يمن مونيتور/ أ ب

أطلقت شركة خاصة مركبة هبوط قمرية أخرى الأربعاء، مستهدفة الاقتراب أكثر من القطب الجنوبي للقمر هذه المرة، باستخدام طائرة مسيرة ستقفز إلى فوهة بركانية مظلمة تماما لم تصلها أشعة الشمس أبدا.

وحملت مركبة الهبوط، التي أطلقت عليها شركة “إنتويتيف ماشينز” اسم “أثينا”، على متن صاروخ تابع لـ “سبيس إكس” من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا.

وتسلك المركبة مسارا سريعا نحو القمر، مع هبوط متوقع في 6 مارس/آذار، على أمل تجنب مصير سابقتها التي انقلبت عند الهبوط.

ولم يسبق أن تهافت هذا العدد الكبير من المركبات الفضائية على سطح القمر في وقت واحد. والشهر الماضي، أطلقت شركات أمريكية ويابانية مركبات هبوط على متن صاروخ مشترك، متجهة بشكل منفصل نحو القمر. ومن المتوقع أن تصل شركة “فايرفلاي أيروسبيس”، ومقرها تكساس، إلى هناك أولا هذا الأسبوع بعد أن حصلت على انطلاقة مبكرة.

وتحمل مركبتا الهبوط الأمريكيتان معدات وتجارب علمية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات لصالح ناسا، في إطار استعداداتها لإعادة إرسال رواد فضاء إلى القمر.

وقالت نيكي فوكس، رئيسة بعثات العلوم في ناسا، في تصريح لوكالة أسوشيتد برس (أ ب) قبل ساعات من الإطلاق: “إنه وقت مذهل. هناك الكثير من الحماس.”

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: القطب الجنوبي القمر مركبة أمريكية

إقرأ أيضاً:

أمريكا وأخلاقيات اللص الإمبريالي

 

إن المتتبع لمسار السياسية الأمريكية، في نهجها التسلطي الاستعماري، وتموضعها في مركز الهيمنة، سيجد – أمامه لا محالة – أسوأ النماذج الإمبريالية، وأكثرها تطرفاً وتناقضاً، فقد تجاوز كل مستويات القبح والانحطاط الفكري والسلوكي، في تاريخ الوجود الاستعماري البشري، حيث حرصت القوى الاستعمارية المتعاقبة، على التقنع والتظاهر بشيء من الأخلاق والفضيلة، حتى وهي تمارس أبشع صور القمع والتسلط، بزعم إخضاع المتمردين، والحفاظ على الأمن المجتمعي، انطلاقا من مقتضيات واجباتها ومسؤوليتها القيادية السلطوية – بحكم سلطة الأمر الواقع – معززة ذلك الدور السلطوي الاستبدادي، بأساليب مختلفة لاستمالة الموقف الشعبي، ونيل التعاطف والتأييد الجمعي، من خلال التظاهر باحترام وتقديس، عادات وتقاليد وأعراف المجتمع، وإعلان حمايتها من أدنى مظاهر استهدافها أو انتهاكها، لتذوب بذلك أعتى الحواجز الفاصلة، بين المستعمِر الحاكم، والمستعمَر الشعب المضطهد، الذي قد يتغاضى عن إجرام المستعمِر الحاكم بحقه، مادام يحفظ له ثوابته، ولا يتدخل في خصوصياته – ولو ظاهرياً – ويفي بوعوده والتزاماته الأخلاقية تجاهه، ولو في أدنى مستوياتها، بينما كان انتهاكها أو التحلل منها، إهانة كبرى لمقام وقيمة المجتمع، لا يمكن السكوت عليها، ولا يمكن محو ذلك العار، سوى الثأر الجمعي العارم، للشرف المستباح والكرامة المهدورة، باقتلاع وجود المستعمر نهائياً، إلى غير رجعة.

ربما أمكن القول إن ثنائية – أو تعددية – هيمنة الأقطاب الاستعمارية، مقابل واحدية خضوع الشعوب المستعمَرة، قد أرسى مرتكزات العلاقة الجدلية، القائمة على ضرورة تودد الأول المتعدد، للثاني (الواحد) المستهدف، والسعي لاستقطابه، من خلال تقديم عروض استعمارية تنافسية، وتخفيضات إمبريالية مغرية، في مجالات استثمار الهيمنة، بما يتيح للشعوب اختيار ما يناسبها، من عروض قوى الاستعمار المتعددة، بمواصفاتها وضوابطها المختلفة، وعلى العكس من ذلك، فإن هيمنة القطب الواحد، ترغم الأنظمة المنبطحة وشعوبها المستضعفة، على تقديم العروض التنافسية، في سباقها المحموم، لنيل الحظوة لدى القطب الواحد، والفوز بمواقع متقدمة في قائمة تفضيلاته، والاستماتة في تثبيت مقام القرب، من المستعمر/ القطب الواحد، ولن يحظى بذلك المقام، إلا من امتلك الجرأة العالية، في تقديم أكبر قدر من التنازلات السيادية، والاستمرار في المقامرة بالثروات والتبعية دون خوف، وصولا إلى المضاربة بالوطن أرضاً وإنساناً، دفعة واحدة، في بورصة المصالح الاستعمارية، التي يديرها القطب الإمبريالي الواحد.

لم يكن تفرد الولايات المتحدة الأمريكية، بمركز هيمنة القطب الواحد، هو السبب الوحيد، لتحللها من أخلاقيات وأعراف الاستعمار الموروثة، وتنكرها لما سلف عنها، من الالتزامات والوعود، بممارسة السلوكيات الإنسانية والأخلاقية، في تعاملها مع الشعوب المستعمَرة، بل علاوة على ذلك، فإن القارة العجوز – أوروبا – حين لفظت خبثها الإجرامي، لم يكن هدفها التخلص منه، بوصفه شراً وعاراً وتشويها لمسارها الحضاري، وإنما تعمدت إعادة إنتاجه، بكل ما يحمله من القبح والتوحش والإجرام، وأنشأت منه كياناً وظيفياً استعمارياً غاصباً، صبَّت فيه كل سلوكيات الإجرام، وأخلاقيات الانحطاط، وخلاصة التوحش والقذارة، وجعلته يتشبع بالصلف والعنجهية، إضافة إلى حمقه الفطري، ليكون يدها الطولى، في الهيمنة على العالم الجديد، ومنحته مسمى (الولايات المتحدة الأمريكية)، رافضة الاعتراف به وريثاً شرعياً لهيمنتها، بل قدمته لقيطا هجيناً، وقطعت كل جذوره وصلاته بالماضي، وجعلته ابن لحظته الآنية، في انتمائه إلى المكان المغتصب، وانتسابه إلى مجتمع القتلة المأجورين، الذي تشكل على أيدي المجرمين الأوائل، من (رعاة البقر)، وتنامى بفعل الجريمة المنظمة، حتى بلغ صورته المؤسسية، في تموضع كيانه الوظيفي الإحلالي، وولائه المطلق للصهيونية، ليمارس من أجلها، أقبح وأبشع وأقذر، الأدوار الإجرامية التوحشية، غير متحرج من أداء دور القاتل الإمبريالي واللص المهيمن، على مختلف دول وشعوب العالم، فلا أخلاق تزجره، ولا دين يردعه ولا حسب يثنيه، وذلك هو نهج الأدعياء اللقطاء عبر التاريخ – سواء كانوا أفراداً أو كيانات – في تموضعهم السلطوي الاستبدادي، وسلوكهم الإجرامي الإرهابي، وإيمانهم بعقيدة العنف والمحو والإبادة، التي لا يستقيم وجودهم إلا بها.

 

 

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية: كيف أصبح الحوثيون وكالة اختبار الصواريخ الصينية؟ (ترجمة خاصة)
  • أمريكا وأخلاقيات اللص الإمبريالي
  • 12 شركة أسلحة أمريكية تخسر 10.6 مليار دولار من قيمتها السوقية
  • هبوط أسهم شركات أسلحة أمريكية على لائحة عقوبات “صنعاء” 
  • أوكرانيا: روسيا أطلقت 54 طائرة مسيرة الليلة الماضية
  • حادث انحراف طائرة خاصة بمطار طنجة وقائدها ينجو من الإصابة
  • 23 مركبة خاصة للمسنّين وذوي الإعاقة بالشارقة
  • نتنياهو: أريد أن أقول شيئا واحدا للحوثيين أي هجوم ضدنا سيكون له رد قوي
  • نتانياهو يتعهد بـ"رد قوي" على هجمات الحوثيين
  • تقلص مساحة جليد القطب الشمالي لأصغر حجم منذ 46 عاما