“ايفاد”: المصارف الإنمائية العامة لديها القوة المالية اللازمة لتحويل النظم الغذائية العالمية
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
قال ألفرو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة “ايفاد”، أن المصارف الإنمائية العامة تمثل نحو ثلثي التمويل الرسمي الموجه للقطاع الزراعي ويمكن لاستثماراتها في الزراعة حول العالم أن تؤدي دورًا رئيسيًا في تحويل النظم الغذائية المعطلة غير المستدامة في الوقت الحالي والتي تترك الملايين جوعى، بينما يستعد للمشاركة في قمة التمويل المشترك التي تُعقد في كيب تاون بجنوب إفريقيا بين 26 و28 فبراير.
قال لاريو: "تصل القوة المالية للمصارف الإنمائية العامة إلى 1.4 تريليون دولار أمريكي من الاستثمارات السنوية، وهي تفوق قطاع التمويل المتناهي الصغر أو إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية. فهي العمود الفقري للهيكل المالي العالمي والجهود الرامية إلى جعل النظم الغذائية أكثر استدامة وقدرة على الصمود وإنصافًا".
وتحظى المصارف الإنمائية العامة بقوة مالية كبيرة. فالمصارف الإنمائية العامة البالغ عددها 522 مصرفا في العالم، تمتلك أصولا بقيمة 23.2 تريليون دولار أمريكي وهي مسؤولة عن 10-12 في المائة من التمويل العالمي.
وللنظم الغذائية اليوم بصمة بيئية ثقيلة وهي تعجز عن توفير الحميات الغذائية المغذية للجميع، حيث لم يتمكن أكثر من ثلاثة مليارات شخص من تحمل تكاليف حمية غذائية صحية في عام 2021. وغالبا ما يعيش صغار منتجي الأغذية، الذين يشكلون العمود الفقري لإنتاج الغذاء، في فقر ويواجهون تهديدا وشيكا بالجوع. ويعاني نحو 730 مليون شخص من الجوع حاليا.
يتطلب تحويل النظم الغذائية تمويلًا إضافيًا يتراوح بين 300 و400 مليار دولار أمريكي سنويًا حتى عام 2030. ومع ذلك، ظلّت المساعدات الإنمائية الرسمية للزراعة راكدة عند نسبة 4-6 في المائة من إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية على مدى العقدين الماضيين، وبلغت نحو 10.5 مليار دولار أمريكي في عام 2022، وهو رقم بعيد عن المستويات المطلوبة. ولا يتلقى صغار المنتجين سوى 0.8 في المائة من التمويل المناخي العالمي، على الرغم من دورهم الحاسم في تحقيق الأمن الغذائي.
ولا تزال الاستثمارات الزراعية غير ممثلة بالقدر الكافي في حوافظ المصارف الإنمائية العامة في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مقارنة بالمبلغ الذي لا يزال القطاع الزراعي يسهم به في الناتج المحلي الإجمالي لهذه البلدان.
من أجل تعزيز الاستثمارات في الزراعة والنظم الغذائية المستدامة والعادلة، قاد الصندوق والوكالة الفرنسية للتنمية في عام 2020 إنشاء تحالف تاريخي للمصارف الإنمائية العامة التي تستثمر في الزراعة. وقد أنشأ أعضاء التحالف منصة المصارف الإنمائية العامة للنظم الغذائية الخضراء والشاملة التي يستضيفها الصندوق حاليا. وقد اكتسبت المنصة التي أنشئت في عام 2021 زخما كبيرا؛ وهي تجمع اليوم نحو 140 مصرفا إنمائيا عاما وطنيا تستثمر في الزراعة، وأربعة مصارف إنمائية عامة إقليمية، وثماني شبكات إقليمية في أكثر من 95 بلدا من بلدان الجنوب.
وتُعد هذه المنصة أداة مهمة لدعم المصارف الإنمائية العامة في سعيها إلى توسيع نطاق استثماراتها ومواءمتها بشكل أفضل مع أهداف التنمية والمناخ العالمية. وتعزز المنصة تبادل المعرفة وبناء القدرات والتعلم من الأقران والدعم التقني.
توفر المنصة دورات تدريبية في الإيكولوجيا الزراعية وبناء القدرة على الصمود. تزود المنصة المصارف الإنمائية العامة باستراتيجيات لدمج أدوات التقييم البيئي لتقييم مخاطر وآثار استثماراتها الخضراء بشكل أفضل.
وبناء على نجاح المنصة، يعمل الصندوق على تعبئة موارد إضافية بما في ذلك مليون دولار أمريكي من مرفق البيئة العالمية من خلال البرنامج المتكامل للنظم الغذائية الذي تشترك في قيادته منظمة الأغذية والزراعة والصندوق. وقد حظيت المنصة، منذ إنشائها، بدعم والتزام مستمرين من الوكالة الفرنسية للتنمية منذ عام 2020، وبدعم مالي من الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي.
وسيوقع الصندوق خلال القمة مذكرة تفاهم مع مصرف التنمية للجنوب الأفريقي للاستفادة من الموارد والخبرات الإضافية لمشروعاته، وهو ما من شأنه أن يعزز أثره على التنمية والحد من الفقر والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ في جميع أنحاء أفريقيا.
قمة التمويل المشتركستجمع قمة التمويل المشترك لعام 2025، التي ستُعقد في كيب تاون في الفترة من 26 إلى 28 فبراير، قادة عالميين ومصارف إنمائية عامة وأصحاب مصلحة رئيسيين للبحث في سبل إعادة تشكيل التمويل المستدام. وفي ظل تزايد الجوع والفقر وتسارع وتيرة تغير المناخ، سيجتمع قادة العالم ورؤساء المؤسسات المالية في القمة لتعزيز الدور الحاسم للتمويل من أجل التنمية والعمل المناخي ومساعدة البلدان النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية وأهداف اتفاق باريس المعني بالمناخ
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزراعة النظم الغذائية ايفاد المزيد النظم الغذائیة دولار أمریکی الغذائیة ا فی الزراعة فی عام
إقرأ أيضاً:
وزير "الاقتصاد" وأمين عام "المناقصات" يتفقدان المشاريع الإنمائية في الداخلية
نزوى- ناصر العبري
استقبل سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية، معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد وسعادة المهندس بدر بن سالم المعمري الأمين العام لمجلس المناقصات، خلال زيارة ميدانية تهدف إلى الاطلاع على سير العمل في المشاريع التنموية والاستثمارية بالمحافظة.
وتأتي الزيارة في إطار جهود وزارة الاقتصاد لتعزيز التنمية الاقتصادية في مختلف محافظات سلطنة عُمان ودعم تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" في مجالات التنمية المستدامة. وشملت الزيارة الاطلاع على مجموعة من المشاريع في المحافظة، منها مشروع ميدان الداخلية "بوليفارد الداخلية"، ومشروع محطة النقل العام التكاملية بالإضافة الى مشروع حديقة نزوى العامة، ومشروع تطوير مدخل الولاية. وتخللت الزيارة نقاشات ميدانية حول سبل تذليل التحديات التي تواجه تنفيذ المشاريع. وأكد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري أن الزيارة تأتي في إطار الجهود المستمرة للوقوف على سير العمل في المشاريع الإنمائية بالمحافظة، وذلك ضمن الخطة الخمسية الجارية وبرنامج تنمية المحافظات، بهدف تعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء سلطنة عُمان. وأشار سعادته إلى أن الزيارة تهدف إلى التعرف على متطلبات المشاريع الإنمائية ذات الأولوية، من خلال مناقشة المشاريع التي تستفيد من الميزات النسبية والتنافسية التي تتمتع بها محافظة الداخلية. وأوضح أن المحافظة تمتلك موارد طبيعية وثقافية غنية، مما يتطلب استغلالها بشكل فعال لتحفيز النمو الاقتصادي وتلبية احتياجات المجتمع المحلي.
وأكد سعادته أهمية دعم جهود المحافظة في مجالات التنمية المحلية، بما يتماشى مع الخطط والبرامج الوطنية، وأهمها رؤية "عُمان 2040" والبرامج الاستراتيجية للخطة الخمسية العاشرة. ولفت إلى أن الانخراط في هذه الرؤية يتطلب استراتيجيات متكاملة تشمل التعليم، الصحة، السياحة، والزراعة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.
وأكد سعادة الشيخ هلال الحجري أهمية تكامل الأدوار بين محافظة الداخلية ووزارة الاقتصاد والأمانة العامة لمجلس المناقصات وكافة الجهات المعنية؛ حيث إن التعاون بين هذه الأطراف يُمثِّل ركيزة أساسية لتعزيز فعالية المشاريع الإنمائية. وأوضح أن هذا التعاون يمكّن الجهات المعنية من تنفيذ المشاريع بكفاءة وفق آلية تضمن تحقيق أعلى مؤشرات الأداء والتنافسية. وأضاف سعادته أن المحافظة تتمتع ببيئة خصبة للاستثمار، وتسعى إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية من خلال توفير بيئة عمل ملائمة، مؤكدًا أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لتطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة تستهدف تحسين البنية الأساسية وتوفير فرص العمل.
وأكد سعادته حرص المحافظة على تعزيز التنمية المستدامة، داعيًا جميع الجهات المعنية للعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة؛ بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للمحافظة ولسلطنة عُمان بشكل عام.
وتخلَّلت الزيارة تقديم عدة عروض مرئية؛ حيث استعرض سعيد بن راشد القتبي مدير عام القطاعات الاجتماعية بوزارة الاقتصاد، الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لمحافظة الداخلية، مشيرًا إلى المزايا النسبية للمحافظة وأبرز المشاريع الاستراتيجية مثل "واجهة الجبل الأخضر"، إضافة إلى المشاريع التراثية والسياحية التي تساهم في تحفيز الاستثمار في مجالات السياحة البيئية والاقتصاد المعرفي. وأكد القتبي أهمية تعزيز اللامركزية وتطوير دور المجالس البلدية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المحلية؛ بما يتماشى مع رؤية "عُمان 2040".
وبيّن القتبي أن محافظة الداخلية تتمتع بمزايا عديدة تؤهلها لأن تكون مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا واعدًا؛ حيث ارتفع عدد زوار القلاع والحصون بنسبة 15.5%، من 270217 زائرًا في عام 2022 إلى 312243 زائرًا في عام 2023؛ مما يعكس تعافي القطاع بعد تأثيرات جائحة كورونا، كما جرى تنفيذ 68 مشروعًا خلال الفترة من 2021 إلى 2023، بقيمة إجمالية تجاوزت 18.68 مليون ريال عُماني، إضافة إلى27 مشروعا تقدمت بها المحافظة كقائمة لعام 2024.
من جانب آخر، قدَّمت الأمانة العامة لمجلس المناقصات عرضًا مفصلًا حول آلية إدارة المشاريع التنموية والبرنامج المالي المرتبط بها، إضافة إلى دور المجلس في دعم المشاريع المحلية وتعزيز المحتوى المحلي. كما قدم المختصون في محافظة الداخلية عرضًا تفصيليًا حول المشاريع التنموية المندرجة ضمن برنامج تنمية المحافظات وموقفها التنفيذي، مع تصنيف المصروفات حسب نوع المشروع، مؤكدين أن المحافظة ماضية في تنفيذ مشاريعها التنموية بخطى ثابتة.