سامي الجميل مدّ يده لـ الآخر لبناء لبنان جديد
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
لم يفاجئ رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب الشيخ سامي الجميل الكثيرين من اللبنانيين، الذين استمعوا إلى خطابه التوحيدي من على منبر المجلس النيابي، وهو الذي اعتمد هذا الطرح السياسي والوطني المتقدم عن غيره من الطروحات، التي تجافي الواقع والحقيقة الوطنية ببعدها التوحيدي، خصوصًا أنه انطلق من مقاربته القديمة – الجديدة من تجربته السياسية داخل حزبه بعدما أجرى مع فريق عمله ومكتبه السياسي مراجعة نقدية لتجربة الحزب، التي عمرها تسعين سنة من النضال بمختلف أشكاله السياسي والوطني والعسكري إبّان حروب الآخرين على الأرض اللبنانية وبعدها، مع ما نتج عنها من مآسٍ وويلات طاولت بيوت كثيرين من الكتائبيين أو المؤيدين لهم بفعل سقوط ما يقارب الخمسة آلاف وخمسمئة شهيد من مختلف المناطق اللبنانية، وما تركه هذا الواقع من دموع أمهات وزوجات وشقيقات وأباء وأبناء، ولكثرة السواد الذي لفّ معظم القرى ذات الأغلبية المسيحية.
ما طرحه الشيخ سامي الجميل، وهو ابن شقيق شهيد هو الرئيس الشيخ بشير الجميل، وشقيق شهيد آخر هو الوزير الشيخ بيار الجميل وابن خال شهيد ثالث هو أمين أسود، وشهيدة رابعة هي ابنة عمّه مايا بشير الجميل، وهم جميعًا من عائلة واحدة أعطت الوطن الكثير من التضحيات والشهادة، لم يكن مجرد طرح عادي. وقد يكون ما طرحه في هذا الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان بالنسبة إلى البعض كمن يسير عكس التيار وعكس المزاج الشعبي، أقّله في الشارع المسيحي. لكن ما لم يتفاجأ به اللبنانيون ما لاقاه هذا الكلام المسؤول الصادر عن رئيس حزب عقائدي اتُهم في بداية الحرب بـ "الانعزالي"، وصدرت دعوات لعزله عن الحياة السياسية، فأثبتت التجارب أنه كان أقوى من هذه المحاولات، خصوصًا أن كثيرين ممن طالبوا بعزله في بداية الحرب عادوا واكتشفوا بأنه لا يمكن عزل أحد في لبنان، وبأن ما كان حزب "الكتائب" مؤمنًا به وناضل من أجله وقدّم آلاف الشهداء كان في قسم كبير منه على صواب وحق.
وما نادى به النائب الشاب، الذي انطلق في بداية حياته السياسية والوطنية خارج الخط الكتائبي التقليدي هو نتيجة اختبار عميق لتاريخ عريق لحزب ترأسه بعد تجارب كثيرة مرّ بها هذا الحزب التاريخي، وبعد اضطهادات ونضالات حزبية، بعد غياب الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل، وما ما كان لتأثير المتغيّرات المتسارعة على الساحة المسيحية وما شهدته من انتفاضات واقصاءات.
وهذا الاختبار الشخصي استلزم من الشيخ سامي وفريق عمله ومكتبه السياسي الكثير من التفكير العميق في صيرورة الكيان اللبناني، وخلص إلى نتيجة واحدة، وهي التي اختصرت مسيرة الرئيس المؤسس حتى الرمق الأخير، الذي آمن بالصيغة اللبنانية الفذّة، ولم يحد يومًا عن قناعته حتى في عزّ الحرب وتساقط القذائف على رؤوس أهل "المنطقة الشرقية"، بما كانت ترمز إليه، وعلى رغم سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء في الصفوف الكتائبية وفي غيرها من الأحزاب الصديقة، التي كانت تؤمن بنهائية كينونة لبنان. فواجه بصدره كل السهام، وتصدّى لكل محاولات التقسيم أو مشروع "الوطن المسيحي"، وذلك اقتناعًا منه بأن قدر اللبنانيين أن يتعايشوا مع بعضهم البعض أيًا تكن الضغوطات الكثيرة التي كانت تمارس عليهم من الخارج، وعلى رغم الاغراءات الكثيرة. وهذا ما حصل بالفعل بعد غيابه عندما التقى اللبنانيون بعد معاناة طويلة، وبعد الكثير من الألم والدموع والويلات والمصائب، في مدينة الطائف بمبادرة من المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية الشقيقة، وخرجوا باتفاق سُمي بالمدينة التي فتحت لهم ذراعيها وقلبها، وهو لا يزال حتى هذه الساعة الاطار الوحيد لوحدة اللبنانيين، الذين عليهم أن يتصارحوا قبل أن يتصالحوا مصالحة حقيقية لا غش فيها ولا محاباة للوجوه، وهو الخارج من فكرة راودته عندما أُقفلت في وجه اللبنانيين كل أبواب الحلول الممكنة، لكنه رفض خوض غمارها بعدما اكتشف حقيقة ما أعلنه بالأمس، وهي حقيقة ايمانية بوحدوية اللبنانيين، شرط أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات، وأن يكون هدفهم الأول والأخير لبنان الـ "عشرة آلاف كيلومتر مربع غير ناقصة شبر واحد.
وبهذا يكون سامي الجميل أول من يضع حجر الأساس لبناء لبنان الجديد على أسس وطنية سليمة وواضحة بعيدًا عن استقواء أي مكّون من المكونات اللبنانية بالخارج، أيًّا يكن هذا الخارج، ضد الداخل، أيًّا يكن هذا الداخل.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سامی الجمیل
إقرأ أيضاً:
الخارجية اللبنانية: للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الامن١٧٠١
دانت وزارة الخارجية والمغتربين الاعتداء الاسرائيلي على منطقة مكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وما تسبب به من حالات هلع لدى المدنيين إضافة الى الأضرار المادية.
كما تدعو الوزارة الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الامن١٧٠١، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الامن كونها تُقوّض السلم والامن الاقليميين، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية.
كما ستواصل الوزارة إتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وإنسحاب اسرائيل من كافة المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار ١٧٠١ بكافة مندرجاته.
مواضيع ذات صلة جابر: لتضافر الجهود الدولية بشكل أفضل للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها Lebanon 24 جابر: لتضافر الجهود الدولية بشكل أفضل للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها 27/04/2025 19:32:05 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية السورية: الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة محاولة واضحة لتطبيع العنف مجددا داخل البلاد Lebanon 24 الخارجية السورية: الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة محاولة واضحة لتطبيع العنف مجددا داخل البلاد 27/04/2025 19:32:05 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية السورية: ندعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي Lebanon 24 الخارجية السورية: ندعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي 27/04/2025 19:32:05 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير غوتيريش بشأن القرار 1701: ندين انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية وندعوها لوقف التحليق فوق أراضي لبنان Lebanon 24 تقرير غوتيريش بشأن القرار 1701: ندين انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية وندعوها لوقف التحليق فوق أراضي لبنان 27/04/2025 19:32:05 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الموسوي من الضاحية: على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان Lebanon 24 الموسوي من الضاحية: على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان 12:27 | 2025-04-27 27/04/2025 12:27:29 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: لبنان يلتزم ببنود القرار ١٧٠١ كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية Lebanon 24 سلام: لبنان يلتزم ببنود القرار ١٧٠١ كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية 12:26 | 2025-04-27 27/04/2025 12:26:55 Lebanon 24 Lebanon 24 في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله Lebanon 24 في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله 12:17 | 2025-04-27 27/04/2025 12:17:02 Lebanon 24 Lebanon 24 قبل ضربة الضاحية... هذا ما أبلغته تل أبيب لواشنطن Lebanon 24 قبل ضربة الضاحية... هذا ما أبلغته تل أبيب لواشنطن 12:14 | 2025-04-27 27/04/2025 12:14:24 Lebanon 24 Lebanon 24 إعلان لائحة "عين الخروبة بتجمعنا" في المتن Lebanon 24 إعلان لائحة "عين الخروبة بتجمعنا" في المتن 12:05 | 2025-04-27 27/04/2025 12:05:50 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان 03:15 | 2025-04-27 27/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما ينتظر أقساط المدارس الخاصة Lebanon 24 هذا ما ينتظر أقساط المدارس الخاصة 16:00 | 2025-04-26 26/04/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية Lebanon 24 معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية 10:29 | 2025-04-27 27/04/2025 10:29:07 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. إسرائيلي يتجوّل في بيروت Lebanon 24 بالفيديو.. إسرائيلي يتجوّل في بيروت 14:52 | 2025-04-26 26/04/2025 02:52:21 Lebanon 24 Lebanon 24 زغرتا شيّعت حفيدة الرئيس فرنجية Lebanon 24 زغرتا شيّعت حفيدة الرئيس فرنجية 05:51 | 2025-04-27 27/04/2025 05:51:12 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:27 | 2025-04-27 الموسوي من الضاحية: على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان 12:26 | 2025-04-27 سلام: لبنان يلتزم ببنود القرار ١٧٠١ كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية 12:17 | 2025-04-27 في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله 12:14 | 2025-04-27 قبل ضربة الضاحية... هذا ما أبلغته تل أبيب لواشنطن 12:05 | 2025-04-27 إعلان لائحة "عين الخروبة بتجمعنا" في المتن 12:04 | 2025-04-27 البزري: لضرورة اشراك القطاع الرياضي في المجلس البلدي فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 27/04/2025 19:32:05 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24