لجريدة عمان:
2025-04-01@08:40:47 GMT

رحلة النسوية البيضاء من الفوقية إلى الفوقية

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

واجهت النسويات مع حرب الإبادة امتحانا.. لم يكن امتحانا حقا، فكلمة امتحان أو اختبار تحمل معاني التحير، والمجاهدة للتثبت من الموقف. إلا أن خيارهن الأخلاقي كان واضحا وحاسما دون تردد: لا مجال للحديث عن الحريات الشخصية والجنسية لأشخاص تهدد حياتهم. ومعركة التحرر من الاستعمار، من الحصار، من السجون، من القتل الممنهج هي ما يجب على ناشطات العالم العمل لأجله في هذه المرحلة الحرجة.

دعم النسويات العربيات للمقاومة وضع استمرارية مبادراتهن على المحك. حيث خسرن شطرا لا يستهان به من التمويل الذي كان يضخ عبر المؤسسات الأوروبية.

رحلة النسوية البيضاء من الفوقية إلى الفوقية: واجهت النسوية لعقود خلال القرن العشرين نقداً بشأن افتراضها تشابه أحوال النساء، وتشابه مطالبهن، وتنصيب أنفسهن كمتحدثات باسم نساء الكوكب. لمجابهة هذا النقد اتخذن موقفا جديدا. حيث رحن يؤكدن على الفارق الثقافي، وأهمية احترام تقاليد المجتمعات غير الغربية. فالختان تقليد شرقي، والساتي تقليد هندي، وزواج القاصرات تقليد إسلامي.

تجادل اوما نارايان (Uma Narayan) أستاذة الفلسفة المتخصصة في النسوية ما بعد الاستعمارية بأن هذا التأكيد على اختلاف الثقافات يفترض وجود ثقافة ثابتة (جوهرية) أن ثمة ما يمكن تسميته ثقافة هندية، عربية، إسلامية. في تناقض مع تفكيرهن بالجندر. فهن يرفضن فرض أدور للنساء أو تحديد ما يعنيه أن تكون امرأة، لكنهن يؤمن أن ثمة ثقافة، ويتوقعن من النساء المنتميات لها أن يكن مسلمات بها. عوضا عن اعتبار التقاليد الثقافية شيء متطور ومتبدل، يُقبل أو يُرفض، يُراجع، ينمو مع ناسها. تقليد مثل الساتي الهندي (الذي تحرق فيه المرأة مع نعش زوجها) يصبح «ثقافة هندية» في تعميم لتقليد غير شائع في كل الهند. هذا الإصرار على اختلاف الآخر، اختلاف ثقافته، يعيد تكريس المنظور الفوقي للبيض مقابل الآخر، الأكزوتك، ذو الثقافة الخاصة.

النسويات اليوم، بأفعالهن الرافضة للتنازل عن حقوق الإنسان كل إنسان: القول بأن حقوق الإنسان ودعاوي المساواة هي قيم غربية يتجاهل حقيقة تعايش هذه القيم مع عقود من العبودية والاستعمار والنيل من حقوق النساء سواء في المستعمرات أو في العالم الغربي. يتجاهل أن الأطر والمعاهدات هي في الحقيقة نتيجة صراع طويل من قبل هذه الفئات المهمشة والمضطهدة، لأجل أن ينظر إليهم باعتبارهم مستحقين للقدر نفسه من العدالة والكرامة والحقوق. هذه القيم هي على عكس ما يروج له نتيجة لصراع الجنوب العالمي ضد الإمبريالية.

تكشف نسويات الغرب في مواضيع اهتمامهن ومعالجتهن لقضايا العالم عن هذه الخصلة، بالتركيز على ما يعتبرنه مهم بالنسبة لهن (حرية اللباس، الحريات الشخصية)، وإهمال الحياة «المجردة» للبشر. إنهن يفشلن في النظر لأبعد من مصافحة اليد، وغطاء الرأس. إنهن يُعلين اهتماماتهن الثانوية لموضع يساوين فيه بين حياة المرء (أو المرأة تحديداً) وحريته، والقضايا الثانوية، في انعدام لا يصدق للحساسية الأخلاقية.

وتكشف المؤسسات الثقافية عن قدرات كامنة للهيمنة والابتزاز والمعاقبة. التمويل الثقافي ورقة مقايضة، ورقة ضبط، جزاء، عقاب، ورقة ضامنة بأن يتكلموا من خلال من يمولون.

إن كنا نريد استعادة أصواتنا حقاً فعلينا أن نعمل اليوم نحو قبول التسامح والانفتاح، أن تمنح مؤسساتنا لا مؤسساتهم للشابات والشباب مساحة حرة للعمل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بطلة واقعة البطاقة “البيضاء” في ملاعب كرة القدم تستعد لكتابة تاريخ جديد

البرتغال – تستعد الحكَمة كاتارينا كامبوس لكتابة التاريخ كأول امرأة تدير مباراة في الدوري البرتغالي لكرة القدم، يوم غد السبت، وذلك ضمن منافسات الجولة 27 من الدوري بين فريقي كاسا بيا وريو آفي.

تبلغ كاتارينا كامبوس من العمر 39 عاما، وهي حَكَمة دولية منذ عام 2018 وكانت ضمن فئة النخبة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” لمدة عام ونصف تقريبا.

وقال رئيس رابطة حكام كرة القدم البرتغالية، جوزيه بورجيس، إن هذا الإنجاز: “يرمز إلى التقدم والمساواة والاعتراف بمواهب التحكيم النسائية في البرتغال”.

وأضاف: “يعكس هذا القرار العمل الممتاز الذي بذل على مر السنين في كرة القدم النسائية، والتقدير المتزايد لحكامنا السيدات، اللاتي يظهرن، المباراة تلو الأخرى، كفاءة وتفانيا واحترافية”.

وأتم بورجيس، في التصريحات التي نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية: “يؤمن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بأن هذا التعيين سيلهم أجيالا جديدة من حكامنا”.

وسبق أن كتبت كاتارينا كامبوس الفصل الأول من التاريخ في 15 فبراير، عندما أصبحت أول امرأة تدير مباراة كرة قدم احترافية للرجال ولكن في دوري الدرجة الثانية البرتغالي، بين فريقي فييرينسي وباكوس دي فيريرا.

كما دخلت كاتارينا كامبوس التاريخ كأول حكم في العالم يظهر بطاقة “بيضاء” خلال مباراة لكرة القدم، في عام 2023، وهي مبادرة في البرتغال لتقدير العناصر التي تقوم بلفتات نابعة من الروح الرياضية.

حدث ذلك خلال “ديربي” السيدات بين الغريمين التقليديين بنفيكا وسبورتنغ لشبونة، حين تعرض أحد المشجعين لوعكة صحية في المدرجات، فوضع الطاقم الطبي في كل من عملاقي لشبونة التنافس التاريخي جانبا وتعاونا على مساعدته.

كافأت كامبوس هذا المثال على الروح الرياضية، بمنح البطاقة البيضاء لأفراد الطاقم الطبي في كلا الناديين.

المصدر: وسائل إعلام

مقالات مشابهة

  • الفراخ البيضاء بكام؟.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الثلاثاء 1 ابريل 2025
  • اكتشاف تقليد غريب لدى شعب المايا القديم!
  • سعر الفراخ البيضاء اليوم الأحد 30 مارس 2025
  • تقليد لا يفقد بريقه.. نقوش الحناء تزين كفوف الفتيات في ليلة العيد (صور)
  • مصرع شاب وإصابة آخرين في مشاجرة بالأسلحة البيضاء بشوارع المحلة
  • أسعار الدواجن اليوم الأحد 30 مارس 2025.. «البيضاء بـ 100 جنيه»
  • الفراخ البيضاء بكام؟.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 30-3-2025
  • تسليم منظومة طاقة شمسية لكليات جامعة البيضاء
  • تيم حسن يظهر براعته في تقليد المعلق عصام الشوالي باللهجة التونسية ..فيديو
  • بطلة واقعة البطاقة “البيضاء” في ملاعب كرة القدم تستعد لكتابة تاريخ جديد