزاء من منطقة كورسك الروسية الحدودية.

لكنّ هذه المعلومات لم تؤكّدها موسكو ولا بيونغ يانغ اللتان وقّعتا اتفاقا يتضمن بندا للدفاع المشترك وذلك عندما قام الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي بزيارة نادرة لكوريا الشمالية المسلحة نوويا.

وفي وقت سابق من فبراير الجاري، قالت سيول إن الجنود الكوريين الشماليين الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الروسي على خط الجبهة في كورسك توقفوا عن المشاركة في القتال منذ منتصف يناير.

بدورها، قالت أوكرانيا يومذاك إنّ الجنود الكوريين الشماليين انسحبوا من خط الجبهة بعدما تكبّدوا خسائر فادحة.

ولم يصدر في الحال الخميس أيّ تعليق من جانب موسكو أو بيونغ يانغ على ما أعلنه المسؤول الكوري الجنوبي.

دعوة كييف لحضور قمة خاصة للاتحاد الأوروبي

وفي تطور لافت في القضية الاوكرانية، أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا اليوم الخميس، دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور قمة خاصة للاتحاد الأوروبي حول الدفاع تعقد في السادس من مارس المقبل، وذلك لمناقشة "ضمانات أمنية" لأوكرانيا.

وسيلتقي قادة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لمناقشة تعزيز الدفاع الأوروبي وفي محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة عسكرية جديدة لكييف.

وقال كوستا في رسالة الدعوة الموجهة إلى رؤساء الدول والحكومات، "في ما يتعلق بأوكرانيا، هناك ديناميكية جديدة يجب أن تؤدي إلى سلام نتك وعادل ودائم. لذلك، من المهم بالنسبة إلينا أن نتبادل وجهات النظر بشأن سبل دعم أوكرانيا والمبادئ التي يجب احترامها في المستقبل".

وأضاف أنّ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء "على استعداد لتحمّل مسؤولية أكبر عن الأمن الأوروبي".

وتابع "يتعيّن علينا بالتالي أن نكون مستعدّين لمساهمة أوروبية محتملة في الضمانات الأمنية التي ستكون ضرورية لضمان السلام الدائم"، مؤكدا أنّه دعا زيلينسكي لـ"مناقشة آخر التطوّرات".

واقترحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن تلتزم الدول الـ27 توفير أسلحة جديدة في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك صواريخ وأنظمة دفاع جوي وقذائف مدفعية. وقالت إنّ "التفاصيل، خصوصا المبالغ، سيتمّ تحديدها ومناقشتها في القمة الأوروبية الاستثنائية في السادس من مارس المقبل".

ولطالما واجهت المناقشات بهذا الشأن صعوبات بسبب معارضة المجر لأي مساعدات عسكرية جديدة لكييف، في وقت حافظت بودابست على علاقة جيدة مع موسكو. كما تأتي المناقشات حاليا في ظل بدء محادثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

وقدم الأوروبيون لأوكرانيا مساعدات بقيمة حوالى 134 مليار يورو، من بينها حوالى 50 مليار يورو من الدعم العسكري.

وخلال القمة الخاصة، ستناقش الدول الأعضاء تعزيز الدفاع الأوروبي، "بهدف اتخاذ قرارات أولى على المدى القصير حتى تصبح أوروبا أكثر سيادة وأكثر قدرة وأفضل تجهيزا"، وفق لرئيس المجلس الأوروبي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمریکی دونالد ترامب فولودیمیر زیلینسکی الرئیس الأمریکی فلادیمیر بوتین الیوم الخمیس ضمانات أمنیة فی أوکرانیا فی وقت

إقرأ أيضاً:

الكرملين: لا أحد يتوقع حلولا سهلة وسريعة بين روسيا والولايات المتحدة

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية “ الكرملين ” دميتري بيسكوف أن روسيا والولايات المتحدة لديهما مجال واسع للتعاون ولكن لا توجد مناقشات جوهرية حتى الآن، مشيرا الي انه لا أحد يتوقع حلولا سهلة وسريعة بين روسيا والولايات المتحدة.

وبيًن المتحدث باسم الكرملين، في بيان له، أن موسكو ترى أن ترامب على عكس بايدن مستعد للإصغاء، وأن الأراضي التي انضمت لروسيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ منها وهذا أمر غير قابل للنقاش.

وأدان الكرملين الحكم الصادر ضد رئيس جمهورية صرب البوسنة دوديك، حيث قال بيسكوف: “قد يؤثر سلبا على البلقان ككل ويزعزع استقرار الوضع، وأن ملاحقة رئيس جمهورية صرب البوسنة تحمل طابعا سياسيا”.

وشدد على أن الرسوم التي تخطط الولايات المتحدة لفرضها على الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تؤثر على روسيا.

 وختم الكرملين بيانه قائلا: “وبشأن خطط الولايات المتحدة لفرض رسوم على السلع من الاتحاد الأوروبي، فإن روسيا لا تريد حروبًا تجارية في العالم فهي تؤثر سلبًا على جميع البلدان”.

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية ترسل قوات إضافية إلى روسيا بحسب كوريا الجنوبية
  • الكرملين لا يتوقع قرارات "سريعة" بشأن العلاقات مع واشنطن    
  • الكرملين: لا أحد يتوقع حلولا سهلة وسريعة بين روسيا والولايات المتحدة
  • كوريا الشمالية ترسل قوات إضافية إلى روسيا
  • الكرملين: لم ترد أي تصريحات رسمية بشأن زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة
  • الجارديان: الكرملين يفضح "ادعاء" ترامب بقبول روسيا نشر قوات أوروبية في أوكرانيا
  • الجارديان: الكرملين يفضح ادعاء ترامب بقبول روسيا نشر قوات أوروبية في أوكرانيا
  • الكرملين يؤكد: نرفض إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا
  • الكرملين: وجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا خطوة غير مقبولة