يمانيون:
2025-04-30@21:41:44 GMT

بعد ثلاث سنوات من الحرب.. كيف خذلت أمريكا أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

بعد ثلاث سنوات من الحرب.. كيف خذلت أمريكا أوكرانيا؟

يمانيون../
في الذكرى الثالثة للحرب الأوكرانية، تجد كييف نفسها وحيدة في مواجهة روسيا بعد أن تراجعت واشنطن عن دعمها، وبدأت إدارة الرئيس دونالد ترامب بفرض شروط قاسية على أوكرانيا، ما يجعل الحديث عن نصر أوكراني حلماً بعيد المنال. فكيف تحولت أمريكا من الحليف الأقوى إلى العائق الأكبر أمام طموحات كييف؟

من الدعم المطلق إلى التخلي التدريجي.

. كيف بدأت القصة؟
عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، كان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، يقف إلى جانب أوكرانيا بكل ثقله. تحركت واشنطن بسرعة لدعم كييف بالمساعدات العسكرية، والمالية، والاستخباراتية، وسارعت بفرض عقوبات قاسية على روسيا، بهدف شل قدراتها العسكرية والاقتصادية.

اعتمدت إدارة الرئيس جو بايدن استراتيجية واضحة لدعم أوكرانيا، تمثلت في أربعة محاور رئيسية:

الدعم العسكري: شمل تزويد أوكرانيا بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، مثل منظومات الدفاع الجوي باتريوت، والدبابات الحديثة، والصواريخ بعيدة المدى، مما ساعدها على الصمود في وجه القوات الروسية.
الدعم المالي: بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية 130 مليار دولار خلال عامين ونصف، تم توجيهها لدعم الاقتصاد الأوكراني، ودفع رواتب الجنود، وتمويل مشتريات الأسلحة.
الاستخبارات والمعلومات الحربية: كانت واشنطن تقدم لكييف بيانات استخباراتية دقيقة عن تحركات القوات الروسية، ما ساهم في نجاح العديد من العمليات العسكرية الأوكرانية.
الدبلوماسية والعقوبات: فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزم عقوبات اقتصادية على موسكو، مستهدفة البنوك والشركات الروسية، إضافة إلى تقييد صادرات النفط والغاز.
كان الهدف من هذه السياسات هو إضعاف روسيا وإجبارها على التراجع عن الحرب، لكن مع مرور الوقت، بدأ موقف واشنطن بالتغير، خاصة بعد تصاعد الأصوات المعارضة لاستمرار الدعم المفتوح لكييف داخل الولايات المتحدة.

ترامب يعود إلى البيت الأبيض.. بداية التخلي عن أوكرانيا
مع فوز دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، تغيرت أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري. فمنذ حملته الانتخابية، أبدى ترامب عدم حماسه لدعم أوكرانيا، ووجه انتقادات لاذعة إلى حلف الناتو، معتبرًا أن دول أوروبا لم تقدم ما يكفي لدعم كييف، مطالبًا بتوزيع الأعباء المالية بشكل أكثر إنصافًا.

وبمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، بدأ ترامب بتقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا تدريجيًا، وفرض شروطًا جديدة لمواصلة المساعدات العسكرية والمالية، كان أبرزها:

مشاركة واشنطن في ثروات أوكرانيا: طالب ترامب كييف بتوقيع اتفاق يمنح الولايات المتحدة حصة من الموارد الطبيعية الأوكرانية، مثل معادنها الثمينة وموانئها الاستراتيجية، مقابل استمرار الدعم العسكري.
وقف دعم انضمام أوكرانيا إلى الناتو: اعتبر ترامب أن دخول أوكرانيا إلى الحلف غير ضروري، وهو ما شكل ضربة قوية لطموحات كييف، التي كانت تأمل في الانضمام إلى الحلف كوسيلة لضمان أمنها.
الضغط على كييف لقبول تسوية مع موسكو: بدأت إدارة ترامب مفاوضات سرية مع روسيا، دون إشراك أوكرانيا أو دول أوروبا، لبحث إمكانية إنهاء الحرب عبر تسوية تفرض على كييف تقديم تنازلات إقليمية.
هذا التغير الحاد في الموقف الأمريكي أربك زيلينسكي وحكومته، الذين كانوا يعتمدون بشكل كامل على الدعم الغربي لمواصلة الحرب ضد روسيا.

زيلينسكي تحت الضغط.. بين رفض الإملاءات الأمريكية والخوف من العزلة
واجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مأزقًا حقيقيًا بعد تغير السياسات الأمريكية، خاصة أن أوروبا وحدها لن تكون قادرة على تعويض الفجوة التي سيخلفها تراجع الدعم الأمريكي.

زيلينسكي رفض بشكل قاطع الشروط الأمريكية الجديدة، واعتبرها ابتزازًا سياسيًا، قائلاً:

“أوكرانيا لن تكون رهينة صفقات سياسية تُبرم في غرف مغلقة.. هذه حرب وجودية، ولا يمكننا التنازل عن أراضينا تحت أي ظرف”.

لكن في الوقت ذاته، يدرك زيلينسكي أن مواجهة روسيا بدون دعم أمريكي قد يكون مستحيلاً، خاصة أن الحرب استنزفت موارد أوكرانيا، ودمرت بنيتها التحتية، وأثرت على اقتصادها بشكل خطير.

مفاوضات سرية بين موسكو وواشنطن.. أوكرانيا خارج الحسابات
مع تصاعد الضغوط على إدارة ترامب لإنهاء الحرب، بدأت محادثات سرية بين مسؤولين أمريكيين وروس، دون إشراك الحكومة الأوكرانية.

وفقًا لتقارير إعلامية، فإن المفاوضات تتضمن:

اعتراف أمريكي ضمني بسيطرة روسيا على بعض الأراضي الأوكرانية، خاصة في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
تعهد روسي بعدم التوسع أكثر في الأراضي الأوكرانية، مقابل تخفيف بعض العقوبات الغربية.
التزام كييف بالبقاء خارج حلف الناتو، وهو ما يمثل انتصارًا دبلوماسيًا لموسكو.
هذه التسريبات أثارت غضبًا واسعًا في كييف، حيث اعتبرت الحكومة الأوكرانية أن واشنطن باتت تتفاوض على مصير أوكرانيا من وراء ظهرها.

تراجع الدعم الشعبي الأمريكي لأوكرانيا
أحد العوامل التي دفعت إدارة ترامب إلى تغيير موقفها، هو التراجع الكبير في تأييد الأمريكيين لاستمرار دعم أوكرانيا.

وفقًا لاستطلاعات رأي أجرتها مؤسسة غالوب، فإن:

50% من الأمريكيين يفضلون إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني تقديم أوكرانيا تنازلات لروسيا.
48% فقط يؤيدون استمرار الحرب حتى تتمكن كييف من استعادة أراضيها المحتلة.
هذا التحول يعكس الإرهاق الذي أصاب الرأي العام الأمريكي بسبب التكاليف الباهظة لدعم أوكرانيا، في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من مشاكل اقتصادية داخلية.

ما هي السيناريوهات القادمة؟
في ظل هذا التحول الكبير، تبدو أوكرانيا أمام ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

القبول بالشروط الأمريكية: وهو ما يعني تقديم تنازلات لموسكو، وفقدان جزء كبير من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
الاعتماد على الدعم الأوروبي فقط: وهو خيار صعب، لأن الدول الأوروبية ليست قادرة وحدها على تقديم الدعم العسكري والمالي بنفس حجم المساعدات الأمريكية.
استمرار الحرب رغم الضغوط الدولية: لكن في هذه الحالة، ستكون أوكرانيا في وضع عسكري أكثر صعوبة، مع نقص الذخيرة والمعدات الحديثة.
الخاتمة
بعد ثلاث سنوات من الحرب، يبدو أن أمريكا لم تعد الحليف الذي يمكن لأوكرانيا الاعتماد عليه، فقد تغيرت المصالح السياسية، وتحولت الأولويات، وباتت كييف تواجه خيارًا صعبًا: إما الاستمرار في القتال وحدها، أو القبول بصفقة قد تجعلها تخسر جزءًا من أراضيها للأبد.

ويبقى السؤال: هل ستتمكن أوكرانيا من الصمود في ظل هذا التخلي الأمريكي، أم أن مصيرها بات مرهونًا بصفقات سياسية تُبرم خلف الكواليس؟

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ركز على ملف أوكرانيا.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية روسيا وأمريكا

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرجي لافروف أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر بشكل "مثمر" بشأن أهم جوانب الحوار السياسي بين البلدين، الذي شهد تكثيفًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وفق ما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.

وأكد البيان أن الوزيرين اتفقا على ضرورة الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة وعلى جميع المستويات الرسمية، مما يعكس رغبة متبادلة في استمرار التنسيق رغم الخلافات العميقة بين موسكو وواشنطن.

وجاء هذا الاتصال في أعقاب اجتماع مهم عقد يوم الجمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وهو اللقاء الرابع بينهما هذا العام، والذي وصفه مساعد الكرملين يوري أوشاكوف بأنه كان "بناءً ومفيدًا للغاية".

وتمحورت المناقشات، التي استغرقت نحو ثلاث ساعات، حول الأزمة الأوكرانية، حيث أكد الطرفان على أهمية ترسيخ شروط أساسية لإطلاق مفاوضات تهدف إلى التوصل لاتفاق يضمن سلامًا مستدامًا وطويل الأمد.

روسيا تتوعد بمواصلة ضرب أهداف الجيش الأوكراني والمرتزقة الأجانبشاركت في معارك كورسك.. كوريا الشمالية تؤكد رسميا إرسال قوات إلى روسيالافروف: روسيا مستعدة لتخزين المواد النووية الإيرانية المخصبةلافروف: روسيا مستعدة لتخزين المواد النووية الإيرانية المخصبةوزير الخارجية الأمريكي: روسيا وأوكرانيا أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق سلامترامب يلوح بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب أوكرانيا

وفي سياق متصل، كشفت وكالة "رويترز" عن مسودة تسوية اقترحتها الولايات المتحدة وقدّمها ويتكوف إلى دول أوروبية وكييف خلال اجتماع عُقد في باريس في 17 أبريل.

وتشمل المسودة عدة نقاط أساسية، منها رفع العقوبات المفروضة على روسيا، الاعتراف بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع التي ضمتها مؤخرًا، وقف إطلاق النار، بدء مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف، إضافة إلى تخلي أوكرانيا عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

تصريحات ترامب تزيد من المشهد
من جانبه، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات لافتة خلال مقابلة مع مجلة "التايم"، حيث أكد أن "القرم ستبقى مع روسيا"، محملًا أوكرانيا مسؤولية اندلاع النزاع بسبب إعلانها رغبتها في الانضمام إلى الناتو.

وتأتي هذه التصريحات لتضيف مزيدًا من التعقيد على المشهد السياسي، إذ يرى مراقبون أن مواقف ترامب قد تؤثر على مسار المفاوضات المستقبلية وعلى شكل التسوية التي يتم التباحث بشأنها بين الأطراف المعنية.

طباعة شارك روسيا لافروف موسكو أمريكا روبيو أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تتفق مع أوكرانيا على قضايا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • بلومبرج : وزيرة الطاقة الأوكرانية في طريقها إلى أمريكا لتوقيع صفقة المعادن
  • وسط التصعيد في كييف .. دعوات أممية لاتفاق سلام فوري بين روسيا وأوكرانيا
  • روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
  • عبثية.. مبعوث ترامب مُهاجمًا خطة روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • روسيا تنتظر رد أوكرانيا على وقف إطلاق النار في مايو
  • الولايات المتحدة تدعو روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا “فوراً”
  • بعد تصريحات ترامب.. روسيا تشن هجومًا واسعًا على أوكرانيا
  • ركز على ملف أوكرانيا.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية روسيا وأمريكا
  • ترامب: زيلينسكي طلب مني أسلحة.. لكنه يطلب ذلك منذ ثلاث سنوات