اضطرت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، الأربعاء، إلى تأجيل اجتماع مكتبها السياسي الذي كان مقررا في اليوم نفسه، وكانت  الخلافات بين أطراف الأغلبية الحكومية أبرز محاوره.

وفق مصدر مطلع، فإن تأجيل الاجتماع كما أُخبر به أعضاء المكتب السياسي، يعود إلى غياب عضو كانت مشاركته جوهرية في جدول الأعمال الخاص بهذا الاجتماع.

يتعلق الأمر في الغالب بوزير التشغيل، يونس السكوري، حيث كان مقررا أن يلقي عرضا حول قطاعه.

لم يذكر الموعد التالي لعقد هذا الاجتماع، لكن بدأت المدة الفاصلة بين اجتماعات هذا الجهاز التنفيذي تطول أكثر فأكثر، بحيث إن آخر اجتماع كان في 20 يناير الماضي.

كنا قد سلطنا الضوء في مادة أولية نُشرت الثلاثاء، على أبرز المناقشات المتوقع حدوثها في هذا الاجتماع. فالحزب كان يخطط لإجراء تقييم إضافي للانسجام الحكومي بين الأطراف الثلاثة، « الجرار »، و »الأحرار » فـ »الاستقلال »، بينما تتزايد الشكاوى داخل « الجرار » لاسيما على صعيد وزرائه، من تعثر المساعي في إقرار « علاقات طبيعية ومتوازنة » داخل الحكومة.

تقرير سياسي كانت الأمانة العامة الجماعية للحزب، ستعرضه على أعضاء المكتب السياسي في الاجتماع قبل إرجائه، يُعتقد بشكل كبير أن خلاصاته ستكون منتقدة للتحالف الحكومي. ومثلما فعل في اجتماعه في 20 يناير الفائت، فإن الحزب « سيعبر عن هذه الانتقادات جنبا إلى جنب مع دفاعه عن القطاعات الحيوية التي يديرها وزراء باسمه »، كما شدد مصدر بالحزب، مشيرا إلى أن « قطاع التشغيل (الذي يُسيره يونس السكوري) بأهميته القصوى، تجري محاولات دؤوبة لإضعافه من الناحية السياسية ». وبهذه الطريقة، تصرف الحزب في الاجتماع السابق لمكتبه السياسي، إزاء الانتقادات التي وجهت إلى قطاع السكنى (تشرف عليه فاطمة الزهراء المنصوري).

في 29 يناير، التقت أطراف الأغلبية في اجتماع للقادة طال انتظاره، وقد كان متوقعا أن يفضي إلى نتائج عملية بشأن الانتقادات الموجهة إلى ضعف الانسجام الحكومي. في ذلك الاجتماع، وفق معلوماتنا، طلب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، من حليفيه، فاطمة الزهراء المنصوري ونزار بركة، تخفيف النبرة المستخدمة بين الأطراف، موعزا إلى « هدنة مؤقتة لكنها طويلة » تضع حدا للتسابق الانتخابي المبكر لمحطة 2026. وبالرغم من أن الجميع خرج من ذلك الاجتماع متفقا على فعل ذلك، إلا أن المناوشات سرعان ما تجددت بين حزبي الاستقلال والأحرار إثر لقاء بركة في أولاد فرج في 15 فبراير، حيث كال انتقادات شديدة إلى أسباب ارتفاع أسعار الغذاء في البلاد. رغم التقليل من أهمية هذه المناوشات، إلا أن الهدنة المتفق عليها كانت بعمر قصير كما تنبأ إلى ذلك قادة في هذا التحالف الحكومي. ويظهر بأن لحزب « الجرار » الكثير من الملاحظات في هذا الصدد.

يشعر قادة « الجرار » بأن الظروف مواتية لدفع « الأحرار » قليلا إلى الخلف. ففي هذه المرحلة، يعيد الحزب بناء تنظيمه مستهدفا تعزيز صفوفه بنخب من الأعيان والقادة المحليين الذين يمكن التعويل عليهم لربح مقاعد إضافية في البرلمان. وكيفما تبدو نتائج هذه الخطة في الوقت الحالي، فإن « الجرار » مهيأ مسبقا لمقاومة عمليات ترحيل هذه النخب، والتي تجري عادة قبيل الانتخابات. في 2021، تضرر كثيرا من هذه العمليات، وقد كان مصدرها حينئذ الأحرار أنفسهم، وقد كانت مقاومته المتأخرة سببا في تراجعه جزئيا في نتائج الانتخابات التي أجريت في سبتمبر من ذلك العام.

وهما حليفان في الحكومة، لم تتغير مشاعر التوجس بين الحزبين. لنتذكر أن « الجرار » كان ينتقد باستمرار هيمنة التجمع الوطني للأحرار، ورئيسه، أخنوش، على العمل الحكومي بإضعاف الأطراف الأخرى. ولقد اشتكى أمينه العام السابق، عبد اللطيف وهبي، كثيرا من الإعاقة التي تعرضت إليها مشاريعه في وزارة العدل. وحتى الآن، يحظى وهبي بدعم حزبه لاسيما في سياق المناقشات المحتدة حول تعديل مدونة الأسرة، حيث يسعى الحزب إلى جني مكاسب من هذا المشروع دون أن يكلفه خسائر على الصعيد الشعبي في حال ما إن سارت الأمور بشكل سيء لاحقا. ويعتقد قادة « البام » أن حليفيه الحكوميين الآخرين « مستعدان للتخلي عنه في أول منعرج حقيقي بالرغم مما يبديانه من مساندة تبدو حذرة ».

يشغل حزب « الجرار » نفسه بهذه الحسابات مصوبا نظره إلى الانتخابات المقبلة، حيث تتعزز آماله في قيادة حكومة المونديال (2026-2031)، وهي وجهة نظر ستتعزز مع الاجتماع المؤجل على ما يبدو.

كلمات دلالية أحزاب أخنوش البام المصنوري المغرب تحالف حكومي سياسية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب أخنوش البام المغرب تحالف حكومي سياسية

إقرأ أيضاً:

اجتماع دولي في إسطنبول لإطلاق مجموعة برلمانية لدعم فلسطين

إسطنبول- تستضيف مدينة إسطنبول، اليوم الجمعة، اجتماعا دوليا رفيع المستوى بمشاركة ممثلين عن برلمانات 13 دولة، للإعلان عن تأسيس "المجموعة البرلمانية الداعمة لفلسطين"، وذلك بمبادرة من رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش.

ويهدف الاجتماع إلى تعزيز الدبلوماسية البرلمانية كأداة فاعلة في دعم القضية الفلسطينية، في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مجازر متواصلة وانتهاكات جسيمة على يد الاحتلال الإسرائيلي.

ومن المنتظر أن يُلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، يعبّر فيها عن موقف أنقرة الداعم لفلسطين، ويؤكد التزام بلاده بمواصلة الحراك السياسي والدبلوماسي لنصرة الشعب الفلسطيني.

بلورة موقف

ووفقا لبيان صادر عن رئاسة البرلمان التركي، تسعى المبادرة إلى بلورة موقف برلماني موحد يدعم الحق الفلسطيني، وإنشاء منصة للتشاور والتنسيق بين برلمانات الدول المشاركة حول آليات العمل المشترك لوقف العدوان وتفعيل التضامن الدولي.

ومن المقرر أن تُختتم أعمال الاجتماع بإعلان تأسيس المجموعة بشكل رسمي، إلى جانب إصدار بيان مشترك يتضمن خريطة طريق أولية لأنشطتها المقبلة، تشمل التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية، والدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة، وفتح الممرات الإنسانية، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

إعلان

وكان قورتولموش قد أجرى سلسلة من الاتصالات مع عدد من نظرائه قبيل الاجتماع، شدد خلالها على ضرورة توحيد الجهود البرلمانية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، والعمل من أجل سلام دائم يستند إلى حل الدولتين، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفرض وقف العدوان، وتأمين إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها الأولى من نوعها التي تجمع هذا العدد من البرلمانات في تحالف مشترك من أجل فلسطين، مما يمنحها زخما سياسيا ومعنويا كبيرا، خصوصا في ظل انسداد المسارات الرسمية التقليدية، وتصاعد الحاجة إلى تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومواجهة الاحتلال.

ويحظى الاجتماع المنعقد في إسطنبول بمشاركة رفيعة المستوى من رؤساء وممثلي البرلمانات في عدد من الدول العربية والإسلامية، إلى جانب شخصيات برلمانية بارزة من مناطق أخرى حول العالم. ويشارك فيه رؤساء الهيئات التشريعية من دول آسيوية وأفريقية، إضافة إلى ممثلين عن برلمانات أوروبية، مما يعكس طبيعة دولية واسعة لهذه المبادرة التركية الداعمة لفلسطين.

وتشمل قائمة المشاركين رؤساء مجالس تشريعية من دول الخليج العربي، وبلدانا من جنوب شرق آسيا، والقارة الأفريقية، مما يعزز من مستوى التمثيل الرسمي.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (وسط) سيلقي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية (الصحافة التركية) خطوة نوعية

وتتضمن أعمال الاجتماع كلمات افتتاحية لرئيس البرلمان التركي، تليها مداخلات من ممثلي الدول المشاركة، حيث يعرض كل منهم موقف بلاده تجاه تطورات القضية الفلسطينية، مع تأكيد أهمية العمل البرلماني المشترك لمواجهة السياسات الإسرائيلية والانتهاكات المستمرة في الأراضي المحتلة.

كما ستُعرض خلال الجلسة الافتتاحية رسالة مصوّرة من إحدى القيادات البرلمانية الأوروبية، تعبيرا عن تضامن بعض الأصوات في الغرب مع الحقوق الفلسطينية، في مؤشر لامتداد التأييد إلى خارج الإطارين العربي والإسلامي.

إعلان

من جانبه، وصف جيم إسلام، عضو اللجنة التشريعية في البرلمان التركي، إعلان تأسيس المجموعة البرلمانية الداعمة لفلسطين بأنه خطوة سياسية نوعية توحد أصوات البرلمانات الصديقة في موقف تضامني مشترك يتجاوز الاعتبارات الجغرافية والسياسية.

وأضاف إسلام للجزيرة نت أن استضافة أنقرة لهذا الاجتماع تحمل رمزية خاصة في توقيتها ومكانها، مشددا على أن القضية الفلسطينية ستظل في صميم ضميرها السياسي، وأن المجموعة الجديدة تمثل منصة فاعلة لتفعيل الدبلوماسية البرلمانية وتحويل التضامن إلى تحرك دولي ملموس.

وأشار إلى أن أهمية المبادرة تتضاعف في ظل الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مؤكدا أن الصوت البرلماني الجماعي، المطالب بوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه، سيكون أكثر تأثيرا عندما يصدر عن منصة موحّدة.

سياق دولي

تنعقد هذه المبادرة البرلمانية في لحظة دولية حرجة تشهد تصاعدا غير مسبوق في حدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وسط تخاذل دولي متكرر عن إيقاف آلة القتل المتواصلة في قطاع غزة.

فمنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عمليات عسكرية وُصفت بأنها مجازر إبادة جماعية، سقط خلالها أكثر من 167 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين لا يزال آلاف في عداد المفقودين.

في ظل هذا الواقع، تبرز المبادرة التركية كتحرك نوعي لإعادة الاعتبار للدور البرلماني في مواجهة الانتهاكات ورفع الصوت من أجل العدالة. إذ يشكل جمع هذا العدد من البرلمانات في إسطنبول خطوة غير مسبوقة على مستوى العمل التشريعي الدولي، بما يعكس تصاعد دور الدبلوماسية البرلمانية كرافعة مكملة للحراك الرسمي، وكمساحة جديدة للتأثير في الرأي العام الدولي وصناعة القرار.

ومن خلال هذه المنصة الجديدة، تسعى تركيا ومعها الدول المشاركة إلى بلورة موقف برلماني موحد يدافع عن الحقوق الفلسطينية، ويدفع باتجاه إنهاء الاحتلال، وتحقيق تسوية عادلة تضمن كرامة الفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير، في وقت لم تعد فيه البيانات التقليدية كافية لمواجهة فداحة المشهد الإنساني.

إعلان

مقالات مشابهة

  • عاجل من صنعاء.. المكتب السياسي لأنصار الله يصدر هذا البيان الهام
  • المكتب الإعلامي الحكومي بغزة يكشف حجم الخسائر المادية للحرب في يومها الـ560
  • اجتماع دولي في إسطنبول لإطلاق مجموعة برلمانية لدعم فلسطين
  • اجتماع حكومي لتحضيرات مؤتمر القمة العربي في بغداد
  • السبت المقبل..اجتماع للهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم
  • الإطار التنسيقي يعقد اجتماعًا طارئًا لبحث موقفه من الانتخابات
  • بحضور الأمين العام.. أول اجتماع تنظيمي لحزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء
  • صنعاء: اجتماع أمني يؤكد رفع اليقظة والاستعداد لكل الخيارات
  • تأجيل اجتماع الحكومة وسط ترقب انعقاد المجلس الوزاري
  • تنتوش: الاجتماع مع ناجي عيسى سيحدد مصير الإصلاحات النقدية والمالية