فن استعادة الوقت الضائع!
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
إيطاليا – تحتفل عدة دول في العالم باليوم العالمي للتمهل في 26 فبراير من كل عام، بهدف التوقف واستعادة السكينة، والاستمتاع على مهل بكل لحظة من الحياة.
فكرة الاحتفال بهذا اليوم العالمي للتمهل، ظهرت لأول مرة في إيطاليا عام 2007، بمبادرة من جمعية تدعى “فن العيش بتمهل”. النشاط ينظم تحت شعار ” لا تتعجل واستمتع باللحظة”.
هذه الجمعية الإيطالية روجت للفكرة بـ 14 توصية تمكن متبعيها من الإحساس بالجوانب الإيجابية في الحياة، وجعل العيش أكثر راحة، من بينها اليقظة والتأمل والتخلي عن الجري بلا نهاية، ودعم حركة التمهل في الطعام على نقيض الوجبات السريعة، وفي السفر المتمهل والانغماس في الثقافة. ومن أوجهها ايضا اتباع الموضة البطيئة المستدامة.
يوصى في هذا اليوم بالتخلي عن الاستعجال والتغلب على التوتر، والاستمتاع بهدوء بتفاصيل الحياة الصغيرة مثل مزاولة رياضة المشي أو قراءة كتاب أو حتى مجرد النوم.
يجري الاحتفال بهذا اليوم تحت شعارات متنوعة تقول، تمهل ما أمكن حين تضطر إلى الجري، وخذ وقتك واستمتع باللحظة ولو مرة واحدة في كل عام. جرّب مباهج الحياة وابتعد عن التوتر، وكرّس هذا الوقت للاستماع للموسيقى أو حتى مجرد الحديث مع أي شخص بالجوار.
الاحتفال باليوم العالمي للتمهل في العاصمة الإيطالية روما يشمل “ماراثون بطيء”، يسمح بالمشاركة فيه لأي مقيم أو ضيف في البلاد. مسافة الماراثون 300 متر فقط، ويتوجب قطعها في مدة لا تزيد عن 87 دقيقة.
من التقاليد أيضا في مدينة ميلانو الإيطالية على سبيل المثال، فرض غرامات رمزية على المارة الذين يتعجلون في سيرهم في هذا اليوم.
الاحتفال بهذا اليوم بمثابة دعوة للأشخاص المشغولين الذي لا يجدون وقتا للاستمتاع بالتفاصيل اليومية البسيطة، إلى التوقف والتمهل في حياتهم والاستمتاع بعمق بكل لحظة تمر في هذا الوقت، والالتفات إلى الأشياء التي لا يتسع لها الوقت في الحياة اليومية.
بهذا الشأن تقول الأستاذة الروسية في علم النفس إيرينا ملوديك: “يعيش الأشخاص السريعون بنشاط أكبر وينجحون ويحققون المزيد، لكنهم أيضا يتعبون أكثر.. الأشخاص غير المستعجلين، إذا كانوا على تواصل مع أنفسهم في نفس الوقت، وليس فقط سلبيين ومكتئبين، يعيشون بإحساس أكبر بالحياة ويتمكنون من إدراك أنهم يعيشون فيها”.
تعلق عالمة النفس كسينيا كوكوليفا في هذا السياق قائلة: “حين نكون مشغولين باستمرار، لا يكون لدينا وقت لطرح أسئلة على أنفسنا حول مدى رضانا عن الطريقة التي نعيش بها وما نفعل.. عادة، التسرع يبعدنا عن أنفسنا، عن مشاعرنا وتجاربنا، وكل ذلك يؤثر على المدى الطويل على حالتنا. على العكس من ذلك، عندما نأخذ وقتنا، يكون من الأسهل علينا الاستماع إلى أنفسنا، لفهم ما نريده فعلا”.
كوكوليفا تلفت إلى أننا “حين نأخذ وقتنا ويكون لدينا متسع للراحة، نصبح أكثر كفاءة ونرتكب أخطاء أقل. لذلك، فإن التمهل مفيد أيضا من وجهة نظر عقلانية”، مشددة في نفس الوقت على أنه “حين نتوقف عن الخوف من التوقف المؤقت، لا نصبح قادرين على الإنصات إلى أنفسنا فحسب، بل وتظهر لدينا أيضا رغبة في الإبداع”.
أما ماريا إيريل، أخصائية علم النفس والعلاج الأسري فتلفت إلى ضرورة مراقبة مستويات التوتر والقلق باستمرار وعدم السماح لها بأن تغمرنا تماما، ولا بد أحيانا من كسر مثل هذه السلسلة من السعي الدائم وانعدام وقت الفراغ.
كارلو بيتريني، مؤسس منظمة “سلو فود” الإيطالية يلفت إلى أن التسرع المتواصل مضر بصحة المرء وعلاقاته، مشددا على أن القدرة على التمهل ليست كسلا، بل طريقة لتوفير الموارد والاستمتاع بالحياة”، مضيفا أن “السرعة أصبحت شكلا من أشكال العنف، وحان الوقت لأن تستعيد حقك من الوقت”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: هذا الیوم فی هذا
إقرأ أيضاً:
معركة دير نيقولاوس.. استعادة روسية تؤكد تصعيد الحرب عبر الحدود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تطور ميداني جديد يُسلّط الضوء على تعقيد المشهد العسكري المتصاعد بين موسكو وكييف، أعلنت وسائل إعلام روسية رسمية اليوم الثلاثاء عن استعادة القوات الروسية السيطرة على دير القديس نيقولاوس بيلوجورسكي في منطقة كورسك، شمال غرب روسيا، بعد معارك شرسة استمرت عشرة أيام ضد قوات أوكرانية كانت قد تحصّنت داخله.
ووفقاً لما أوردته وكالة "تاس" نقلاً عن مصادر أمنية، فإن البلدة التي يقع فيها الدير، وتُعرف باسم جورنال، كانت نقطة ارتكاز ميدانية للقوات الأوكرانية، تم فيها نشر وحدات مشاة ومدفعية وقاذفات طائرات مسيرة، ما جعلها مركزاً لعمليات هجومية داخل الأراضي الروسية.
أبعاد العملية الميدانيةهذا التطور يكشف تصعيداً لافتاً في طبيعة المواجهات الجارية، حيث لم تعد العمليات مقتصرة على الأراضي الأوكرانية، بل امتدت إلى العمق الروسي، وتحديداً إلى مناطق ذات رمزية دينية وثقافية مثل الأديرة، وهو ما يعكس تحولاً خطيراً في استراتيجيات الاشتباك وتوسيع نطاق الاستهداف العسكري.
الدير، الذي يتسم بأهمية دينية وتاريخية في منطقة كورسك، تحوّل إلى مسرح عسكري، في تجسيد صارخ لمدى تغلغل الحرب في البنية المدنية والدينية، واستخدام الأماكن الرمزية كتحصينات عسكرية، سواء لأغراض دفاعية أو دعائية.
منطقة كورسك، الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا، شهدت في أغسطس الماضي توغلاً أوكرانياً مفاجئاً في إطار ما يبدو أنه محاولة لفتح جبهة جديدة تضغط على روسيا من الداخل. ورغم أن العملية لم تكن واسعة النطاق، فإنها دفعت موسكو إلى استنفار عسكري واسع، شمل إرسال تعزيزات ضخمة، بعضها من خارج حدود روسيا التقليدية.
دور كوريا الشمالية.. تحالفات تتبدل؟
من أبرز ما يلفت الانتباه في هذا التطور هو الإشارة إلى مشاركة جنود من كوريا الشمالية في دعم القوات الروسية. ورغم عدم تأكيد موسكو الرسمي لهذا التفصيل، فإن تكرار الإشارات الإعلامية إليه يثير تساؤلات جدية حول طبيعة التحالفات العسكرية التي بدأت تتشكل منذ اندلاع الحرب، وخاصة مع تصاعد التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، بما في ذلك صفقات الأسلحة والمساعدات اللوجستية.
هذه المشاركة، إن صحّت، تمثل خروجاً صريحاً لكوريا الشمالية عن إطار الحذر الدولي، وتؤشر إلى اصطفاف واضح ضمن المحور الروسي، ما يعكس بدوره استقطاباً عالمياً جديداً قد تتوسع دائرته مستقبلاً لتشمل دولاً أخرى مناهضة للغرب.
دلالات الاستراتيجية
استعادة روسيا لدير نيقولاوس لا تُعد فقط انتصاراً رمزياً، بل هي جزء من محاولة موسكو فرض سيطرتها على حدودها الشمالية المتوترة، وصد الهجمات الاستباقية الأوكرانية التي تستهدف زعزعة أمن الجبهة الداخلية الروسية.
العملية قد تُمهّد لسياسات أكثر تشدداً من جانب روسيا، ليس فقط عسكرياً، بل أيضاً على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، الذي قد يستخدم رمزية استهداف دير ديني لتأجيج المشاعر القومية والدينية، بما يخدم حشد الدعم الداخلي لاستمرار الحرب.