صحيفة صدى:
2025-04-02@07:33:53 GMT

رمضان والعمل: شهر العطاء والخير

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

رمضان والعمل: شهر العطاء والخير

عندما يتحول الصيام إلى مجرد حجة لدى البعض لتبرير التقصير في أداء الواجبات، فإن ذلك يدل على عدم الفهم الحقيقي لمقاصد الصيام النبيلة والعظيمة. فالصيام ليس مبررًا للتراخي أو التكاسل، بل هو مدرسة تربوية تهدف إلى تهذيب النفس، وتعويدها على الصبر، والانضباط، والجدية في أداء الأعمال. كيف يمكن أن نقبل أن يتراخى البعض عن إتقان أعمالهم بحجة الإرهاق الناتج عن الجوع أو العطش، في حين أن شهر رمضان هو شهر الجد والاجتهاد، وشهر الخير والعطاء، سواء في العبادات التي تقربنا من الله تعالى، أو في المعاملات المتعلقة بحقوق الآخرين وأداء الواجبات بإخلاص وأمانة؟ إن الربط الخاطئ بين الصيام والتكاسل يجعل بعض الموظفين والعاملين يتساهلون في أعمالهم، في حين أن تاريخ الأمة الإسلامية يشهد بأن رمضان كان شهر الانتصارات الكبرى، والعمل الدؤوب، والبذل في سبيل الله.

ولم يكن الصحابة – رضوان الله عليهم – ولا السلف الصالح يرون في الصيام عائقًا يمنعهم من أداء مهامهم، بل كانوا يجتهدون أكثر، محتسبين الأجر عند الله. فضل الصيام وعلاقته بالعمل يقول النبي ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم). وقد فسّر العلماء معنى إيمانًا بأنه التصديق بفرضية الصيام، ومعنى احتسابًا بأنه طلب الأجر من الله تعالى، دون تذمر أو تبرم. وهذا يعني أن الصائم ينبغي أن يؤدي صيامه بنفسٍ راضية، لا أن يجعله سببًا للتقاعس والتهاون في أداء واجباته اليومية. ويؤكد التاريخ الإسلامي أن رمضان لم يكن شهر خمول، بل كان شهر العمل والإنجازات العظيمة، فقد وقعت فيه معارك حاسمة مثل غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة عين جالوت، وهي أدلة تاريخية على أن الصيام لم يكن يومًا عائقًا أمام تحقيق الإنجازات، بل كان دافعًا لها. العمل في شهر رمضان: بين الجهد البدني والمهني يمكن تقسيم الأعمال إلى نوعين: 1.الأعمال التي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا، مثل العمل في مشاريع البناء، وتعبيد الطرق، وأعمال المزارع، وغيرها من المهن الشاقة. هذه الأعمال قد تشكل تحديًا للصائم، لذلك من الأفضل لصاحب العمل مراعاة ظروف العمال، من خلال إعادة جدولة أوقات العمل لتكون في الفترات المسائية إن أمكن، أو توفير بيئة مناسبة تقلل من مشقة الصيام. 2.الأعمال التي لا تحتاج إلى مجهود بدني كبير، مثل الأعمال المكتبية، والتي تتطلب التركيز والانضباط. هذه الوظائف لا ينبغي أن يتأثر أداؤها بالصيام، بل يجب أن يكون رمضان دافعًا لمزيد من الإتقان، حيث إن ساعات العمل غالبًا ما تكون أقل من الأيام العادية، ما يتيح للموظف فرصة لتنظيم وقته بشكل أفضل. إن الموظفين الذين يتقاعسون عن أداء أعمالهم في شهر رمضان، هم غالبًا ممن يتهاونون في واجباتهم طوال العام، فليس من المنطق أن يكون شهر رمضان مبررًا لهذا التكاسل، خاصة وأن ساعات العمل في معظم الدول الإسلامية خلال رمضان لا تتجاوز ست ساعات! الخلاصة: العمل عبادة ورمضان شهر الإنجاز لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا أن العمل عبادة، وهو جزء من مسؤوليتنا تجاه الله وتجاه المجتمع. فإذا كان الصيام تدريبًا على الصبر والانضباط، فإن أداء العمل بإخلاص في رمضان هو تطبيق عملي لهذا الصبر. ولنا في السلف الصالح قدوة، فقد كانوا يجمعون بين العبادة والعمل، ولم يكن الصيام حجة للتقصير، بل دافعًا للبذل والعطاء. وكما أن رمضان شهد العديد من الفتوحات والانتصارات العظيمة، فيجب أن يكون اليوم شهر الإنتاجية والتفاني في العمل، وليس شهر التكاسل والتراخي. فمن يعمل بجد في رمضان، فهو يجمع بين الأجر الدنيوي والأجر الأخروي، ويحقق بركة الوقت التي وعد الله بها عباده الصائمين.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

وزير قطاع الأعمال: مشروعات توسعية لتنمية صناعة الأسمدة وتعزيز القدرات الإنتاجية

في إطار حرصه المستمر على متابعة سير العمل بالشركات التابعة والتواصل المباشر مع العاملين بها، أجرى المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، اليوم، زيارة ميدانية مفاجئة إلى شركة النصر للأسمدة (سمادكو) بالسويس، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وذلك بالتزامن مع نهاية شهر رمضان الكريم وحلول عيد الفطر المبارك.  

وخلال الزيارة، حرص الوزير على لقاء العاملين بالشركة، حيث قدّم لهم التهنئة بمناسبة العيد، معربًا عن تقديره لجهودهم المخلصة في دفع عجلة الإنتاج وتحقيق الأهداف المنشودة للقطاع. 

وأشاد بما يقدمه العاملون من عطاء مستمر يسهم في تعزيز دور الشركة كإحدى الكيانات الصناعية الرائدة في مجال صناعة الأسمدة.

كما استمع الوزير إلى آرائهم ومقترحاتهم حول تحسين بيئة العمل ورفع الكفاءة الإنتاجية، مشددًا على أهمية توفير التدريب المستمر وتحسين ظروف العمل لضمان تحقيق أعلى مستويات الأداء والجودة.  

وزير قطاع الأعمال يتابع إجراءات الاستغلال الأمثل لمبنى قصر القطن بالإسكندريةوزير قطاع الأعمال ورئيس هيئة الدواء يتفقدان أعمال التطوير بـ3 شركات أدوية

و قام المهندس محمد شيمي بجولة تفقدية داخل الوحدات والمواقع الإنتاجية، حيث تابع عمليات الإنتاج واطلع على سير العمل، مشددًا على أهمية الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة المهنية، والاستمرار في تطوير الأداء لمواكبة متطلبات السوق المحلية والعالمية.  

وأكد الوزير على الاهتمام الكبير بتطوير قطاع الأسمدة في الشركات التابعة العاملة في هذه الصناعة الحيوية، مشيرًا إلى أن تعزيز القدرات الإنتاجية والتنافسية والارتقاء بالكفاءة والجودة والتوسع في المشروعات الطموحة والصديقة للبيئة يأتي ضمن أولويات خطة العمل، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز الاقتصاد الوطني، مضيفا أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير مهارات العاملين وتأهيلهم لمواكبة أحدث التطورات في الصناعة باعتبار العنصر البشري ركيزة أساسية في تحقيق التقدم والنجاح.  

منتجات شركة النصر للأسمدة

يشار إلى أن شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية (سمادكو) الواقعة بمنطقة عتاقه بمدينة السويس تأسست عام 1946 وتعمل في مجال إنتاج وتسويق الأسمدة النيتروجينية الصلبة والسائلة. وشهدت الشركة مؤخرا تشغيل محطتي معالجة الصرف الصناعي والصحي بطاقة 750م3/ساعة بتكلفة استثمارية 13.4 مليون دولار. ومن بين مشروعاتها أيضا إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة 330 ألف طن سنويا بالتعاون مع القطاع الخاص، ومشروع إعادة تأهيل ضاغط الأمونيا لزيادة الطاقة الإنتاجية.

مقالات مشابهة

  • أبرزهم «فهد البطل».. Watch it تكشف عن الأعلى مشاهدة في مسلسلات رمضان 2025
  • لأصحاب الأعمال.. الحبس والغرامة حال القيام بهذا الفعل مع الموظفين
  • هل حرمان الطبيب من الإجازة في الأعياد يؤثر عليه نفسيًا في أداء عمله؟
  • محافظ الغربية يستقبل المهنئين بعيد الفطر ويؤكد: العيد فرصة لتعزيز المحبة والعمل من أجل الوطن
  • ألآف يؤدون صلاة العيد بالعاشر من رمضان.. صور
  • دعاء آخر يوم في رمضان .. كلمات مجربة لنهاية أيام الصيام
  • دعاء نهاية رمضان 2025.. ردد هذه الكلمات في آخر ساعات الصيام
  • وزير قطاع الأعمال: مشروعات توسعية لتنمية صناعة الأسمدة وتعزيز القدرات الإنتاجية
  • الإفتاء تحسم الجدل.. قصة حيرة حمزة العيلي في الصيام والإفطار
  • أسباب آلام الأسنان في فترة الصيام