لماذا لا تقتلنا الطماطم رغم أنها تنتمي لعائلة نباتية سامة؟
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تحوي العديد من أجناس الباذنجانيات على قلويدات قوية، وبعضها شديد السمية، مثل ثمرة "ست الحسن" أو بمسماها العلمي "أتروبا بيلا-دونا"، وقد ارتبطت بعض هذه النباتات بحالات تسمم تاريخية، بل يُشاع أنها استُخدمت في اغتيال الإمبراطور الروماني الشهير أوغسطس وفقا لكلية الأطباء الملكية في إدنبره.
والمفارقة أن بعضا من أكثر الثمار استهلاكا يوميا تنتمي إلى هذه الفصيلة النباتية، مثل البطاطس والطماطم والباذنجان والفلفل الحار.
والقلويدات هي مركبات عضوية نيتروجينية تنتجها بعض النباتات والفطريات وحتى بعض الكائنات الحية الدقيقة كجزء من دفاعها الكيميائي ضد الآفات والحيوانات العاشبة. وتتميز القلويدات عادة بخصائصها الفسيولوجية القوية، التي قد تكون سامة أو دوائية، وتؤثر على الجهاز العصبي للبشر والحيوانات.
وتنتج هذه الفصيلة النباتية سيئة السمعة مركبات كيميائية سامة يُطلق عليها "الغلايكو ألكالويدات الستيرويدية"، وهي مواد كيميائية تؤثر على أغشية الخلايا، وقد تسبب حالات تسمم خطيرة في الحيوانات والبشر.
حتى البطاطس، على الرغم من كونها محصولا غذائيا رئيسيا حول العالم، تحتفظ بقدرتها على زيادة إنتاج هذه المركبات عند تعرضها للتلف أو لكميات كبيرة من الضوء، مما يجعل البطاطس الخضراء أو النابتة مصدر خطر محتمل.
وتنتمي الطماطم إلى هذه السلالة السامة نفسها، وكان يُعتقد قديما لفترات طويلة أنها نبات سام، فثمارها الخضراء غير الناضجة تحتوي بالفعل على مركبات سامة ذات مذاق مرّ، لكنها تخضع لتحول مذهل أثناء نضوجها، مما يجعلها آمنة للأكل.
إعلانوتكشف دراسة حديثة منشورة في دورية "ساينس أدفانسس"، قادها عالم الأحياء فينغ باي من جامعة سيتشوان الصينية، عن الآليات الجينية والمسارات البيولوجية الدقيقة التي تمكّن الطماطم من تحويل سمومها الطبيعية إلى مركبات مستساغة وغير سامة.
كيف أصبحت الطماطم صالحة للأكل؟يكمن سر هذا التحول الدرامي والمثير في عملية نضج النبات، فعلى غرار بقية ثمار الباذنجانيات، تُنتج الطماطم في مراحلها الأولى مستويات عالية من الغلايكو ألكالويدات السامة كوسيلة دفاعية ضد الحيوانات العاشبة. لكن مع نضوج الثمرة، تتحلل هذه المركبات المرة إلى جزيء أقل سمية يُعرف باسم "إسكوليوسيد إيه".
وقد اكتشف الفريق البحثي أن هذه العملية تخضع لتنظيم دقيق عبر تعديلات جينية خارجية، وتحديدا من خلال بروتين يُعرف باسم "دي إم إل 2". يؤدي هذا البروتين دورا رئيسا في "عملية إزالة الميثيل"، وهي آلية تُزيل الإشارات الجزيئية من المادة الوراثية، مما يسمح بتنشيط الجينات المسؤولة عن إزالة السموم.
عندما عطّل الباحثون الجين المسؤول عن إنتاج بروتين "دي إم إل 2″، فشلت الطماطم في تحطيم مركبات الغلايكو ألكالويدات السامة، مما أبقى على مذاقها المر وسميتها المحتملة.
ومن خلال مقارنة هذه التغيرات الجينية بين أنواع مختلفة من ثمار الباذنجانيات، وجد الفريق البحثي أن عملية إزالة الميثيل أصبحت أكثر وضوحا خلال التطور الزراعي للطماطم، مما ساهم في جعل ثمارها أكثر أمانا للاستهلاك.
سمح هذا التغيير التطوري للطماطم البرية، التي كانت صغيرة الحجم وتشبه التوت، بالتطور إلى ثمار كبيرة حمراء وحلوة كما نراها اليوم. ومن المثير للاهتمام أن هذه العملية نفسها أدت أيضا إلى تقليل إنتاج المركبات السامة في الطماطم الخضراء، مما جعل حتى الثمار غير الناضجة آمنة للاستهلاك بشكل معتدل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف تحمي نفسك من التلاعب العاطفي؟.. علامات خفية للعلاقات السامة
يقع الكثير منا ضحية للتلاعب العاطفي، ويشعرون بالحزن الشديد، وكان من الأولى عليهم الإنتباة لبعض المواقف التي تستخدم للسيطرة عليهم فى البداية، من علامات التلاعب العاطفي.
ماذا عن سلوك التلاعب العاطفي؟ قال الدكتور محمد هاني استشارى الصحة النفسية ان التلاعب العاطفي هو شكل من أشكال التأثير السلبي الذي يترك أثر عميق على الصحة النفسية، ويزرع في الضحية مشاعر الذنب، وعدم الثقة بالنفس، والعجز عن اتخاذ قرارات مستقلة.
وأوضح هاني من خلال تصريحات خاصة لـ صدى البلد أن الوعي المبكر بهذه الأساليب هو مفتاح الحماية والتحرر، وذلك عن طريقة معرفة علامات التلاعب وهي أول خطوة لوضع حدود صحية والخروج من دائرة العلاقات المؤذية.
أبرز علامات التلاعب العاطفيالشعور بالذنب كسلاح: يستخدم الشخص الذي يريد المتلاعب العاطفي بك مشاعر الذنب يجعلك تشعر بأنك السبب في المشاكل حتى لو لم تكن كذلك.
التقليل من مشاعرك: يُقال بعض العيوب التي يمكن لا ينتقدها سواه فى شخصك ولكن هو يلقي عليها الضوء بل ويؤكدها لك، مما يُفقدك الثقة في إحساسك ويدفعك لكبت مشاعرك.
اللعب على اللوم: المتلاعب لا يعترف بخطأه، بل يتقن فن قلب الطاولة وإلقاء اللوم على الطرف الآخر دائمًا.
التشويش العقلي (Gaslighting): من أكثر الأساليب خطورة، حيث يتم التشكيك في ذاكرتك أو إدراكك للواقع، مثل الأحداث أو حوار سابق بينكما، فتبدأ في الشك بنفسك.
التهديد والابتزاز العاطفي: تصرفات توحي بأنك إن لم تفعل ما يريد، ستكون هناك عواقب عاطفية تؤذيك، مثل الإبتعاد عنك.
الصمت العقابي والحرمان العاطفي: تجاهل عن قصد أو امتناع عن التواصل كوسيلة للضغط النفسي وإجبارك على التراجع أو التنازل، لتحقيق رغباته الشخصية.
المدح المفاجئ أو الثناء عليك ثم الإهانة: يبدأ المتلاعب بإغراقك بالثناء، ثم يعاود جرحك بالكلمات أو السلوك أو نظرات، ليبقيك في حالة ارتباك نفسي.
اللعب بدور الضحية: يستخدم المتلاعب هذا الدور من أجل كسب تعاطفك، وتبرير تصرفاته السامة، وإبعاد اللوم عن نفسه.
نصح استشارى الصحة النفسية بطريقة التحرر من التلاعب العاطفي مشيرا إلى أنه يبدأ بالوعي، وقال عندما تتعرف على هذه العلامات، يمكنك اتخاذ خطوات لحماية نفسك، سواء بوضع حدود واضحة أو بالابتعاد عن الأشخاص الذين يضرون بصحتك النفسية.