الإمارات والصراع داخل بيت المراغنة
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
أن وجود إبراهيم الميرغني في تجمع الميليشيا و مناصريها في نيروبي، قد خلق تساؤلات عديدة وسط المجموعات السياسية، أولها هل بالفعل هو يمثل " الحزب الاتحادي الأصل" أم أنه يمثل شخصه فقط ؟ و إذا كان كذلك لماذا ادعا أنه يمثل الاتحادي الأصل؟ و ما هو موقف الاتحاديين و المراغنة من هذا الإدعاء؟ و هي أسئلة كثيرة بهدف البحث عن الحقيقة.
يقول تاريخ الختمية في السودان أن السيد محمد عثمان الختم عندما زار السودان تزوج من سودانية أنجبت له السيد محمد الحسن الذي ولد في مدينة "بارا" ثم رجع الختم للحجاز و قبل وفاته أرسل أبنه محمد الحسن لكي يؤسس الطريقة الختمية، و بعد عودته للسودان أنجب ولدين محمد عثمان و أحمد و الأول هو الذي أسس الطريقة و الثاني ربما ترجع إليه عائلة إبراهيم الميرغني باعتبار أن عائلة إبراهيم كانت بعيدة عن الحزب الاتحادي منذ تأسيس الوطني الاتحادي في 1952م.. و كانوا أقرب إلي حركة الأخوان المسلمين.. و إبراهيم الميرغني بعد تخرجه من الجامعة كان أقرب في انجاز مشاريعه الإعلامية للإسلاميين، خاصة جمال الوالي و سناء حمد عندما كانت وزيرة دولة بالإعلام ثم من بعد ذلك إلي طه عثمان الحسين.. و اشتغلت مؤسسته الإعلامية بنشاط واسع في انتخابات 2015م من داخل القصر الجمهوري.. هذا العمل هو الذي كان مفتاح له للدخول في منظومة "الحزب الاتحادي الأصل" الذي كان مشاركا في الإنقاذ حيث تم تعينه أمين الإعلام في الحزب الاتحادي، و قدم في الترشيحات الوزارية بعد ذلك..
في الصراع السياسي أثناء فترة " الاتفاق الإطاري" كان إبراهيم الميرغني مسؤولا للإعلام في مجموعة جعفر الميرغني الذي أصبح رئيسا ل "قحت الكتلة الديمقراطية" و عندما ذهب الحسن الميرغني و وقع في "الاتفاق الإطاري" تحول إبراهيم من مجموعة جعفر إلي الحسن الميرغني بقرار من طه عثمان الحسين الذي كان مديرا لمكتب الرئيس البشير ثم أخذ التابعية السعودية و الآن يدير المعركة إلي جانب الأمارات.. و بعد الحرب التزم الحسن الصمت بعد خروجه من السودان، و لكنه قام بزيارة للأمارات، و قابل فيها طه عثمان الحسين.. و ظل إبراهيم في "قحت المركزي" و عندما تحولت المجموعة إلي تحالف " تقدم" ذهب إبراهيم يمثل الاتحادي الأصل مجموعة الحسن.. و معلوم أن طه عثمان الحسين هو نسيب إبراهيم الميرغني و متزوج شقيقته.. عندما تم انتقادا شديدا من قبل الاتحاديين للحسن، لم يعف الحسن "إبراهيم الميرغني" من المسؤولية الحزبية، بل أوكل تلك المهمة لأحد أعوانه يسمى هشام حسونة الذي أصدر بيان لم يتم توزيعه للصحافة و الإعلام، نما تم التوزيع في نطاق محدودا، و بأنهم فصلوا إبراهيم بينما التزم الحسن الصمت.. رغم أن وظيفة الحسن المعروفة بأنه المسؤول التنظيم في الحزب .. أيضا البيان الصادر من هشام زين العابدين الذي يصف نفسه بأنه هو " المراقب العام" هذا المراقب العام فصله عندما تحول إبراهيم من مجموعة جعفر الميرغني إلي مجموعة الحسن الميرغني، و هي مجموعات متنازعة على قيادة الحزب.. و أخيرا ذات "المراقب العام" تم فصله من قبل مجموعة جعفر الميرغني لأنه ذهب إلي مجموعة عبد الله المحجوب أبن الميرغني.. الغريب في الأمر أن جعفر الميرغني أيضا ذهب سرا في زيارة للإمارات و قابل فيها طه عثمان الحسين.. و خطابات فصل إبراهيم الميرغني تنظيميا يجب أن يقوم به الحسن الميرغني، باعتبار أن الوظيفة التي منحها له السيد محمد عثمان الميرغني مسؤول التنظيم في الحزب..أو يقوم بها جعفر الميرغني باعتبار أن والده منحه وظيفة نائب رئيس الحزب، و في حالة غياب الرئيس أو عجزه عن القيام بمسؤولياته يتخذ نائبه قرار الفصل..
أن إبراهيم الميرغني في الإعداد السياسي و القدرة على الحركة أفضل من الإخوة الثلاثة و هم " جعفر ، الحسن و عبد الله المحجوب" هؤلاء الثلاثة حركتهم تعتمد على المجموعات التي تلتف حولهم.. أن الذي قدم إبراهيم في العمل السياسي ليس قدراته الذاتية و تميزه، لكن أسمه المطلوب " الميرغني" هو رهان مستقبل الصراع.. السؤال لماذا إبراهيم ذهب مع المجموعة التي مع الميليشيا و أعلان حكومة و ليس مع مجموعة " صمود"رغم أن المجموعتين تخدمان الأجندة الأماراتية.. أولا إبراهيم له علاقات اعمال مع القوني الثاني تعضيد موقف نيروبي باعتبار أن الإسم سوف يخلق بلبلة " الميرغني" كأن ما يريدون القول أن الحزب الاتحادي الأصل مشارك.. أن إبراهيم لم يقطع الاتصال بأبناء السيد محمد عثمان الميرغني.. أن ذهاب الحسن و جعفر في زيارات سرية للامارات تؤكد أن هناك اتفاق بينهم على مستقبل العملية السياسية في البلاد، خاصة شكواهم أن العمل السياسي يحتاج إلي لدعم مالي كبير، و أن الحزب لا يمتلك رصيدا ماليا يستطيع أن يقيم نشاطات سياسية جماهيرية..
هل الأمارات هي التي سوف تصبح الداعم الرئيس لأبناء الميرغني بدلا عن مصر في المستقبل؟ هل السودان بعد الحرب سوف يشهدا أيضا صراعات أقليمية على أرضه؟ القضية الأخرى مجموعة "التجمع الاتحادي" لماذا نشرت اجتماع بابكر فيصل الذي جاء على لسان قريب الله محمد الحسن في هذا التوقيت ثم عزلهم؟ و أن تأييدهم الذي جاء مؤخرا للجيش هل أيضا هم يطرحون أنفسهم خطا داعما للخط الإقليمي الجديد، و الذي بدأ يبرز بصورة قوية في الساحة الاتحادية؟ كلها أسئلة تحتاج إلي إجابات... سوف اعود.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إبراهیم المیرغنی الحزب الاتحادی الاتحادی الأصل جعفر المیرغنی محمد الحسن السید محمد محمد عثمان قریب الله
إقرأ أيضاً:
الإمارات تشارك في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك لدول مجموعة العشرين
تشارك دولة الإمارات، ممثلة بوزارة المالية ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، في الاجتماع الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين، في 26 و27 فبراير(شباط) الجاري في كيب تاون، بجنوب إفريقيا، التي تترأس مجموعة العشرين في 2025.
وضم وفد الإمارات، الذي ترأسه محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية، كل من إبراهيم عبيد الزعابي، مساعد المحافظ للسياسة النقدية والاستقرار المالي في مصرف الإمارات المركزي، وعلي عبد الله شرفي الوكيل المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة في وزارة المالية، وثريا حامد الهاشمي مدير إدارة العلاقات والمنظمات المالية الدولية في الوزارة.
أولويات المسار الماليوركز الاجتماع على مناقشة أولويات المسار المالي لمجموعة العشرين، التي حددتها رئاسة جنوب أفريقيا لعام 2025 تحت شعار "تعزيز التضامن والمساواة والاستدامة"، ووضع إستراتيجية للتعامل مع التحديات العالمية والتي تشمل تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث والاستجابة لها، وضمان القدرة على تحمل الديون للبلدان منخفضة الدخل، وحشد التمويل من أجل انتقال عادل في مجال الطاقة، وتسخير المعادن الحيوية لتحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة، ونمو الاقتصاد الكلي، والهيكل المالي الدولي، وتطوير البنية التحتية، والتعاون الضريبي، والتعاون في مجال التمويل الصحي، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالقطاع المالي، والشمول المالي والتمويل المستدام.
كما ناقش الاجتماع العديد من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك آفاق النمو الاقتصادي العالمي، وتحديد المخاطر، وتعزيز إجراءات محددة لتعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الكلي.
وسلّط الحسيني، الضوء على التحديات التي تفرضها قيود الاستدامة المالية، والتي تؤثر على اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، في ظل ارتفاع مستويات الديون العالمية، وعدم اليقين بشأن التضخم.
واستعرض جهود مجموعة العشرين في دعم بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتعزيز القدرة والمرونة المالية على تحمل ديون الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، من خلال تطوير آليات واستراتيجيات مبتكرة لتعزيز الاستقرار المالي العالمي ودعم الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية وتوسيع تبادل المعرفة وشفافية البيانات حول تدفقات رؤوس الاموال.
وركزت المناقشات على تطوير بنية تحتية جاذبة للاستثمار، وتعزيز دور التمويل المختلط.