ما تأثير الذكاء الاصطناعي على مؤتمرات التقنية وكيف يمكن أن تصبح هذه المؤتمرات في المستقبل؟ هذا كان موضوع المقابلة الخاصة للجزيرة نت مع بادي كوسغريف مؤسس قمة الويب على هامش القمة التي اختتمت أعمالها اليوم في الدوحة.

في لقائنا الأخير، استخدمنا آلة الزمن للعودة إلى الماضي وتحدثنا عن تصريح بادي بشأن غزة، حيث أكد خلاله تمسّكه برأيه حول الحرب هناك.

اليوم، سنستخدم نفس آلة الزمن، لكن هذه المرة سنتجه نحو المستقبل، حيث سنستكشف كيف ستبدو السنوات العشر القادمة في عالم التكنولوجيا، والشركات الناشئة، وقمة الويب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذكاء الاصطناعي بين الحلم والواقع.. ماذا قال الخبراء في قمة الويب قطر 2025؟list 2 of 2من قمة الويب 2025.. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتغلب على الإرهاق والاحتراق الوظيفي؟end of list بادي.. إذا تقدمنا 10 سنوات إلى الأمام، ودخلت قمة الويب لعام 2035، ماذا ترى؟

لعقودٍ من الزمن، كان تركيز العالم منصبا على الغرب. من الواضح للجميع أن مركز الثقل، أو مركز العالم في المستقبل يتحرك شرقا. وأعتقد أن مركز هذه الحركة ينتهي في مكان ما حول الشرق الأوسط. فالصين تجذب العالم، وكذلك الهند، حيث تستحوذان على اهتمام العالم وتجارته.

وإذا نظرنا إلى حجم التجارة في الشرق الأوسط، سواء بين دول المنطقة نفسها أو بين الشرق الأوسط والهند والصين، سنرى ذلك بوضوح.

يمكننا ملاحظة ذلك بسهولة من خلال أرقام الواردات والصادرات في قطر، على سبيل المثال، أين تذهب معظم الصادرات القطرية؟ إنها تتجه إلى الصين، والهند، وباكستان. هذه العلاقات أصبحت ذات أهمية كبيرة، وهو ما يمثل تغييرا جذريا عن الماضي.

إعلان

في الوقت الحالي، لا يزال هناك العديد من الأصوات الأميركية البارزة على المنصات. ولكن، كما ذكرت، فإن حجم وأهمية الأصوات القادمة من الصين والهند يتزايد باستمرار.

خلال افتتاح هذه القمة في الدوحة، شهدنا لحظة لافتة عندما كان فيليكس سالمون كبير المراسلين الماليين في "أكسيوس" يُجري مقابلة مع ألكسندر وانج المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "سكيل إيه آي"، الذي كان يقدم وجهة نظره بأن أميركا ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي.

فسأل فيليكس أمام ألفي شخص في القاعة، معظمهم من المتابعين المطلعين: "من يعتقد أن أميركا ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي؟" رفع شخصان فقط أيديهما. وهذا يعكس واقعا جديدا؛ خارج فلك أميركا، حيث لا يبدو أن أحدا يعتقد أنها لا تزال تتصدر السباق.

بالحديث عن الذكاء الاصطناعي، شهدنا انفجارا في هذا المجال منذ القمة الأخيرة. لكن هل تعتقد حقا أن الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبلا للجميع، أم أنه يخدم فقط رواد الأعمال والشركات الناشئة ومنظمي الفعاليات؟

أعتقد أن هناك تحولا كبيرا خلال الـ24 شهرا الماضية. في السابق، كان نجاح الشركات الناشئة يعتمد بشكل أساسي على توفر رأس المال الاستثماري.

ولكن قبل عامين، عندما بدأ الاستثمار في رأس المال الجريء في الانخفاض عالميا، كان يُتوقع أن عدد الشركات الناشئة سينخفض أيضا. لكن العكس هو ما حدث.

اليوم، يمكننا مقابلة العديد من رواد الأعمال الذين ليس لديهم مستثمرون خلفهم، ولكن لديهم عملاء وإيرادات. والسبب في ذلك هو الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح لهم القيام بالمزيد بتكاليف أقل، مما يسمح لهم بإطلاق منتجاتهم بسرعة أكبر وبتكلفة زهيدة مقارنة بالماضي.

الآن، يمكن لأي شخص تطوير نموذج أولي لمنتج خلال ساعات، من دون الحاجة إلى خلفية تقنية متقدمة. وهذا يفسر لماذا انخفض الطلب على وظائف مهندسي البرمجيات بشكل ملحوظ خلال الـ24 شهرا الماضية. فالأشخاص المبدعون أصبحوا قادرين على بناء تطبيقاتهم الخاصة من دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.

بادي يؤكد أن البشر كائنات اجتماعية، ولديها الحاجة الفطرية للتفاعل المباشر (قمة الويب) هذا يقودني إلى سؤال آخر: إذا كان لديك شريك لهذه القمة من الذكاء الاصطناعي، فما الذي تريده أن يفعله؟

شخصيا، أجد الذكاء الاصطناعي أداة رائعة للمساعدة في التفكير وصياغة الأفكار. على سبيل المثال، طلبت من "شات جي بي تي" (ChatGPT) تقديم تفسير موجز لكيفية عمل الإعلام الغربي، ثم طلبت نفس الشيء من "ديب سيك" (DeepSeek) الصيني.

إعلان

كانت الإجابات مختلفة تماما، وهذا جعلني أدرك كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم وجهات نظر متنوعة. هذا الأمر يجعلني أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تفكيك النظام الإعلامي الغربي التقليدي، حيث سيبدأ الناس في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحصول على المعلومات بدلا من وسائل الإعلام التقليدية.

ولكن هل يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي بديلا كاملا؟ لا أعتقد ذلك. بل أراه أداة تساعد على تحسين العمل وتوفير الوقت. نحن نشجع في شركتنا على استخدامه والتجربة به، رغم أننا ندرك أن بعض الأخطاء ستحدث، وعلينا تقبل ذلك.

فيما يتعلق بالمؤتمرات التقنية، هل تعتقد أنها ستظل تُعقد في العالم الواقعي في المستقبل؟ أم أنها ستتحول لمؤتمرات في العالم الافتراضي؟

أنا أؤمن بشدة بأهمية الفعاليات الواقعية. صحيح أن هناك فرصا للاجتماعات عبر الإنترنت، لكن اللقاءات الفعلية تظل ضرورية. البشر كائنات اجتماعية، ولدينا حاجة فطرية للتفاعل المباشر.

خلال جائحة كوفيد-19، حاول الناس التكيف مع الاجتماعات الافتراضية، لكن بمجرد رفع القيود، عاد الجميع إلى اللقاءات الواقعية. بالنسبة لي، المؤتمرات يجب أن تبقى فعاليات حضورية، لأن رواد الأعمال يحتاجون إلى التواصل المباشر وإظهار شخصياتهم، وهو أمر لا يمكن تحقيقه من خلال الشاشة فقط.

أخيرا، أي من التقنيات التالية تعتقد أنها ستتحقق أولا في قمة الويب: الشبكات الاجتماعية المعززة بالواقع الافتراضي، نظام التوصية الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، أم العروض التي تستخدم تقنية الولوغرام؟

في الواقع، نحن نقوم حاليا باستخدام نظام التوصية الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، لكننا لا نتحدث عنه كثيرا. بدأنا في تطوير أنظمة توصية للأشخاص منذ 2015، لكن مع ظهور قوانين مثل "اللائحة العامة لحماية البيانات" (GDPR)، أصبح الناس أكثر حساسية تجاه استخدام الخوارزميات في تحديد الأشخاص الذين يجب أن يلتقوا بهم. لذلك، توقفنا عن الحديث عن ذلك علنا، لكننا لا نزال نستخدمه داخليا لتحسين تجربة المؤتمرات.

هدفنا هو تحسين "هندسة الصدفة"، أي بناء برامج تزيد من احتمالية لقاء الأشخاص المناسبين بعضهم البعض خلال الفعاليات. النظام يحدد الأشخاص الذين يجب أن تلتقي بهم بناء على اهتماماتك واتصالاتك، وهذا يعزز فرص بناء علاقات جديدة ذات قيمة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب قمة الويب الذکاء الاصطناعی قمة الویب

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل: بين القلق والفرص الجديدة

خاص

تشهد بيئات العمل اليوم تحولًا غير مسبوق مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يثير تساؤلات حول كيفية تأثيره على الموظفين والشركات على حد سواء.

وبينما يُنظر إلى هذه التقنية على أنها أداة لتعزيز الإنتاجية، إلا أن العديد من الموظفين يشعرون بالقلق بشأن كيفية دمجها في مهامهم اليومية.

ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة “وايلي”، أفاد 76% من المشاركين بأنهم يفتقرون إلى الثقة في استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، بينما أظهرت دراسة لمؤسسة “غالوب” أن 6% فقط من الموظفين يشعرون براحة تامة مع هذه التقنية، مما يعكس حالة من عدم اليقين حول كيفية الاستفادة منها.

ويُرجع الخبراء هذا القلق إلى نقص التدريب وغياب الإرشاد الواضح حول آليات دمج الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، إذ يحتاج الموظفون إلى دعم مستمر لفهم كيفية استخدام هذه الأدوات بفعالية دون الشعور بأن وظائفهم مهددة.

ويُشكل المدراء العنصر الأساسي في إنجاح عملية دمج الذكاء الاصطناعي، حيث يلجأ الموظفون إليهم للحصول على التوجيه.

ومع ذلك، أفاد 34% فقط من المديرين بأنهم يشعرون بأنهم مستعدون لقيادة هذا التغيير، مما يزيد من حالة عدم اليقين داخل المؤسسات.

ولتجاوز هذه العقبات، تحتاج الشركات إلى استراتيجيات واضحة تشمل التدريب المكثف، وتوفير بيئة داعمة تعتمد على الشفافية في التعامل مع هذه التقنية الجديدة، إلى جانب وضع معايير تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.

ولا شك أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل طبيعة العمل كما نعرفها، لكن نجاح هذا التحول يعتمد على مدى قدرة المؤسسات على تمكين موظفيها من استخدامه بفعالية، والاستثمار في تطوير المهارات والتواصل المستمر سيجعل من هذه التقنية أداة مساعدة بدلاً من أن تكون مصدرًا للقلق.

إقرأ أيضًا

ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي

مقالات مشابهة

  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيلغي وظائف الأطباء والمعلمين خلال 10 سنوات
  • «AIM للاستثمار» تستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في رصد تشوهات الجنين
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر بتشخيص مرض السيلياك
  • ‏ AIM للاستثمار تناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الحكومات
  • «بريسايت» و«مايكروسوفت» تدعمان شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة
  • 24 يونيو.. أول مؤتمر أفريقي لحلول الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية
  • 24 يونيو..انطلاق أول مؤتمر أفريقي لحلول الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية
  • ماذا لو أقنعنا الذكاء الاصطناعي بأنَّه يشعر ويحس؟!
  • الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل: بين القلق والفرص الجديدة