كتب معاصرة مفقودة.. ماذا لو وجدناها؟!
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
اشتهر في تراثنا العربي والإسلامي الحديث عن كتب ومؤلفات، لأئمة وأعلام منذ مئات السنين، وكثيرا ما تجد مؤلفين لهم كتب منها المنشور، ومنها المخطوط الذي لم ينشر بعد، ومنها ما تجد المترجمين يقولون عنه: وهذا مصنف مفقود للمترجم، أي: أنه كتاب رآه معاصرون للمؤلف، أو لاحقون له، ولكن لم يعثر على نسخة من الكتاب، وفقد في أحداث كالحروب، مثل حرب التتار، وما فعلوه بمكتباب العراق، أو لتعرض المؤلف نفسه لكارثة أفقدته ما لديه.
ولكن النادر والغريب في زماننا، أن نجد كتبا لمعاصرين مفقودة، ويعلن عن ذلك الفقد المؤلف نفسه، أو أحد المقربين منه، وقد وقفت على عدد من الكتب المعاصرة التي فقدت، ويبدو من عناوينها، أنها كتب ذات أهمية كبيرة، فماذا لو وجدناها، ما الإضافة التي ستضيفه في هذا المجال، وماذا عن موقف باحثين أو كتاب، لهم رأي معين في المؤلف، لو ظهر كتابه المفقود، لتغير رأيهم، أو كان على غير ما يتبنون من آراء أو أحكام نحو فكره.
أمريكا التي رأيت لسيد قطب
من الكتب التي فقدت، ولم يعثر عليها، كتاب مهم للأستاذ سيد قطب، والكتاب عن موضوع من المؤكد أنه يثير الجدل، وسيكشف عن مرحلة مهمة من حياته، تلك الحياة المليئة بالمحطات والتحولات الفكرية، فقد كان عنوان كتابه: (أمريكا التي رأيت)، حيث إنه سافر إلى أمريكا من عام 1948 حتى عام 1950، وهي مرحلة مر بها سيد بتحولات فكرية كبيرة، فهي مرحلة انتقال سيد من حالة الناقد الأدبي، إلى حالة المفكر الإسلامي.
والكتاب ضاع وفقد من سيد، ولم يعثر عليه، كما صرح بذلك سيد نفسه، وأكده شقيقه المفكر الراحل محمد قطب، وإن حاول الدكتور صلاح الخالدي أن يجمع مقالات لسيد عن أمريكا، كتبها أثناء بعثته إليها، وعند عودته، لكنها مقالات عن مواقف معينة، أشبه بمقالات رأي، بينما يبدو من الكتاب، أنه أكثر شمولا، واتساعا، وتأصيلا وتسلسلا، وهو المعهود في كتابة سيد، فهل كان سيد في الكتاب ومواقفه كما كان في أواخر حياته، أو اختلفت النظرة، وقد نشرت له وقت تواجده في أمريكا مقالات كانت رسائل لأصدقائه، وأخته، كانت له فيها تأملات في المجتمع والنفس والموت، وقد جمع بعضها في رسالة بعنوان: (أفراح الروح)، وفيها اختلاف عن بعض مواقفه في نظرته للعصاة، ونظرته للمجتمع، ونظرته للدعاة ودورهم.
كتاب عن حسن البنا للبيومي
ومن الكتب التي فقدت، وأعلن ذلك المؤلف، كتاب عن الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، كتبه الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي، وهو صاحب قلم سيال، وعطاء فكري واسع، وقد كتب موسوعة من ست مجلدات كبار، بعنوان: (النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين)، وكتب ترجمة للبنا، لكنها ليست كالكتاب الذي فقد، وهل كان بفعل فاعل، أم بخطأ غير مقصود؟
من الكتب التي فقدت، ولم يعثر على ملخص لها، أو عرض لفكرتها، كتاب ألفه المرحوم الدكتور مصطفى السباعي، والذي كان مراقبا عاما للإخوان المسلمين في سوريا، وله كتابات مهمة، ولا تزال موضع نفع واستفادة، وكان له مراجعات كذلك في مساهمات دعوية وفكرية، كموقفه من التقريب بين السنة والشيعة، والحوار بين الأديان، وقضايا أخرى كان له فيها رأي نابع عن تجربة ثرية للرجل.وقد تكلم البيومي عن فقده الكتاب فقال: (كان من قدري مع الإمام الشهيد حسن البنا أن أكتب عنه كتابا يجمع كل ما قدرت عليه من تاريخه وأعماله الباهرة، ثم أسلم الكتاب لإحدى المطابع الموثوق في إدارتها، فأفجع فيها، إذ تعللت بأن الكتاب قد سرق، وهو ما لم يحصل من قبل في تاريخها، وظننت أنها أجبرت على إغفاله، فتعللت بما تعللت، ولم أكن أحتفظ بأصل للكتاب، لأن شدة شعوري بمعانيه جعلتني أكتبه في سهولة خاطفة، وكأني أتحدث مع صديقي، ولا أسجل الحقائق في كتاب، ثم حاولت أن أكتب من جديد فأجد فتورا يثبطني، إذ يخيل إلي أني لا أبلغ ما بلغت من قبل، وكان عزائي أن ملحمتي الشعرية عن الإمام الشهيد تكفي لإيضاح مشاعري الصادقة نحو جهاده البطولي).
ومن الواضح أن الكتاب مفقود عن عمد، فما معنى أن مطبعة كبرى بالحجم الذي قال عنه البيومي، يفقد فيها كتاب، من الواضح أنها تعرضت لضغوط، وهذا وارد جدا، وهنا سؤال: ماذا لو وجدنا الكتاب، فما موقف من يعادون حسن البنا، بدعوى أنهم أزهريون، وقد كتب عالم كبير، ومفكر له ثقله كالبيومي كتابا بهذا الحجم، ويثبت فيه إمامة البنا وعلمه، وبماذا سيردون عن موقفه، فضلا عن مواقف آخرين أيضا من قامات كبيرة في الأزهر، شهدت لحسن البنا بنفس ما شهد بالبيومي؟!
كتاب للسباعي عن خيانات غير المسلمين
ومن الكتب التي فقدت، ولم يعثر على ملخص لها، أو عرض لفكرتها، كتاب ألفه المرحوم الدكتور مصطفى السباعي، والذي كان مراقبا عاما للإخوان المسلمين في سوريا، وله كتابات مهمة، ولا تزال موضع نفع واستفادة، وكان له مراجعات كذلك في مساهمات دعوية وفكرية، كموقفه من التقريب بين السنة والشيعة، والحوار بين الأديان، وقضايا أخرى كان له فيها رأي نابع عن تجربة ثرية للرجل.
أما كتابه المفقود، فحدثني عنه تلميذه الدكتور عدنان زرزور حفظه الله، فقد كتب السباعي كتابا جمع فيه حالات الخيانة التي تمت في التاريخ الإسلامي من غير المسلمين للمجتمع أو الدولة الإسلامية، وقد رأى زرزور الكتاب حين أطلعه عليه السباعي، وبعد وفاته مباشرة، كلم زرزور أصهار السباعي عن الكتاب، وأنه يخشى أن يضيع، فقال له صهره: تفضل وابحث عنه، فدخل المكتبة، حيث كان الكتاب، وحيث وضعه السباعي بنفسه، فلم يجد للكتاب أثرا في المكتبة، وفقد تماما، وهل فقد هنا بفعل فاعل، أو كان السباعي تحت المراقبة، وسرق الكتاب، وفقد، كلها احتمالات، والعلم عند الله تعالى.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربي كتاب رأي كتاب عرب رأي ذاكرة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حسن البنا ولم یعثر کان له
إقرأ أيضاً:
بعد تحرير الخرطوم: الرياض تفتح كتاب إعادة إعمار السودان
يفتح السودان صفحة جديدة في تاريخه الاقتصادي بعد أن أعلن القائد العام للجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان ، الخرطوم خالية من مليشيا الدعم السريع المتمردة.
الإعلان يشير إلى ضربة بداية إعادة إعمار ما دمرته الحرب خلال عامين في المناطق التي سيطرت عليها مليشيا الدعم السريع ودمرتها.
ووفقا لأحدث التقديرات فإن الحرب دمرت 20 في المئة من الرصيد الرأسمالي للاقتصاد السوداني والمقدر بنحو 600 مليار دولار، و أدت إلى تآكل أكثر من نصف الناتج القومي الإجمالي الذي يبلغ متوسطه السنوي نحو 33 مليار دولار.
وتقدمت المملكة العربية السعودية الدول التي ستساعد السودان في إعادة إعمار ما دمرته الحرب عبر وفد وصل الأراضي السودانية منذ يومين، ويضم الوفد ممثلين لوزارة الخارجية السعودية، مركز الملك سلمان للإغاثة، صندوق التنمية السعودي، وصندوق الاستثمارات السعودية، ويترأسه سفير المملكة بالسودان، علي بن حسن جعفر.
وأعلن السفير السعودي أن الزيارة تجئ إنفاذاً لتوجيهات القيادة السعودية بإجراء تقييم لاحتياجات السودان لإعادة إعمار ما دمرته الحرب ومن ثم توفير الدعم اللازم لإنفاذ المشروعات المطلوبة بالتنسيق مع جهات الاختصاص السودانية.
و قدم السفير السعودي شرحاً للمهام التي كلف بها من قبل القيادة العليا للمملكة العربية السعودية وهي إجراء مسح للمجالات التي يحتاجها السودان في جانب إعادة تأهيل وإعمار البنى التحتية و مشروعات الخدمات العامة كالكهرباء والمياه والمرافق الصحية والخدمية الأخرى في إطار برنامج اسعافي يمتد العمل فيه لستة أشهر في هذه المرحلة التي تشهد نهاية التمرد وحلول الامن وعودة الحياة لطبيعتها .
وأوضح وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أن المملكة ظلت دوما هي السباقة في الوقوف إلى جانب السودان وشعبه في كل الأزمات التي مر بها، وأن هذا الوفد حقق السبق في الحضور لتقديم الدعم وتزامنت زيارته مع إعلان الخرطوم محررة وخالية من عبث المليشيا المتمردة التي مارست كل أنواع الانتهاكات وخربت البنى التحتية والمرافق العامة والممتلكات الخاصة بلا هوادة.
بدوره كشف وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ، د. جبريل إبراهيم عن أولويات الحكومة العاجلة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وحدد – خلال ترؤسه الاجتماع الموسع مع لجنة المملكة العربية السعودية برئاسة سفيرها في السودان- أهم القطاعات ذات الأولوية لبدء مسيرة إعادة البناء والإعمار والتنمية لضمان العودة الآمنه للمواطنين إلى مقارهم بالولايات المتأثرة بالحرب.
وتم إستعراض الأولويات – بمشاركة وزراء الوزارات المعنية- بالتركيز على قطاعات الكهرباء ، خدمات الصحة ، المياه ، المدخلات الزراعية وكآفة المشاريع ذات التأثير المباشر على المواطنين.
وأبان سفير السعودية بالسودان أن لجنة المملكة تم تشكيلها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بهدف تلمس الاحتياجات الأساسية للمواطن السوداني خلال الستة أشهر القادمة ومساندة جهود الحكومة لمواجهة ما خلفته الحرب.
ووعد بدراسة المشاريع المقترحة للاحتياجات ورفع تقرير عنها للقيادة السعودية توطئة لبدء تنفيذها.
وتبرز المملكة كإحدى أهم الدول التي تربطها علاقات اقتصادية بالسودان
وأودعت الرياض مبلغ 250 مليون دولار في البنك المركزي السوداني في مايو 2019، لتعزيز سعر صرف العملة المحلية.
و قدمت مساعدات مالية تجاوزت 250 مليون دولار منذ بداية الفترة الانتقالية، للتخفيف من أي أثر سلبي على المواطن السوداني جراء تعويم سعر صرف الجنيه.
وتعهدت المملكة في شهر مارس 2021 باستثمار ثلاثة مليارات دولار في صندوق مشترك للاستثمار في السودان.
وقدم الصندوق السعودي للتنمية قرضين لتمويل مشروعات في قطاعي الصحة والتعليم في السودان للعام 2020م بقيمة 487.5 مليون ريال سعودي بواقع 243.75 مليون ريال لكل قطاع، ويعد هذان القرضان جزءًا من التمويل المقدم من الصندوق لدعم تنفيذ عشرات المشروعات التنموية في السودان.
وشدد الخبير الاقتصادي ، د. هيثم محمد فتحي على أهمية عقد مؤتمر وطني حول مرحلة إعادة الإعمار، لتحديد الأولويات والمنهجية والآليات ومصادر التمويل .
وأشار فتحي إلى أهمية تحديد أولويات إعادة الإعمار. والاتفاق على منهجية المرحلة والشركاء المتوقعين . إضافة إلى تحديد مصادر التمويل المقبولة ، والترويج للاستثمار في شكل فعال.
ودعا في حديثه مع “المحقق” إلى سن قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص لتطوير وبناء المنشأت والمرافق العامة الــ PPP Public private partnership .
وإحداث بنية تنظيمية مناسبة تتصف بالكفاءة والقدرة على العمل من خلال هيئة وطنية قومية لإعادة الإعمار، تضم ممثلي البنوك السودانية وخبراء ومختصين من القطاعين العام والخاص، بالاضافة الى تأسيس صندوق خاص بإعادة الإعمار مع تحديد مشروعات بعينها ذات العائد والاثر السريع سواءا كان في توفير الاحتياجات الاساسية أو توفير العملات الأجنبية أو في دعمها للميزانية العامة للدولة ، خاصة في قطاع المعادن أي أن تكون هنالك أولويات مع إصلاح القوانين وضبط سعر الصرف واصلاح الميزانية.
المحقق – نازك شمام
إنضم لقناة النيلين على واتساب