لبنان ٢٤:
2025-04-07@15:54:05 GMT

سامي الجميل مدّ يده لـ الآخر لبناء لبنان جديد

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

لم يفاجئ رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب الشيخ سامي الجميل الكثيرين من اللبنانيين، الذين استمعوا إلى خطابه التوحيدي من على منبر المجلس النيابي، وهو الذي اعتمد هذا الطرح السياسي والوطني المتقدم عن غيره من الطروحات، التي تجافي الواقع والحقيقة الوطنية ببعدها التوحيدي، خصوصًا أنه انطلق من مقاربته القديمة – الجديدة من تجربته السياسية داخل حزبه بعدما أجرى مع فريق عمله ومكتبه السياسي مراجعة نقدية لتجربة الحزب، التي عمرها تسعين سنة من النضال بمختلف أشكاله السياسي والوطني والعسكري إبّان حروب الآخرين على الأرض اللبنانية وبعدها، مع ما نتج عنها من مآسٍ وويلات طاولت بيوت كثيرين من الكتائبيين أو المؤيدين لهم بفعل سقوط ما يقارب الخمسة آلاف وخمسمئة شهيد من مختلف المناطق اللبنانية، وما تركه هذا الواقع من دموع أمهات وزوجات وشقيقات وأباء وأبناء، ولكثرة السواد الذي لفّ معظم القرى ذات الأغلبية المسيحية.



ما طرحه الشيخ سامي الجميل، وهو ابن شقيق شهيد هو الرئيس الشيخ بشير الجميل، وشقيق شهيد آخر هو الوزير الشيخ بيار الجميل وابن خال شهيد ثالث هو أمين أسود، وشهيدة رابعة هي ابنة عمّه مايا بشير الجميل، وهم جميعًا من عائلة واحدة أعطت الوطن الكثير من التضحيات والشهادة، لم يكن مجرد طرح عادي. وقد يكون ما طرحه في هذا الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان بالنسبة إلى البعض كمن يسير عكس التيار وعكس المزاج الشعبي، أقّله في الشارع المسيحي. لكن ما لم يتفاجأ به اللبنانيون ما لاقاه هذا الكلام المسؤول الصادر عن رئيس حزب عقائدي اتُهم في بداية الحرب بـ "الانعزالي"، وصدرت دعوات لعزله عن الحياة السياسية، فأثبتت التجارب أنه كان أقوى من هذه المحاولات، خصوصًا أن كثيرين ممن طالبوا بعزله في بداية الحرب عادوا واكتشفوا بأنه لا يمكن عزل أحد في لبنان، وبأن ما كان حزب "الكتائب" مؤمنًا به وناضل من أجله وقدّم آلاف الشهداء كان في قسم كبير منه على صواب وحق.

وما نادى به النائب الشاب، الذي انطلق في بداية حياته السياسية والوطنية خارج الخط الكتائبي التقليدي هو نتيجة اختبار عميق لتاريخ عريق لحزب ترأسه بعد تجارب كثيرة مرّ بها هذا الحزب التاريخي، وبعد اضطهادات ونضالات حزبية، بعد غياب الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل، وما ما كان لتأثير المتغيّرات المتسارعة على الساحة المسيحية وما شهدته من انتفاضات واقصاءات.

وهذا الاختبار الشخصي استلزم من الشيخ سامي وفريق عمله ومكتبه السياسي الكثير من التفكير العميق في صيرورة الكيان اللبناني، وخلص إلى نتيجة واحدة، وهي التي اختصرت مسيرة الرئيس المؤسس حتى الرمق الأخير، الذي آمن بالصيغة اللبنانية الفذّة، ولم يحد يومًا عن قناعته حتى في عزّ الحرب وتساقط القذائف على رؤوس أهل "المنطقة الشرقية"، بما كانت ترمز إليه، وعلى رغم سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء في الصفوف الكتائبية وفي غيرها من الأحزاب الصديقة، التي كانت تؤمن بنهائية كينونة لبنان. فواجه بصدره كل السهام، وتصدّى لكل محاولات التقسيم أو مشروع "الوطن المسيحي"، وذلك اقتناعًا منه بأن قدر اللبنانيين أن يتعايشوا مع بعضهم البعض أيًا تكن الضغوطات الكثيرة التي كانت تمارس عليهم من الخارج، وعلى رغم الاغراءات الكثيرة. وهذا ما حصل بالفعل بعد غيابه عندما التقى اللبنانيون بعد معاناة طويلة، وبعد الكثير من الألم والدموع والويلات والمصائب، في مدينة الطائف بمبادرة من المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية الشقيقة، وخرجوا باتفاق سُمي بالمدينة التي فتحت لهم ذراعيها وقلبها، وهو لا يزال حتى هذه الساعة الاطار الوحيد لوحدة اللبنانيين، الذين عليهم أن يتصارحوا قبل أن يتصالحوا مصالحة حقيقية لا غش فيها ولا محاباة للوجوه، وهو الخارج من فكرة راودته عندما أُقفلت في وجه اللبنانيين كل أبواب الحلول الممكنة، لكنه رفض خوض غمارها بعدما اكتشف حقيقة ما أعلنه بالأمس، وهي حقيقة ايمانية بوحدوية اللبنانيين، شرط أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات، وأن يكون هدفهم الأول والأخير لبنان الـ "عشرة آلاف كيلومتر مربع غير ناقصة شبر واحد.

وبهذا يكون سامي الجميل أول من يضع حجر الأساس لبناء لبنان الجديد على أسس وطنية سليمة وواضحة بعيدًا عن استقواء أي مكّون من المكونات اللبنانية بالخارج، أيًّا يكن هذا الخارج، ضد الداخل، أيًّا يكن هذا الداخل.      
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: سامی الجمیل

إقرأ أيضاً:

أمريكا تطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله

آخر تحديث: 6 أبريل 2025 - 11:34 صبغداد/ شبكة أخبار العراق – نشر تقرير لبناني ،اليوم الأحد، أن نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم في بيروت، أن لا مساعدات للبنان قبل أن تبسط الدولة سلطتها الكاملة وتنزع سلاح حزب الله، وأن اتخاذ القرارات اللازمة المتصلة بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، ينقذ لبنان من أن يكون ساحة لحرب تدور على أراضيه وتستعر في المنطقة.كما نقلت أورتاغوس إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة مفادها أن تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف النار من قبل بيروت جيد لكنه بطيء، ولا بد من استعجال عملية تسليم «حزب الله» سلاحه، لأن الفرصة المتاحة اليوم للبنان ليست مفتوحة.ووسط تصاعد عمليات الاغتيال بالهجمات الجوية التي عادت إليها إسرائيل، في مؤشر تصعيدي لم يثرْ أي اعتراض أمريكي، وغداة مرور شهرين على زيارتها الأولى لبيروت، قصدت مورغان بيروت مجدداً، حيث التقت الرؤساء الثلاثة، جوزف عون، ونبيه بري، ونواف سلام، وأجرت معهم محادثات وصفت بـ«الدقيقة والحذرة والصعبة»، مزودة بتعليمات بدت شديدة اللهجة من إدارة ترامب، وفق ما تردد من معلومات، إذْ رمت الموفدة ورقتي الضغط بسلاح «حزب الله» واللجان الدبلوماسية على الطاولة اللبنانية، فيما لبنان الرسمي أعلن تمسكه بالضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من النقاط الخمس التي تسيطر عليها جنوباً والإفراج عن الأسرى، مع رفضه اللجان المقنعة بالدبلوماسية وإحالة سلاح «حزب الله» إلى الاستراتيجية الدفاعية.وفي المعلومات أيضاً، أبدت أورتاغوس عدم ارتياحها لموقف ليس فيه مهلة لنزع السلاح، ولا سيما أن لبنان يرى أن هذا القرار يستلزم وقتاً وآليات، الأمر الذي رأت فيه مصادر مطلعة إبقاء البلاد في دائرة النيران الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • عون أمام وفد من جامعة الحكمة: التربية والثقافة ركيزتان لبناء الوطن
  • الصحة اللبنانية: استشهاد مواطن إثر غارة إسرائيلية على بلدة الطيبة
  • لوائح في وجه الفريق الآخر مجتمعاً
  • برو: ندعو كل اللبنانيين الى أن نكون يدا واحدة ونبتعد عن الاتهامات
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الشيخ الهجري: هناك أهمية للدور الرقابي الذي يقوم به المجتمع إلى جانب المؤسسات، في سبيل بناء وطن قوي ومتوازن
  • السفير غملوش: مواقف بعض الوزراء اللبنانيين تتعارض مع سياسة الحكومة حول اعتداءات اسرائيل
  • أمريكا تطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله
  • اجتماعات "إيجابية" بين كبار المسؤولين اللبنانيين والموفدة الأميركية بحثت الوضع في الجنوب  
  • غادة عبد الرازق: أسألهم لماذا لم يعطوني الجنسية اللبنانية.. فيديو