نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل لم يتوقعا النتيجة التي وصل إليها "حزب الله" داخل لبنان من خلال الضربات القاسية التي تعرض لها إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة. ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن "الوضع جيد الآن عند الحدود بين لبنان وإسرائيل"، وأضاف: "هذه الحرب ليست فقط أكثر نجاحاً مقارنة بالحرب التي حصلت بين البلدين عام 2006، بل إنها تفتح إمكانيات لعودة لبنان إلى كونه دولة مزدهرة كما كان في السابق، في حين أنها تضع أمام إسرائيل خيارات دبلوماسية جديدة".
وزعم التقرير أن "إسرائيل هزمت حزب
الله وحققت إنتصاراً كاملاً"، وأردف: "رغم أن حزب الله تأسس وأصبح جيشاً حقيقياً، إلا أنه انكسر في هذه الحرب، وبالتالي فإن قدرته على إعادة البناء منخفضة جداً، كما أن قدرته على التكيف تضررت بشدة. يمكنك مقارنة هذا بحكرة حماس، التي تلقت أيضاً ضربة قوية في غزة، لكنها تكيفت - وتحولت من منظمة عسكرية إلى ميليشيات ثم إلى خلايا مسلحة. إن حزب الله يرغب في إعادة تأسيس نفسه على هذه الخطوط، كما فعل بعد حرب لبنان الثانية، ولكن الجيش الإسرائيلي سيواجه ذلك". وتابع التقرير مُدَّعياً: "على الساحة المحلية اللبنانية، هُزم حزب الله أيضاً بسبب الضربات الإسرائيليّ. إذا كان مطار بيروت ملكاً لحزب الله، فإنّ عناصره اليوم يتظاهرون أمام المطار. أيضاً، فإن إستعراض القوة الذي قدمته المنظمة في جنازة نصرالله بمثابة إظهار للهزيمة، لأن حزب الله العظيم بقيادة نصر الله لم يكن مضطراً إلى القيام بأي نوع من التظاهرات.. كان الجميع يعلمون أنه قويّ". وذكر التقرير أنَّ "بعض النقاط الخمس التي تتواجد فيها إسرائيل حالياً في جنوب لبنان كانت قواعد لحزب الله حتى بضعة أشهر مضت. ما حصل هو أن الجيش الإسرائيلي أبعد قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن تلك المناطق، وحتى خلال وقف إطلاق النار، كانت إسرائيل تقصف في لبنان بينما لم يستطع حزب الله فعل أي شيء". وأكمل: "في ضوء هذا الواقع، من الصعب فهم الأصوات المعارضة لعودة سكان الشمال إلى منازلهم، وخاصة أصوات رؤساء البلديات والمجالس الإستيطانية. أولاً، إن وضع شرط للعودة في مواجهة الطلب على الأمن النهائي لا يتوافق مع الفضاء الذي نعيش فيه. وليس لأن السعي إلى الأمن المطلق باعتباره هدفاً مثالياً هو أمر خاطئ، بل لأن هذا الطموح لا يختلف في الشمال، أو في الضفة الغربية، أو في القدس. وفي الواقع، ووفقاً لبعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، أصبح الشمال الآن أكثر أماناً من القدس أو موقف الحافلات في مدينة بات يام. لو كانت هناك فرصة للأمن المطلق، فلن تكون هناك حاجة للجيش، ولن يكون هناك نقاش حول قانون التجنيد، وسوف يصبح مئات الآلاف ممن ترتبط أعمالهم بأنظمة الأمن أو الصناعات الأمنية عاطلين عن العمل". وأردف: "حالياً، يتم اختبار القيادة المحلية على وجه التحديد في هذه اللحظات. وبطبيعة الحال، هناك تحديات يجب على الدولة أن تتصدى لها. لكن مسؤولية رؤساء المجالس أو المدن، من بين أمور أخرى، هي عدم انتظار الحكومة. علينا أن نجهز رياض الأطفال والمدارس، وأن نستعدّ لافتتاح العيادات والمراكز الاجتماعية، والاستفادة من الوضع الحالي من أجل الدفع والنمو المتجدد، وليس الانغماس في الراحة المدمرة التي تسعى، على الرغم من الإنجازات المذهلة، إلى ترك الشمال بلا سكان، وهو ما يريده حزب الله". المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقريرٌ يكشف عدد المشاركين بتشييع نصرالله.. ما حقيقة رقم الـ1.4 مليون؟
نشرت شركة "الدولية للمعلومات"، اليوم الإثنين، تقريراً جديداً تحدثت فيه عن تقديرات عدد المشاركين بتشييع الأمينين العامين لـ"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، أمس الأحد، في بيروت. ويقول التقرير إنّ التقديرات تشير إلى أن عدد المشاركين يتراوح بين 690 ألفاً كحد أدنى و900 ألفاً كحد أقصى، لافتاً إلى أنّ رقم 1.4
مليون مشارك في التشييع "لا يستقيم"، وبالتالي ليس دقيقاً. ورجح التقرير أن يكون رقم الـ690 ألفاً هو الأكثر واقعية إستناداً لتقييم المساحات التي ملأتها حشود الوفود التي تقاطرت لتشييع نصرالله وصفي الدين. وشرحت "الدولية للمعلومات" النتيجة على النحو التالي: - عدد المسلمين الشيعة في لبنان هو 1.2 مليوناً منهم 20% من عمر يوم إلى 10 سنوات أي 240 ألفاً. - إذاً، يبقى 960 ألفاً من بينهم العجزة وكبار السن والمرضى والمقدر عددهم بنحو 200-220 ألفاً (وقد يكون أقل من ذلك). - بذلك، ينخفض عدد الفاعلين إلى 740-760 ألفاً، علماً أن عدد المقترعين الشيعة في العام 2022 بلغ 572 ألفاً. - إذا اعتبرنا أن الرقم المرجح لعدد المشاركين بالتشييع هو 900.000 أو 1 مليون شخصاً سيتولد لدينا عدة استنتاجات: أولاً: علينا التدقيق بالفرضية التي تقول إن عدد الشيعة المقيمين غير المرضى وكبار السن والأطفال الصغار هم نحو 760,000.. فهل يعقل أن يكونوا قد شاركوا جميعاً؟ واذا كانوا قد شاركوا فعلاً فهل يعني ذلك أن هناك نحو 250,000 لبنانية ولبناني قد شاركوا وهم من طوائف أخرى؟ أو أن عدد الشيعة الفاعلين يصل إلى المليون؟ ثانياً: إذا اعتبرنا أن الرقم 690 ألفاً هو المرجح، فهذا أيضاً يفترض مشاركة واسعة من قبل الطائفة الشيعية والطوائف الأخرى. إزاء ذلك، تقول "الدولية للمعلومات" إن عدد الـ300 ألف مشارك هو متدنّ جداً ولا يستقيم علمياً خصوصاً أن نحو 40% من هذا العدد كانوا في المدينة الرياضية لبيروت، وأضافت: "كذلك، فإنَّ رقم الـ1.4 مليون لا يستقيم لأنه يفترض مشاركة كل الشيعة المقيمين (1.2 مليون) إضافة إلى نحو 200 ألفاً من باقي الطوائف ومن القادمين من الخارج الذين لا يتجاوز عددهم الـ15 ألفاً وذلك إستناداً إلى حركة المطار اليومية". وختمت المؤسسة بالقول: "لهذه الأسباب، وبعد إبداء الملاحظات أدناه تقدّر الدولية للمعلومات الأعداد بين 690 و 900 ألف مشاركة ومشارك وهو حشدٌ ضخمٌ جداً قياسياً بعدد السكان في لبنان".