مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد ورش صناعة الفوانيس عمالا مستمر داخلها و في منطقة المنشية وسط الإسكندرية، ظهرت بارقة أمل تضيء سماء المدينة تتمثل في أول ورشة لصناعة الفوانيس «الأركت» باستخدام تقنية الليزر، والتي تُعتبر هذه الورشة شاهداً حياً على فن صناعة الفوانيس الخشبية بالطراز المصري الأصيل والتي تمر بعدة مراحل داخل هذه الورشة الصغيرة حتى تخرج كمنتج نهائي يضاهي المنتجات المستوردة و منذ انطلاقها، اعتمدت الورشة نهجًا مبتكرًا في تصنيع الفوانيس كبديل للطرق اليدوية التقليدية.

يقول إبراهيم منعم، صاحب إحدى أشهر ورش لإنتاج الفوانيس باستخدام تقنية الليزر في محافظة الإسكندرية، بأنه يعمل على تصميم الفوانيس الخشبية بأشكال تراثية مصرية، تعيد إحياء الطابع التقليدي للفانوس القديم مشيراً أن صناعة الفوانيس الخشبية من فئة الأركت في ورش الليزر قد انتشرت في مصر على مدار السبع سنوات الماضية، حيث كان عدد الورش في الإسكندرية لا يتجاوز العشر ورش.

وأشار في حديثه لـ "الأسبوع" أنه كان الرائد في استخدام ماكينة الليزر لصناعة الفوانيس منذ خمس سنوات، حيث أصبحت لدينا الآن فوانيس خشبية تُصنَع بأيدٍ مصرية، تحمل الطراز الإسلامي وتعبّر عن الهوية والروح المصرية، بعد أن كانت تُستورد من الصين. وقد شهدت ورش التصنيع في الإسكندرية نموًا كبيرًا، إذ أسس العديد من الشباب ورشًا لإنتاج الفوانيس والأدوات المكتبية باستخدام تقنية الليزر على الأخشاب.

أوضح أن الفوانيس تُصنع باستخدام نوع خاص من الخشب يُعرف باسم MDF، ويتراوح سمكها بين 3 إلى 6 مم، بألوان متنوعة. تبدأ عملية التصنيع باختيار تصميم الفانوس، يتبعه الرسم والقص بواسطة ماكينة الليزر، ثم يتم تجميع الفانوس وإغلاقه باستخدام الغراء أو الشمع مشيراً أن هناك أربعة أحجام أساسية للفوانيس، تتراوح من 25 سم إلى متر واحد، بأسعار تبدأ من 10 جنيهات وتصل إلى 120 جنيهًا لأسعار الجملة لافتا أن عملية التصنيع تبدأ قبل 4 أشهر من حلول شهر رمضان المبارك.

يقول هشام محمد، أحد العاملين في ورشة تصنيع الفوانيس، في حديثه إلى الأسبوع: نبدأ العمل على الماكينة لتفريغ شكل الفانوس، تليها مرحلة التجميع. ويضيف أنه يعمل في ورشة الليزر التي تتخصص في قطع جميع أنواع الأخشاب والجلود والبلاستيك. كما أشار إلى أنه مع اقتراب موسم شهر رمضان، تبدأ الورشة في تصنيع الفوانيس الخشبية بتصاميم وأشكال متنوعة.

وتابع أن تصنيع الفوانيس تمر بعدت مراحل، تبدأ بتصميم النموذج على الحاسوب، وبعد ذلك يتم نقل التصميم إلى ماكينة الليزر التي تقوم بتقطيع الشكل المطلوب من اللوح الخشبي، و تستمر العملية حتى يتم الانتهاء من جميع أجزاء الفانوس كقطع خشبية بأحجام متنوعة ثم المرحلة التالية بتجميع الفانوس حتى يصل إلى شكله النهائي، حيث يتم تصنيع أحجام وأشكال متنوعة كما تشمل هذه المرحلة تركيب وحدات الإضاءة والصوت داخل الفانوس مضيفاً أنه يستطيع إنتاج حوالي 50 فانوسًا صغيرًا يوميًا و 10 فوانيس كبيرة، وفقًا للطلب وتتضمن غالبية الفوانيس الخشبية تتضمن كتابة الأسماء بالإضافة إلى الصور الشخصية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية شهر رمضان المبارك منطقة المنشية ورشة صناعة الفوانيس الاركيت

إقرأ أيضاً:

بدءاً من حلاوة المحيا وانتهاءً بشراء الفوانيس… مدينة حماة تستقبل شهر رمضان

دمشق-سانا

طابع اجتماعي مليءٌ بالألفة تتخذه عادةً الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك في مدينة حماة، وهو ما نجح في الصمود والبقاء رغم التضييق الذي كان النظام البائد يمارسه على سكان المدينة خلال السنوات الأولى للثورة السورية، لتمتزج الآن نشوة النصر مع استعدادات استقبال شهر الصيام.

استعدادات شهر الصيام تبدأ من تهيئة النفس على الامتناع عن الطعام والشراب عبر صيام “الأيام البيض” في شعبان، ووضع مخطط للعبادات لتشجيع الأطفال، وتنظيف المنزل وتزيينه لإضفاء أجواء البهجة والاحتفال.

ويتجلى “شعبان” بوضوح في شوارع مدينة حماة المزدانة بكثرة بالصور والعبارات والأناشيد الدينية التي تصدح منذ نهاية الأسبوع الأول من الشهر، إضافة لانتشار نوع خاص من الحلويات وهو “حلاوة المحيا” في كل أرجاء المدينة، وتوزيعها بكميات كبيرة، وحتى الإسراع بإرسالها إلى المغتربين خارج سوريا قبل دخول شهر رمضان، وكذلك شراء الفوانيس ومجسم الهلال، وتوديعة الشهر بوجبة أو مشوار مميز.

الشاعر والباحث في التراث الحموي أحمد بغدادي أوضح لـ سانا الثقافية أن الاحتفالات باستقبال رمضان تبدأ منذ ليلة النصف من شعبان، حيث ورث أهل حماة هذه العادة عن الآباء والأجداد، إذ يتحضرون لها وتتهادى سائر بيوتها “حلاوة المحيا” بألوانها الأبيض والأحمر وحلويات “البشمينا” و”المطبقة” و”الغريبة” و”المعمول”.

أما تاريخ هذا النوع من الحلويات فيوضح بغدادي أنه بدأ بالظهور في بلاد الشام خلال العهد العثماني، فيما تقول رواية أخرى إن الملك المظفر محمود في العصر الأيوبي، هو الذي أمر طباخيه بإيجاد نوع جديد من الحلويات للاحتفال بنصف شعبان فظهرت “حلاوة المحيا”، التي تتميز بكونها رخيصة الثمن وبمتناول الجميع.

ومن أحد المحلات المشهورة بعملها يحدثنا أبناء الحاج عبد الكريم الروادي بأن والدهم هو أقدم من عمل ب “حلاوة المحيا” منذ الثمانينيات بعد أن انطلق من “السحلب والبوظة والنمورة”، مشيرين إلى أن هذه الحلاوة من التراث الثقافي الخاص بمدينة حماة فقط، ويتم شحنها للمحافظات كافةً، وأن الحمويين يعتمدون “المحيا” بهدف صلة الرحم وإصلاح الخلافات وتقديم الاعتذارات.

أما مكونات هذه الحلوى وفق أبو محمد أحد العاملين القدامى في صناعتها فتشمل السكر والسميد والجيلي والفانيليا والطحين، حيث يتم خلطها للحصول على عجينة هشة ثم تقطع وتوضع في الفرن وتطهى، ثم توضع بالبراد حتى تصبح متماسكة ويمكن إخراج قطع الحلاوة بسهولة.

وللخطبة والأعراس خصوصية في شهر شعبان حسب ربة المنزل أم طارق إذ يتفاءل الأهالي عادة بإقامة مناسباتهم الاجتماعية فيه نظراً لخاصيته الدينية، راجين مستقبلاً جميلاً لنجاح العلاقات الأسرية، لافتة إلى أنه من الضروري جداً أن يأخذ الأهل “حلاوة المحيا” حين زيارة بناتهم في ليلة النصف من شعبان، كما أن الخاطب يأخذ لخطيبته منها باليوم نفسه.

مقالات مشابهة

  • بدءاً من حلاوة المحيا وانتهاءً بشراء الفوانيس… مدينة حماة تستقبل شهر رمضان
  • أحمد موسى: أتوبيس سياحي فاخر من تصنيع مصري يعكس قوة الصناعة الوطنية
  • تفكيك ورشة سرية لصناعة الأسلحة التقليدية بقسنطينة
  • الفوانيس والمسحراتي.. عادات وتقاليد رمضان في البلدان المختلفة
  • «إعلامي الوزراء»: تصنيع وتوريد 1016 عربة سكة حديد جديدة للركاب
  • تأسيس أعظم وطن
  • رمضان 2025.. أسعار الفوانيس وفروع الزينة في الأسواق
  • متحف الإسكندرية يٌقيم ورشة متخصصة لطلبة الآثار عن فن الفسيفساء الخميس المقبل
  • ورق × ورق.. فانوس «يوسف» على قديمه: بصنعه في ساعة