موقع 24:
2025-03-31@04:12:52 GMT

زينة رمضان بين الفرحة والإسراف.. ماذا يقول الخبراء؟

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

زينة رمضان بين الفرحة والإسراف.. ماذا يقول الخبراء؟

كتقليد اجتماعي أصبحت زينة المنازل في رمضان جزءاً أساسياً من مراحل الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل، ومحطة تجارية مهمة لعدد كبير من أصحاب المحال والمتاجر الإلكترونية، الذين يتنافسون بالتنويع والابتكار، وتقديم العروض الشاملة لزينة الشهر، التي باتت تتصاعد أنماطها لتشمل كامل المنازل ومعدات الطعام وحتى الملابس الخاصة بالصائمين، مما بات يطرح تساؤلات اجتماعية هامة حول القيمة المعنوية والروحية لمظاهر الابتهاج بالشهر الفضيل، وحدودها التي لا تخل بالأهداف والمعاني الدينية لشهر الصيام.

وقالت آلاء القدرة، إخصائية اجتماعية إن "زينة رمضان أصبحت تقليداً مصاحباً لاستقبال الشهر الكريم يدخل الفرح والسرور بشكل حقيقي على المنازل التي تتزين بالإضاءة  والفوانيس، وتترك أثراً نفسياً جملاً عند الأطفال وحتى الكبار، فالمسألة ترتبط بالتعبير عن الفرح بشهر الخير، وهو أمر بلا شك إيجابي عندما يرتبط موعد مناسبة دينية مع مظاهر سعادة".

وأضافت: "ولكن تبقى المحاذير واجبة كأي فعل اجتماعي يتطلب حدوداً لا تفسد الغاية الإيجابية منه، فمن الضروري المشاركة العائلية بتزيين المنازل على أن لا تصبح عبئاً مادياَ على الأسر وتبقى في حدود قدرات كل أسرة، وألا يقتصر الاستعداد للشهر بالزينة على حساب المعاني الدينية والاجتماعية، التي تميز رمضان من حيث العبادات والتقارب الاجتماعي".
وتابعت آلاء القدرة: "من المفيد التشجيع على زينة شهر رمضان، وشرح أسباب البهجة به مع التركيز على القيم الإنسانية التي يحملها، حتى تتكامل الصورة بين الشكل الجميل والمعنى المفيد، لاسيما عند الأجيال الشابة والصغار".

أنماط تنافسية من جهتها رأت إيمان النايد، إخصائية اجتماعية، أن: "شهر رمضان كان سابقاً يرتبط بالفوانيس والإنارة البسيطة التي تتزين بها بعض المنازل ابتهاجاً بالشهر الفضيل، ولكن مع تقدم الزمن وتطور مظاهر الاحتفال توسعت التجهيزات، وبتنا نشهد أنواع وأنماط مختلفة وصلت إلى حد التباهي والتنافس أحياناً والإسراف، وهنا تكمن الخطورة التي يجب الالتفات إليها، حتى لا تتحمل الأسر أعباء مالية غير مدروسة، فكما هناك دعوة لعدم الإسراف في الأطعمة خلال الشهر الكريم بتنا بحاجة إلى توعية بموضوع الزينة التي نشجع عليها كنوع من الفرحة للصغار والكبار، ولما تتركه من أثر مبهج يعم المنازل مع حلول الشهر الكريم".
وتابعت: "من الضروري ألا تزيد الأمور عن الحد المنطقي وتدخل في إطار التباهي والإسراف الذي يفرغ رمضان من معناه الحقيقي في توجيه العمل للعطاء الإنساني ودعم المحتاجين، وهي نقطة في غاية الأهمية يجب توعية الأهالي بها، حتى يكون هناك ميزان متناسق ما بين الفرحة والابتهاج بشهر رمضان ومعانيه الإنسانية في البذل والعطاء". التوازن بين العبادة والسلوك

وشجعت نوال، إخصائية اجتماعية، على تعزيز التزيين لشهر رمضان ترسيخاً لمشاعر الابتهاج بالأجواء الروحانية المصاحبة للشهر الفضيل، مؤكدة أن تشارك أفراد الأسرة بالتسوق لزينة رمضان وإضاءة المنازل بالفوانيس يعزز من قيمة حلول شهر الصيام، ويؤكد تلازم البهجة مع شهر العبادة والعطاء، مع التأكيد على أهمية أن هذا لا يكبد الأمر الأسر الأموال الطائلة، وفي نفس الوقت لا يكون التركيز فقط على الزينة، فيجب تحقيق  التوازن بين العبادات والممارسات".

أكثر من زينة 

وأضافت :"زينة رمضان ينتظرها الكبار والصغار وباتت تقليداً مفرحاً للجميع ولكن لابد من التذكير والانتباه لأهمية أن تبقى الأمور في ميزان القدرات المالية، ولا تنحدر نحو سوق التنافس المرهق، لأن ذلك سيؤدي إلى تكبد الأسر  أعباء مادية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات زینة رمضان شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق

 

د.  سالم بن عبدالله العامري

رمضان.. ذلك الضيف العزيز الذي حلَّ علينا بروحه الإيمانية، مضت أيامه سريعًا، وكأنها لم تكن سوى لحظات، وها هو الآن يرحل، تاركًا في القلوب أثرًا لا يُمحى، وذكريات لا تُنسى؛ فكيف هو شعور من أتم هذا الشهر المبارك بالطاعات، وأعرض عن المحرمات، وعاش أيامه ولياليه متزودًا من كنوز القرب من الله؟

ها نحن نودعه بقلوب يملؤها مزيجٌ عجيبٌ من الفرح والحزن، بين نشوة الطاعة وهيبة الفراق.

ومع آخر ليلة من رمضان، يقف المؤمن مُتأملًا رحلته خلال هذا الشهر العظيم، قلبه يفيض بمشاعر متناقضة، لكنه يدرك أن الغلبة للفرح، الفرح بأنه صام وقام، وازدان نهاره بالذكر وتلاوة القرآن، وسجدت جبهته في الليالي المضيئة بدموع الرجاء والخشوع.إنها فرحةٌ لا تشبه أي فرحة، فرحةٌ تشبه وقوف المسافر المتعب بعد رحلة شاقة، يضع أحماله ويستريح وهو يعلم أنه قد بلغ وجهته بسلام. هو الفرح بوعد الله لعباده الصائمين، الذين بشرهم بقوله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به" (حديث قدسي)؛ فأيُّ مكافأة أسمى وأجل من أن يتولى الله بنفسه جزاء من أطاعه وصبر؟

إنها فرحة الإنجاز، فرحة من سار في رحلة إيمانية، كبح فيها جماح نفسه، وروض شهواته، وصنع من أيامه ولياليه أجنحةً تحلق به في سماء القرب من الله. كيف لا تشرق الروح سعادةً وقد نادى المنادي: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" فأقبلت النفس على ربها، وفتحت أبواب الجنة، وسُلسلت الشياطين، وخفَّت وطأة الدنيا عن القلب.

لكن مع هذه الفرحة الغامرة، يتسلل إلى القلب شعور مهيب، شعور الفراق الذي يأبى أن يكون هينًا، فكيف يفارق المؤمن هذا الشهر الذي كان فيه قريبًا من الله أكثر من أي وقت مضى؟ كيف تنطفئ تلك المشاعر الروحانية التي تعلقت بها الروح؟ كيف تهدأ تلك الجوارح التي اعتادت الخشوع والبكاء عند تلاوة القرآن؟ كيف تودع العين دموع التهجد، ويودع القلب سكينته، ويعود العبد إلى عاداته بعد أن عاش أيامًا كأنه في جنة من نور؟ إنه وداع ثقيل على النفس، يشبه وداع الأحبة، لكنه أشد، لأن المودَّع هنا ليس مجرد أيام، بل هو موسم نفيس من الرحمات والبركات، موسم تتمنى النفس لو أنها تستطيع إيقاف عقارب الزمن عنده، فتظل تتنفس نوره إلى الأبد. إنه شعور المهاجر الذي وجد واحة ظليلة في وسط صحراء محرقة، ثم أٌمر بالرحيل عنها، فتأخذه الرهبة والحسرة: كيف سيواصل رحلته دونها؟ لكنه يعلم أن الله أكرمه بهذه الاستراحة ليكمل طريقه بقوة، فلا يكون رمضان لحظة عابرة؛ بل محطة تُمده بالزاد طوال العام.

هنيئًا لمن غادره رمضان وقلبه عامر بالإيمان، وروحه متمسكة بطريق الطاعة، وجوارحه ممتلئة بعهدٍ مع الله، عهد لا ينقضي بانقضاء الشهر؛ بل يستمر حتى اللقاء به سبحانه. فمن وُفِّق للطاعة في شهر رمضان، فعليه ألا يتوقف؛ بل يجعل من كل يومٍ بعده رمضانًا جديدًا، فالطريق إلى الله لا يُغلق بانتهاء موسم؛ بل هو ممتد ما دامت الأنفاس تتردد في الصدور.هنيئًا لمن صام وقام وأحسن العمل.. وهنيئًا لمن جعل من رمضان نقطة انطلاق لا محطة توقف.

وداعًا رمضان.. لكن أثرك في قلوبنا باقٍ إلى الأبد.

مقالات مشابهة

  • دعاء وداع رمضان 2025.. ماذا نقول في آخر يوم من الشهر الكريم؟
  • وداع رمضان.. الدعاء المستحب في آخر أيام الشهر الفضيل
  • شكرا على كل الحب والدعم.. زينة تحتفل بتصدر العتاولة الأعلى مشاهدة في رمضان 2025
  • دعاء اليوم الأخير من رمضان.. اغتنم فرصة الدعاء قبل الإفطار
  • رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • مشاهد رمضانية في ميزان النقد!
  • هل يحتكر شهر رمضان روحانيتنا؟
  • شاهد بالفيديو.. الجيش السوداني ينجح في الوصول إلى المدافع التي يتم بها قصف المواطنين بمدينة أم درمان بعد أن تركتها مليشيا الدعم السريع داخل المنازل وهربت
  • صندوق تحيا مصر سند كل أسرة مصرية أولى بالرعاية في رمضان