هل يمكن لتحفيز الدماغ أن يعالج القلق لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون؟
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
شدد العلماء على إمكانية استخدام تحفيز الدماغ لعلاج القلق لدى الأشخاص المصابين بمرض الشلل الرعاشي "باركنسون"، بعد أن توصلوا إلى اكتشاف "مثير" حول موجات الدماغ، حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21" إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع مرض باركنسون، ويعاني حوالي واحد من كل ثلاثة من القلق المزعج الذي يؤثر على حياتهم اليومية.
يتم تقديم تحفيز الدماغ العميق (DBS) حاليا كعلاج للمساعدة في الأعراض الجسدية للمرض، مثل التصلب والبطء والرعشة.
لكن الخبراء الآن يشيدون باختراق "رائع" في فهمهم لموجة دماغية محددة، والتي يقولون إنها "تفتح الباب" لتسخير تحفيز الدماغ العميق لتخفيف أعراض القلق.
قالت الدكتورة لوسيا ريتشياردي، المحاضرة البارزة في علم الأعصاب في مستشفى سيتي سانت جورج، جامعة لندن، والمؤلفة الرئيسية المشاركة في البحث: "لقد تم الاعتراف بالقلق باعتباره حاجة علاجية رئيسية غير ملباة في مرض باركنسون، وتقدم نتائجنا الآن الأمل".
وأضافت "نظهر أن التحفيز العميق للدماغ لديه القدرة على تحقيق فوائد أوسع نطاقا للأشخاص الذين يعيشون مع مرض باركنسون مما كنا نعتقد سابقا.. إنه يفتح الباب لنا لاستكشاف علاجات تعديل عصبي جديدة ومتقدمة مصممة خصيصا لاحتياجات المرضى شخصيا لتخفيف القلق ومجموعة من الأعراض الأخرى".
قامت فرق البحث في مستشفى سيتي سانت جورج وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF) بتجنيد 33 شخصا يعانون من مرض باركنسون الشديد والذين كانوا يخضعون لعملية تحفيز الدماغ العميق لمعالجة أعراضهم الجسدية.
زرع جراحو الأعصاب أقطابا كهربائية صغيرة في أدمغتهم ثم تتبعوا أنواعا مختلفة من موجات الدماغ في ثلاثة أماكن مختلفة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بأجهزة مختلفة.
وقالت ريتشياردي: "اكتشفنا لأول مرة أن هناك ارتباطا قويا بين نشاط الدماغ في جزء من الدماغ يسمى العقد القاعدية ومستويات القلق لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
وأضافت "عندما قمنا بقياس موجات الدماغ، وجدنا أن المستويات الأعلى من نوع من موجات الدماغ تسمى قوة ثيتا كانت مرتبطة بقلق أكثر حدة".
وأشارت ريتشياردي إلى أن الفريق كان يَشتبه في أنه قد يكون هناك بعض الارتباط بين هذا النوع من نشاط الدماغ والقلق. "لكننا فوجئنا برؤية مدى قوة هذا الارتباط. تم العثور على هذا الارتباط القوي عبر ثلاث مجموعات من المرضى في مواقع مختلفة بأجهزة مختلفة - مما يوضح مدى قوة هذه النتائج، وهي خطوة مثيرة إلى الأمام بالنسبة لنا".
وأوضحت أن "هذا الاكتشاف رائع لأنه يفتح لنا آفاقا جديدة لاستكشافها، مما سيساعدنا على فهم ما يحدث في الدماغ للتسبب في القلق في مرض باركنسون".
على الرغم من العدد الهائل من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون الذين يتأثرون بالقلق، إلا أنه لعقود من الزمان كانت هناك فجوة كبيرة في فهم الأسباب البيولوجية الكامنة، وكانت خيارات العلاج محدودة.
وقالت ريتشياردي: "على الرغم من أنه لا يزال في مراحله الأولى، فإن هدفنا هو أخذ هذا البحث وتطوير نظام تحفيز الدماغ العميق الذي يمكنه التكيف تلقائيا للمساعدة في إدارة القلق. والفكرة هي أنه من خلال إرسال إشارات مستهدفة إلى الدماغ، يمكننا المساعدة في موازنة النشاط المرتبط بالقلق. يمكن أن يساعد هذا الأشخاص على الشعور بقلق أقل وتحسين مزاجهم".
وأضافت "في الأساس، نريد أن نصنع علاجا يستجيب لكيفية شعور المريض في الوقت الفعلي، مما قد يؤدي إلى نتائج أفضل لأولئك الذين يتعاملون مع القلق".
وقال أحد المرضى الذين شاركوا في الدراسة، جوناثان لوفيت، "ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام إذا كان بإمكان تحفيز الدماغ العميق المساعدة في التعامل مع الأعراض غير الحركية مثل القلق".
في حالته، كان القلق أحد "العلامات المبكرة" للمرض، كما قال الرجل البالغ من العمر 73 عاما من سوربيتون، جنوب غرب لندن، "لدرجة أنني أمضيت ما يقرب من عامين في التحليل محاولا معرفة سبب حزني المستمر وتوتري".
وأضاف: "مرض باركنسون مرض معقد، يكاد يكون مستحيلا، والتقدم في التكنولوجيا التي تسمح بالتحكم المتطور والذكي في الأجهزة المخصصة للعمل على سلوك الدماغ، وجمع البيانات، والمراقبة عن بعد، وضبط الأدوية، والاتجاهات ونقاط الضعف يمكن أن يغير الحياة".
شارك الدكتور سيمون ليتل، أستاذ مشارك في علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في قيادة الدراسة، التي دعمها مجلس البحوث الطبية في المملكة المتحدة والمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.
وقال إنه يأمل ألا يساعد الاكتشاف الأشخاص المصابين بمرض باركنسون فحسب، بل قد يوفر أيضا نظرة ثاقبة حول كيفية علاج القلق لدى الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الدماغ القلق باركنسون الدراسة دراسة الدماغ القلق باركنسون المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة موجات الدماغ مرض بارکنسون
إقرأ أيضاً:
4 فوائد صحية للتثاؤب
أميرة خالد
كم مرة وجدنا أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة؟
غالبا ما نربط التثاؤب بالشعور بالتعب أو الملل، أو نجد أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة لكن العلم يكشف لنا عن جوانب أخرى مدهشة لهذه الظاهرة الجسدية الشائعة.
فخلافا للاعتقاد الشائع بأن التثاؤب هو مجرد إشارة من الجسم للحاجة إلى الراحة، هناك عوامل أخرى تؤدي في النهاية إلى التثاؤب، والتي تعرفنا على ماذا تدل كثرة التثاؤب؟ وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب التثاؤب؟
يعد من أبرز أسباب التثاؤب، استعادة الانتباه، فلا يقتصر التثاؤب على أوقات الشعور بالنعاس فقط، بل قد يحدث أيضا عند الشعور بالملل أو حتى عند التعرض لمحفزات مفرطة، قد يتباطأ نشاط الدماغ، في هذه الحالات، ويأتي التثاؤب كآلية لإعادة تنشيطه واستعادة الانتباه.
وفقا للتقارير العلمية، يؤدي التثاؤب إلى تمدد عضلات الوجه والصدر، وتحسين تدفق الدم، وإعطاء الجسم دفعة طاقة بسيطة، إنها طريقة الجسم الطبيعية لإزالة “الضباب العقلي” والحفاظ على اليقظة، حتى في غياب الشعور بالتعب، لذا، إذا وجدت نفسك تتثاءب أثناء اجتماع ممل، فقد يكون ذلك مجرد محاولة من دماغك لإعادة ضبط نشاطه.
تشير دراسة نشرت عام 2014 في مجلة “Physiology & Behaviour” إلى دور محتمل للتثاؤب، وهو تبريد الدماغ وتحسين أدائه، فعندما ترتفع درجة حرارة الدماغ نتيجة لجو حار أو لعدم الانشغال الذهني الكافي، قد يبدأ في العمل ببطء.
هنا يأتي دور التثاؤب العميق، الذي يسحب كمية كبيرة من الهواء البارد إلى الجسم، مما يساعد على خفض درجة حرارة الدماغ وبالتالي تحسين القدرة على التفكير والتركيز، وهذا يفسر سبب زيادة التثاؤب في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة أو عند الشعور بالملل.
أما عن سبب التثاؤب عند رؤية شخص يتثاءب، أو ما يطلق عليها ظاهرة التثاؤب المعدي ليست مجرد رد فعل تقليدي بسيط، بل هي سلوك متأصل بعمق في طبيعتنا الاجتماعية.
وأوضح العلماء أنه عندما نشاهد شخصا يتثاءب، تنشط خلايا عصبية متخصصة في الدماغ تعرف باسم الخلايا المرآتية، وهي الخلايا التي تجعلنا “نشعر” بما يفعله الآخرون، هذا التنشيط يؤدي بدوره إلى تحفيزنا على التثاؤب تلقائيا.
تلعب الخلايا المرآتية دورا محوريا في قدرتنا على “الشعور” بتجارب الآخرين. فعندما نرى شخصا يتثاءب، تبدأ هذه الخلايا في إطلاق إشارات عصبية في دماغنا، مما يحفزنا على تقليد هذا الفعل.
وفقا لتقرير صادر عن صحيفة هندوستان تايمز، فإن التثاؤب يكون أكثر عدوى بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات عاطفية متينة، وهذا يعني أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد التقليد الآلي، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهومي التعاطف والتواصل الاجتماعي.
لذلك، كلما كانت العلاقة بين شخصين أقوى وأكثر حميمية، كما هو الحال بين الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة، زادت احتمالية انتقال التثاؤب بينهم.
يعود ذلك إلى الميل الطبيعي لأدمغتنا إلى التزامن مع سلوكيات الأشخاص الذين نشعر تجاههم بالود والمحبة، لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تتثاءب لا إراديًا بعد رؤية شخص آخر يفعل ذلك، تذكر أنها علامة خفية تدل على قوة الرابطة الاجتماعية التي تجمعكما.
سببا أخر النضج والنمو، الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات غالبا ما يتثاءبون بشكل أقل استجابة لتثاؤب الآخرين، وذلك لأن مهاراتهم في التعاطف لا تزال في مراحل النمو والتطور، لذلك، مع تقدمنا في العمر واكتسابنا المزيد من النضج العاطفي، تصبح أدمغتنا أكثر حساسية لتقليد سلوكيات الأشخاص المحيطين بنا، بما في ذلك التثاؤب.
وأثبتت الأبحاث أن ظاهرة التثاؤب المعدي ليست دائمة، فلدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من تدهور في الوظائف الإدراكية أو الخرف، قد يصبح التثاؤب المعدي أقل تكرارا، مما يشير إلى وجود علاقة بين القدرات الإدراكية والاستجابة لهذا السلوك الاجتماعي المثير للاهتمام.
ما هي فوائد التثاؤب؟
هناك العديد من فوائد التثاؤب والمزايا التي تعود على الشخص من وراء التثاؤب، أبرزها:
تحفيز الجهاز العصبي
يمكن أن يحفز الشهيق العميق والتمدد المصاحب للتثاؤب الجهاز العصبي الودي. هذا الجهاز المسؤول عن استجابة الكر أو الفر لزيادة اليقضة.
زيادة الأكسجين
يساعد التثاؤب على إدخال كمية كبيرة من الأكسجين إلى الجسم، والتي يمكن أن تساهم بدورها في تنشيط الدماغ وجعل الشخص يشعر بمزيد من الانتباه.
تخفيف الضغط في الأذنين
عندما تتثاءب، تنفتح القناة السمعية، أو الأنبوب الذي يربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق، مما يسمح للهواء بالدخول أو الخروج من الأذن الوسطى وموازنة الضغط.
تغيير الحالة
يمكن أن يكون التثاؤب بمثابة إشارة للجسم بأنه يمر بمرحلة انتقالية، مثل الانتقال من اليقظة إلى النعاس أو العكس، بمعنى آخر، يمكن أن يكون وسيلة الجسم لتهيئة نفسه إلى هذه الحالة الجديدة.
متى يكون التثاؤب خطيرا؟
لا يكون التثاؤب خطيرا، في الغالب، ونادرا ما يعتبر تكراره أو الإفراط فيه مرتبطا بشيء يستدعي التدخل، ومع ذلك، يمكن الانتباه في بعض الحالات منها:
التكرار المبالغ فيه
إذا كنت تتثاءب مرات عديدة في الساعة دون سبب واضح للشعور بالتعب أو الملل. أو إذا لاحظت فجأة وبشكل ملحوظ زيادة مفاجئة وكبيرة في عدد مرات التثاؤب.
أعراض أخرى
مع وجود أعراض أخرى مثل ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، أو تسارع ضربات القلب، أو الدوخة، يمكن أن يشير ذلك إلى وجود مشاكل في القلب أو الرئتين.
اقرأ أيضا:
التثاؤب المتكرر: مؤشر على مشاكل صحية خطيرة