لبنان ٢٤:
2025-02-27@15:04:04 GMT

كلمة الجميّل.. نحو التمايز عن القوات

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

في خضمّ المشهد السياسي اللبناني المُعقَّد، برز خطاب رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل في مجلس النواب امس كإشارةٍ لافتة تهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات وتوجيه النقاش بعيداً عن الحسابات الضيقة. فقد أكد الجميّل أن هناك ما هو أهم من مناقشة البيان الوزاري، منوهاً إلى ضرورة تجاوز المرحلة الراهنة نحو رؤيةٍ أوسع تُعالج التحديات العميقة التي تواجه لبنان.

لكن اللافت في خطابه كان الربط الواضح بين تشييع السيد حسن نصرالله وبين محطات تاريخية شهدتها البلاد، كاغتيال بشير الجميّل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري، في محاولةٍ لإبراز نمطٍ متكرر من الأزمات التي تطال مختلف الطوائف وتُعمِّق الانقسامات.

هذه الإشارات التاريخية لم تكن مجرد استحضارٍ للماضي، بل حملت بعداً تحذيرياً من استمرار دوامة الصراعات التي أنهكت البلاد لعقود. فكما خلَّفت اغتيالات الزعماء السابقين فراغاتٍ سياسية واجتماعية، يبدو ان الجميّل يبدي حرصا على تفادي تكرار السيناريوهات ذاتها، عبر الدعوة إلى حوارٍ وطني يفصل عن منطق الاستقطاب. وهذا ما يُفسر توجهه نحو خطابٍ "إلتقائي" بدأه قبل أشهر، ويعتمد على بناء جسورٍ مع أطرافٍ مختلفة، من دون التخلي عن الثوابت التي يُصر عليها حزبه، مثل المطالبة بسلاحٍ واحد للدولة، وانتقاد دور "حزب الله" العسكري، وإن كان الأخير جاء محدوداً هذه المرة، في إشارةٍ إلى رغبةٍ بالحفاظ على مساحةٍ للحوار.

من أبرز أهداف هذا الخطاب، هو التمايز موقف الكتائب عن حزب القوات اللبنانية، خاصة في ظل التشابه الظاهري بينهما في بعض المواقف السياسية. فبينما تتجه القوات إلى خطابٍ أكثر تشدداً تجاه الحزب، يسعى الجميّل إلى تبني نهجٍ أكثر مرونة، يعكس رغبةً في القيام بدورٍ مُسهِّل ودافع وداعم للحوارات بين الأطراف المتنافسة. كما أن الخطاب يهدف إلى امتصاص الضغوط الداخلية داخل الكتائب، حيث تُعارض بعض الأجنحة استمرار الصيفي في لعب دور رأس الحربة، ما يُشير إلى رغبة الجميّل في توحيد الصفوف وتجنب الانقسامات التي قد تُضعف موقف الحزب.

إلى ذلك، يطمح الخطاب إلى فتح مساراتٍ سياسية جديدة، عبر طرح قضايا تمسُّ الحياة اليومية للمواطن، بدلاً من التركيز على الخلافات الأيديولوجية التقليدية. وهذا التحوّل قد يكون محاولةً لاستقطاب شرائحَ جديدة من الشباب والناخبين غير المُنتمين طائفياً، الذين يُعبّرون عن إحباطهم من الأداء السياسي السائد.

دعم العديد من الأطراف خطاب الجميّل، خاصةً لالتزامه بخطٍ متوازنٍ لم يتجاوز الثوابت المعلنة، لكنه في الوقت نفسه لم يغرق في الانتقادات المباشرة التي تُغلق أبواب الحوار. فمطالبته بسلاحٍ واحد للدولة، من دون الهجوم المباشر على حزب الله، تُظهر حساً سياسياً يراهن على كسب التأييد عبر التركيز على المبادئ العامة أكثر من الاصطدام المفتوح. 

يبدو أن النائب الجميّل يسعى إلى إعادة تعريف دور الكتائب في الخريطة السياسية، من خلال خطابٍ يجمع بين الحفاظ على الهوية المسيحية في السياسة، وفتح النقاش حول قضايا وطنية عابرة للطوائف. لكن نجاح هذا التوجه مرهونٌ بقدرته على تحقيق توازنٍ دقيق بين الضغوط الداخلية، والتفاعل الإيجابي مع الأطراف الأخرى، في مشهدٍ سياسيٍ لا يزالُ غارقاً في تحدياتٍ وجودية تنتظر الحلول الجريئة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجمی ل

إقرأ أيضاً:

أبل تصلح خطأ فى الإملاء الصوتى يستبدل كلمة ترامب بـ عنصرى

أعلنت شركة أبل عن وجود خلل تقني غريب في ميزة الإملاء الصوتي على أجهزة آيفون، حيث يتم عرض كلمة "ترامب" لفترة وجيزة عند نطق كلمة "عنصري".

وعلى الرغم من عدم تمكن موقع The Verge من التحقق من المشكلة بشكل مباشر، إلا أن مقطع فيديو متداول على منصة TikTok ووسائل التواصل الاجتماعي أثار اهتمام المستخدمين وسلط الضوء على هذا الخلل.  

وأكدت أبل، في بيان رسمي لصحيفتي نيويورك تايمز وفوكس نيوز، إدراكها للمشكلة، مشيرة إلى أنها تعمل على إصلاحها في أسرع وقت ممكن.

ونقلت فوكس نيوز عن متحدث رسمي – لم يُكشف عن هويته – قوله: "نحن على علم بهذه المشكلة في نموذج التعرف على الكلام الذي يدعم ميزة الإملاء، ونعمل على إصدار تحديث لحلها قريبًا".  

ويبدو أن المشكلة ناتجة عن تداخل صوتي بين كلمتي "ترامب" و"عنصري"، حيث أوضحت الشركة أن كلمات أخرى تبدأ بحرف "R" قد تتأثر أحيانًا بنفس المشكلة.

وفي هذا السياق، قال جون بيركي، الذي سبق له العمل ضمن فريق Siri في أبل، لصحيفة نيويورك تايمز إن ظهور اسم "ترامب" في هذا السياق قد يكون نتيجة "مزحة متعمدة" من أحد العاملين داخل الشركة.  

ويأتي هذا الخلل المحرج في وقت حساس، إذ أُعلن عنه بعد يوم واحد فقط من كشف أبل عن خططها لاستثمار أكثر من 500 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.

وتسعى الشركة إلى تقليل تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تضمنت فرض رسوم بنسبة 10% على السلع المستوردة من الصين، إضافة إلى 25% على بعض الشرائح الإلكترونية.
 

مقالات مشابهة

  • أبل تصلح خطأ فى الإملاء الصوتى يستبدل كلمة ترامب بـ عنصرى
  • كلمة تكشف عدد نواب باسيل!
  • ترامب: على أفغانستان بإعادة المعدات العسكرية التي تركناها هناك
  • ما هي أبرز المناطق التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من حركة الحلو
  • تسليم السلاح والانصياع للدولة..الكتائب اللبنانية تطالب حزب الله بالخضوع للقانون
  • طالوزيان: خطاب السيّد لا يمثلني
  • هل السيادة تختزل في الخرطوم وحدها؟
  • مقتطفات من كلمة الرئيس الشرع في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري
  • الشيباني: لن نقبل بأي مساس بسيادتنا وهويتنا وسنحرص على بناء علاقات مع الأطراف التي وقفت إلى جانبنا مع الانفتاح مع من يحترم إرادة شعبنا