سواليف:
2024-09-20@10:28:55 GMT

هل يواجه الأردن مخططا لتوطين السوريين؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

هل يواجه الأردن مخططا لتوطين السوريين؟

هل يواجه #الأردن مخططا لتوطين #السوريين؟ / #ماهر_أبوطير

الذي يتابع الملف السوري في الأردن، يلاحظ أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تتكرر مفردات أردنية جديدة لم يتم التطرق إليها سابقا، وكلها تدور حول استحالة توطين السوريين في الأردن.

خلال سنين الحرب الأولى وما تلاها كان كل المحتوى السياسي، وصياغات الدولة الرسمية تتحدث عن وضع اللاجئين السوريين، ووقف الحرب، وبدء عملية سياسية، وغير ذلك من جمل، لكن المفردات حول “استحالة التوطين” أو “الاندماج” إلى ما لا نهاية ظهرت مؤخرا، وكأن هناك مشاريع دولية لتوطين السوريين في الأردن، أو حتى ضغوطات تمارس على الأردن لأجل هذه الغاية، خصوصا، مع استحالات العودة إلى سورية، بسبب جملة عوامل مختلفة ومعقدة.

وزير الداخلية بشخصيته الوازنة قال يوم أمس إن مسؤولية اللاجئين مشتركة بين كافة الدول، ما يتطلب تفعيل برنامج إعادة التوطين للاجئين حسب الخطط التي أعدت بهذا الخصوص، إذ إن كافة الدول معنية بهذا الموضوع نظرا لأبعاده الإنسانية، مع ضرورة الالتزام بتسهيل إجراءات العودة الطوعية كون “الاندماج” ليس خيارا، وأن الحقيقة الثابتة بأن موطن اللاجئ هو بلده الأصلي، وهذه ليست أول مرة يتحدث فيها الوزير عن استحالة الاندماج.
كلام الوزير جاء خلال استقباله ليليبو قراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والوفد المرافق له، وبرغم أن المسؤول الدولي يعمل في ملف اللاجئين بشكل عام، إلا أن النقاش كان يتركز خلال اللقاء حول ملف السوريين في الأردن، حيث أشار الوزير إلى ضرورة زيادة الدعم المقدم لتمكين الأردن من الاستمرار بالقيام بدوره الإنساني تجاه هؤلاء اللاجئين، إذ إن الأردن يعاني من مشاكل اقتصادية وكان لموجات اللجوء أثر وسبب في زيادة هذه المشاكل وتحميل الحكومة الأردنية مزيدا من الأعباء على كافة القطاعات وارتفاع نسب البطالة بين الأردنيين، وذلك من خلال زيادة الطلب على كافة الخدمات الحكومية وفي كافة المجالات التعليمية والصحية والطاقة والمياه والصرف الصحي والبيئة والخدمات البلدية وغيرها من الآثار المباشرة وغير المباشرة على النواحي الاجتماعية والأمنية، وأن هناك حاجة ماسة تتطلب توفير الدعم المادي لبرنامج الغذاء العالمي المخصص للاجئين في ظل انخفاض التمويل الخارجي لهذا البرنامج وهو الأمر الذي يزيد من الأعباء المترتبة على الحكومة الأردنية وعلى اللاجئين.
التركيز في الصياغات الرسمية على استحالة دمج اللاجئين قد يشمل جنسيات مختلفة من اللاجئين، لكن السياق هنا يتعلق بالسوريين حصرا، ولولا وجود مخاوف غير معلنة من تثبيت الكتلة السورية في الأردن، بشكل دائم، والضغط لتوطينهم لما تكررت هذه الصياغات، خصوصا مع فشل كل الدعوات لدمشق الرسمية لإعادة استقطاب مواطنيها في ظل ظروف مأساوية اقتصاديا واجتماعيا في سورية، ومحاذير السوريين تجاه العودة مع تجارب الذين عادوا والتي لم تكن تجارب إيجابية على مستويات الحياة، ولا الاستقرار، وفرص العمل، فوق الهواجس الأمنية من احتمالات الملاحقة، أو انفجار الوضع الأمني بشكل أسوأ مما سبق.
رسالة الوزير هنا، وربما رسائل عمان الرسمية، تواجه عدة تأويلات في الوقت ذاته، وقد يكون مطلوبا مصارحة الرأي العام في الأردن، إذا كانت هناك ضغوطات لتوطين السوريين في الأردن، وهل هذه الضغوطات تأتي من عواصم كبرى، تريد تحويل الأزمة السورية إلى أزمة أردنية أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتريد أيضا التخلص من عبء استقبال سوريين جدد إلى عواصم هذه الدول، وتجد في تثبيتهم في الأردن حلا جذريا، وكيف يمكن أن نفسر صحة هذا التوجه- إذا صح- مع رفع عواصم العالم والمؤسسات الدولية يدها عن اللاجئين السوريين وتحويلهم إلى أزمات داخلية محلية في الأردن وتركيا ولبنان وغير ذلك من عواصم، وصناعة مناخات مرهقة ومتعبة اقتصاديا لهم، لا تشجعهم أساسا على البقاء طويلا في تلك الدول.
في كل الأحوال فإن سؤال السوريين في الأردن وجها لوجه، أو من خلال استطلاعات الرأي يكشف عن حقيقة خطيرة، فأغلب هؤلاء لا يريدون أصلا البقاء في الأردن إلى ما لا نهاية، ولا يريدون أيضا العودة إلى سورية، ويريدون الهجرة إلى بلد ثالث، وهذا رأي الأغلبية بينهم.
ربما يكون مطلوبا مزيد من المكاشفة في هذا الصدد، والقول لنا عما يجري بعيدا عن الصياغات الدبلوماسية للخارجية الأردنية، خصوصا، حين تأتي الإشارات من الداخلية الأردنية.

مقالات ذات صلة موت الغرب 2023/08/21

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن السوريين السوریین فی الأردن

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يكرّم مؤسسة "لايت إيد إمباكت" بجائزة "الشارقة لمناصرة اللاجئين"

كرّم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، الفائزة بالدورة الثامنة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، خلال الحفل الذي أُقيم، اليوم الأربعاء، في "مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار".

وألقت مريم الحمادي، المديرة العامة لمؤسسة القلب الكبير، كلمة أكدت فيها أهمية دور العمل الإنساني في مواجهة التحديات التي يعيشها العالم اليوم.
وقالت إن الإنسانية في جميع العالم تمر بتحديات كبرى لم تعهدها من قبل، ولم نشهد مثيلاً لها في التاريخ المعاصر، وما يميز هذه المرحلة عن غيرها هو أن عنوانها الإنساني طغى، ولأول مرة، على كافة العناوين الأخرى، ما وضع الإنسانية جمعاء في اختبارات حقيقية، تعيد تشكيل الحياة التي نعيشها وطبيعة القيم والمفاهيم التي نؤمن بها وشكل العلاقات بين الشعوب والأمم وصيغة المستقبل الذي نطمح إليه جميعاً.
وأضافت أنه في ظل هذه المرحلة يصبح العمل الإنساني المبدع وغير التقليدي شكلاً من أشكال الانتصار للضحايا والمظلومين وإعلاناً جماعياً للتمسك بالروابط والقيم الإنسانية المشتركة، وتأكيداً على أن الخير باقٍ مهما كانت المرحلة حالكة وأن نور الفجر آتٍ لا محالة تحمله أيادٍ بيضاء آمنت بقدرة الخير على هزيمة الشر وبقدرة العطاء على دحر محاولات سلب الإنسان حقه وكرامته.

قوة الأمل

وحول مبادرات وإنجازات الفائز بالجائزة، قالت الحمادي إن مؤسسة لايت إيد إمباكت أنشأت محطات للاستفادة من مصادر الطاقة الشمسية في المناطق النائية في نيجيريا، ووفرت السبل أمام الأطفال اللاجئين لاستكمال مسيرتهم التعليمية، وزودتهم بالمهارات اللازمة ليكون كل منهم سبباً ومحركاً لتغيير واقعه وواقع من حوله؛ فهي لم تساعد اللاجئين على تجاوز تحديات العمل والتعليم وحرية التنقل وحسب، بل كان لجهودها أثر في إرساء معايير الأمان والسلامة؛ إذ تراجعت بفضلها أشكال متعددة من الجرائم، مثل السرقات والقتل والتحرش والاغتصاب.
وأضافت أنه منذ انطلاق جائزة الشارقة لمناصرة ودعم اللاجئين كان لها أهداف عديدة، يعرفها من يتابع مشروعها ورسالتها، أبرزها دعم مبادرات المؤسسات العاملة مع اللاجئين والرامية لتحسين واقعهم، لكن في الحقيقة كان دائماً هنالك حلم أكبر، حلم أشمل نعمل ونأمل أن يتحقق يوماً ما، هذا الحلم هو أن تتوقف الجائزة يوماً ما ولا يعود هنالك حاجة إليها، نعم نتمنى أن تلغى الجائزة، فأملنا أن نستفيق على عالم بلا لاجئين ونازحين، أملنا أن تتوقف الحروب في فلسطين والسودان ولبنان واليمن وسائر بلدان العالم؛ فما تمر به المنطقة اليوم، وخاصة أهلنا في غزة، بقدر ما يضعنا أمام واقع صعب وقاسٍ، بقدر ما يمنحنا الثقة بأن قوة الأمل ستولِّد عشرات المبادرات، وتجمع مئات وآلاف الأيادي لتجاوز هذه المحنة.

تحديات غير مسبوقة

من جانبه، أشاد أندرو هاربر، المستشار الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن العمل المناخي، في كلمة ألقاها بالدور الكبير الذي تقوم به إمارة الشارقة في دعم اللاجئين وتعزيز التعاون الدولي من أجل تحسين حياتهم.
وقال: "أتوجه بالشكر الجزيل وأعرب عن تقديري وامتناني للمناصرة البارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، لدورها في قيادة الجهود الإنسانية الرامية إلى حماية وتمكين اللاجئين على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث وصلت مساهماتها من خلال مؤسسة القلب الكبير إلى أكثر من مليون شخص حول العالم، ممن حصلوا على مساعدات إنسانية ودعم في مجالات التعليم والرعاية الصحية وتمكين المرأة، في وقت يواجه العالم فيه تحديات غير مسبوقة، حيث وصل عدد اللاجئين والنازحين إلى أكثر من 122 مليون شخص، معظمهم يعانون من تداعيات تغير المناخ، حيث يعيش ثلاثة أرباع النازحين قسراً في بلدان تعاني من المخاطر الناجمة عن تغير المناخ، وبعد هروبهم من مناطق الحروب والنزاعات، وجدوا أنفسهم في مواجهة الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة".


وشاهد حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً تناول أبرز إنجازات مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، التي أسسها الشاب النيجيري ستانلي أنيجبوجو، وتمكنت خلال عامين فقط من توفير محطات طاقة شمسية لأكثر من 50 ألف عائلة في مخيمات اللجوء، والمناطق الريفية التي تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وزودت أفرادها بالمعارف والمهارات اللازمة لصيانتها، كما استحدثت برامج تعليمية حول أساليب وتقنيات إعادة تدوير المواد الاستهلاكية وتحويلها إلى مصادر طاقة بديلة.

مشاريع استثنائية

وتفضل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم الفائز بالدورة الثامنة من الجائزة، مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، وأعرب ستانلي أنيجبوجو، مؤسس المؤسسة، في كلمته بعد التكريم عن امتنانه قائلاً: "نشأت في مدينة أونيتشا، نيجيريا، حيث كنت على دراية كاملة بواقع فقر الطاقة، كان ضوء مصباح الكيروسين الخافت أو الشمعة هو كل ما أملكه للدراسة، وميض صغير من الأمل في عالم مليء بالتحديات، في تلك اللحظات، وأنا أعاني من صعوبة الدراسة تحت ضوء غير كافٍ، أدركت مدى الترابط العميق بين الوصول إلى الطاقة والتعليم والصحة والفرص، أدركت أن الضوء ليس مجرد حاجة فيزيائية، بل هو رمز للفرص، ومنارة للأمل، ومحفز للتغيير".


وبفوزها بالجائزة حصلت مؤسسة "لايت إيد إمباكت" على مكافأة قدرها 500 ألف درهم، بمساهمة خاصة من مؤسسة القلب الكبير، تكريماً لمبادراتها ومشاريعها الاستثنائية التي أسهمت بشكل فعال في تحسين حياة اللاجئين والنازحين في نيجيريا وأفريقيا من خلال توفير حلول الطاقة المستدامة في مجتمعات اللاجئين والتغلب على العديد من التحديات التي تواجههم، أبرزها صعوبة التخلص من 1.1 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، وعدم تكرير ما يقارب 88% من إجمالي النفايات فيها، والتي عالجها ستانلي من خلال استخدام نموذج الاقتصاد الدائري الذي يتم من خلال إعادة استخدام النفايات الإلكترونية والبلاستيكية لتصنيع مصابيح شمسية محمولة ومحطات للشحن الكهربائي.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. مروحية إسرائيلية تقصف محيط مستشفى العودة بمخيم النصيرات
  • مصطفى بكري: فوز الإخوان في انتخابات البرلمان الأردنية ليس له تأثير (فيديو)
  • الغلاء يمنع السوريين من تخزين وتجفيف المواد الغذائية للشتاء (شاهد)
  • الغلاء يمنع السوريين من تخزين وتجفيف المواد الغذائية للشتاء.. فيديو
  • وزير العدل التركي: الأدلة تشير إلى أن استهداف عائشة نور كان مخططا له
  • سلطان القاسمي يكرّم مؤسسة "لايت إيد إمباكت" بجائزة "الشارقة لمناصرة اللاجئين"
  • الحكومة الأردنية برئاسة جعفر حسان تؤدي اليمين الدستورية
  • الصحف الأردنية تبرز تحذيرات الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني من خطورة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة وغزة
  • هل تدفع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا عجلة المصالحة بين أردوغان والأسد؟
  • هل يدفع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا عجلة المصالحة بين أردوغان والأسد؟