الجديد برس:
2025-04-30@22:14:39 GMT

خيار وحيد أمام التحالف لتفادي غضب صنعاء.. فما هو؟

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

خيار وحيد أمام التحالف لتفادي غضب صنعاء.. فما هو؟

الجديد برس:

تسارعت الأحداث في الملف اليمني بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تحذيرات قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي، وتلويحه بضرب العمق السعودي، والتي أشعلت جذوة الجمر في مخاوف قوى التحالف السعودي الإماراتي، قبل أن تضطر الأخيرة على عجل لإرسال وفد الوساطة العماني مجدداً إلى العاصمة اليمنية، تفادياً لانفجار بركان صنعاء الهائج في وجه الحصار الجائر والتوحش والاسفاف التي تفرضه هذه القوى بمعية الغرب.

زيارة وفد الوساطة العماني، الأخيرة التي استمرت لأربعة أيام من المشاورات المكثفة مع قيادة صنعاء، تركزت بحسب المعلومات على صرف المرتبات والفتح الكامل للحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، وهي المطالب الأساسية التي تتمسك بها صنعاء، كشرط للمضي قدماً في المفاوضات السياسية مع قوى التحالف السعودي الإماراتي.

صنعاء وضعت وفد الوساطة العماني، أمام الصورة النهائية لموقفها الحازم والحاسم، والذي لا رجعة فيه، ويقضي تحت عنوان بين قوسين ” تنفيذ الإستحقاقات الإنسانية” قبل أي حديث عن أية مفاوضات، أو العودة إلى الحرب وتفعيل الخيار العسكري، وهذا ما لوح به رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، خلال لقاءه بوفد السلطنة.

الرئيس المشاط، أكد أنهم” لم يعد من المقبول الاستمرار في الوضع الراهن الذي يعيشه أبناء اليمن في ظل استمرار العدوان وكل مظاهر الحصار والتجويع، وأن صبر الشعب قارب على النفاد “، مشيراً إلى أن الوقت ليس مفتوحاً أمام التحالف للتهرب من الاستحقاقات الإنسانية العادلة للشعب اليمني، وأن استمراره في المراوغة سيعود عليه بنتائج ” لا يرغبها”، في تلويح صريح باستئناف العمليات العسكرية في حال استمرت قوى التحالف بالتنصل عن تنفيذ إلتزاماتها الإنسانية.

من الواضح أن مطالب صنعاء واضحة وصريحة، ومن المتوقع أن يطرح وفد الوساطة العماني، هذه المطالب في أسماع السعودي، على أنها في سياق “التحذيرات الأخيرة” التي تطلقها صنعاء، قبيل تفعليها للخيار العسكري، في وقت ليس أمام قوى التحالف إلا المباشرة في التعاطي مع هذه المطالب وتنفيذها على الواقع، بيد أن الاستمرار في المراوغة لن يكون في صالحها، وهو ما تدركه هذه القوى التي لم تسند طولها عقب تهديدات السيد الحوثي.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هل لدى السعودية القدرة على التقدم بأي خطوة بدون رضى الأمريكي.. بالتأكيد لا !. بيد أن الإضطرابات العميقة القائمة اليوم في أروقة قوى التحالف السعودي الإماراتي، ليست ناتجة عن خلل بينوي، بقدر ما هي ناجمة عن الموقف الأمريكي الذي يتحكم بالقرار السعودي كلياً وهذا واضح من خلال سلوكيات قائدة التحالف وتقديراتها للمواقف السياسية والعسكرية في اليمن طوال السنوات الماضية.

بالتالي فإن الأمريكي، الذي وصف مبعوثه الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، أن الحديث عن صرف المرتبات بـ”القضية المعقدة”، سيستمر لا محالة في عرقلة أي تقدم في الجانب الإنساني، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تصاعد تحركاته العسكرية في اليمن، بالتزامن مع محاولات إحياء العملية التفاوضية، ولكن هذه المعضلة تخص السعودية وحدها فقط، وعليها معالجتها سريعاً.

إذاً لا خيار أمام السعودية، إلا الذهاب بجدية نحو معالجة انبطاحها للأمريكي، واتخاذ ولو قرار ذاتي واحد للمرة الأولى في تاريخها بعيداً عن السطوة الأمريكية الغربية، والمضي في تنفيذ الإستحقاقات الإنسانية وإطلاق المرتبات ورفع الحصار الجائر عن اليمن، فالوضع هذه المرة ليس في صالحها على الإطلاق، إذا ما قررت صنعاء العودة إلى الحرب، وذلك باعتبار المعادلات العسكرية القائمة في خضم المواجهة.

الأمريكي الذي فر هارباً من أفغانستان بعد 20 عاماً من الفشل، ويشهد انتكاسة كبيرة على مستوى هيمنته العسكرية على إمتداد المنطقة، ليس لديه ما يقدمه اليوم للسعودية وللتحالف الذي يشارك فيه ويقود تحركاته العسكرية والسياسية للعام التاسع على التوالي، وهي التحركات التي أثبتت فشلها بكل المقاييس طوال الفترة الماضية.

لذلك، على السعودية المسارعة اليوم، في إلتقاط آخر فرصة للخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني، والتعامل بجدية مع مطالب صنعاء، والبدء في تنفيذها ميدانياً، وإنهاء كل أشكال الحرب والحصار على الشعب اليمني، وسحب كافة القوات الأجنبية ودفع التعويضات، باعتبارها قائدة التحالف أمام الجميع، والمسؤول الأول عن جرائم هذا التحالف التي طالت البشر والشجر والطير في اليمن.

بقلم/ حلمي الكمالي

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: وفد الوساطة العمانی قوى التحالف

إقرأ أيضاً:

عمليات الخداع والتموضع في تخزين مقدراتهم العسكرية ...كيف حول الحوثيون الاحياء السكنية إلى مخازن للأسلحة تصدر الموت وتبيد الحياة

كشفت المتغيرات العسكرية التي طرأت على المشهد العسكري في اليمن وتحديدا من بداية عملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف في 25 مارس 2015 حتى اليوم لجوء المليشيات الحوثية إلى عمليات تخزين الأسلحة بطرق مخالفة لكل الأعراف الدولية والقوانين العسكرية, عبر لجوئها إلى عسكرة المناطق السكنية وتحويلها إلى ثكنات ومخازن أسلحة ,كما لجأت إلى عمليات الخداع والتموضع في تخزين مقدراتها العسكرية وغيرت طرق عقد لقائتها العسكرية وبروتوكولات تنقلات قادتها العسكرين والامنيين هربا من الاستهدافات الجوية.

مخازن في عمق الأحياء السكنية:

وثقت الكثير من التقارير الحقوقية والمصادر الإعلامية لجوء الحوثيين إلى الانغماس في صفوف المدنيين وتحويلهم إلى دروع بشرية لحماية المصالح الحوثية, متجاهلة كلفة تلك الممارسات مهما كان ثمنها.

مصادر خاصة كشفت لمأرب برس ان مليشيا الحوثي تجنبت مؤخرا تخزين الأسلحة النوعية وتحديدا المسيرات والمجنحات وأجزاء من الصواريخ البالستية في المخازن المجهزة في الجبال والوديان واستعاضت بذلك إلى تحويل كل دفعة يتم إيصالها عن طريق عمليات التهريب إلى داخل الأرضي اليمنية إلى توزيعها في عدة مخازن متفرقة سواء أكانت بدرومات أو في أحواش المنازل السكنية وبعضا منها يتم تخزينها في فلل وشقق خاصة.

حصل موقع مأرب برس على روايات من شهود عيان وثقوا أحد حيل الحوثيين في نقل الصواريخ البالستية من مخازنها داخل الاحياء السكنية إلى مواقع إطلاقها.

حيث أكد عدة شهود أن مليشيا الحوثي لجأت إلى نقل الصواريخ البالستية داخل باصات النقل الجماعي "النقل الدولي" حيث تم اقتلاع كل مكونات الباص من المقاعد وتم بناء قاعدة لحمل الصاروخ داخل هيكل الباص الذي كان مدعما بالزجاج الأسود العاكس وبعضا منها مدعما بالستائر, حيث تحرك ذلك الباص من أحد أحياء العاصمة باتجاه شمال محافظة صنعاء وصولا إلى منطقة عيال سريح "محافظة عمران" وهناك تمت عمليات نقل الصاروخ إلى أحد منصات الاطلاق التي قدمت على متن أحد القاطرات.

ضحايا أبرياء

تحاول المليشيا الحوثية التباكي على الضحايا المدنيين الذين يسقطون في الاحياء جراء الغارات الجوية - كان أخرها الغارة التي استهدفت موقعا في احد الاحياء بمدينة الحديدة وقالت مليشيا الحوثي انه سقط فيها 15 شخصا ما بين قتيل وجريح , بسبب الانفجارات الصادرة من المواقع الذي تم استهدافها وتتبين أنه أحد مخازن الأسلحة.

مخازن في أملاك المواطنين:

وسعت المليشيا الحوثية خلال الأسابيع الماضية وتحديدا بعد 15 مارس من العام الحالي عمليات السطو على أراضي وأملاك المواطنين في قرى جنوب العاصمة صنعاء، وكذلك في قرى دار الحيد وأرتل وحمل بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء تحت ذريعة حفر "ملاجئ للأهالي"، بينما تؤكد المعلومات أن الحفريات عبارة عن أنفاق سرية يتم استخدامها مخازن للصواريخ والطائرات المسيرة.

وفي وقت سابق وثقت منظمات حقوقية في اليمن وفي مقدمتها منظمة "سام" للحقوق والحريات التي أكدت ضلوع مليشيا الحوثي بتخزين الأسلحة والذخائر في مناطق مأهولة بالسكان وهو ما ينطوي على خطورة بالغة تهدد حياة المدنيين.

كما أدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأشد العبارات، استمرار مليشيات الحوثي وكبار تجار أسلحتها باستهدافهم الأحياء المكتظة بالسكان وتحويلها لمخازن أسلحة في محافظة عمران.

كما وثقت تقارير حقوقية وإعلامية لجوء الحوثيين إلى الحدائق والمساجد والمدارس لتخزين السلاح كونها أماكن غير مشبوهة في نظرهم وتحت سيطرتهم".

وفي أواخر العام الماضي وثقت التقارير إصابة 30 طالبا وطالبة جراء انفجار مقذوف في إحدى مدارس مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، كشت التحريات التي أجراها المواطنون في مديرية بني مطر أن الحادث كان بسبب عبوة ناسفة من مخلفات عملية تدريبة نفذها الحوثيون في المدرسة لتدريب مقاتلين لهم.

حدائق الموت في زمن الحوثيين:

في 17 ديسمبر-كانون الأول 2017 كشفت انفجارات عنيفة هزت عددا من الأحياء الرئيسية، شمال العاصمة صنعاء، بعيد قصف لطائرات التحالف لحديقة الثورة التي حولتها المليشيا إلى مخازن للأسلحة.

كما كشفت التقارير يومها أن الحوثيين حوّلوا حديقة الثورة في حي الحصبة، الى مخازن للأسلحة، ومركز تدريبي للشباب الذين يتم التغرير بهم والدفع بهم الى جبهات القتال المختلفة.

       

مقالات مشابهة

  • "رد مناسب وفي وقته".. ماذا تخطط صنعاء لبريطانيا؟
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • التحالف يقلب الموازين: بريطانيا تدخل خط المواجهة ضد الحوثيين في اليمن
  • واشنطن: الغارات الجوية على الحوثيين مستمرة لتقويض قدراتهم العسكرية ووقف تهديد الملاحة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • عقوبات أمريكية على موردي النفط الى اليمن.. و”حكومة التحالف” ترحب
  • الحراك الجنوبي السلمي يهاجم التحالف السعودي الإماراتي ويدعو لعودة شرعية "هادي"
  • عمليات الخداع والتموضع في تخزين مقدراتهم العسكرية ...كيف حول الحوثيون الاحياء السكنية إلى مخازن للأسلحة تصدر الموت وتبيد الحياة
  • الدور البطولي الذي قاده اللواء أبو عبيدة.. تكريم رئيس هيئة العمليات العسكرية لمتحرك المناقل الغربي