ننصح الآباء بالتواصل المفتوح المحترم مع الأبناء وإعطائهم مساحة للتعبير عن ذاتهم

 تأثير الآباء هو الأقوى على القرار المهني للأبناء

نشهد إقبالاً مميزاً على برامج المركز

أكدت علا عبد الله، أخصائي أول تطوير مهني بمركز قطر للتطوير المهني، أن بعض البحوث أظهرت التأثير الكبير للأصدقاء في اتخاذ القرارات المهنية، فيما يظل الدور المؤثر للآباء هو الأقوى في عملية اتخاذ القرار المهني للأبناء، داعية أولياء الأمور إلى تقديم القدوة الناجحة التي يحتذى بها لتأثيرهم على قرار الأبناء المهني.

وقالت اخصائي أول التطوير المهني بمركز قطر للتطوير المهني في حوار مع «العرب»، إن لوعي الوالدين بالمهن ومستقبل سوق العمل بالدولة والآثار الاقتصادية لها أثرا كبيرا وإيجابيا على تشكيل تطلعات الأبناء، وإن هناك برامج وأنشطة تستهدف توعية الآباء وتثقيفهم حول الخيارات المهنية لأبنائهم، كما أنه من الضروري التعاون بين أولياء الأمور والمدارس بإنشاء برامج في أنشطة التوجيه المهني.

نوهت علا عبد الله إلى أن هناك خطوات حثيثة تم اتخاذها لزيادة فرص الفتيات في مختلف المجالات، وخلق منظومة تشجع المرأة وعملها في مختلف التخصصات والمجالات.
وقدمت علا عبد الله نصائح إلى الآباء بالتواصل المفتوح المحترم مع الأبناء وإعطائهم المساحة للتعبير عن ذاتهم وعدم تحجيم آرائهم.  وإلى نص الحوار:
ما تأثير أولياء الأمور على التوجه المهني للأبناء؟
إن تأثير أولياء الأمور على الأبناء نحو اتخاذ قرار مهني معين يكاد يغلب على بقية العوامل البيئية أو الخارجية مجتمعة. ورغم أن بعض البحوث أظهرت التأثير الكبير للأصدقاء في اتخاذ القرارات المهنية؛ إلا أن الدور المؤثر للآباء يظل الأقوى في عملية اتخاذ القرار المهني للأبناء، ويكون ذلك عبر مختلف الطرق وأهمها القدوة. ففي أغلب الأحيان، ينظر الأطفال إلى والديهم كنماذج يحتذى بها ومصدر إلهام، بالأخص إن كانت لديهم وظائف ناجحة ومرضية، وعليه نحث الآباء على أن يقدموا قدوة ناجحة يحتذى بها، لتأثيرهم على القرار المهني لأبنائهم بشكل مباشر.
كما يمتد تأثير الوالدين إلى دعم التطلعات المهنية والتأثير الإيجابي على خيارات الأبناء، مع وجود هامش من الحرية في الاختيار، بمعنى أن يكون لدى الطفل ميول لتخصص ما؛ ويكون التأثير من خلال طرح الآباء للفرص المتاحة أمام الأبناء وإعطائهم فكرة عن سوق العمل والتخصصات والجامعات، كما أن لوعي الوالدين بالمهن ومستقبل سوق العمل بالدولة والآثار الاقتصادية لها أثرا كبيرا وإيجابيا على تشكيل تلك التطلعات.
توعية أولياء الأمور
أغلب أولياء الأمور ليس لديهم معرفة بالتوجهات المهنية الجديدة، كيف يمكن توعيتهم؟
هناك عدد من البرامج والأنشطة مثل ورش العمل أو الندوات التي تستهدف توعية الآباء وتثقيفهم حول الخيارات المهنية لأبنائهم، وقد سبق لمركز قطر للتطوير المهني تنظيم العديد من تلك الفعاليات التي دعونا خلالها عددًا من المهنيين والخبراء في مختلف المجالات ليقدموا رؤى وحلولا حول مجموعة متنوعة من المهن، والمهارات المطلوبة لهذه المهن، فمن المهم أن يدرك كل ولي أمر المتطلبات التي تحتاجها كل وظيفة، والقدرات والمهارات المطلوبة للأبناء للعمل في وظيفة معينة. 
ولابد حتما من التعاون بين أولياء الأمور والمدارس؛ إذ يتوجب إنشاء برامج تشرك أولياء الأمور في أنشطة التوجيه المهني المقدمة من المدارس، مثل تنظيم المعارض والتوظيف وحلقات النقاش، وحلقات المتحدثين أو الضيوف من أولياء الأمور أنفسهم، والتطرق إلى الصناعات الصاعدة، والمجالات البارزة على الساحة، واتجاهات الوظائف المستقبلية، وتنمية المهارات، والتأثير التكنولوجي عليها، وغيرها، كما أن هناك العديد من المنصات والمصادر المفتوحة عبر الإنترنت التي توفر الكثير من المعلومات حول المهن، والمسارات التعليمية، وسوق العمل، وغيرها. 
النساء والوظائف
يتاح للنساء مختلف الوظائف في قطر، ولكن بعض أولياء الأمور قد يضعون قيوداً صارمة، لتنحصر وظائف الفتيات في عدد قليل من المجالات، كيف يمكن معالجة هذا الأمر؟
قد يكون لدى البعض مخاوف أو قيود ما، لكن بات من الممكن تغيير هذا الأمر كليًا بشكل كامل من خلال جلسات التثقيف لأولياء الأمور، وجلسات التوعية والإرشاد المهني، وهناك خطوات حثيثة تم اتخاذها لزيادة فرص الفتيات في المجالات، ورفع وعيهن بإمكانياتهن ومواجهة التحديات، وخلق منظومة تشجع المرأة وعملها في مختلف التخصصات والمجالات، وخاصة في ظل نجاح المرأة واتجاه الدولة نحو دمجها في مختلف المجالات المهنية.
حرص أولياء الأمور يكون انطلاقاً من الخشية على مستقبل الأبناء وتحقيقاً لاستقلالهم المالي، فهل تحقق الوظائف الحديثة استقلالاً مالياً حالياً أو متوقعاً بالمستقبل؟
لربما أول ما يتطلع إليه أولياء الأمور من الوظيفة هو العائد المادي؛ لكن على أولياء الأمور والأبناء إدراك أن عليهم الارتقاء والتطور المهني يأتي تدريجيا وتحدث الاستقلالية المادية تلقائيًا بمرور الوقت والحصول على وظيفة. ويجب صقل المهارة بالدراسة والتطوير المستمر واختيار المهن التخصصية، ومع التطور الحالي في التطبيقات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وما يحدث من طفرات في الوظائف. 

نصائح لأولياء الأمور
في حالة عدم اتفاق ولي الأمر والابن أو الابنة على تخصص، فما النصائح التي يسديها ولي الأمر للأبناء في هذه الحالة؟
نقدم مجموعة من النصائح لولي الأمر حول كيفية التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة الصعبة والمؤثرة في حياة أبنائهم وخاصة خلال فترة دخول الجامعة ومرحلة المراهقة وما يصحبها من تغيرات فسيولوجية وما قد يصحبها من توتر. وننصح الآباء بالتواصل المفتوح المحترم وإعطاء الأبناء المساحة للتعبير عن ذاتهم وعدم تحجيم آرائهم، فهذه المناقشات حول الخيارات المهنية مهمة، ويجب على الآباء أن يستمعوا إلى وجهات نظر أبنائهم، وفهم تطلعاتهم وطموحاتهم ونظرتهم للحياة.
من ناحية أخرى، يجب أن يكون الأبناء على استعداد للاستماع إلى المخاوف التي يفكر فيها أهلهم، وذلك لا يأتي بين يوم وليلة؛ أما إن كان هناك تواصل وحوار مع الأطفال منذ الصغر فسيسهل ذلك.
ويجب على الآباء استكشاف الأسباب الكامنة وراء أي خلاف في الرأي، هل يعزى ذلك إلى أسباب معينة، أو مخاوف معينة أو مفاهيم خاطئة حول فرص العمل أو الاستقلال المادي أو نقص الوعي حول المسارات المهنية المتاحة، أم أنها مجرد تحيزات شخصية من طرف الآباء أو الأبناء على حد سواء.
ونقترح على الآباء الحصول على الاستشارة المهنية من قبل مستشار مهني أو محترف مؤهل، أو الحضور إلى مركز قطر للتطوير المهني للحصول على التوجيه بنظرة موضوعية. فالحصول على رأي طرف ثالث محايد كخبير قد يشكل حلقة الوصل بما يقدمه من حلول؛ فالمستشار المهني يمكن أن يقوم بتقييم نقاط القوة والقدرات عند الأبناء، وتقديم الاقتراحات المهنية المناسبة، ومعالجة الخوف عند الآباء ومساعدتهم على أن يفهموا أبناءهم.
كما نحث دائما الآباء على تشجيع أبنائهم لاستكشاف الخيارات المهنية، سواء من خلال البحث، أو حضور معارض التوظيف، أو مواءمة بيئة المهن، أو المشاركة في الأعمال والفرص التطوعية. 
ويجب أن نساعد الأهل على فهم المهارات المكتسبة في مجال معين، والمهارات المكتسبة التي يمكن نقلها إلى تخصصات أخرى. فهناك مهارات تصلح لكل مجال على حدة، ويجب أن نسلط الضوء على المهارات التي يمكن نقلها، كالتواصل وحل المشكلات والعمل الجماعي والقدرة على التكيف، وكلها مهارات وقدرات يمكن أن تخفف من خوف الآباء وأن تسهم في فهم الأبناء لاحتياجات سوق العمل.
كما نقترح اعتماد المرونة والانفتاح على كافة الاحتمالات لحل أي خلاف في الرأي حول هذا الموضوع. فيجب دائماً أن نذكّر الآباء أن الحياة المهنية الناجحة المرضية بالنسبة للأطفال لا تقتصر على العوامل الخارجية فقط، مثل الراتب أو المؤسسة أو الحالة الاجتماعية؛ لكن يجب أن نعطي الأهمية لنمو الطفل وسعادته على المدى الطويل، وتوافق المهنة مع شغفه. فالآباء دورهم دعم الأطفال وهو دور توجيهي بحت لا عبر الإجبار، وهو دور دعم وتشجيع وهذا ما يحقق الرضا للأب والأم والطفل على حد سواء. 
برامج المركز 
هل من برامج توعوية للمركز تشمل كافة أفراد المجتمع، وما مدى الاقبال عليها؟
لدينا عدد كبير من البرامج سواء للاستشارات المهنية أو البرامج الخاصة بالتدريب والتطوير، أو المواءمة الوظيفية، أو اختبارات القدرات والمواءمة المهنية. كلها برامج تصب في مصلحة الآباء والأبناء والدولة بشكل عام لاستقطاب المواهب المميزة في مهن معينة. ونشهد إقبالاً مميزاً على البرامج التي يقدمها المركز، ومن بينها برامج معايشة الوظائف كالقرية المهنية وبرنامج «مهنتي مستقبلي» الذي شارك فيه نحو 95 طالبا في يونيو الماضي، وهو ما يتيح لليافعين والنشء اختبار بيئة العمل والتعرف على المهن، كما نقدم جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر علا عبد الله أولیاء الأمور اتخاذ القرار سوق العمل فی مختلف

إقرأ أيضاً:

الوصايا العشر للتربية السليمة للأطفال.. متخصصون يقدمون مبادئ أساسية تشمل الحب غير المشروط والاحترام والتقدير والتواصل الفعال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يضع المتخصصون الوصايا العشر للتربية السليمة للأطفال ليس لأنها مسؤولية كبيرة، ولكنها أيضًا من أكثر التجارب rewarding في الحياة، التربية السليمة للأطفال هي أساس بناء جيل صحي وسعيد ومزدهر، إنها رحلة مليئة بالتحديات والمكافآت، وتتطلب صبرًا وحبا وتفهمًا. في هذا التقرير، سنستعرض أهم مبادئ التربية السليمة التي تساعد الآباء على تربية أطفالهم بطريقة صحية وإيجابية.

الخطوات الأساسية التربية 

من جانبها قالت عميد كلية رياض الأطفال دكتورجيهان عبدالفتاح عزام لـ"البوابة نيوز": المبادئ الاساسية للتربية السليمة للاطفال تتلخص فى خطوات مهمة هى: الحب غير المشروط و الاحترام والتقدير و التواصل الفعال و وضع الحدود والقواعد و التشجيع والدعم.

الحب غير المشروط :

وبدأت: الحب هو أساس التربية السليمة. يجب أن يشعر الطفل بحب والديه له بغض النظر عن سلوكه أو أخطائه. هذا الحب غير المشروط يمنح الطفل شعورًا بالأمان والثقة بالنفس، ويساعده على النمو والتطور بشكل صحي.

الاحترام والتقدير:

وتابعت: يجب على الآباء احترام أطفالهم وتقديرهم كأفراد مستقلين. يجب الاستماع إلى آرائهم ومشاعرهم، والسماح لهم بالتعبير عن أنفسهم بحرية. هذا يساعد الأطفال على تطوير شخصيتهم المستقلة والشعور بالتقدير والاحترام.

التواصل الفعال:

وأردفت: التواصل الفعال هو مفتاح العلاقة الصحية بين الآباء والأطفال. يجب على الآباء الاستماع إلى أطفالهم بإنصات وتفهم، والتحدث معهم بصراحة وصدق. يجب أن يكون التواصل مفتوحًا وصادقًا، ويسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية.

وضع الحدود والقواعد:

وتكمل:يحتاج الأطفال إلى حدود وقواعد واضحة ومناسبة لأعمارهم. يجب أن تكون هذه الحدود والقواعد منطقية وثابتة، ويجب تطبيقها بشكل عادل ومتسق. تساعد الحدود والقواعد الأطفال على تعلم الانضباط الذاتي والمسؤولية، وتوفر لهم شعورًا بالأمان والاستقرار.

التشجيع والدعم:

وأضافت:يحتاج الأطفال إلى التشجيع والدعم من والديهم لتحقيق أهدافهم وتطوير قدراتهم. يجب على الآباء تشجيع أطفالهم على استكشاف اهتماماتهم ومواهبهم، وتقديم الدعم لهم في تحقيق أحلامهم. يساعد التشجيع والدعم الأطفال على بناء الثقة بالنفس والشعور بالكفاءة.

وفى ذات السياق قال عميد كلية رياض الاطفال السابق دكتورعاطف عدلي فهمي خمسة نقاط اساسية تشكل قوة شخصية الطفل نضيفهم على الخمس السابقين وهم: الحب غير المشروط والاحترام والتقدير والتواصل الفعال ووضع الحدود والقواعد والتشجيع والدعم، نضيف اليهم: القدوة الحسنة واللعب والمرح والتعليم والتثقيف والرعاية الصحية والصبر والتسامح 

القدوة الحسنة:

ويكمل: الأطفال يتعلمون من خلال القدوة. يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم في سلوكهم وأخلاقهم وكلامهم. يجب أن يظهر الآباء الاحترام والصدق والأمانة في تعاملاتهم مع الآخرين، وأن يكونوا نماذج إيجابية لأطفالهم.

اللعب والمرح:

واضاف: اللعب والمرح جزء أساسي من حياة الطفل. يجب على الآباء توفير فرص لأطفالهم للعب والمرح، والمشاركة معهم في الأنشطة الترفيهية. يساعد اللعب الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية والجسدية، ويمنحهم شعورًا بالسعادة والاسترخاء.

التعليم والتثقيف:

وأكد:يجب على الآباء توفير فرص لأطفالهم للتعلم والتثقيف. يجب تشجيعهم على القراءة والكتابة، وتوفير الكتب والمواد التعليمية المناسبة لأعمارهم. يجب أيضًا اصطحابهم إلى المتاحف والمعارض والأماكن التعليمية الأخرى لإثراء معرفتهم وثقافتهم.

الرعاية الصحية:

ولفت: الى انه يجب على الآباء الاهتمام بصحة أطفالهم الجسدية والعقلية. يجب توفير الغذاء الصحي والمتوازن لهم، والتأكد من حصولهم على قسط كاف من النوم والراحة. يجب أيضًا إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة والتطعيمات اللازمة للحفاظ على صحتهم.

الصبر والتسامح:

واختتم: التربية تتطلب صبرًا وتسامحًا. يجب على الآباء أن يكونوا صبورين مع أطفالهم، وأن يتسامحوا مع أخطائهم. يجب أن يتذكروا أن الأطفال يتعلمون من أخطائهم، وأنهم يحتاجون إلى الدعم والتوجيه من والديهم للتغلب عليها، باتباع هذه المبادئ، يمكن للآباء تربية أطفالهم بطريقة صحية وإيجابية، والمساهمة في بناء جيل سعيد ومزدهر.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية ونظيره اللبناني يبحثان مسارات التعاون الأمني
  • سيف بن زايد يلتقي وزراء على هامش اجتماع وزراء الداخلية العرب
  • اللواء محمود توفيق وزير الداخلية: لا تزال آفة الإرهاب في مقدمة التحديات التي تواجه بلادنا
  • لمناقشة التعاون الأمنى .. وزير الداخلية يلتقى نظرائه العرب فى تونس| صور
  • الوصايا العشر للتربية السليمة للأطفال.. متخصصون يقدمون مبادئ أساسية تشمل الحب غير المشروط والاحترام والتقدير والتواصل الفعال
  • قبل انطلاق الدورة الـ42 لمجلس الوزراء العرب.. وزير الداخلية: تفعيل التنسيق الأمني ضروري لمواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة
  • «الطرابلسي» يزور تونس للمشاركة باجتماع «مجلس وزراء الداخلية العرب»
  • اليوم.. محاكمة 28 متهما بممارسة أنشطة المراهنات التي تتم عبر التطبيقات الإلكترونية
  • أولياء عهود الفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة يحضرون أفراح الخاطري
  • لحماية الجنين: مختصة تكشف عن فحص ضروري للحوامل قبل الولادة