يقول البروفيسور الإسرائيلي جلعاد هيرشبيرغر إن فكرة التهجير القسري لسكان غزة التي يروج لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير أخلاقية وغير عملية، ولن تزيد الصراع إلا تعقيدا، وقد تقود ترامب إلى لاهاي كمجرم حرب.

ويضيف هيرشبيرغر، المتخصص في علم الأحياء الكمي وعلوم الحاسوب، إن فكرة التهجير القسري، التي تُسوّق على أنها "هجرة إنسانية"، ليست إلا غطاءً لتطهير عرقي، وهي فكرة غير قابلة للتنفيذ، حتى لو كان هناك دعم سياسي لها، ولن تفعل شيئا سوى تعزيز الأوهام لدى الإسرائيليين بإمكانية حل الصراع عبر ترحيل الفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: حظر ترامب الجديد على المسلمين خطير ويكتنفه الغموضlist 2 of 2توماس فريدمان: هل يفطن ترامب لخدعة بوتين أم يستيقظ بعد فوات الأوان؟end of list

وقال البروفيسور في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن ترامب، الذي ينظر إلى قطاع غزة بعيون رجل الأعمال في مجال العقارات، يتخيل منتجعات فاخرة تمتد على طول الشواطئ الساحرة للقطاع، لكن الطريق إلى هذا المشهد المثالي والرؤية التجارية مفروش بعدة عقبات يجب إزالتها: أطنان من الأنقاض، ومنازل مدمرة، وحوالي مليوني فلسطيني.

غطاء أخلاقي للتطهير العرقي

وأشار إلى أن الدمار الواسع في القطاع لا يسمح بظروف معيشية لائقة، لذلك تم إيجاد وسيلة لتسويق التطهير العرقي بغطاء أخلاقي "الهجرة الإنسانية"، إذ لا يمكن السماح للبشر بالعيش في مثل هذه الظروف.

إعلان

وتابع الكاتب بأن فكرة ترحيل سكان غزة ليست فقط غير أخلاقية، بل أيضا غير قابلة للتنفيذ، مشيرا إلى أن الشخص الذي لم يتمكن من بناء الجدار الذي وعد به على حدود المكسيك خلال ولايته الأولى، لن ينجح أيضا في ترحيل مليوني فلسطيني من غزة وإيجاد جهة مستعدة لاستقبالهم، مؤكدا أنه، حتى لو كانت هذه الفكرة العبثية مجرد كلمات جوفاء، فإن الضرر الناجم عن هذا الخطاب كبير.

وأكد الكاتب أن خطة "الهجرة الإنسانية" التي يقترحها ترامب تعيد إشعال فانتازيا الترحيل القسري (الترانسفير) لدى العديد من الإسرائيليين، مما يغذي آمالا زائفة بحل بسيط للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مشيرا إلى أنه مجرد طرح الفكرة يخلق وهما بإمكانية التخلص من المشكلة عبر "إعادة توطين" سكان المكان بأكملهم، إلا أن الواقع يؤكد أن نشر هذا المفهوم لا يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع وتأخير الحلول الواقعية.

يتعيّن تعلم العيش معا

وأشار الكاتب إلى أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يحتاج إلى جرعات مكثفة من الإحباط كي يدرك الطرفان أنه حتى بعد جولة القتال المقبلة، عندما يجف الدم ويهدأ الغبار، سيظل الإسرائيليون والفلسطينيون موجودين على هذه الأرض، وسيتعين عليهم في النهاية تعلم كيفية التعايش معا.

كذلك يقول هيرشبيرغر إن أفكارا مثل الترحيل القسري، أو بصيغته المخففة "الهجرة الطوعية"، تعزز الوهم بأن الصراع يمكن حله بإجراء أحادي الجانب يعتمد على القوة، بدلا من الإقرار بأن الحل الحقيقي يتطلب تنازلات متبادلة وقبول الآخر.

عندما تصطدم الأوهام بالواقع

وأردف الكاتب بأنه خلافا للهدف المعلن لترامب -إنهاء الصراع- فإن إحياء فكرة الترحيل القسري لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا، مشيرا إلى أنه عندما تصطدم هذه الآمال الوهمية بالواقع، فإنها لن تؤدي إلا إلى حمام دم جديد بين الشعبين، تماما كما أن الدعوات الفلسطينية لطرد اليهود "والعودة إلى أوروبا" لا تفعل سوى صب الزيت على نار العداء.

إعلان

واختتم الكاتب مقاله بأن خيبة الأمل من الوهم الذي يروج له ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تؤدي إلى اليأس والسعي وراء حلول أكثر عنفا، وبدلا من أن تقود ترامب إلى أوسلو وهو يحمل في جعبته اتفاقيات سلام جديدة، فإنها قد تقوده إلى لاهاي كمجرم حرب، كما أن هذا الطرح السيئ يغذي الدعاية المناهضة لإسرائيل، ويضعف الدول العربية المعتدلة، ويبعد الحل السياسي الذي لا بديل عنه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يطرح فكرة لبيع الجنسية الأمريكية للراغبين بها.. بهذا المقابل

اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء برنامجا بديلا للتأشيرات للمستثمرين الأجانب يطلق عليه "البطاقة الذهبية" التي يمكن شراؤها مقابل خمسة ملايين دولار كوسيلة للحصول على الجنسية الأمريكية.

وقال ترامب للصحفيين إن "البطاقة الذهبية" ستحل محل برنامج تأشيرات المستثمرين المهاجرين (إي.بي-5)، الذي يمنح الإقامة الدائمة لمن يساهمون بمبالغ طائلة في توفير وظائف في الولايات المتحدة أو الحفاظ عليها.

يمنح برنامج (إي.بي-5) الأجانب الذين يتعهدون بالاستثمار في الشركات الأمريكية "البطاقة الخضراء" أو الإقامة الدائمة.

وقال ترامب "سنبيع بطاقات ذهبية... سنحدد سعرها عند حوالي خمسة ملايين دولار".

وذكر ترامب أن البطاقة الذهبية "ستمنحكم امتيازات البطاقة الخضراء علاوة على كونها طريقا للحصول على الجنسية (الأمريكية)، وسيأتي الأثرياء إلى بلادنا عبر شراء هذه البطاقة".

وأضاف أنه سيكشف عن التفاصيل حول البرنامج خلال أسبوعين.

وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك للصحفيين أمس الثلاثاء "برنامج (إي.بي-5).. مَليء بالهراء والتظاهر والاحتيال، وهو وسيلة للحصول على البطاقة الخضراء بسعر منخفض. لذا قال الرئيس، بدلا من برنامج (إي.بي-5) السخيف، سننهيه. وتحل محله بطاقة ترامب الذهبية".

مقالات مشابهة

  • ترامب: على أوكرانيا أن تنسى فكرة الانضمام للناتو
  • ترامب لأوكرانيا: انسوا فكرة الانضمام لـ "الناتو"
  • صحيفة أميركية: حظر ترامب الجديد على المسلمين خطير ويكتنفه الغموض
  • ترامب يطرح فكرة قوات حفظ سلام بأوكرانيا بشرط واحد
  • ترامب يطرح فكرة لبيع الجنسية الأمريكية للراغبين بها.. بهذا المقابل
  • نيبينزيا: أوروبا هي اللاعب الوحيد في الساحة الدولية الذي يريد استمرار الصراع
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد مشروع القرار الأمريكي الذي يدعو لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • لميس الحديدي: تصريحات ترامب لا تعني أن فكرة التهجير انتهت
  • معاريف: هذا السبب الحقيقي وراء نهج ترامب تجاه مصر والأردن