متحجرات ديناصورات مصدرها المغرب تُعرض في مزادات فرنسية محاطة بالكتمان
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
خلافا للمزادات العادية التي تتسم عادة بالعلانية وتحظى باهتمام إعلامي، تحاط المزادات على بقايا الديناصورات، من هياكل عظمية وأسنان، بكثير من الكتمان، ويلف الغموض والتعتيم هذه السوق المربحة.
فعناصر الجمارك في مانتون، في جنوب شرق فرنسا، مثلا ضبطوا أخيرا أسنان نوع منقرض من عائلة الديناصورات، في شاحنة بضائع كانت متجهة من إسبانيا إلى إيطاليا، من دون مستندات جمركية.
وأوضح الملحق المسؤول عن الحفاظ على الآثار في متحف ما قبل التاريخ الإقليمي في مانتون بيار إيلي مول يه لوكالة فرانس برس أنها « عبارة عن أسنان زواحف بحرية قديمة يعود تاريخها إلى نحو 70 مليون سنة، وتعرضت للتحجر والترسيب اللذين يميزان مصدرها، وهو المغرب ».
وأضاف الخبير الذي استعانت به إدارة الجمارك « إنها قطعة مطابقة تماما لما يمكن إيجاده في المغرب ويشكل موضوعا للتهريب، وبالتأكيد للتجارة غير المشروعة ».
وشرح مخرج الفيلم الوثائقي « ذي بونز » (The Bones) المتوافر على منصة « أرتيه » (Arte) الأميركي جيريمي تشيدو لوكالة فرانس برس أن « ثمة سلسلة غذائية ».
وفي أسفل السلم، في المغرب، ثمة « أشخاص فقراء جدا يستخرجون متحجرات في ظروف خطرة في بعض الأحيان لإطعام عائلاتهم »، على ما أشار مخرج الفيلم الوثائقي. « أما في المستويات الأعلى، فثمة أشخاص لديهم الإمكانات، إما من المغرب أو أجانب، يأتون للشراء بالجملة، وينقلون البضاعة، بشكل قانوني أو غير قانوني، إلى أسواق دولية أكبر ».
وأضاف بيار إيلي مول يه « ما عليك سوى أن تبحث قليلا على شبكة الإنترنت، فهي مليئة بالمبيعات، وهي ليست بالضرورة قانونية ». وتكفي كتابة كلمات مفتاحية على غرار « الحفريات، الديناصورات، المغرب » في موقع مبيعات عام على الإنترنت للحصول على نتائج مذهلة.
فعلى سبيل المثال، ثمة هيكل عظمي لزاحف بحري معروض للبيع بنحو 37 ألف يورو، من دون تكاليف التوصيل. إلا أن سعره ارتفع إلى نحو 45 ألف يورو بعد التواصل الأولي مع المالك. وانتهى النقاش عند السؤال الآتي: هل يمكن أن تطالب السلطات المغربية بالحصول على هذا الهيكل إذا اشتريته؟
وثمة الكثير من الجوانب غير الواضحة في هذا النوع من عمليات الشراء. فحتى المزادات العلنية والتي تحظى بتغطية إعلامية، يستلزم تنظيمها بعض الوقت. وقال رئيس دار « دروو » الفرنسية للمزادات ألكسندر جيكيلو لوكالة فرانس برس « عندما بدأت مسيرتي المهنية، لم يكن أحد مطلقا يتحدث عن المصدر »، أيا كانت القطعة المباعة.
وأوضح ميسر المزادات أن « حسن نية المالك كان مسلما به. وإذا حصل على القطعة بطريقة غير قانونية، فإنه يتحمل المسؤولية كبائع. لكن أول ذكر للمنشأ في القانون الفرنسي كان في عام 2012 ».
في عام 2015، أعاد الممثل الأميركي نيكولاس كيدج جمجمة ديناصور استخرجت بشكل غير قانوني من منغوليا اشتراها بمزاد علني في بيفرلي هيلز لقاء نحو 276 ألف دولار عام 2007.
وتدل مختلف عمليات البيع التي تحصل على أن الاهتمام بالديناصورات لا يزال قائما، ففي رأي بيار إيلي مول يه، « إنه ماض، ملحمة تجعل الناس يحلمون ». ولاحظ أن « الكثير من الزيارات المدرسية تحصل للمتاحف، والناس يريدون امتلاك قطع من هذا التراث الأحفوري ».
ورأى ألكسندر جيكيلو أن « الجميع يستسيغون الفكرة، لكن ليس الجميع يشتري » بقايا الديناصورات. ولا يقتصر المانع على الإمكانات والمساحة والصيانة، بل يعود أيضا إلى أن هواة الجمع يسعون إلى شراء قطعة « مذهلة »، على قوله.
وقال ميسر المزادات « إذا وجد عشرة أشخاص في العالم مهتمون بهيكل ديناصور كبير، فهذا رقم قياسي فعلا ». وأضاف « إنهم مجموعة محدودة جدا من الزبائن، بالغو الثراء، وغالبا ما يكونون مهتمين بالتقنيات الجديدة ».
ولاحظ جيكيلو الذي نجح في مزاد بباريس باريس عام 2021 في بيع ديناصور عملاق من نوع ترايسيراتوبس يدعى « بيغ جون » ويبلغ طوله ثمانية أمتار في مقابل 6,6 مليون يورو أن « الكثير من زبائن بقايا الديناصورات موجودون في الولايات المتحدة، ولكن لا يوجد الكثير من الآسيويين. وجميعهم شاهدوا فيلم جوراسيك بارك Jurassic Park ».
ماذا سيحدث للشحنة التي صودرت بالقرب من مانتون؟ قالت نائبة المدير الإقليمي للجمارك في نيس بجنوب شرق فرنسا سامانتا فيردورون لوكالة فرانس برس « سيتوقف الأمر على ما يتم الاتفاق عليه بين إدارة الجمارك وربما وزارة الثقافة. من الشائع جدا أن تكون هناك عمليات نقل إلى سلطات البلد الذي تأتي منه البضائع ».
عن (فرانس برس) كلمات دلالية المغرب تهريب حفريات ديناصور فرنساالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب تهريب حفريات ديناصور فرنسا لوکالة فرانس برس الکثیر من
إقرأ أيضاً:
الجفاف وتقلبات المناخ يضغطان على قطاع الزراعة بالمغرب
أثرت التقلبات المناخية في المغرب على قطاعه الزراعي الحيوي في ظل تداعيات جفاف مستمر للعام السابع تواليا، لكن المملكة تسعى لمواجهة هذه التحديات بالرهان على تحلية مياه البحر وتقنيات الري الاقتصادية.
وتبدو المؤشرات مقلقة بعجز في الأمطار بنحو 53% مقارنة مع متوسط الثلاثين عاما الماضية، وذلك للعام السابع على التوالي، وفق ما أفاد وزير الزراعة أحمد البواري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يوم البيئة القطري.. نحو مستقبل مستدام يواكب رؤية 2030list 2 of 2قبو البذور العالمي يستقبل 14 ألف عينة جديدة تحسبا للتغيرات المناخيةend of listويتوقع تراجع الأمطار بنسبة 11% وارتفاع درجات الحرارة بنسبة 1.3 درجة بحلول عام 2050، وفق دراسة سابقة لوزارة الزراعة.
ويسهم القطاع الزراعي في المغرب بنحو 12% في الناتج المحلي الإجمالي، ولا يزال مؤثرا في معدل النمو السنوي لكونه يوفر 30% من فرص العمل، رغم الأزمة التي يمر بها.
فقدان وظائفوتسبب توالي الجفاف في فقدان نحو 157 ألف وظيفة بالأرياف عام 2023، ونحو 137 ألفا العام الماضي، لتسجل البلاد أعلى معدل بطالة منذ عام 2000، إذ بلغت 13% عام 2023، وفي العام 2024 بلغت 13.3%.
ورغم الأزمة، لا تزال الزراعة تحتل مكانة مهمة في صادرات البلاد، إذ وفرت حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عائدات بنحو 41.8 مليار درهم (نحو 4.2 مليارات دولار).
ويمثّل ذلك نحو 19% من الصادرات، وتمثل بلدان الاتحاد الأوروبي الوجهة الرئيسية لتلك الصادرات، وعلى رأسها فرنسا بحوالي 675 مليون طن و12 مليار درهم (1.2 مليار دولار) في عام 2024، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
إعلانوتشمل هذه الصادرات أساسا خضروات وفواكه تنتج في مزارع مسقية، إذ اعتمد المغرب منذ عام 2008 مخططا ضخما لدعم المستثمرين في الزراعات التصديرية، ويراهن على الاستمرار فيه، على الرغم من ظروف المناخ.
ورغم تأثره يظهر هذا القطاع صمودا في وجه الجفاف، وفق معطيات رسمية. ويعود ذلك إلى إجراءات عدة، أبرزها تعميم تقنيات الري الموضعي الأقل استهلاكا للمياه على نحو 53% من المساحة المسقية (850 ألف من أصل 1.57 مليون هكتار)، على أن تغطي مليون هكتار (10 آلاف كيلومتر مربع) في عام 2030.
اعتماد على مياه البحركما يتم الاعتماد بشكل متزايد على مياه البحر خيارا إستراتيجيا بهدف توفير أكثر من 1.7 مليار متر مكعب سنويا. وبحلول عام 2030، سوف يخصص جزء منها للزراعة، لكن الرهان على تطوير الزراعة السقوية يثير انتقادات بشأن استنزاف المياه مقابل إهمال الزراعة المطرية.
ولا يتعدى مخزون المياه المعبأة بالسدود حاليا 4.6 مليارات متر مكعب، أي بنسبة ملء 28%. ويوجد 70% من هذا المخزون بحوضي سبو واللوكوس بشمالي المملكة.
وبسبب الجفاف، فقدت الزراعة المطرية نحو 38% من قدرتها الإنتاجية و31% من مساحتها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، مما ينعكس سلبا على محاصيل الحبوب، إذ ارتفعت وارداتها إلى حوالي 9 ملايين طن في المتوسط بين 2022 و2024، وبنحو 3 ملايين دولار سنويا.
كما أثرت التغيرات المناخية والجفاف أيضا على قطاع تربية الماشية، حيث وقع المغرب الأسبوع الماضي اتفاقا لاستيراد نحو 100 ألف رأس من الأغنام من أستراليا لتعويض انخفاض أعدادها في البلاد بسبب الجفاف.
وأظهرت بيانات رسمية أن قطعان الماشية والأغنام في المغرب انخفضت بنسبة 38% مقارنة مع آخر إحصاء أُجري قبل 9 سنوات بسبب موجات الجفاف المتتالية.
وفي مواجهة هذه المفارقة، تبنت الوزارة برنامجا لتوسيع "الري التكميلي" للحبوب في المناطق المطرية على مليون هكتار بحلول 2030. وتمكّن هذه التقنية من دعم "اقتصاد الماء حيث تستهدف فقط المراحل الحساسة في نمو البذور"، كما ذكر خبير الري عبد الرحيم هندوف لوكالة الصحافة الفرنسية.
إعلان