ناسا تطلق تلسكوب سفيرإكس لرصد ما حدث بعد الانفجار العظيم
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تستعد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لإطلاق التلسكوب الفضائي المتقدم "سفيرإكس" مساء غد الجمعة، في مهمة تهدف إلى تعميق فهم علماء الكونيات لنشأة الكون وتطوره.
ومن المقرر أن ينطلق التلسكوب على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" من قاعدة "فاندنبرغ" الجوية في كاليفورنيا، حيث سيبدأ رحلة تمتد عامين لرسم خريطة تفصيلية غير مسبوقة للكون.
ومن خلال تحليل الضوء المنبعث من مليارات المجرات، يسعى التلسكوب سفيرإكس إلى تسليط الضوء على ما حدث مباشرة بعد الانفجار العظيم، الحدث الكوني الذي تسبب في نشوء الكون قبل نحو 13.8 مليار عام وفق علم الكونيات.
تركز المهمة بشكل خاص على دراسة التضخم الكوني، وهو ظاهرة تصف التوسع السريع للكون من نقطة واحدة خلال جزء ضئيل من الثانية بعد الانفجار العظيم. وعلى الرغم من وجود أدلة قوية تدعم هذه النظرية، لا يزال العلماء غير متأكدين تماما من الآليات الفيزيائية الدقيقة التي أدت إلى حدوثها.
ووفق عالم الكونيات أوليفييه دوري من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، فإن رسم خريطة توزع المجرات عبر السماء بأكملها سيمكن العلماء من الكشف عن خصائص فريدة للتضخم الكوني ودوره في تشكيل الكون.
ومن خلال استخدام تقنية التحليل الطيفي، التي تدرس تكوين الأجسام عبر تحليل ألوانها، سينشئ التلسكوب خريطة ثلاثية الأبعاد للكون عبر 102 طول موجي مختلف، مما سيمكّن الباحثين من تحليل بنية الكون بشكل غير مسبوق.
إعلانوسيتمكن التلسكوب من جمع بيانات عن أكثر من 450 مليون مجرة وأكثر من 100 مليون نجم داخل مجرة درب التبانة. ويؤكد جيم فانسون، مدير المشروع في ناسا، أن هذه المهمة ستساعد في اختبار نظرية التضخم الكوني، موضحا أنها ستسهم في فهم كيف توسّع الكون بمعدل هائل يكاد لا يمكن تخيله خلال لحظة خاطفة. وتمثل هذه المهمة خطوة حاسمة نحو فك شيفرة اللحظات الأولى من التاريخ الكوني، وفهم كيفية نشوء المجرات والنجوم والكواكب.
إلى جانب سعيه لاكتشاف أصل الكون، سيركز تلسكوب سفيرإكس أيضا على دراسة مجرتنا، وتحديد أماكن وجود الماء والجزيئات الأساسية التي قد تمثل دورا في تشكّل الكواكب الصالحة للحياة.
ويعتقد العلماء أن خزانات من الماء المتجمد، وثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، توجد على سطح حبيبات الغبار في الوسط "بين النجمي" داخل سحب ضخمة من الغاز والغبار، وهي المناطق التي تتشكل فيها النجوم والكواكب الجديدة.
ويُعد الماء عنصرا أساسيا للحياة، ووجوده في الفضاء بين النجمي يثير تساؤلات مهمة حول إمكانية نشوء الحياة خارج الأرض. ويأمل الباحثون أن قدرة التلسكوب على اكتشاف الماء المتجمد على حبيبات الغبار بهذه المناطق قد تساعد العلماء في تحديد ما إذا كانت الأنظمة الكوكبية تحصل على الماء أثناء تكوّنها، أو إذا كان يصل إليها لاحقا عبر اصطدامات بالمذنبات والكويكبات. كما ستعزز هذه الدراسة فهم البنية الكيميائية للحياة، والظروف التي تجعل الكواكب صالحة للسكن.
وبالتزامن مع هذا الإطلاق، سترسل ناسا أيضا مجموعة من الأقمار الصناعية ضمن مهمة "بنتش" التي تهدف إلى دراسة الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس. وتركز هذه المهمة على تحليل الرياح الشمسية، وهي التيارات المتدفقة من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، والتي تؤثر بشكل كبير على الطقس الفضائي وحالة الأرض.
إعلانوتعكس هاتان المهمتان ما سيشهده هذا العام الذي سيكون حافلا بالمهام الفضائية التي ستنطلق من مؤسسات حكومية وشركات تجارية خاصة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانفجار العظیم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل زلزال القاهرة اليوم.. هل تأثرت به محافظات أخرى؟
كشف الدكتور طه رابح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تفاصيل مهمة بشأن زلزال القاهرة اليوم، والذي سجلته محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد كهزة أرضية على بُعد 6 كيلومترات شمال غرب حلوان، في تمام الساعة 3 صباحاً و56 دقيقة و27 ثانية بالتوقيت المحلي.
معلومات مهمة عن زلزال القاهرة اليوموقال «رابح» لـ«الوطن» إنَّ الزلزل الذي وقع صباح اليوم لا توجد له أي توابع، مُجيباً عن تأثر أي محافظات أخرى به: «زلزال صغير جداً»، موضحاً أنَّ قوته كانت 1.76 درجة على مقياس ريختر وخط العرض 29.88 شمالاً وخط الطول 31.28 شرقاً وعمقه بلغ 0.91.
آخر زلازل وقت بالقاهرةكان آخر زلزال وقع بالقاهرة في تاريخ 4 من شهر ديسمبر الماضي 2024، ووقع في تمام الساعة 11.09 صباحًا بتوقيت القاهرة، على بعد مسافة 502 كيلومتر عن مدينة دمياط، وتحديدًا شمال قبرص وجنوب تركيا، إذ شهر به سكان القاهرة.
وفي تصريحات سابقة للدكتور طه رابح حينها، أكّد أنَّ قوة الزلزال كانت 4.86 درجة على مقياس ريختر، وأنَّ الهزة الأرضية شًعر بها سكان القاهرة بسبب عمقها والذي بلغ 48 كيلومترًا، موضحاً أنَّ المواطنين شعروا بها حينها بسبب العمق، لافتاً إلى أنَّه كلما زاد عمق الهزة الأرضية، اتسع مدى التأثير لها على المسافات البعيدة.
وقبل زلزال «شمال دمياط»، حدثت هزة أرضية كشف عنها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بشرم الشيخ في 31 أكتوبر 2024، وشعر بها المواطنون بسبب قربها من سطح الأرض، إذ أوضح المعهد حينها أنّ المحطة القومية لشبكة رصد الزلازل التابعة للمعهد لم ترصد أي توابع لزلزال شرم الشيخ حتى الآن، وأنّ سطحية الهزة تسببت في شعور المواطنين بها.
رصد الهزات الأرضيةوأشار المعهد إلى أنّ المحطات ترصد يوميا عددا من الهزات سواء في البحر الأحمر بمنطقتي خليج السويس أو العقبة وكذلك في البحر المتوسط، وجميعها طبيعية ولا توجد خطورة منها، مؤكداً أن امتلاكه العديد من المحطات لرصد الهزات الأرضية، مجهزة وفق لأحدث النظم العالمية في الرصد، وتعمل طوال الـ24 ساعة على مدار اليوم، وترسل أي إحداثيات أو رصد للهزات عبر الأقمار الصناعية لمركز تجميع البيانات لرصد الزلازل.
وأكّد المعهد القومي أن محطاته منتشرة في ربوع مصر: «يوجد نوعين من محطات رصد الزلازل، الأولى متخصصة لرصد الزلازل العادية وتحركات القشرة الأرضية، والثانية لرصد الشعور بالهزات من حيث القوة والضعف».