هل يشعر الميت بمن حوله أثناء زيارة أهله؟ أمين الإفتاء يحسم الجدل
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تحدث الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن مسألة إحساس الميت بمن حوله، مستشهدًا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه: "ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا ويرد عليه السلام".
وأوضح أن هذا الحديث يشير بوضوح إلى أن الميت في قبره يسمع ويفهم ويرد السلام، ما يدل على وجود نوع من الإدراك لديه.
وقال عبد السميع، خلال إجابته عن سؤال حول شعور الميت بأهله الأحياء وما يفعلونه، إن الميت لديه إحساس لكنه ليس كإحساس الأحياء، مشيرًا إلى أن المتوفى يشعر بزيارة أهله ويفرح بها، كما يصل إليه ثواب الأعمال الصالحة التي يقوم بها الأحياء من أجله، مثل الدعاء والصدقات وغيرها.
من جانبه، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن الميت يشعر بزيارة الحي له.
وأوضح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بزيارة القبور لعدة أسباب، منها أخذ العظة والاعتبار، وقراءة الفاتحة والدعاء للمتوفى، بالإضافة إلى أن الميت يستبشر ويفرح بهذه الزيارة.
واستدل عاشور بحديث نبوي آخر يشير إلى أن الميت يعرف الشخص الذي كان يعرفه في الدنيا عندما يمر عليه ويسلم، فيرد عليه السلام.
وأشار إلى أن زيارة القبور لا تعود بالنفع على الأموات فقط، بل يستفيد منها الأحياء أيضًا، خاصة عند زيارة قبور الصالحين وأولياء الله، لأنهم من أهل البركة والمكانة العالية.
أما فيما يتعلق بالعبادات التي يمكن أن يصل ثوابها إلى الميت، فقد أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن أي عمل صالح يقوم به الإنسان في حياته يمكنه أن يهب ثوابه للميت، وهذا يشمل جميع أعمال الخير مثل الصدقات، وقراءة القرآن، والصيام، وسائر الطاعات. وأكد أن الهبة تتم بالدعاء، كأن يقول الشخص: "اللهم اجعل ثواب هذا العمل لفلان".
هل يجوز قراءة القرآن ووهب ثوابه للمتوفى؟
في سياق متصل، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن قراءة القرآن وإهداء ثوابها للمتوفى أمر جائز، سواء كان المتوفى قريبًا أو غير ذلك.
واستدل بجواز الحج عن شخص آخر إذا لم يكن قد أدّى الفريضة في حياته. وأكد جمعة أن ثواب جميع العبادات يمكن أن يصل للميت، حتى الصلاة، إذ يجوز أداؤها بنية وهب ثوابها لمن سبقونا من الأموات.
بهذا، يتضح أن الميت يشعر بمن حوله، ويتفاعل مع زيارات الأحياء، ويستفيد من الأعمال الصالحة التي تُهدى له، وهو أمر أكده العلماء من خلال الأحاديث النبوية والأدلة الشرعية المختلفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء أمين الفتوى هل يشعر الميت بمن حوله المزيد أن المیت إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تجوز الصدقة أو الزكاة على شخص مدخن؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول هل تجوز الصدقة أو الزكاة على شخص مدخن؟.
حكم الصدقة على المدخنوقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح: "في بعض الحالات الضرورية يجوز أن تُخرج الزكاة بطريقة غير مباشرة، مثل حالة زوجة محتاجة ينفق زوج المال في أشياء غير مفيدة مثل السجائر، ولا يكون له تأثير إيجابي على أولاده، في هذه الحالة، يمكن أن تخرج الزكاة لأسرتها بطريقة تضمن وصولها بشكل صحيح، مثل شراء طعام أو ضروريات أخرى للأطفال وتقديمها مباشرة."
وأضاف: "يجب أن يتم تحديد المبلغ بدقة، وتكون النية واضحة من أنها زكاة مال، إذا كان الزوج سيأخذ المال من أجل تلبية احتياجات الأسرة وليس للإنفاق على أمور غير مفيدة، فإن الهدف من الزكاة يتحقق بشكل صحيح، فالزكاة ليست فقط تقديم المال، بل التأكد من أن المال سيُصرف في مكانه الصحيح على المحتاجين."
وأكمل: "لكن من الأفضل في هذه الحالة أن يتم شراء الأشياء الضرورية مثل الطعام أو احتياجات أخرى للأبناء وتقديمها بشكل مباشر للزوج، بدلاً من تسليمه المال مباشرة، لضمان وصوله إلى مكانه الصحيح."
وأشار إلى أن هذه الطريقة تعتبر من أفضل الحلول في حالات الضرورة، حيث تضمن تحقيق هدف الزكاة دون تعريض المال للتبديد أو الإنفاق غير المنطقي.
التدخين في نهار رمضانوقالت دار الإفتاء المصرية، إن التدخين في نهار رمضان من المفطرات، فيحرم على الصائم أن يفسد صومه بالتدخين، سواء كان في صورة سجائر أو الشيشة أو غير ذلك، ولا عبرة بأقوال هؤلاء الذين يقولون: إن تدخين السجائر غير مفطر، فهذا ادعاء بغير دليل ومخالف لما قرره الأطباء والمتخصصون من كون تدخين السيجارة ونحوها يحتوي على مواد لها جرم تدخل في حَلْق المدخن وجوفه، فتفسد صومه.
وأضافت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: - ما هو الحكم الشرعي للتدخين في نهار رمضان؟ أنه من المقرَّر شرعًا أنه يجب على المسلم أن يمتنع عن المفطرات في نهار رمضان، وهي الطعام والشراب والجماع، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
وقد نص جمهور الفقهاء على أن كل جرم يدخل الجوف أو الحلق مما يمكن الاحتراز منه يفسد به الصو، وقد نص فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية على أن جِرم دخان السجائر ونحوها مما يفسد به الصوم قطعًا.