في فيديو.. ترامب ونتنياهو يظهران في غزة وسخرية فلسطينية
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
في خطوة أثارت جدلا واسعا، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقطع فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي على منصته "تروث سوشال"، يُظهر قطاع غزة وقد تحول إلى مدينة سياحية فاخرة، في مشهد بدا منفصلا تماما عن الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع.
يبدأ الفيديو بمشاهد مأساوية لأطفال يفرون وسط الدمار، قبل أن ينتقل إلى مشاهد تُظهر غزة كمدينة مزدهرة مليئة بالسيارات الفاخرة وناطحات السحاب، مع لافتات كُتب عليها "ترامب غزة".
ويظهر ترامب نفسه مستمتعا بوقته، يراقص الفتيات، بينما يظهر الملياردير إيلون ماسك وهو يتناول أطعمة تقليدية ويلقي الأموال في الهواء، في مشهد أثار غضب الفلسطينيين الذين رأوه استفزازيا، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة بعد الحرب.
وقد حصد الفيديو أكثر من 10 ملايين مشاهدة منذ أن نشره ترامب عبر حسابه على إنستغرام.
رفض فلسطينيووسط الأوضاع الصعبة التي تعيشها غزة بعد الحرب التي استمرت ما يقارب 16 شهرا، يرفض الفلسطينيون أي محاولات لفرض واقع جديد عليهم، ويؤكدون تمسكهم بأرضهم وحقهم في العيش الكريم، خصوصا في ظل انتشار فيديوهات وتصريحات تروج لمشاريع تهجيرية كان آخرها فيديو الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إعلانوعبّر أيمن أبو رضوان، وهو أحد النازحين في غزة، عن موقفه الرافض لهذه المخططات، مؤكدا أن: "الفلسطينيين يحبون الحياة ويطمحون لمستقبل أفضل، لكن ليس بهذه الصورة والفيديو الذي يروّج له ترامب، الذي يتنافى مع الأسس والقيم الإنسانية التي خُلقنا من أجلها".
ويضيف أبو رضوان في حديثه للجزيرة نت: "نرفض أن نُعامل كمجرد أرقام أو قطعان تُقاد نحو مخططات تُرسم لنا دون إرادتنا. نحن لا نغادر أرضنا إلا بإرادتنا، وإذا خرجنا، فسنخرج لنُعمّر ونبني مستقبلا أفضل، وليس كضحايا لمشاريع سياسية مشبوهة".
فلسطين لا تباع
ويرى المواطن أبو رضوان أن الحل لا يكمن في فرض واقع جديد عليهم بل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم حقوق الفلسطينين المشروعة بإقامة دولة فلسطينية.
ويقول أبو رضوان: "العالم المتحضر لا يجبر أحدا على ترك أرضه بهذه الطريقة المهينة. نحن شعب مثقف، لدينا طاقات شبابية متعلمة، لا نفعل شيئا سوى أن نتعلم أو نناضل لإنهاء الاحتلال، فلماذا يُترك الاحتلال ليستمر بدلا من دعمنا لنيل حقوقنا؟".
وفي تعبير رمزي عن تمسكه بوطنه، حفر أبو رضوان وشم "مفتاح العودة" على يده، في إشارة إلى حق العودة الذي يتمسك به الفلسطينيون في الداخل والخارج.
ويختتم حديثه للجزيرة نت قائلا: "كما أفشلنا صفقة القرن التي كان بطلها ترامب، سنفشل أيضا كل مخططات التهجير الجديدة".
التمسك بالأرض خيار لا رجعة عنهمن جهته، يؤكد ناهض أبو الكاس، أحد سكان غزة، رفضه القاطع لكل ما يروج له ترامب وغيره من السياسيين حول مستقبل القطاع، مشددا على أن "هذه التصريحات فارغة من مضمونها ولا تمثل أهل غزة بأي شكل من الأشكال".
ويضيف أبو الكاس في حديث للجزيرة نت "لا يهمني أين أعيش، سواء في خيمة أو في الشارع، الأهم أنني موجود في بلدي وعلى أرضي. لا شيء يمكن أن يدفعنا للخروج منها".
ويشير إلى أنه "مهما حاول ترامب أو أي دولة أخرى فرض واقع جديد، فلن نغادر. لا يوجد مكان في العالم أجمل من هذه الأرض، ولن نستبدلها بأي مكان آخر".
إعلان عقلية استعمارية متجذرةاعتبر الناشط خالد صافي أن هذا الفيديو يعكس "عقلية المستعمرين عبر التاريخ"، متسائلا: "إلى متى ستظل فلسطين قضية تُساوَمُ عليها؟ ومتى يتحرك القانون الدولي لمنع إعادة كتابة التاريخ بمجازر جديدة؟"
الغزاة لا يتغيرون، فقط يبدلون أسماءهم!
في خطوة تجسد عقلية المستعمرين عبر التاريخ، نشر دونالد ترامب فيديو يتخيل فيه غزة عام 2025، بعد أن يتم "تطهيرها"، وفق مشروعه الاستعماري. مشهد مخزٍ يُظهر ترامب ونتنياهو يسترخيان على شواطئ غزة، بينما تهطل الأموال من السماء، ويرقص المستوطنون على… pic.twitter.com/8XJdhmpWx2
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) February 26, 2025
في حين وصف الناشط تامر، عبر منصة "إكس"، الفيديو بـ"المهزلة"، مشيرا إلى أن ترامب يتخيل غزة بعد امتلاكها، حيث يظهر في المشهد فندق ترامب، وإيلون ماسك يتناول الطعام العربي على الشاطئ، وسط أجواء احتفالية تخفي خلفها واقعا من الدمار والتهجير القسري.
نشر ترامب على حسابه فيديو يظهر كيف يتصور غزة بعد امتلاكها وتنفيذ مشاريعه الخاصة.
يظهر في الفيديو إيلون ماسك وفندق ترامب، ويظهر ترامب برفقة نتنياهو يستجمون على شاطئ بحر غزة.
تلك المهزلة الخيالية نشرها فعلاً رئيس أمريكا ، مسخرة . pic.twitter.com/g3ssAtmXQD
— Tamer | تامر (@tamerqdh) February 26, 2025
وعلق أحد المغردين قائلا "الفيديو كارثي ويدل على نظرة ترامب ومدى استخفافه بكل العالم".
#ترامب عرض تصوره عن #غزة المستقبل. دققوا في كل لقطة واتفرجوا على الخبل الممزوج بكثير من النمطية والمادية والرأسمالية والانحلال الثقافي والاخلاقي. pic.twitter.com/SleH39p6rW
— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) February 26, 2025
وأشار مغردون إلى أن غزة ستظل "حائط الصد الذي تتحطم عليه أحلام الإسرائيليين ومن يدعمهم"، مؤكدين أن صمودها أفشل العديد من المخططات السابقة، وما زالت تقاوم بدمائها في وجه مشاريع التهجير.
إعلانورأى بعض النشطاء أن ما يحدث يعكس حالة الفوضى العالمية، قائلين: "نحن في مرحلة انتقالية بين عالم قديم يموت وآخر لم يولد بعد، وبينهما برزخ تظهر فيه وحوش السياسة والاستعمار، حيث تتحول فلسطين إلى ساحة تجارب جديدة لأطماع القوى الكبرى".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من هو دان رازين كين الذي اختاره ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي؟
استعرضت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الأسباب التي دفعت ترامب لاختيار الجنرال دان رازين كين لتولي منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السيرة المهنية لكين ثرية حيث تقلد العديد من المهام، من بينها العمل كطيار مقاتل وتولي منصب عميل للاتصال في وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه".
وتضيف أن كين عاد إلى حياته المهنية بعد خروجه الى التقاعد ليشغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة الجديد، وقد كان لتوعده سنة 2018 - أثناء الزيارة التي أداها دونالد ترامب إلى العراق في سنة 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى - بقدرته على القضاء على تنظيم الدولة في غضون أسبوع الفضل في وقوع اختيار ترامب عليه خلفا للجنرال تشارلز كوينتون براون جونيور؛ حيث إن التوعد بإنجاز المهام بطريقة أفضل من الآخرين وفي فترة وجيزة دون تكبد تكاليف باهظة من العوامل التي يأخذها دونالد ترامب بعين الاعتبار أثناء تعيين فريق إدارته.
وأفادت الصحيفة أن كين كان أحد الطيارين الذين حلقوا في سماء الولايات المتحدة بعد دقائق من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. في إحدى منشورات وكالة المخابرات المركزية بخصوص الهجوم قال الجنرال الحالي: "لقد قفزنا إلى الطائرات وبدأنا في تشغيلها لقد قضيت في ذلك اليوم ثماني ساعات تقريبا في الجو".
وتخصص كين في مكافحة الإرهاب في عهد جورج دبليو بوش وتقلد العديد من مهام الاستخبارات والعمليات الخاصة.
وذكرت الصحيفة أنه في المجمل تمت إحالة ستة من كبار المسؤولين في البنتاغون إلى التقاعد المبكر، من بينهم الأدميرال ليزا فرانشيتي، التي كانت على رأس البحرية الأمريكية. وفيما يخص تشارلز كوينتون براون جونيور، فقد ألمح وزير الدفاع بيت هيغسيث إلى ضرورة إقالته بسبب دعمه لبرامج التنوع والإنصاف والإدماج داخل الجيش، مشككا في مواصلة حياته المهنية بسبب لون بشرته رغم أن ترامب نفسه عيّنه سنة 2020 على رأس سلاح الجو الأمريكي.
وبحسب الصحيفة فإن السبب الآخر لوقوع اختيار ترامب على كين هو الوفاء المطلق، فبعد فوزه في انتخابات 2016، اختار العديد من المسؤولين التنحي عن مناصبهم بسبب شخصية ترامب المزاجية، من بينهم الجنرال مارك ألكسندر ميلي، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، الذي، ذكّر خلال خلاف معه أنه أقسم على خدمة الدستور لا الرئيس.
أداء أفضل من سابقيه
لهذه الأسباب استبعدت الإدارة الجديدة الشخصيات الأكثر تقليدية، مثل الجنرال مايكل كوريلا، الذي يشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. رغم التقدير الذي يكنه ترامب لكوريلا غير أنه اعتبره ينتمي إلى القادة الذين حاولوا التصدي له خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كان الجنرال دان كاين، بمجرد توليه المنصب واطلاعه على تعقيدات هذه المهمة، سيكون قادرا بالفعل على إنجاز المهام بشكل أفضل مقارنة بغيره وفي فترة قصيرة دون تخصيص موارد طائلة.
في رواية أخرى، رويت بعد خمس سنوات من لقائهما، ذكر ترامب أن كين وعده بهزيمة تنظيم الدولة خلال أربعة أسابيع، زاعما أن كين "لعب دورا حاسما في القضاء التام على تنظيم الدولة ونفذ ذلك في وقت قياسي، في غضون أسابيع قليلة". إلى جانب ذلك، قال ترامب: "العديد من العباقرة العسكريين قالوا إن هزيمة تنظيم الدولة سوف تستغرق سنوات. لكن الجنرال كين قال إنه يمكن معالجة هذه المسألة بسرعة، وأوفى بوعده".
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأنه على الرغم من أن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر على المنطقة كما هو الحال في سنة 2014، غير أنه لم يتم القضاء عليه نهائيّا، حيث تستمر الخلايا النشطة في سوريا والعراق في العمل واستقطاب المسلحين.