عودة التوتر مجددا بين صنعاء والرياض: رسائل تهديد وتحركات دبلوماسية تصعيدية
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
من مفاوضات سابقة بين السعودية والحوثيين (وكالات)
في تطور لافت في العلاقات بين اليمن والسعودية، عاد التوتر ليهيمن على الأجواء السياسية، بعدما كانت هناك حالة من التهدئة بين الجانبين في السنوات الأخيرة.
اليوم الأربعاء، ظهرت إشارات جديدة على تصعيد محتمل، بعد سلسلة من التصريحات النارية الصادرة عن قيادات في حكومة صنعاء، التي تضمنت تهديدات مباشرة باستهداف السعودية من جديد، واستعراض الخيارات العسكرية المتاحة في حال تصاعد الأوضاع.
عودة التصعيد: رسائل تهديدية وتلميحات بالتصعيد العسكري:
التحركات اليمنية، التي قادها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد الحوثي ووزير الدفاع في حكومة صنعاء، جاءت بعد أيام قليلة من أنشطة دبلوماسية مكثفة جرت في العاصمة الأمريكية واشنطن.
حيث استعرضت التصريحات اليمنية العديد من الخيارات التي قد تلجأ إليها صنعاء في حال عودة التصعيد العسكري ضد السعودية. ولفتت هذه التصريحات إلى أن صنعاء مستعدة للرد بشكل قوي إذا استمرت الضغوط على اليمن أو تم التراجع عن التفاهمات السابقة.
وتزامنت هذه التصريحات مع تصريحات أخرى لقيادات عسكرية، أكدت أن صنعاء تمتلك قدرات عسكرية متطورة، وأن أي محاولة لزيادة التصعيد من قبل السعودية قد تؤدي إلى تصعيد شامل قد يشمل ضربات عسكرية ضد أهداف سعودية استراتيجية.
ومن جهة أخرى، يأتي التوتر اليمني السعودي في وقت حساس، حيث كان وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان قد وصل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى، يضم سفير السعودية في اليمن محمد ال جابر.
وتركزت المحادثات التي أجراها بن سلمان مع المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك وزيرا الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي، على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، وخاصة في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
وكانت زيارة بن سلمان الأولى إلى واشنطن منذ تولي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب منصبه في بداية العام. وتعد هذه الزيارة محاولة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، والتي شهدت تقاربًا ملحوظًا خلال ولاية ترامب الأولى، لا سيما في الملف اليمني.
إدارة ترامب: تصعيد جديد في المواجهة مع صنعاء:
في الفترة الأخيرة، لوحظ أن الإدارة الأمريكية قد بدأت تتخذ مواقف أكثر تشددًا تجاه حكومة صنعاء، خاصة بعد قرار إدارة ترامب الأخير بإعادة تصنيف جماعة أنصار الله على قائمة الإرهاب، وهو القرار الذي قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المواجهة العسكرية والسياسية في اليمن.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الرياض وواشنطن كانت قد شهدت في فترة رئاسة ترامب الأولى تقاربًا في المواقف، لا سيما في ما يتعلق بالحرب في اليمن، حيث لعبت واشنطن دورًا مهمًا في دعم العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين.
ومع قرار ترامب الأخير، يعود القلق من أن العلاقة بين البلدين قد تتحول إلى مواجهة مباشرة، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي بشكل عام.
ومع التصريحات المتبادلة، والتوترات المتزايدة بين صنعاء والرياض، يظل السؤال الأهم هو: هل سنشهد مرحلة جديدة من التصعيد العسكري بين الطرفين؟ خاصة مع العوامل الدولية والإقليمية التي تلعب دورًا مهمًا في رسم ملامح المستقبل السياسي والعسكري في المنطقة.
في الأيام القادمة، قد تكشف المزيد من التحركات الدبلوماسية والتصريحات الرسمية عن تطورات جديدة في هذا السياق. لكن ما يبدو واضحًا الآن هو أن التوترات قد تكون في طريقها إلى التفاقم، مع تعهدات من الجانبين بالمضي قدمًا في خياراتهم الاستراتيجية.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: أمريكا الحوثي الرياض السعودية اليمن صنعاء عدن
إقرأ أيضاً:
ترامب يصعّد التوتر التجاري برسوم مضادة على الشركاء والعالم يترقب
يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مضادة جديدة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة اليوم الأربعاء لينهي بذلك القواعد التجارية القائمة منذ عقود، في خطوة من المرجح أن تُقابل برد من جميع الأطراف وتؤدي إلى زيادة التكاليف.
ولا تزال تفاصيل خطة ترامب، المقرر الكشف عنها اليوم الأربعاء التي أطلق عليها "يوم التحرير"، قيد الصياغة، وتعقد اجتماعات مكثفة قبل مراسم الإعلان بالبيت الأبيض المتوقع إقامتها في الساعة الرابعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 بتوقيت غرينتش).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النفط يرتفع وسط ترقب تبعات رسوم ترامب الجمركية والعقوباتlist 2 of 2مخاوف الرسوم الجمركية تدفع الذهب إلى قمة جديدةend of list موعد التطبيقوقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أمس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنها، بينما ستدخل رسوم منفصلة بنسبة 25% على جميع واردات السيارات حيز التنفيذ غدا الخميس الثالث من أبريل/نيسان.
وذكر ترامب مرارا أن الخطة تهدف إلى موازنة الرسوم الجمركية الأميركية المنخفضة عموما مع تلك التي تفرضها الدول الأخرى ومواجهة قيودها غير الجمركية التي تضر بالصادرات الأميركية، لكن خطة ترامب لا تزال غير واضحة وثمة تقارير ذكرت أنه يدرس فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 20%.
ونقلت رويترز عن مسؤول تجاري سابق في إدارة ترامب خلال ولايته الأولى قوله إن الرئيس الأميركي قد يفرض معدلات رسوم جمركية شاملة على كل دولة بصورة منفصلة بمستويات أقل نسبيا.
إعلانوأضاف المسؤول السابق أن عدد الدول التي ستفرض عليها تلك الرسوم سيتجاوز على الأرجح 15 دولة، وهو العدد الذي قال وزير الخزانة سكوت بيسنت في وقت سابق إن الإدارة تركز عليه نظرا للاختلال التجاري الواسع للولايات المتحدة مع تلك البلدان.
وقال النائب الجمهوري بمجلس النواب كيفن هيرن إن بيسنت أبلغ الأعضاء الجمهوريين في المجلس أمس الثلاثاء أن الرسوم الجمركية المضادة تمثل "سقفا" لأعلى مستوى رسوم أميركية ستواجهه الدول، وربما تنخفض في حال استجابتها لمطالب الولايات المتحدة.
وقال المسؤول السابق في وزارة التجارة رايان ماغيروس إن تطبيق رسوم جمركية عالمية سيكون أسهل في ظل جدول زمني ضيق وقد يدر إيرادات أكبر، لكن تطبيق الرسوم الجمركية المضادة على كل دولة بصورة منفصلة ستكون أكثر ملاءمة لممارسات التجارة غير العادلة للدول.
وأضاف: "على أي حال، ستكون آثار قرارات اليوم كبيرة على مجموعة واسعة من القطاعات".
تراكم الرسوموفي غضون ما يزيد قليلا على 10 أسابيع منذ توليه منصبه، فرض الرئيس المنتمي للحزب الجمهوري بالفعل رسوما جمركية جديدة بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين بسبب مخدر الفنتانيل، وأعاد بالكامل فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، مما وسع نطاق تلك الرسوم لتشمل المنتجات النهائية بقيمة تقارب 150 مليار دولار.
كذلك، من المقرر أن تنتهي اليوم الأربعاء فترة إعفاء مدتها شهر واحد لمعظم السلع الكندية والمكسيكية من الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل البالغة 25%.
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن جميع رسوم ترامب الجمركية، بما في ذلك الرسوم الجمركية السابقة، تتراكم، لذا فإن أي سيارة مكسيكية الصنع، والتي كانت تُفرض عليها رسوم بنسبة 2.5% سابقا لدخول الولايات المتحدة، ستخضع لكل من رسوم الفنتانيل والرسوم الجمركية على قطاع السيارات، بمعدل رسوم جمركية إجمالي قدره 52.5%، بالإضافة إلى أي رسوم جمركية مضادة ربما يفرضها ترامب على السلع المكسيكية.
إعلانويؤدي تزايد حالة الضبابية بشأن الرسوم الجمركية إلى تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات على نحو ربما يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
وقال اقتصاديون في بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا إن استطلاعا حديثا أظهر أن كبار المسؤولين الماليين في الشركات يتوقعون أن تدفع الرسوم الجمركية أسعارهم للارتفاع هذا العام، مع تقليص التوظيف والنمو.
وباع مستثمرون قلقون الأسهم بكثافة على مدى أكثر من شهر، مما أدى إلى خسارة ما يقرب من 5 تريليونات دولار من قيمة الأسهم المدرجة في الولايات المتحدة منذ منتصف فبراير/شباط.
وأغلقت بورصة وول ستريت على أداء متباين أمس الثلاثاء في ظل ترقب المستثمرين المشوشين لتفاصيل إعلان ترامب اليوم الأربعاء.