الثورة نت:
2025-02-27@01:15:50 GMT

الأمين الذي فدى الأمة ..إنا على العهد

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

 

“اقتلونا تحت كل حجر ومدر، وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية ومسجد، نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نتخلى عن فلسطين” بهذه العبارة؛ من بين الركام خرج جثمانه، ومن بين ملايين المحبين شُيّع جسده، ومن بين أصوات الملبيين هُتف باسمه “إنا على العهد”. لن تبكيه لبنان وحدها ولا محور المقاومة فقط بل سيبكيه جميع أحرار العالم الإسلامي والعربي، فقد كان السد المنيع، وحجر عثرة أمام مخططات العدو الإسرائيلي والأمريكي التي تحاك ضد هذه الأمة ومقاومتها.

نصر الله شهيدنا الأقدس ذاك الأمين للأمة من وقف وحده حيث سقط المدّعون، ونطق بالحق يوم ابتلعت الألسن مهانة الذل، وأعلن العِداء لأعداء الله ودينه حيث سارع المطبعون، وأشهر سيف المقاومة حين اختفى صوت الجهاد من على منابر الحق بـ حيّ على خير العمل، ورفع راية شرف الأمة وعزتها وكرامتها يوم سقطت المواقف، مد يد الدفاع والهجوم عن مستضعفيّ الأمة يوم تكالبت بقية الأمم عليها، أُثخنت جروحه وابيضت لحيته، وقل ناصروه، وزاد أعداؤه وبقي هو وماتوا هم. غادر جسده، وبقي حبه وذكره في قلوب الأحرار نبضاً لا يغادرهم، وفي دماء الثوار غضباً لا يبرد، وفي أرواح المجاهدين ثبات لا يهدأ، وفي أعين العاشقين والمحبين دمعة شوق وحب لا تتوقف ولا تمحى، غادر بجسده، ولكن بقي دوي صداه رعباً وخوفاً في نفوس أعدائه أمد الدهر والسنين، بقي وسيبقى ذاك الشخص المهدد المرعب الذي يزلزل أركان العدو الإسرائيلي حتى بعد ما قتلوه، بقي السيف الشاهر المصلت في وجه الكفر والظلم، وسبابة حق ترفع وترعد أمام وجه الباطل، بقي وسيبقى عهداً وفياً صادقاً لا يزول. أشرق بنوره في ظلمات التيه، فزَكت نفوس الولاء وتبنت مواقف الحق والشجاعة تابعة له، بثلة من المؤمنين المجاهدين تحت راية حزبه، مصدقة له، محبة وفية مخلصة لدربه وعهده وطريقه، مستمرون في ما عاهدوه عليه، مقسمين بأن حياته ثورة لا تهدأ، ورحيله نار لا تنطفئ، وفي كل نبضة منه قيامة لا تبقي ولا تذر، وفي كل غياب ولادة جديدة للمقـاومة. ومن بين زحام الحشد والتشييع، نسطر لك يا حبيب قلوب اليمنيين وأمينهم أوفى آيات الوفاء، وأصدق مواقف الحق والنصرة، وأسمى مواثيق العهد والمضي على نهجك وطريقك، طالما كنت لهم السند الذي لم يتخل، والموقف الذي لم يساوم، وصوتاً صادعاً بالحق لم يخفت، اسمك نُقِش في ذاكرة كل يمني حر محب ومناصر لك بحروف الوفاء لك ولتضحياتك، وحبك غُرِس في قلوب عشاقك منذ المهد، واستشهادك شرارة غضب تُشعل معاقر قاتليك موتاً وثأراً، وستبقى حرارة فراقك جرحاً مُلتهباً في أكباد ناصريك. ستبقى مواقفك شاهدة على معنى الرجولة في زمن الخذلان، ومعنى الإيمان في زمن النفاق، فالسلام عليك، السلام على سادة شهداء الإسلام وصدق عز من قال: {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَـمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}*

#اتحاد_كاتبات_اليمن

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وداعًا أيها القائد.. إنّا على العهد

محمد يحيى الملاهي‌ ‌

حين ارتفعت صرخات الحشود: “إنّا على العهد”، اختلطت دموع الفراق بصوت التحدي، رافضةً أن يُدفن القائد وحده، وكأن الأُمَّــة تُعيد اكتشاف ذاتها: نبكيك؛ لأَنَّك جعلتنا نرفض أن نبكي على ذلِّنا.

السيد حسن نصر الله، شهيد الإنسانية وشهيد المقاومة، لم يكن مُجَـرّد قائد، بل كان وجدان أُمَّـة وضميرًا حيًّا لا يعرف المساومة. رحيله لم يكن خسارة فردية، بل زلزالًا هزَّ ضمير العالم الحر؛ لأَنَّ العظماء لا يموتون، بل يحيون في قلوب الشعوب التي نذرت نفسها للحق.

لم يكن السيد وحده في رحلته إلى الخلود، بل لحق به في هذا المجد رفيق دربه، الشهيد السيد هاشم صفي الدين، الرجل الذي كان سنده في كُـلّ معارك العزة، وقلب المقاومة النابض بالحكمة والصبر. حين حملت الجماهير نعشيهما في بيروت، كانت تحمل معهما عهدًا جديدًا بأن الطريق لن يتوقف، وأن المسيرة لن تنكسر.

“ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون” [آل عمران: 169]

لقد نال حسن نصر الله ورفيقه السيد هاشم صفي الدين هذا المقام العظيم، فلا موت للشهداء، بل حياة أبدية في سجل الخالدين، حَيثُ تبقى أرواحهم نورًا يضيء درب المستضعفين.

وكما قال الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي:

“من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظماءها”.

واليوم، نحن أمام هذه النكبة الكبرى، لكننا نعلم أن العظماء لا يرحلون إلا ليزدادوا حضورًا في ضمير الشعوب.

الشهيد حسن نصر الله لم يكن فقط رجل سلاح، بل كان رجل كلمة وموقف. كان شهيد الإنسانية؛ لأَنَّه رفض الظلم أينما كان، فصرخ في وجه العدوان على اليمن حين صمت الجميع، ودافع عن فلسطين حين تواطأ الكثيرون، ومدّ يده إلى كُـلّ مظلوم، مؤمنًا أن المقاومة ليست مُجَـرّد بندقية، بل روح ترفض الخضوع.

أما الشهيد السيد هاشم صفي الدين، فكان رفيق الدرب، ومهندس الصمود، ورجل الميدان الذي رسم معالم المواجهة مع العدوّ، ليؤكّـد أن المقاومة ليست خيارًا، بل قدر أُمَّـة قرّرت ألا تركع.

حرب تموز 2006 لم تكن مُجَـرّد معركة، بل كانت معجزة عسكرية، قادها الشهيد حسن نصر الله ورفاقه، ليثبتوا أن اليقين بالله أقوى من أية ترسانة. هناك، سقطت أُسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وولدت معادلة جديدة: المستحيل ممكن، والإرادَة تصنع النصر.

وحين انطلقت عملية طوفان الأقصى، لم يكن السيد حسن نصر الله متفرجًا، بل كان السند والداعم، مؤكّـدًا أن غزة ليست وحدها، وأن المقاومة واحدة. في خطاباته، رسم معادلة الردع، وأوصل رسالة واضحة: أي اعتداء واسع على غزة سيشعل المنطقة؛ لأَنَّ المقاومة لا تعرف الحياد عندما يكون العدوّ الصهيوني هو الذي يظلم. واجه العدوّ الإسرائيلي بالسلاح والصواريخ والمواجهة المباشرة، فكان سندًا لغزة وانتصارا للقدس.

“ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون” [البقرة: 154]

نحسبك كذلك يَـا سيد المقاومة، لم تغب، بل صرت رمزًا حيًّا في قلوب الأحرار، كما أن دماءك ودماء رفيقك ستبقى مشعلًا لا ينطفئ في درب تحرير فلسطين.

اليوم، تبكيك قلوب الملايين؛ ليس لأَنَّ الموت انتصر عليك، بل لأَنَّ الأُمَّــة فقدت رجلًا جعلها تؤمن بأن الكرامة لا تُوهب، بل تُنتزع. ولكن دموعنا ليست دموع يأس، بل وعد بأن طريقك سيستمر، وأن القدس ستظل حلمنا، واليمن ستبقى قلعة المقاومة والجهاد، وأن كُـلّ قطرة دم سقطت ستُزهر نصرًا جديدًا.

كنت تقول يا شهيد الإنسانية:

“لا يجوز تسويق الجرائم ضد المدنيين بذرائعَ سياسية”.

وجعلتنا نرفع رؤوسنا ونردّد: “هناك رجال لا يخافون إلا الله”.

واليوم، وقد رحلت جسدًا، سنُخلِّد ذكراك بالثبات. سنجاهد كما جاهدت، ونحب القدس كما أحببتها، وننصر الضعيف كما فعلت.

يا سيدي، لقد علمتنا أن الشهادة بداية وليست نهاية. حين سقط الأبطال شهداء، كنت تقول:

“كل قطرة دم تُسفك في سبيل الله تُقرّبنا من القدس”.

واليوم، نقول لك ولرفيقك السيد هاشم صفي الدين: ستروننا من خلف الغيوم ماضين على دربكم، سنحرّر القدس، وسنُعيد للأُمَّـة عزّها وكرامتها.

الوداع ليس آخر الكلام، بل هو بداية الطريق. نعدكما أن دموعنا ستتحول إلى صواريخ تحطم عروش الظالمين، وأن كُـلّ طفل سيكبر وهو يردّد اسمكما؛ لأَنَّ الإنسانية فقدت قادتها، لكنها لم تفقد طريقها.

رحلتما عن أعيننا، لكن قلب الأُمَّــة لن يفارقكما. ستسمعان في جنّتكما هتافنا: لن ننساكما… ولن ننسى القدس!

“ومن يقتلْ شعبًا لِيُسكتَه، سيُخلقُ مِن صمتهِ ألف ثورةٍ”.

نحنُ اليمنيون، أبناء الجبالِ التي لا تنحني، نقسمُ إننا:

سنَمضي حتى تُفتحَ أبواب الأقصى، وحتّى يُقالَ للتاريخِ:

“هؤلاءِ اليمنيون.. ثأروا لسيّدِ الشهداءِ، فحرّروا القدسَ!”

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون: اجراء الإصلاحات هو توجه العهد الذي حددته في خطاب القسم
  • تفاعل غير مسبوق مع حملة تغريدات “إنا على العهد” وفاء لسيد الأوفياء الشهيد حسن نصر الله
  • تفاعل كبير مع حملة تغريدات “إنا على العهد” وفاءً للشهيد نصر الله
  • حكومة الجنوب.. مثالٌ للارتزاق والعمالة والابتزاز
  • التبرير اللا اخلاقي .. كيف يُعاد تشكيل العقول؟
  • تشييع يخلده التاريخ: تجديد العهد والتزام نهج التضحية
  • وداعًا أيها القائد.. إنّا على العهد
  • إنّ نصر الله كَانَ أُمَّةً
  • هل يتحّول شعار إنّا على العهد إلى شعار إنّا مع العهد؟