محمد مرعي: هناك تحديات كبيرة تصاحب مشروعات التهجير في دول الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
قال الدكتور محمد مرعي، الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن هناك تحديات كبيرة تصاحب مشروعات التهجير في دول الشرق الأوسط سواء بشكل دائم أو بشكل مؤقت، خاصة إذا كانت حركات الهجرة والنزوح نتيجة للحروب والصراعات المسلحة.
واضاف خلال كلمته اليوم الأربعاء، أمام ندوة "مشروعات التهجير والقضية الفلسطينية" المنعقدة ضمن فعاليات مؤتمر “غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط” أن مشروعات إعادة التوطين تساعد على تنامي الظواهر الإرهابية، وذلك بسبب فقدان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وانهيار الهوية المجتمعية، ما يدفع نحو تبني أيديولوجيات متطرفة كوسيلة لتحقيق العدالة.
يواجه النازحون في دول اللجوء تمييزًا ورفضًا مجتمعيًا، ما يفقدهم الثقة في الحلول السلمية أو السياسية ويدفعهم للتطرف كرد فعل على الإقصاء.
وتابع: في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخاصة مع الحرب الأخيرة على غزة، هناك مشاعر من الغضب والكراهية وشعور بالانتقام لدى ملايين من الفلسطينيين في ضوء حجم الضحايا، وتعمل الجماعات والتنظيمات الإرهابية على استغلال البيئة التي تخلقها عمليات التهجير القسري لزيادة وتيرة التجنيد في صفوفها، حيث تقدم نفسها كـ "بديل" للسلطة أو كمدافع عن الحقوق لجموع المهجّرين والنازحين.
واردف: وبعد كل حروب وتطورات كبرى في الشرق الأوسط تنشط الجماعات الإرهابية وتنشأ جماعات جديدة، مثلما حدث بعد حرب الخليج الثانية وغزو العراق وأحداث 2011، ويمكن أن تزيد أزمات النزوح من التوترات في الدول المضيفة، مما يضعف التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب، و كل محاولات إسرائيل الساعية لادعاء السلام قد تغيرت بشكل جذري بعد حرب غزة 2023، لتعود الصورة الذهنية لإسرائيل على الشكل الذي كانت قائمة عليه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، والتي ترى إسرائيل ككيان استعماري.
وأشار: الحرب الإسرائيلية الأخيرة ومخططات التهجير أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة كرمز للصراع ضد الظلم، مما يقوي التضامن العربي والدولي، و انتقاد واشنطن لانتهاكات حقوق الإنسان في دول أخرى مقابل دعمها لإسرائيل يفسر على أنه نفاق، مما يزيد من السخط الشعبي، ويزيد من تدهور صورتها في الوعي الجمعي العربي والإقليمي.
واكد: تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تبرر "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها " دون ذكر معاناة الفلسطينيين تغذي الرواية القائلة بأن السياسة الأمريكية منحازة ضد العرب والمسلمين، وهو ما قد يدفع دول عربية على المدى المتوسط والبعيد إلى مراجعة علاقاتها مع واشنطن.
واستهل مؤتمر غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط الذي ينظمه المركز المصري للفكر والدراسات، فعالياته بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.
ويتناول المؤتمر عدة قضايا من بينها تجارب تسوية الصراع في أفريقيا وأوروبا والشرق الاوسط، كما تناقش مشروعات التهجير التي واجهتها القصية الفلسطينية ، في اطار محاولات تصفيتها .
والموقف الأمريكي هو الاخر ليس بعيدا القضايا المطروحة للنقاش في المؤتمر، في إطار العديد من المسارات، منها التجارب الامريكية في تسوية الصراعات وكذلك التحيزات في التغطية الإعلامية لازمة غزة، بالإضافة إلى المواقف الامريكية من القضية الفلسطينية ناهيك عن تداعيات مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
كما تناقش الجلسات تداعيات مشروعات التهجير وإعادة التوطين على الامن الاقليمي في ضوء تأثيرات التغيير الديموجرافي على ازمات الشرق الأوسط وتأثير قضايا التهجير على امن الخليج.
ويشارك في الجلسات الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية واللواء محمد ابراهيم الدويري، نائب مدير المركز ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي والدكتور محمد مجاهد الزيات، عضو الهيئة الاستشارية للمركز، بالإضافة الى عدد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة التهجير المزيد مشروعات التهجیر فی الشرق الأوسط فی دول
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
صرّح السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، بأنّ مصر لم ولن تتعرض لأي ضغوط تتعلق بقضية تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن مصر لا يمكن أن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني، تحت أي مسمّى أو ظرف.
وأضاف عبد العاطي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "آخر النهار"، المُذاع على قناة "النهار" الفضائية، أن جميع أشكال التهجير مرفوضة رفضًا قاطعًا، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم تمثل مساسًا خطيرًا بجوهر القضية الفلسطينية، التي تتعلق بحق شعب في البقاء على أرضه التاريخية.
وأكد أن مصر والأردن تعتبران هذا الملف خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن أي تحرك نحو التهجير يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مضيفًا أن الموقف المصري راسخ وثابت ولا يقبل المساومة.
10 ملايين لاجئ
وكشف وزير الخارجية أن مصر تستضيف على أراضيها أكثر من 10 ملايين لاجئ، نصفهم من السودانيين، يعيشون مندمجين في المجتمع المصري، ويستفيدون من مختلف الخدمات العامة، مشددًا على أن ذلك يأتي في ظل أوضاع اقتصادية شديدة الصعوبة تتحمّل فيها الدولة المصرية أعباءً متزايدة.
وأوضح أن مصر لا تدفع أحدًا إلى مغادرة أراضيها قسرًا، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن طاقتها على التحمّل ليست بلا حدود.
وتابع: "نؤكد أن هناك طاقة وسقفًا لا يمكن تجاوزه، وحدودًا لما يمكن أن تتحمله مصر، وإذا لم يكن هناك دعم كافٍ لمساعدة الدولة والحكومة المصرية على تحمّل جانب من هذه التكلفة، فلن نتمكن من تحمّل أعباء اللاجئين إلى ما لا نهاية".
وقال السفير بدر عبد العاطي إنّ الشركات المصرية تلعب دورًا بارزًا في جهود إعادة الإعمار داخل ليبيا، بالتعاون مع الحكومة الليبية.
وأضاف عبد العاطي أن ما تشهده ليبيا الآن من تعاون مثمر في مجالات التنمية والبنية التحتية يُعد تحولًا إيجابيًا كبيرًا بعد سنوات من الظروف الصعبة التي مرّ بها الأشقاء هناك.
وأشار إلى أن هذه التجربة المتراكمة أصبحت محل تقدير دولي، إذ يتم الآن الاعتماد على الشركات المصرية، ليس فقط في ليبيا، بل في دول إفريقية وعربية عديدة، وفي مقدمتها شركة "المقاولون العرب"، التي أصبحت رمزًا للجودة والاحتراف في تنفيذ المشروعات الكبرى.