الثورة نت:
2025-04-28@19:38:59 GMT

السيد نصرالله.. مشاهد على عتبة الألم

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

 

أيامٌ تقف بيننا وبين حزننا المؤجّل منذ ما يزيد على شهرين.

يوم عاهدنا النفس على التصبّر وإرجاء الوجع، حتى لا يتمكّن منا عدو استطاع أن يخطف أغلى ما عندنا.

على عتبة الألم والحزن واستحقاق اليتم العميق، تحضر في خاطري مشاهد رسمت علاقتي العاطفية بقائد امتلك الأفئدة، قائد كان يُطاع حباً.

المشهد الأول

في ملعب بنت جبيل، في الـ26 من مايو 2000م، يقف عالم دين شاب على بعد بضع قرى عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في تحدٍّ شجاع وجريء للاحتلال الإسرائيلي بعد أيام قليلة على إخراجه مدحوراً من جنوبي لبنان.

كنت حينها في الـ9 من عمري، طفلاً لا يفقه في السياسة شيئاً، في منزل لا يحب الأحزاب والتحزب، بل لديه موقف سلبي مسبق تجاه كل ما يمتّ إلى الحياة الحزبية في لبنان، كنت أجلس بين جمع يستمع بفرح وفخر، يومها رأيت في عيني والدي للمرة الأولى الإعجاب والتقدير لسياسي وقائد حزب في لبنان (لم يكن يرى فيه حينها أكثر من ذلك).

“إن إسرائيل هذه أوهن من بين العنكبوت”، أذكر قول والدي تعقيباً: “هيدا الزلمي بيحكي دهب”.

وكانت بداية رحلة الفضول عند الطفل ابن الأعوام الـ9 لمعرفة من هو هذا القائد.

المشهد الثاني

في الـ29 من يناير 2004م، تنجح المقاومة الإسلامية في لبنان في إنجاز صفقة لتبادل الأسرى بينها وبين العدو الصهيوني، لتفرج عن 462 أسيراً لبنانياً وفلسطينياً.

مواضيع متعلقة

إرث عماد مغنية في المقاومة.. كيف أسس لمعركة لا حدود لها؟

12 شباط 12:31

لبنان: الاستحقاقات التي تنتظر الحكومة.. تحديات وملفات حساسة

5 شباط 13:07

في مطار بيروت، اجتمعت الشخصيات الرسمية (رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس الوزراء… وغيرهم) في صالون الشرف، بينما أفردت صالات في المطار لعوائل الأسرى الذين ينتظرون وصول أبنائهم.

لحظة وصول سماحة السيد إلى مطار بيروت، اتجهت وسائل الإعلام كلها نحو صالون الشرف، حيث كبار الشخصيات، لتوثق لحظة دخوله، بينما استدار هو باتجاه أهالي الأسرى، حيث ينتظرون، فكانوا أول من التقاهم لينتظر بينهم وصول أبنائهم.

المشهد الثالث

في الـ28 من مارس 2006م، تُلقي القوى الأمنية في لبنان القبض على مجموعة إرهابية مسلحة، تخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، إبان توجهه إلى مبنى البرلمان اللبناني للمشاركة في إحدى جلسات الحوار الوطني آنذاك.

بعد أيام على إعلان إحباط المحاولة والقبض على عناصر المجموعة الإرهابية، يخرج السيد حسن ليعلن عفوه عن الأفراد المعتقلين، ويُسقط حقه في مقاضاتهم.

أذكر يومها ملامح وجهه، بسمته السمحة، وهو يُعلِن عفوه، كأنّ قلبه كان ممتلئاً بمحبة أولئك الذين كانوا يخططون قتله.

المشهد الرابع

في الأيام الأولى لمعركة الوعد الصادق في يوليو 2006، يظهر السيد حسن في رسالة متلفزة، بدا فيها متعب العينين، مبعثرَ اللحية قليلاً، كان متعباً، وكانت القذائف الإسرائيلية تتساقط على الضاحية الجنوبية في بيروت، وكان الناس يفترشون المدارس والساحات والحدائق العامة، يجمعهم همٌّ واحدٌ، بعد تلك الرسالة، “السيد تعبان”، لم يعد أي شيء يعني لهم في مقابل “شوفته تعبان”.

في اليوم التالي زارنا أحد الأقرباء؛ رجل صرف عمره في الاغتراب ليعود بما مكّنه من شراء بيته وتجهيزه، أتى يومها وكان قد علم، قبل ساعات، باستهداف المبنى الذي يوجد فيه بيته، وحوّله إلى ركام.

قال له أبي “يعوضك الله يا أبا علي”، فأجابه أبو علي: “عمر البيت ما يرجع، بس ما شوف السيد تعبان”.

المشهد الخامس

سأقفز أعواماً طويلة لأصل إلى هذا المشهد:

لحظة كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ينتظر رد حزب الله على “العرض” الإسرائيلي بتحييد لبنان في مقابل وقف المقاومة إسنادها لقطاع غزة إبان معركة طوفان الأقصى.

وكان ذاك الجواب الذي زرع في قلبي أثراً لن يمحى: “أتعطينا الأمان وأطفال غزة لا أمان لهم؟”.

هكذا كان جوابه.

وبجوابه هذا، وضع روحه قرباناً لنصرة الحق: نصرة فلسطين، ونصرة المستضعفين.

هكذا ارتسم في قلبي قائداَ لم أره يوماً معصوماً عن الخطأ أو الزلل، وخالفته في موارد وموارد، لكنه استطاع أن يُطاع حباً، ومن يُطَعْ حباً فلن تقدر على الفكاك من الانتماء إليه، وإلى ما يمثّل، مهما اختلفت أو تمايزت وتعارضت معه.

كاتب لبناني

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رئيس لبنان: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون لوفد من مجلس الشيوخ الفرنسي على ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من التلال الخمس للإسراع في استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، بحيث تتولى الدولة وحدها مسؤولية أمن الحدود.

وقال الرئيس اللبناني في تصريحاته للوفد الفرنسي إن الجيش اللبناني منتشر على الحدود الشمالية الشرقية، حيث يقوم بواجباته كاملةً، لافت إلي أنه  يتولى أيضًا مكافحة الإرهاب، ومنع عمليات التهريب، وحفظ الأمن الداخلي.

وأشار إلي أن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرارٌ اتُّخذ، ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب ، مضيفا " بدأنا اتخاذ الإصلاحات الضرورية، وسيتم استكمالها لأنها حاجة لبنانية قبل أن تكون مطلبًا خارجيًا.

وشدد عون علي أن التركيز على مكافحة الفساد جزء أساسي من الإصلاحات، بهدف خدمة المواطن وتعزيز النظام العام ، منوها إلي أنه سوف تُشكَّل لجان مشتركة لبنانية-سورية لمعالجة المواضيع العالقة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية والبحرية، وأوضاع النازحين السوريين الموجودين في لبنان لأسباب اقتصادية.

وأضاف الرئيس اللبناني: " الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها، ودور الدولة هو تأمين العملية الانتخابية أمنيًا وإداريًا، فيما يبقى الخيار للبنانيين في اختيار من يمثلهم في المجالس البلدية والاختيارية.

وختم : ما نسعى إليه في كل ما نقوم به هو بناء الدولة وإعادة الثقة بها، في الداخل والخارج.

لبنان يحذر من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على السِّلْم الإقليميلبنان تطالب سفير إيران لديها بضرورة التقيّد بالأصول الدبلوماسيةلبنان .. قرض بـ 250 مليون دولار لمعالجة مشاكل الكهرباءلبنان تدين الهجوم الإرهابي الآثم في كشميرأبو الغيط: نرفض الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا طباعة شارك لبنان رئيس لبنان جوزيف عون مجلس الشيوخ الفرنسي الإحتلال الإسرائيلي الجيش اللبناني

مقالات مشابهة

  • لم يتركها المرض تنعم بلحظة راحة.. سمر تكشف معاناتها
  • رئيس لبنان: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب
  • أعرب عن إعجابه بتأثيره على إيران ووصفه بـمحور المحور.. نتنياهو يكشف تفاصيل سبقت اغتيال حسن نصرلله
  • ريهام عبدالغفور: حضور يسري نصرالله ندوتي بمهرجان الفيلم القصير يحملني مسئولية
  • حوار عون وحزب اللهلم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل
  • عن اغتيال نصرالله وعملية البيجر... تفاصيل جديدة كشفها نتنياهو!
  • كيف يبدو المشهد في الضاحية بعد الغارة الاسرائيلية؟
  • فياض: لبنان سيبقى عصيًا على التطبيع والترويع
  • قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية
  • شاهد | إعادة الإعمار يشكّل استحقاقًا رئيسيًا في المشهد السياسي اللبناني