معلمة الظل أو «شادو تيتشر» مصطلح أصبح رائجًا مؤخرًا بين أولياء الأمور والأمهات بشكل خاص، بعدما احتلت مكانة بين الأطفال، وأضحت الحاجة إلى «شادو تيتشر» ضرورية، خاصة أنّ دورها تربوي وتعليمي، أكثر منه أكاديمي، فهي الشخص المساعد للطفل في العملية التعليمية بجانب معلمة الصف، ويختلف دورها باختلاف الصعوبات التي يواجهها الطفل، على سبيل المثال توحد أو فرط الحركة وغيرها من المشكلات السلوكية والمعرفية والتربوية.

من هي معلمة الظل؟

ويساعد مُعلمو الظّل كل الطلاب على إدراك قدراتهم وتفردهم وإمكاناتهم، ويعملون على تكافؤ الفرص بين الطلاب لتحفيزهم على الإبداع، والتعلم، والسعي لتحقيق النجاح بالحياة العلمية والعملية، وتختلف مسميات معلمة الظل أو «الشادو تيتشر» ما بين مرافق تربوي ومعلم مساند، لكن يكون الهدف منها في النهاية مرافقة الطفل في اليوم الدراسي لأهداف اجتماعية وأكاديمية ونفسية.

هل يشترط تخصصات معينة في معلمة الظل؟

ويُفترض أن تكون معلمة الظل على دراية بالتربية الخاصة وصعوبات التعلم، بحسب ما أوضحت الدكتورة صفاء عزت، أخصائي صعوبات التعلم وتعمل «شادو تيتشر»، في حديثها لـ«الوطن»؛ إذ يجب أن تكون على دراية بطرق التعامل مع حالة كل طفل بشكل مناسب على حدى، ويفضل أن تكون معلمة الظل على دراية بالتربية الخاصة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، أو أحد التخصصات التأهيلية مثل التخاطب، كما يجب أن تتحلى معلمة الظل بالصبر ليسهل التعامل مع أي طفل يعاني من أحد الاضطرابات التطورية.

وأضافت أخصائي صعوبات التعلم، أنّ اختيار المعلمة المناسبة للأطفال يمثل تحديا كبيرًا، موضحة: «الموضوع مش مجرد حد يعرف يشتغل مع الأطفال، لازم يكون الطفل مرتاح ليها، ودي مشكلة، لأن لو الطفل مش متقبلها، الأهل يضطروا يدوروا من جديد، وده بيزود الضغط عليهم».

مهام معلمة الظل

- مساعدة الطالب في الحفاظ على التركيز.

- تعزيز مشاركة الطلاب خلال اليوم الدراسي.

- تنمية شخصية الطالب الاجتماعية.

- تعزيز قدرة الطفل على الاستقلال.

- تعديل السلوك في حال كانت المشكلة سلوكية، وتطوير مهاراته.

سارة إبراهيم البالغة من العمر 42 عاما، ولية أمر أحد الأطفال، استعانت في تربيته بـ«الشادو تيتشر»، تحكي في حديثها لـ«الوطن» أنّ العديد من الأسرة المصرية يواجهون تحديات كبيرة في تربية وتعليم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، أو التوحد أو غيرها من المشكلات، وحينها تصبح الحاجة إلى «شادو تيتشر» أمرا ضروريا لضمان اندماج الطفل داخل الفصل الدراسي، لكن هذه الحاجة تتحول إلى عبء مالي ونفسي على أولياء الأمور في بعض الأحيان..

ولا تتوقف المعاناة عند مجرد التكلفة فقط، بل تقول السيدة الأربعينية إنّ الصعوبة تمتد إلى العثور على معلمة ظل مؤهلة ومناسبة للطفل، إذ واجهت مع ابنها «كريم» البالغ من العمر 7 سنوات، صعوبة بالغة بسبب معاناته من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، ما أثر على مستواه الدراسي وعلاقاته الاجتماعية.

وبعد استشارة الأخصائيين، لجأت «سارة» إلى تعيين شادو تيشر لمساعدته داخل الفصل، وبدأت في استخدام استراتيجيات مرنة لمساعدة طفلها على التركيز، مثل تقسيم المهام، ودمج الأنشطة التعليمية باللعب، ومنحه استراحات قصيرة تدريجيًا، ما ساعده في تحسّن التركيز وبدء مشاركته في الفصل والتفاعل مع زملائه، إذ تؤكد الأم أنّ «الشادو تيشر» كانت نقطة تحول في حياة ابنها، داعية الأهالي لعدم التردد في طلب المساعدة المتخصصة، لما لها من أثر إيجابي على الأطفال المصابين بفرط الحركة.

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية وتجاوز النظرة التقليدية

أكد مختصون في أدب الطفل أن تطوير محتوى موجه للصغار يتطلب الابتعاد عن الأساليب التقليدية التي تنطلق من منظور الكبار، والاقتراب أكثر من احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والتواصلية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "ضوء الكلمة.. وهج الألوان"، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الكاتبة الإماراتية فاطمة العامري والكاتب المغربي مصطفى النحال، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.

واستعرض الكاتب مصطفى النحال التحديات التي تواجه محتوى أدب الطفل عربياً، مشيراً إلى أن الكثير من دور النشر لا تزال تتعامل مع الطفل كمتلقٍ من منظور الكبار، بدلاً من الإنصات الحقيقي لاحتياجاته.

وأوضح النحال أن هناك نقصاً في دور المستشارين المتخصصين الذين يوجهون صناعة كتب الأطفال بناءً على المعرفة السيكولوجية، لافتاً إلى تجربة مغربية رائدة انطلقت من مدينة مكناس عبر الاستماع إلى المربين والمعلمين للوصول إلى محتوى ملائم لعالم الطفل، وهي تجربة أثبتت نجاحها ورواجها.

وقدم النحال لمحة تاريخية عن بدايات نشر كتب الأطفال في المغرب، مشيراً إلى مبادرة مبكرة قادها الكاتب محمد الأشعري حين كان وزيراً للثقافة، الذي دعا الناشرين إلى تخصيص جزء من إنتاجهم الأدبي للأطفال، واسفرت لاحقاً عن تقديم حلول مبتكرة لزيادة وصول الأطفال للكتاب مثل إصدار نسخ ملونة ونسخ بالأسود والأبيض لتجاوز تحديات التكلفة وتحديات الأسعار المرتفعة.

من جانبها، تناولت الكاتبة فاطمة العامري تجربتها مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تحكيم قصص كتبها الأطفال بأنفسهم، موضحة أن الأطفال يميلون إلى اختراع شخصيات ديناميكية تنطوي على حركة متتابعة وتفاعل مع الحواس، مستشهدة بقصة لطفل تخيل أن اليد تتحول إلى أخطبوط.

وأكدت العامري أن كتابة أدب الطفل تتطلب جهداً حقيقياً لفهم عالم الطفل الداخلي بعيداً عن الاستسهال، مشيرة إلى أن الطفل قادر على خلق عوالم سردية متكاملة إذا أتيحت له المساحة المناسبة للتعبير.

كما تناولت تحديات صناعة كتب الأطفال من ناحية التكاليف المرتبطة بجودة الرسوم والورق والأغلفة، موضحة أن الاستثمار في هذه التفاصيل يصنع فارقاً كبيراً في جذب الطفل وتحفيزه على القراءة.

مقالات مشابهة

  • رسالة مؤثرة من طفل مصاب بالتوحد لأولياء الأمور .. فيديو
  • سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
  • تعرض للغرق..مبادرة حياة كريمة تنقذ حياة طفل فاقد للوعي بالشرقية
  • دور الإعلام في حماية الأطفال من المحتوى الضار
  • خطوات الاستعلام عن نتيجة تنسيق رياض الأطفال بالجيزة للعام الدراسي الجديد عبر الرابط المباشر
  • رعاية بلا انقطاع.. 3 فئات من الأطفال يستحقون معاشًا شهريًا بقوة القانون
  • خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية
  • بدء أول البرامج التوعوية للجنة حماية الطفل بجنوب الباطنة
  • خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية وتجاوز النظرة التقليدية