لجريدة عمان:
2025-03-31@15:15:45 GMT

«معا نتقدم».. الحوار الذي يصنع المسؤولية

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

«معا نتقدم».. الحوار الذي يصنع المسؤولية

تستحق تجربة ملتقى «معا نتقدم» الذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس الوزراء مع شركائها من مؤسسات الدولة المختلفة للعام الثالث على التوالي الكثير من الإشادة، وتحويله إلى أنموذج تبنى وِفقه حوارات مجتمعية كثيرة وإن على مستوى دوائر أصغر.. فالحوار المفتوح بين الحكومة والمواطنين يسهم بشكل كبير، مع الوقت والتجربة، في بناء وتعزيز مبدأ الشفافية ويحول الكثير من الخطابات والأطروحات المنفلتة إلى خطابات تتمسك بمبدأ حرية الرأي وحق التعبير عن وجهات النظر دون الإفلات بمبدأ المسؤولية، وهذا الأمر يشكل مع الوقت أيضا ما يعرف بمصطلح «الحرية المسؤولة».

لكن إيجابيات ملتقيات مثل ملتقى «معا نتقدم» أكبر بكثير من ذلك سواء على المواطن المشارك فيها أو على الحكومة وصناع القرار فهذه الحوارات تصنع بيئة حيوية تضمن استمرار التفاعل بين الأجيال وتحفز الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى أجيال الشباب الأمر الذي يبني شعورا داخليا أنهم جزء من حركة التنمية في البلاد.

ولا شك في أن عملية إشراك الشباب في الحوارات الوطنية تتجاوز فكرة التمكين والشعور بالاطمئنان لتكون وسيلة فعالة لفهم تطلعاتهم، ومعالجة التحديات التي تواجههم، وصياغة سياسات تستجيب لاحتياجاتهم الحقيقية.. ومن خلال هذه النقاشات، يتولد لدى الشباب إحساس عميق بأنهم ليسوا مجرد متلقين للقرارات، بل هم جزء أصيل من عملية صنعها، مما يرسّخ لديهم الشعور بالانتماء ويردم الفجوة بين الأجيال، سواء في طريقة التفكير أو في فهم الأولويات الوطنية.

ومن ناحية أخرى، فإن صناع السياسات يستفيدون كثيرا من هذه الحوارات وما يطرح فيها من نقاشات مهما بدت أحيانا صاخبة حيث يمكنهم من الاطلاع بشكل مباشر على آراء الشباب دون وسطاء، ما يعزز الثقة المتبادلة ويمنع نشوء ما تسميه بعض الدراسات بـ «الاغتراب السياسي» أو «الشعور بالإقصاء». والشباب اليوم في حاجة ماسة جدا للشعور بأنهم جزء أصيل من المجتمع وأن مستقبلهم يبنى على أعينهم وهذا من شأنه أن يباعد بين الشباب وبين تبني المواقف السلبية تجاه الدولة أو الشعور بأن هناك فجوة واسعة بينهم وبين متخذي القرار.

وفي الحقيقة فإن هذا حق أصيل للشباب خاصة في مرحلة تشكل الأفكار واختبارها على محكات التجارب العملية، والدول العميقة لا خيار لها إلا أن تستمع لشبابها ولأفكارهم وأطروحاتهم، فهم أخبر بالتحديات التي يمرون بها وأقرب إلى فهمها وفهم آليات تجاوزها؛ ولأنهم صناع الغد فلا بدّ أن يسمع صوتهم مهما بدا صاخبا فهذه هي مرحلة الصقل والتشكل وبالقدر الذي نحسن التعامل معها يمكن أن نتصور شكلها وشكل المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير الشئون النيابية: الحكومة تحرص على فتح مساحات الحوار والتواصل مع الأحزاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المستشار محمود فوزي، وزير الدولة للشئون النيابية والتواصل السياسي، حرص الحكومة على فتح مساحات الحوار ومد جسور التواصل بينها وبين الأحزاب، مشيرا إلى أن حضوره فعاليات الأحزاب لتأكيد التزام الحكومة بتعزيز هذا التعاون، وأن القضية تسع الجميع.

وقال "فوزى" فى كلمته خلال حفل سحور حزب المؤتمر بأحد فنادق القاهرة، إن الحكومة بعثت رسالة بأهمية التعاون المشترك بين جميع الأطراف والقوى السياسية، إيمانا منها بأن الحوار والشراكة بين الجميع هما السبيل الوحيد لتحقيق مصالح الوطن والمواطنين.

وشدد على أن النخب السياسية خاصة الأحزاب يقع على عاتقها دور كبير فى قيادة الرأى العام والجماهير، من خلال تعزيز الوعى المجتمعى، وإشراك النخب الإعلامية والسياسية فى هذه القضية، لافتا إلى أن التحديات كثيرة، وكل حزب له رؤى وأيدلوجية مختلفة عن الآخر، ولكن عليهم التوافق والتوحد فى القضايا الرئيسية.

وتابع "فوزى" : " ندرك التوجهات السياسية المختلفة للأحزاب التى تجمعها نقاط توافق، وأحيانا نقاط اختلاف، ولكنها تسير وفق مبدأ أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية".

كما أكد أهمية تضافر جهود الجميع لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز فرص العمل، وقال :"على الرغم من كثرة التحديات خاصة الإقليمية منها إلا أنها لن يكون لها أى تأثير مع وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية".

وأشاد "فوزى" بالدور الفعال لحزب المؤتمر سواء من خلال مشاركة أعضائه داخل البرلمان أو من خلال جهوده في تحقيق أهدافه السياسية، لافتا الى أن الحزب يتميز باهتمامه الخاص بالملف الاقتصادي، حيث يركز على قضايا تشغيل الشباب ودعم المشروعات الصغيرة، بالإضافة إلى دوره البارز في تعزيز دور المرأة في المجتمع، ونحن نتفق معه فى هذه القضايا التى تمس هذا القطاع.

ووجه الشكر للربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر واعضاء الحزب على دعوتهم الكريمة، مشيدا بدور النخبة السياسية في تقريب وجهات النظر في العديد من القضايا السياسية الهامة التي تمس الوطن والمواطنين.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات دامية في أبوجا.. الجيش النيجيري يحمّل متظاهرين شيعة المسؤولية ومنظمة العفو ترد
  • الرئيس الإيراني: سلوك المسئولين الأمريكيين سيحدد مسار المفاوضات
  • الهلال الأحمر يحمل الاحتلال المسؤولية عن سلامة وحياة 9 مسعفين محاصرين في رفح
  • بمشروع القانون الجديد.. متى يجوز التصالح في جرائم المسؤولية الطبية؟
  • أنشيلوتي: مبابي يصنع الفارق
  • سياسي ألماني: "لن نتقدم شبراً واحداً" إذا انزعجنا من ترامب
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة «المحرصاوي»
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة الدكتور المحرصاوي
  • وزير الشئون النيابية: الحكومة تحرص على فتح مساحات الحوار والتواصل مع الأحزاب
  • هل الشعور بالزهق والضيق فى رمضان ضعف إيمان؟.. أستاذ طب نفسي يوضح