ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "صديق لي يرى أن القياس ليس من الأدلة المعتبرة في الشرع وأن الأصل هو الكتاب والسُنة فقط دونهما فما الرأي الصحيح؟

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها عن السؤال، بأنه قد تواترت أقوال العلماء على أن الأحكام الشرعية تثبت بالاتفاق بالكتاب والسنة والإجماع والقياس.

خالد الجندي: العقيدة ليس لها مصدر إلا الكتاب والسنة النبوية سعاد صالح: كلمة خلع لم تأت في الكتاب ولا السنة

وذكرت أنه من المقرر شرعًا أنَّ القياس حجةٌ من الحجج الشرعية المُعتبرة؛ ودليل حجيته من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر: 2]؛ إذ معنى الاعتبار: العبور من الشيء إلى نظيره إذا شاركه في المعنى، والقياس عبور من حكم الأصل إلى حكم الفرع، فكان داخلًا تحت الأمر.

وتابعت: ولما بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم معاذًا إلى اليمن، قال له: «كَيْفَ تَقْضِي؟» فقال: أقضي بما في كتاب الله.. قال: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ؟» قال: فبسُنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟» قال: أجتهد رأيي.. قال: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم» رواه الترمذي في "سننه".

وأضحت أن وجه الاستدلال بهذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقرّ معاذًا رضي الله عنه على أن يجتهد إذا لم يجد نصًّا يقضي به في الكتاب والسُنة.

والاجتهاد: بذل الجهد للوصول إلى الحكم، وهو يشمل القياس؛ لأنه نوع من الاجتهاد والاستدلال، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يقره على نوع من الاستدلال دون نوع.. ينظر: "علم أصول الفقه" للشيخ عبد الوهاب خلاف (ص: 56، ط. مكتبة الدعوة).

بل جاء عن الإمام الشافعي أن الاجتهاد هو القياس، ونقل مقولته هذه كثير من الفقهاء والأصوليين، وجاء في كتابه "الرسالة" (ص: 477) قوله: [قال: فما القياس أهو الاجتهاد أم هما متفرقان؟ قلت: هما اسمان لمعنىً واحد] اهـ.

كما ورد في السنة المطهرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد استعمل القياس في الاستدلال على حكم كثير من الوقائع التي عُرِضت عليه، ولم يقم دليل على اختصاصه بذلك، فللمسلمين به أسوة؛ من ذلك أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال: «نعم»، قال: «فدَيْن الله أَحَقُّ أن يُقْضى» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه"؛ قال الإمام ابن رشد الجد في "المقدمات الممهدات" (1/ 33-35، ط. دار الغرب الإسلامي): [وأما الاستنباط وهو القياس: فالتعبد به جائز في العقل واجب في الشرع. والذي يدل على أنه أصل من أصول الشرع الكتاب والسنة وإجماع الأمة.. فلما لم توجد جميع الأحكام في القرآن نصًّا علمنا أنه أراد أنه نص على بعضها وأحال على الاستنباط وهو القياس في سائرها.


وأما السُنن الواردة في ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام فكثيرةٌ أيضًا ترفع العذر وتوجب القطع عن النبي عليه الصلاة والسلام بالحكم بالرأي والاجتهاد وإقرار أصحابه على ذلك في زمنه ومع وجوده ونزول الوحي، فكيف به اليوم بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانقطاع الوحي.. فقاس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجوب قضاء دين الخالق على وجوب قضاء دين المخلوق] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء القياس الأدلة الشرع الكتاب السنة الله صلى الله علیه وآله وسلم ه صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله ول الله الله ص

إقرأ أيضاً:

دعاء قبل النوم أمر بترديده الرسول.. اقرأه لأطفالك

كتبت دار الإفتاء المصرية، منشورًا عن أفضل الأعمال المستحبة قبل النوم منها دعاء قبل النوم الذي ورد عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن رسول الله حثَّنا على النوم على وضوءٍ.

واستشهدت دار الإفتاء، عبر موقعخها الإلكتروني، فقد روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ». 

آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمهاكلمات قالها النبي.. أفضل دعاء لمن يشتكي من عدم القدرة على النومدعاء في جوف الليل.. تضرع إلى ربك والناس نيامحكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء توضح

واستكملت الإفتاء بأن من نام على الجانب الأيمن فقد أصاب السنة النبوية، "اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ".

دعاء قبل النوم

وذكرت الإفتاء دعاء قبل النوم من حديث الرسول: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».

وأوردت دار الإفتاء أقوال بعض العلماء عن أفضل الأعمال قبل النوم ومنها:

قال العلامة ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (1/ 365، ط. مكتبة الرشد): [فيه: أن الوضوء عند النوم مندوب إليه مرغب فيه، وكذلك الدعاء؛ لأنه قد تُقْبَض روحه في نومه، فيكون قد خَتَم عمله بالوضوء والدعاء الذي هو أفضل الأعمال، ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يجعل آخر عمله الوضوء والدعاء، فإذا تكلم بعد ذلك استأنف الصلاة والدعاء، ثم ينام على ذلك؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لقوله: «اجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ»] اهـ.

وقال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (1/ 268، ط. دار الحديث): [قوله: (فتوضأ) ظاهره استحباب تجديد الوضوء لكل من أراد النوم، ولو كان على طهارة] اهـ.

5  أعمال قبل النوم

كما قال الشيخ عويضة عثمان، إن هناك سننا وأفعالا تقي الإنسان من رؤية الأحلام المزعجة التي يسميها الناس "كابوسًا ، وهي خمس أعمال قبل النوم ، منها "النوم على وضوء، تلاوة القرآن وأذكار النوم قبل الخلود إليه، النوم على الشق الأيمن ، النوم على طاعة الله وبعد أداء الفرائض كما كان يفعل النبي-صلى الله عليه وسلم- .

خمس أعمال قبل النوم وأوضح «عويضة» أن من السنن التي يستحب للإنسان القيام بها قبل النوم ، خمس أعمال قبل النوم ، هي :

1- النوم على وضوء، مستشهدًا بقـول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه : (إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث ) متفق عليه .

2- قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين قبل النوم، مشيرًا إلى ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات، رواه البخاري.

3- التكبير والتسبيح عند المنام: فعن علي رضى الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم) متفق عليه.

4- الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم:

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته) رواه البخاري.

5- الدعاء عند الاستيقاظ من النوم:

والدعاء الوارد: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور) رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: استغلال السائح حرام شرعًا ويخالف سنة النبي
  • أمين الفتوى: استغلال السائح حرام شرعًا ويخالف سنة النبي «فيديو»
  • فضل وثواب صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح
  • متى يجوز الصلاة بالحذاء.. المفتي السابق يحسم الجدل
  • يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
  • هل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضح
  • هل الزواج في شهر شوال مكروه؟.. دار الإفتاء تكشف عن سبب المقولة الخاطئة
  • هل الأيام البيض هي الست من شوال؟ دار الإفتاء تجيب
  • ثواب صيام الست من شوال.. اعرف كم يساوي في الأجر
  • دعاء قبل النوم أمر بترديده الرسول.. اقرأه لأطفالك