الاتحاد الأوروبي يدعو للحفاظ على الوضع الخاص بالقدس
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
القدس – دعا الاتحاد الأوروبي، امس الأربعاء، إلى الحفاظ على الوضع الخاص بالقدس الشرقية، محذرا من عواقب أي محاولة لتغيير الوضع القائم، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة للوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
جاء ذلك في بيان صادر عن رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، نشر على الموقع الإلكتروني للاتحاد.
والأحد، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن الشرطة الإسرائيلية وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى استعدادا لشهر رمضان، وتعتزم نشر 3 آلاف شرطي يوميا على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس وصولا إلى المسجد الأقصى.
وأوصت الشرطة الحكومة، كما في العام الماضي، بمنح تأشيرات دخول إلى المسجد الأقصى لعشرة آلاف الفلسطينيين من مواطني الضفة الغربية المحتلة، وفق الهيئة.
ووفق توصية الشرطة، سيتم منح تصاريح الدخول للرجال الذين تبلغ أعمارهم 55 عاما أو أكثر وللنساء اللواتي تبلغ أعمارهن 50 عاما أو ما يزيد، إضافة إلى السماح للأطفال حتى سن 12 عاما بدخول الأقصى برفقة شخص بالغ.
ولفت البيان إلى قيام رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء، بزيارة الحرم القدسي (المسجد الأقصى) ولقاء دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس “كجزء من التبادلات المنتظمة المكرسة للتنوع الديني والثقافي في القدس والبلدة القديمة”.
واطلع الرؤساء من الأوقاف “على آخر التطورات والمخاوف في الساحة، بما في ذلك الانتهاكات التي تطال الوضع القائم. كما أعربت الأوقاف عن قلقها إزاء القيود المفروضة على الوصول إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان المبارك”.
وقال الاتحاد الأوروبي إن موقفه بشأن القدس “يظل ثابتًا: يجب على الجميع الحفاظ على الوضع الخاص وطبيعة القدس وبلدتها القديمة، وحرمة أماكنها المقدسة وقابلية جميع مجتمعاتها للحياة واحترامها”.
وأوضح الاتحاد أن “أي محاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم سيكون لها آثار مزعزعة للاستقرار بشكل كبير ويجب تجنبها” مضيفا أنه “يجب أن يتمكن المصلون من الوصول بحرية إلى أماكنهم المقدسة”.
وأشار رؤساء البعثات في بيانهم إلى “الدور الخاص للأردن في الحفاظ على الوضع القائم” وجددوا “دعمهم لتنفيذ هذا الدور من خلال دائرة الأوقاف في القدس”.
واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل عام 1994.
وأفاد بيان رؤساء البعثات الأوروبية بتواصلهم مع رؤساء الكنائس في القدس “لمناقشة التحديات التي تؤثر على وضعهم ومجتمعاتهم المسيحية”.
ووفق البيان “أكدت الكنائس، من بين أمور أخرى، على الضغوط المالية المستمرة التي تواجهها من السلطات الإسرائيلية المحلية من خلال فرض ضرائب بلدية بأثر رجعي على ممتلكاتها، بغض النظر عن استخدامها، وهو ما يتعارض مع الممارسات الطويلة الأمد والاتفاقيات السابقة التي كانت تستثني ممتلكات الكنيسة من الضرائب”.
وشددت الكنائس “على أن هذا الإجراء سيحد من قدرتها على العمل ومواصلة أنشطتها الخيرية والتعليمية. كما أن بدء إجراءات الحجز على ممتلكات بطريركية الأرمن يثير قلقًا متزايدًا”، وفق ذات المصدر.
وفي 19 فبراير/ شباط الجاري، حذرت بطريركية الأرمن في القدس الشرقية، من نية إسرائيل مصادرة ممتلكاتها في المدينة بزعم تراكم ديون عليها وصفتها بـ”الفلكية وغير القانونية” منذ عام 1994.
وقالت بطريركية الأرمن في بيان، إن البلدية الإسرائيلية في القدس تطالبها بدفع ضرائب وإلا فإنها ستعرض ممتلكاتها للبيع في مزاد علني.
ويعتبر الفلسطينيون تلك التضييقات ضمن إجراءات إسرائيل المكثفة لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وهم يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
وتسارعت إجراءات تهويد القدس، بما فيها الاستيطان والتهجير، بموازاة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة بين بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025.
وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل تُقدر معه تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 53 مليار دولار.
وبموازاة تلك الإبادة صعَّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 926 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی المسجد الأقصى القدس الشرقیة الوضع القائم على الوضع فی القدس بما فی
إقرأ أيضاً:
جماعات إسرائيلية متطرفة تنشر فيديو تحريضيا لتفجير المسجد الأقصى
منذ إحراقه قبل 55 عاما وحتى يومنا هذا، تتوالى الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، ويتضاعف الخطر عليه، مع تحوّل استهدافه وتهويده من أجندة هامشية لجماعات استيطانية متطرفة محدودة العدد والتأثير، ليصبح هدفا مركزيا للحكومة الإسرائيلية، مع انتقال المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف بشكل متزايد.
ولم يبقَ هذا التحوّل حبيس الكواليس، بل تُرجم سياسيا بوصول شخصيات متطرفة إلى سُدّة الحكم، أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير إيتمار بن غفير الذي تولّى حقيبة "الأمن القومي" ويُعدّ أحد أقرب السياسيين إلى تلك الجماعات المتطرفة.
وفي مشهد غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، يشهد المسجد الأقصى موجة متصاعدة من الاقتحامات الاستفزازية، والتي تجاوزت حدود العبث إلى محاولة فرض أمر واقع جديد.
وخلال هذا الأسبوع، اقتحم نحو 7 آلاف مستوطن ساحات الحرم القدسي، في مشهد يعكس تحوّلا خطيرا في مسار الصراع.
ولم يتوقف الأمر عند الاقتحامات، بل انتقل إلى حرب نفسية وتحريضية جديدة تقودها الجمعيات الاستعمارية وغلاة المتطرفين، من خلال نشرها عبر منصاتها مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر مشهدا صادما لتفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت عنوان "العام القادم في القدس".
إعلانوقد أثار هذا الفيديو غضبا واسعا بين نشطاء فلسطينيين وعرب، وسط إدانات عربية ودولية. وقد وصفه الناشط خالد صافي بأنه محاولة مكشوفة لتشجيع المتطرفين على تنفيذ حلم طالما سعوا إليه، داعيا المسلمين إلى الوعي بالخطر المحدق بأولى القبلتين.
هذا المشهد بالذكاء الاصطناعي منتشر على حسابات ومجموعات صهيونية لتشجعيهم للبدء بتنفيذ الحلم الذي انتظروه طويلاً..
وننشره على أمل أن يعي المسلمون الخطر الذي يحدق بقبلة المسلمين الأولى..
لعل وعسى أن يحرك المخلصين منهم. pic.twitter.com/tpwxjzuPnl
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 19, 2025
ومن جانبه أشار الصحفي الأردني أحمد جرار إلى أن "الأمر لم يعد بعيدا عنهم، فمَن سفك كل هذه الدماء دون رادع، لن يتردد في استباحة المقدسات وتفجيرها".
أما الدكتور عبد الله معروف، فعلق بأسى عبر صفحته على منصة إكس بالقول "أكره بشدة أن أنشر دعايةً للمتطرفين.. لكن هذه الوقاحة تستحق النشر، لعلها توقظ النائمين".
أكره بشدة أن أنشر دعايةً للمتطرفين.. ولكن هذه الدعاية الوقحة التي نشرت اليوم بعنوان (العام القادم في القدس) تستحق النشر، لعلها تكون صرخةً مدويةً تصل القلوب وتوقظ النائمين..! pic.twitter.com/Lwltp5Yr8h
— Dr. Abdallah Marouf د. عبدالله معروف (@AbdallahMarouf) April 18, 2025
كما أوضح مغرّدون أن هذا الفيديو كشفت فيه منظمة إسرائيلية نواياها تجاه المسجد الأقصى المبارك، وما يخططون له في الأيام المقبلة.
وكتب أحد المغردين قائلا "هذا ما يُخطط له للمسجد الأقصى.. وهذا ما سيفعلونه إن بقيت الأمة على حالها!".
نشرت مواقع ومنصات عبرية متطرفة فيديو مُنتَج بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر تفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، تحت عنوان: "العام القادم في القدس"..
هذا ما يحاك للمسجد الأقصى، هذا الذي سيفعلوه بالأقصى إن بقيت الأمة على هذا الحال pic.twitter.com/ZQ8r9LqlCk
— عبدالرحيم الشرفي (@alsharafi00) April 19, 2025
إعلانورأى البعض أن هذه الأفعال "الخبيثة" تأتي ضمن خطط ممنهجة لتهويد المسجد الأقصى وطمس هويته الإسلامية والتاريخية.
ماذا تنتظر من أجل أن تتحرك ؟
مواقع ومنصات عبرية متطرفة تنشر فيديو بواسطة الذكاء الصناعي يظهر تفجير المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم، يحمل عنوان: "العام القادم في القدس".
هذه الأفعال الخبيثة تأتي ضمن خطط ممنهجة لتهويد المسجد الأقصى وطمس هويته الإسلامية والتاريخية???? pic.twitter.com/TNuenQ2XUT
— Ms.❤️ (@alh43503_al) April 19, 2025
وكتب أحد المدونين قائلًا "انصدمت، فكرت أنه خبر عاجل، ما تابعته. وتريند ما حكيت عنه! لكن هذا النشر بهدف قياس رد فعل الشارع الإسلامي والعربي".
في حين تساءل آخرون "ماذا تنتظر الدول العربية؟ متى يتم إلغاء تفعيل الوضع الصامت؟ أين منظمة التعاون الإسلامي، التي وُلدت من نار حريق الأقصى عام 1969؟".
تحذيرات رسميةمن جهتها، حذرت الخارجية الفلسطينية بعد انتشار هذا الفيديو من "مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الأقصى" وطالبت بتدخل دولي فعلي لوقف تلك المخططات.
وأضافت الخارجية الفلسطينية -في تغريدة على منصة إكس- بأنها تنظر "بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه".
وقالت إنها تعتبر ذلك "تحريضا ممنهجا لتصعيد استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة، لا سيما وأن اليمين الإسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية والعنصرية في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات".
*الخارجية تحذر من مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الاقصى وتطالب بتدخل دولي فعلي لوقفها*
تنظر وزارة الخارجية والمغتربين بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتعتبرها تحريضاً ممنهجاً…
— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) April 19, 2025
إعلانوطالبت الوزارة المجتمعَ الدولي ومؤسساته الأممية المختصة بـ"التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوضع حد لاستفراد الحكومة الإسرائيلية بشعبنا، وإجبارها على الالتزام بإرادة السلام الدولية والاقليمية، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي على وقف الإبادة وتوفير الآليات الكافية بحماية شعبنا".
يُذكر أنه في 21 أغسطس/آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الشريف. وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.