الثورة نت:
2025-02-27@02:08:59 GMT

معطيات القائد التاريخي

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

معطيات القائد التاريخي

 

لم أتفاجأ بالحضور الكبير والحشد الهائل لأبناء شعبنا اليمني العظيم من كل الأعمار الذين توافدوا إلى جامع الشعب من ساعات الصباح الأولى لتأبين القائد التاريخي الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله “طيب الله ثراه” مع أن المنظر بديع والحضور كبير إلا أنه لا يثير الدهشة كونه استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، وفقاً لما أفصح عنه رجل مسن يبدو على مشارف العقد الثامن كان يتابع الكلمات التي سبقت صلاة الغائب والدموع تنهمر من عينيه بغزارة، أشفقنا عليه أنا والجالسين إلى جواري، اقتربنا منه لنجد أننا أمام رجل على درجة عالية من الثقافة وغزارة المعلومات والتجارب نفث زفرات قوية وقال :

لا تستغربوا حضوري وأنا في هذا السن على مدى عام وأنا أتجشم الصعاب وأتي من منطقة نائية تلبية لدعوات قائد الثورة لأنها صادقة نابعة من قوة الإيمان أحيت فينا إرثاً مُتجذراً في نفوسنا منذ عُقود ومحت من الذاكرة المواقف السلبية التي تراكمت نتيجة الأعمال غير السوية للنظام السابق وأبشعها دعوتنا للتطوع في صفوف الثورة الفلسطينية، ولي تجربة خاصة في هذا الجانب، فلقد اندفعنا بحماس أنا ومعي العشرات سافرنا إلى لبنان ورابطنا في قلعة الشقيف مع عدد من المقاتلين الفلسطينيين كنت أنا وستة أشخاص للأسف، لم أعد سالماً إلا أنا بعد أن كشف لي مجاهد فلسطيني أبعاد اللعبة وأن المطلوب أن نعود في نعوش لاستكمال سيناريو الهالة الإعلامية التي تبيض وجه النظام وتأكيد وقوفه مع الشعب الفلسطيني، هذه المعلومة تأكدت عند عودتي فلقد أودعوني السجن وحذروني عن أي حديث يخص هذا الأمر، فكيف لا تريدوني أن أشارك ونحن أمام قيادة صادقة قرنت القول بالفعل، أما موضوع النحيب وأنا أستمع إلى صفات الشهيد العظيم والمآثر التي اجترحها مقابل حالة استئساد وغرور المجرم الصهيوني نتنياهو وحالة النشوة التي بلغها بتواطؤ ودعم وتشجيع قادة عرب للأسف الشديد، أدركت حجم الكارثة التي حلت بالأمة بافتقاد هذا القائد العظيم، الموقف ذكرني بواقعة مماثلة وأنا في دولة الإمارات عملت حارساً لمجلة الأزمنة العربية سمعني أتحدث رئيس تحرير المجلة المفكر الليبي الدكتور زياد علي، كنت أردف الحديث بكلمة القائد المغيب موسى الصدر قاطع قائلاً قل الشهيد القذافي صفاه يومها، قادة الأنظمة التي تدعي الثورية سُذج يمكن للمخابرات الدولية التأثير عليهم بسهولة لاقتراف جرائم كبيرة وهذا ما حدث للقذافي، فالمخابرات البريطانية أقنعته بتصفية الإمام الصدر وأن الحادثة ستجعله يظفر بموضع قدم في لبنان، المهم يا أولادي حالة أمتنا مزرية، قوموا المؤذن ينادي لصلاة الغائب .

قال أحد الجالسين بجواري.. الحقيقة أن الرجل مُذهل يُثير الإعجاب يصدق عليه المثل القائل “المرء مخبوء تحت لسانه” كنا نود مواصلة الحديث معه لكنه اختفى بين الجموع، وقد أكد لي المعلومة التي سبق أن سمعتها أنا من الدكتور زياد علي أثناء زيارته لصنعاء، كانت المجلة تصدر في أبو ظبي ويُشرف عليها مع عدد من المثقفين اليساريين العرب الذين كانت الإمارات تستقطبهم مجاراةً للكويت ونكاية بالسعودية، وهذا ما جعل معظم الصحف والمجالات الصادرة في الإمارات تحمل النفس اليساري .

الحديث عن الشهيد نصر الله يطول ويتشعب وكما قال الرجل المُسن فعلاً افتقدت الأمة محوراً هاماً يتصدى للأعداء ويُشكل واجهة الصد القوية للصهاينة، ولو كان السيد حسن نصر الله حياً يرزق لما تمادى المُجرم نتنياهو لهذا الحد، فعلاً بعد سقوط سوريا في يد الصهاينة أصبح يتحدث بطريقة مقززة تغيظ كل عربي مسلم مؤمن بالعروبة والإسلام .

لكننا في اليمن على ثقة تامة بأن القيادة الشابة ستواصل المشوار وتدافع ببسالة عن حياض الأمة، وهذا هو عزاؤنا وإن شاء الله تتعاضد الجهود وتشكل قوة صد حقيقية لمنع انتهاكات الأعداء من التمادي بهذا الأسلوب في استهداف ونهب ثرواتها ومقدراتها، الأرض حبلى بالكثير والنصر إن شاء الله قريب، والله من وراء القصد..

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وداعًا أيها القائد.. إنّا على العهد

محمد يحيى الملاهي‌ ‌

حين ارتفعت صرخات الحشود: “إنّا على العهد”، اختلطت دموع الفراق بصوت التحدي، رافضةً أن يُدفن القائد وحده، وكأن الأُمَّــة تُعيد اكتشاف ذاتها: نبكيك؛ لأَنَّك جعلتنا نرفض أن نبكي على ذلِّنا.

السيد حسن نصر الله، شهيد الإنسانية وشهيد المقاومة، لم يكن مُجَـرّد قائد، بل كان وجدان أُمَّـة وضميرًا حيًّا لا يعرف المساومة. رحيله لم يكن خسارة فردية، بل زلزالًا هزَّ ضمير العالم الحر؛ لأَنَّ العظماء لا يموتون، بل يحيون في قلوب الشعوب التي نذرت نفسها للحق.

لم يكن السيد وحده في رحلته إلى الخلود، بل لحق به في هذا المجد رفيق دربه، الشهيد السيد هاشم صفي الدين، الرجل الذي كان سنده في كُـلّ معارك العزة، وقلب المقاومة النابض بالحكمة والصبر. حين حملت الجماهير نعشيهما في بيروت، كانت تحمل معهما عهدًا جديدًا بأن الطريق لن يتوقف، وأن المسيرة لن تنكسر.

“ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون” [آل عمران: 169]

لقد نال حسن نصر الله ورفيقه السيد هاشم صفي الدين هذا المقام العظيم، فلا موت للشهداء، بل حياة أبدية في سجل الخالدين، حَيثُ تبقى أرواحهم نورًا يضيء درب المستضعفين.

وكما قال الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي:

“من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظماءها”.

واليوم، نحن أمام هذه النكبة الكبرى، لكننا نعلم أن العظماء لا يرحلون إلا ليزدادوا حضورًا في ضمير الشعوب.

الشهيد حسن نصر الله لم يكن فقط رجل سلاح، بل كان رجل كلمة وموقف. كان شهيد الإنسانية؛ لأَنَّه رفض الظلم أينما كان، فصرخ في وجه العدوان على اليمن حين صمت الجميع، ودافع عن فلسطين حين تواطأ الكثيرون، ومدّ يده إلى كُـلّ مظلوم، مؤمنًا أن المقاومة ليست مُجَـرّد بندقية، بل روح ترفض الخضوع.

أما الشهيد السيد هاشم صفي الدين، فكان رفيق الدرب، ومهندس الصمود، ورجل الميدان الذي رسم معالم المواجهة مع العدوّ، ليؤكّـد أن المقاومة ليست خيارًا، بل قدر أُمَّـة قرّرت ألا تركع.

حرب تموز 2006 لم تكن مُجَـرّد معركة، بل كانت معجزة عسكرية، قادها الشهيد حسن نصر الله ورفاقه، ليثبتوا أن اليقين بالله أقوى من أية ترسانة. هناك، سقطت أُسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وولدت معادلة جديدة: المستحيل ممكن، والإرادَة تصنع النصر.

وحين انطلقت عملية طوفان الأقصى، لم يكن السيد حسن نصر الله متفرجًا، بل كان السند والداعم، مؤكّـدًا أن غزة ليست وحدها، وأن المقاومة واحدة. في خطاباته، رسم معادلة الردع، وأوصل رسالة واضحة: أي اعتداء واسع على غزة سيشعل المنطقة؛ لأَنَّ المقاومة لا تعرف الحياد عندما يكون العدوّ الصهيوني هو الذي يظلم. واجه العدوّ الإسرائيلي بالسلاح والصواريخ والمواجهة المباشرة، فكان سندًا لغزة وانتصارا للقدس.

“ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون” [البقرة: 154]

نحسبك كذلك يَـا سيد المقاومة، لم تغب، بل صرت رمزًا حيًّا في قلوب الأحرار، كما أن دماءك ودماء رفيقك ستبقى مشعلًا لا ينطفئ في درب تحرير فلسطين.

اليوم، تبكيك قلوب الملايين؛ ليس لأَنَّ الموت انتصر عليك، بل لأَنَّ الأُمَّــة فقدت رجلًا جعلها تؤمن بأن الكرامة لا تُوهب، بل تُنتزع. ولكن دموعنا ليست دموع يأس، بل وعد بأن طريقك سيستمر، وأن القدس ستظل حلمنا، واليمن ستبقى قلعة المقاومة والجهاد، وأن كُـلّ قطرة دم سقطت ستُزهر نصرًا جديدًا.

كنت تقول يا شهيد الإنسانية:

“لا يجوز تسويق الجرائم ضد المدنيين بذرائعَ سياسية”.

وجعلتنا نرفع رؤوسنا ونردّد: “هناك رجال لا يخافون إلا الله”.

واليوم، وقد رحلت جسدًا، سنُخلِّد ذكراك بالثبات. سنجاهد كما جاهدت، ونحب القدس كما أحببتها، وننصر الضعيف كما فعلت.

يا سيدي، لقد علمتنا أن الشهادة بداية وليست نهاية. حين سقط الأبطال شهداء، كنت تقول:

“كل قطرة دم تُسفك في سبيل الله تُقرّبنا من القدس”.

واليوم، نقول لك ولرفيقك السيد هاشم صفي الدين: ستروننا من خلف الغيوم ماضين على دربكم، سنحرّر القدس، وسنُعيد للأُمَّـة عزّها وكرامتها.

الوداع ليس آخر الكلام، بل هو بداية الطريق. نعدكما أن دموعنا ستتحول إلى صواريخ تحطم عروش الظالمين، وأن كُـلّ طفل سيكبر وهو يردّد اسمكما؛ لأَنَّ الإنسانية فقدت قادتها، لكنها لم تفقد طريقها.

رحلتما عن أعيننا، لكن قلب الأُمَّــة لن يفارقكما. ستسمعان في جنّتكما هتافنا: لن ننساكما… ولن ننسى القدس!

“ومن يقتلْ شعبًا لِيُسكتَه، سيُخلقُ مِن صمتهِ ألف ثورةٍ”.

نحنُ اليمنيون، أبناء الجبالِ التي لا تنحني، نقسمُ إننا:

سنَمضي حتى تُفتحَ أبواب الأقصى، وحتّى يُقالَ للتاريخِ:

“هؤلاءِ اليمنيون.. ثأروا لسيّدِ الشهداءِ، فحرّروا القدسَ!”

مقالات مشابهة

  • مملكة السلام.. العمق التاريخي
  • شهيدُ القرآن
  • التاسعة مساءً.. انطلاق حملة تغريدات وفاء لسيد الأوفياء القائد الشهيد حسن نصر الله
  • الـ9 مساء.. انطلاق حملة تغريدات وفاء لسيد الأوفياء القائد الشهيد حسن نصر الله
  • رؤية “الشهيد القائد” لـ “حزب الله” وقيادته وكوادره: سادة المجاهدين وأشجعُ المؤمنين
  • في وداعِ سيدِ الحُسنِ والحُزنِ.. نصر الله
  • وداعًا أيها القائد.. إنّا على العهد
  • مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية يكشف عن معطيات جديدة عن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها
  • كاريكاتير.. وداعا الشهيد القائد حسن نصر الله