أعلنت جوجل عن تطوير AlphaGeometry2 (AG2)، وهو نظام ذكاء اصطناعي متقدم قادر على حل 84% من مسائل الهندسة في الأولمبياد الدولي للرياضيات (IMO)، متفوقًا على متوسط أداء الفائزين بالميداليات الذهبية، الذين يحلون 81.8% من المسائل.


ووفقاً لموقع "live science" تم تطوير AG2 بواسطة DeepMind، حيث يتمتع بقدرة فائقة على حل المشكلات الهندسية المعقدة من خلال الجمع بين التعرف على الأنماط والاستدلال الإبداعي.

وقد نُشرت نتائج البحث في 7 فبراير على قاعدة بيانات arXiv.


منافسة بين جوجل ومايكروسوفت


يأتي هذا الإعلان بعد شهر من إطلاق مايكروسوفت لنظام الذكاء الاصطناعي الرياضي rStar-Math، الذي يستخدم نماذج لغوية صغيرة (SMLs) لحل المعادلات المعقدة.

تسعى كلتا الشركتين إلى الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي الرياضي، حيث يرى العلماء أن هذه الأنظمة قد تكون قادرة على محاكاة أشكال أخرى من التفكير البشري.

يختلف AG2 عن rStar-Math من حيث النهج المستخدم، حيث يركز الأول على حل المشكلات المتقدمة باستخدام نموذج استدلال هجين، بينما يعتمد الأخير على نماذج لغوية أصغر لمعالجة نطاق أوسع من المسائل.

اقرأ أيضاً.. ثورة في الذكاء الاصطناعي.. "Gemini" يتذكر كل شيء

 

 

قفزة نوعية في حل المسائل الهندسية



أطلقت جوجل الإصدار الأول من AlphaGeometry في يناير 2024، ويُظهر الإصدار الجديد تحسنًا بنسبة 30% في الأداء. يتميز AG2 بإتقانه للهندسة، وهو مجال يتطلب مزيجًا من الاستدلال البصري والمنطقي، على عكس الحساب والجبر.


كيف يعمل AG2؟


يعتمد AG2 على دمج النماذج اللغوية العصبية مع المحركات الرمزية، حيث:

 يقترح النموذج اللغوي البناءات الهندسية.

 يختبر المحرك الرمزي هذه البناءات ويتحقق من صحتها.


إذا لم تكن الحلول الأولية صحيحة، يقترح النظام بناءات جديدة بشكل متوازٍ، مع تمرير المعلومات بين المكونات المختلفة حتى يتم الوصول إلى الحل الصحيح.


اقرأ أيضاً.. "بميزة "التفكير".. جوجل تدفع بـ Gemini 2.0 في سباق الذكاء الاصطناعي




التحسينات الرئيسية في AG2

 


حقق AG2 قفزة نوعية مقارنةً بالإصدار الأول، بفضل:

أخبار ذات صلة بقدرات هائلة.. مساعد برمجي مجاني بالذكاء الاصطناعي من "جوجل" مسترال سابا.. ذكاء اصطناعي يدخل سباق اللغة العربية

تدريب محسّن للنموذج اللغوي العصبي باستخدام بيانات أكثر تنوعًا وشمولية.

محرك رمزي أسرع يتيح اختبار عدد أكبر من البناءات الهندسية بدقة وكفاءة.


خوارزمية بحث متطورة قادرة على تحليل وإيجاد البراهين الهندسية بفعالية أكبر.

 

 



التحديات والقيود



رغم التقدم الكبير لا يزال AG2 يواجه بعض العقبات


بطء المعالجة مقارنة بالوقت المطلوب لحل بعض المشكلات.

عدم القدرة على التعامل مع المسائل الأكثر تعقيدًا، مثل الهندسة ثلاثية الأبعاد والمعادلات غير الخطية.

عجزه عن تفسير حلول المسائل بلغة مفهومة للبشر، مما يحد من قابلية استخدامه في الأبحاث التربوية والتعليمية.





تأثير AG2 على المجالات الأخرى



تركّز جوجل على تطوير الاستدلال الرياضي، إلا أن إمكانيات AG2 تمتد لتشمل مجالات متعددة، مثل:

الهندسة والتصميم، حيث يمكن استخدامه في تطوير نماذج هندسية دقيقة.
الروبوتات، من خلال تحسين قدرة الآلات على فهم الأنماط الهندسية.
التحقق من الأنظمة المؤتمتة لضمان الدقة في عمليات التصنيع والبرمجة.
البحث الصيدلاني والجيني، مما يسهم في تطوير الأدوية وتحليل البيانات الجينية المعقدة.

ويطمح الباحثون إلى جعل AG2 نظامًا قادرًا على حل المشكلات الهندسية بشكل آلي ودون أخطاء. وتشمل الأهداف المستقبلية:

دعم نطاق أوسع من المفاهيم الهندسية، مما يزيد من قدرته على التعامل مع تحديات جديدة.
تقسيم المشكلات المعقدة إلى أجزاء فرعية لتسهيل معالجتها بكفاءة أعلى.
 تسريع زمن المعالجة وتحسين موثوقية النظام، ليصبح أكثر فاعلية في التطبيقات العملية.

 

 

هل اقتربنا من الذكاء الاصطناعي العام؟

يحذر الخبراء من اعتبار AG2 علامة على تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو المستوى الذي يصبح فيه الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من البشر في مجالات متعددة، وليس مجرد تفوقه في مجال واحد. لا يزال الذكاء الاصطناعي الحالي متخصصًا، بينما يظل الإبداع والابتكار من سمات الذكاء البشري.




إسلام العبادي(أبوظبي)

 

 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الهندسة الرياضيات جوجل بلاي جوجل ذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی على حل

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشهد العالم مع كل تطور جديد في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف من تأثير الأتمتة على سوق العمل، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في دول مثل مصر التي بدأت بدورها في التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.

الذكاء الاصطناعي والبطالة

في السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض، خاصة تلك التي تعتمد على التكرار والروتين، مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، وحتى بعض المهام الصحفية والتحليلية. هذا ما أكد عليه تقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2023، والذي أشار إلى احتمال فقدان نحو 85 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة بحلول عام 2025، مقابل خلق 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني.

في السياق المصري، بدأت بعض البنوك والمؤسسات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع العملاء، كما أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "بُناة مصر الرقمية" لتأهيل الشباب لسوق العمل الجديد. رغم ذلك، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق المتسارعة.

يرى خبراء أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في التباطؤ في مواكبة التطور. فالروبوتات لن تأخذ مكان الجميع، لكنها ستزيح من لا يملك المهارات المطلوبة.

وفي وقت يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة، يبقى السؤال: هل نمتلك في مصر القدرة على التحول السريع، أم أننا سنظل نُلاحق التكنولوجيا بدلًا من أن نصنعها؟

مقالات مشابهة

  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
  • التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
  • هل يمكن أن يطوّر الذكاءُ الاصطناعي خوارزمياته بمعزل عن البشر؟
  • إطلاق أول برنامج دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في دبي
  • «الذكاء الاصطناعي» يقتحم عالم الملاعب والتحكيم
  • الوطنية لحقوق الإنسان تناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟
  • ميتا: إنستغرام يستخدم الذكاء الاصطناعي لمنع القُصّر من الكذب بشأن أعمارهم
  • "المراهنات" تعيد صلاح إلى صدارة سباق الكرة الذهبية