علا عبدالله أخصائي أول بـ «قطر للتطوير المهني» لـ العرب: التعاون ضروري بين أولياء الأمــور والمدارس في أنشـطة التوجـيه المهـني
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
ننصح الآباء بالتواصل المفتوح المحترم مع الأبناء وإعطائهم مساحة للتعبير عن ذاتهم
تأثير الآباء هو الأقوى على القرار المهني للأبناء
نشهد إقبالاً مميزاً على برامج المركز
أكدت علا عبد الله، أخصائي أول تطوير مهني بمركز قطر للتطوير المهني، أن بعض البحوث أظهرت التأثير الكبير للأصدقاء في اتخاذ القرارات المهنية، فيما يظل الدور المؤثر للآباء هو الأقوى في عملية اتخاذ القرار المهني للأبناء، داعية أولياء الأمور إلى تقديم القدوة الناجحة التي يحتذى بها لتأثيرهم على قرار الأبناء المهني.
نوهت علا عبد الله إلى أن هناك خطوات حثيثة تم اتخاذها لزيادة فرص الفتيات في مختلف المجالات، وخلق منظومة تشجع المرأة وعملها في مختلف التخصصات والمجالات.
وقدمت علا عبد الله نصائح إلى الآباء بالتواصل المفتوح المحترم مع الأبناء وإعطائهم المساحة للتعبير عن ذاتهم وعدم تحجيم آرائهم. وإلى نص الحوار:
ما تأثير أولياء الأمور على التوجه المهني للأبناء؟
إن تأثير أولياء الأمور على الأبناء نحو اتخاذ قرار مهني معين يكاد يغلب على بقية العوامل البيئية أو الخارجية مجتمعة. ورغم أن بعض البحوث أظهرت التأثير الكبير للأصدقاء في اتخاذ القرارات المهنية؛ إلا أن الدور المؤثر للآباء يظل الأقوى في عملية اتخاذ القرار المهني للأبناء، ويكون ذلك عبر مختلف الطرق وأهمها القدوة. ففي أغلب الأحيان، ينظر الأطفال إلى والديهم كنماذج يحتذى بها ومصدر إلهام، بالأخص إن كانت لديهم وظائف ناجحة ومرضية، وعليه نحث الآباء على أن يقدموا قدوة ناجحة يحتذى بها، لتأثيرهم على القرار المهني لأبنائهم بشكل مباشر.
كما يمتد تأثير الوالدين إلى دعم التطلعات المهنية والتأثير الإيجابي على خيارات الأبناء، مع وجود هامش من الحرية في الاختيار، بمعنى أن يكون لدى الطفل ميول لتخصص ما؛ ويكون التأثير من خلال طرح الآباء للفرص المتاحة أمام الأبناء وإعطائهم فكرة عن سوق العمل والتخصصات والجامعات، كما أن لوعي الوالدين بالمهن ومستقبل سوق العمل بالدولة والآثار الاقتصادية لها أثرا كبيرا وإيجابيا على تشكيل تلك التطلعات.
توعية أولياء الأمور
أغلب أولياء الأمور ليس لديهم معرفة بالتوجهات المهنية الجديدة، كيف يمكن توعيتهم؟
هناك عدد من البرامج والأنشطة مثل ورش العمل أو الندوات التي تستهدف توعية الآباء وتثقيفهم حول الخيارات المهنية لأبنائهم، وقد سبق لمركز قطر للتطوير المهني تنظيم العديد من تلك الفعاليات التي دعونا خلالها عددًا من المهنيين والخبراء في مختلف المجالات ليقدموا رؤى وحلولا حول مجموعة متنوعة من المهن، والمهارات المطلوبة لهذه المهن، فمن المهم أن يدرك كل ولي أمر المتطلبات التي تحتاجها كل وظيفة، والقدرات والمهارات المطلوبة للأبناء للعمل في وظيفة معينة.
ولابد حتما من التعاون بين أولياء الأمور والمدارس؛ إذ يتوجب إنشاء برامج تشرك أولياء الأمور في أنشطة التوجيه المهني المقدمة من المدارس، مثل تنظيم المعارض والتوظيف وحلقات النقاش، وحلقات المتحدثين أو الضيوف من أولياء الأمور أنفسهم، والتطرق إلى الصناعات الصاعدة، والمجالات البارزة على الساحة، واتجاهات الوظائف المستقبلية، وتنمية المهارات، والتأثير التكنولوجي عليها، وغيرها، كما أن هناك العديد من المنصات والمصادر المفتوحة عبر الإنترنت التي توفر الكثير من المعلومات حول المهن، والمسارات التعليمية، وسوق العمل، وغيرها.
النساء والوظائف
يتاح للنساء مختلف الوظائف في قطر، ولكن بعض أولياء الأمور قد يضعون قيوداً صارمة، لتنحصر وظائف الفتيات في عدد قليل من المجالات، كيف يمكن معالجة هذا الأمر؟
قد يكون لدى البعض مخاوف أو قيود ما، لكن بات من الممكن تغيير هذا الأمر كليًا بشكل كامل من خلال جلسات التثقيف لأولياء الأمور، وجلسات التوعية والإرشاد المهني، وهناك خطوات حثيثة تم اتخاذها لزيادة فرص الفتيات في المجالات، ورفع وعيهن بإمكانياتهن ومواجهة التحديات، وخلق منظومة تشجع المرأة وعملها في مختلف التخصصات والمجالات، وخاصة في ظل نجاح المرأة واتجاه الدولة نحو دمجها في مختلف المجالات المهنية.
حرص أولياء الأمور يكون انطلاقاً من الخشية على مستقبل الأبناء وتحقيقاً لاستقلالهم المالي، فهل تحقق الوظائف الحديثة استقلالاً مالياً حالياً أو متوقعاً بالمستقبل؟
لربما أول ما يتطلع إليه أولياء الأمور من الوظيفة هو العائد المادي؛ لكن على أولياء الأمور والأبناء إدراك أن عليهم الارتقاء والتطور المهني يأتي تدريجيا وتحدث الاستقلالية المادية تلقائيًا بمرور الوقت والحصول على وظيفة. ويجب صقل المهارة بالدراسة والتطوير المستمر واختيار المهن التخصصية، ومع التطور الحالي في التطبيقات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وما يحدث من طفرات في الوظائف.
نصائح لأولياء الأمور
في حالة عدم اتفاق ولي الأمر والابن أو الابنة على تخصص، فما النصائح التي يسديها ولي الأمر للأبناء في هذه الحالة؟
نقدم مجموعة من النصائح لولي الأمر حول كيفية التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة الصعبة والمؤثرة في حياة أبنائهم وخاصة خلال فترة دخول الجامعة ومرحلة المراهقة وما يصحبها من تغيرات فسيولوجية وما قد يصحبها من توتر. وننصح الآباء بالتواصل المفتوح المحترم وإعطاء الأبناء المساحة للتعبير عن ذاتهم وعدم تحجيم آرائهم، فهذه المناقشات حول الخيارات المهنية مهمة، ويجب على الآباء أن يستمعوا إلى وجهات نظر أبنائهم، وفهم تطلعاتهم وطموحاتهم ونظرتهم للحياة.
من ناحية أخرى، يجب أن يكون الأبناء على استعداد للاستماع إلى المخاوف التي يفكر فيها أهلهم، وذلك لا يأتي بين يوم وليلة؛ أما إن كان هناك تواصل وحوار مع الأطفال منذ الصغر فسيسهل ذلك.
ويجب على الآباء استكشاف الأسباب الكامنة وراء أي خلاف في الرأي، هل يعزى ذلك إلى أسباب معينة، أو مخاوف معينة أو مفاهيم خاطئة حول فرص العمل أو الاستقلال المادي أو نقص الوعي حول المسارات المهنية المتاحة، أم أنها مجرد تحيزات شخصية من طرف الآباء أو الأبناء على حد سواء.
ونقترح على الآباء الحصول على الاستشارة المهنية من قبل مستشار مهني أو محترف مؤهل، أو الحضور إلى مركز قطر للتطوير المهني للحصول على التوجيه بنظرة موضوعية. فالحصول على رأي طرف ثالث محايد كخبير قد يشكل حلقة الوصل بما يقدمه من حلول؛ فالمستشار المهني يمكن أن يقوم بتقييم نقاط القوة والقدرات عند الأبناء، وتقديم الاقتراحات المهنية المناسبة، ومعالجة الخوف عند الآباء ومساعدتهم على أن يفهموا أبناءهم.
كما نحث دائما الآباء على تشجيع أبنائهم لاستكشاف الخيارات المهنية، سواء من خلال البحث، أو حضور معارض التوظيف، أو مواءمة بيئة المهن، أو المشاركة في الأعمال والفرص التطوعية.
ويجب أن نساعد الأهل على فهم المهارات المكتسبة في مجال معين، والمهارات المكتسبة التي يمكن نقلها إلى تخصصات أخرى. فهناك مهارات تصلح لكل مجال على حدة، ويجب أن نسلط الضوء على المهارات التي يمكن نقلها، كالتواصل وحل المشكلات والعمل الجماعي والقدرة على التكيف، وكلها مهارات وقدرات يمكن أن تخفف من خوف الآباء وأن تسهم في فهم الأبناء لاحتياجات سوق العمل.
كما نقترح اعتماد المرونة والانفتاح على كافة الاحتمالات لحل أي خلاف في الرأي حول هذا الموضوع. فيجب دائماً أن نذكّر الآباء أن الحياة المهنية الناجحة المرضية بالنسبة للأطفال لا تقتصر على العوامل الخارجية فقط، مثل الراتب أو المؤسسة أو الحالة الاجتماعية؛ لكن يجب أن نعطي الأهمية لنمو الطفل وسعادته على المدى الطويل، وتوافق المهنة مع شغفه. فالآباء دورهم دعم الأطفال وهو دور توجيهي بحت لا عبر الإجبار، وهو دور دعم وتشجيع وهذا ما يحقق الرضا للأب والأم والطفل على حد سواء.
برامج المركز
هل من برامج توعوية للمركز تشمل كافة أفراد المجتمع، وما مدى الاقبال عليها؟
لدينا عدد كبير من البرامج سواء للاستشارات المهنية أو البرامج الخاصة بالتدريب والتطوير، أو المواءمة الوظيفية، أو اختبارات القدرات والمواءمة المهنية. كلها برامج تصب في مصلحة الآباء والأبناء والدولة بشكل عام لاستقطاب المواهب المميزة في مهن معينة. ونشهد إقبالاً مميزاً على البرامج التي يقدمها المركز، ومن بينها برامج معايشة الوظائف كالقرية المهنية وبرنامج «مهنتي مستقبلي» الذي شارك فيه نحو 95 طالبا في يونيو الماضي، وهو ما يتيح لليافعين والنشء اختبار بيئة العمل والتعرف على المهن، كما نقدم جلسات الاستشارات المهنية الافتراضية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر علا عبد الله أولیاء الأمور اتخاذ القرار سوق العمل فی مختلف
إقرأ أيضاً:
الإمارات: الحوار بين الأديان والثقافات ضروري لمواجهة الإسلاموفوبيا
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت دولة الإمارات ضرورة التصدي للإسلاموفوبيا ومظاهر التعصب الأخرى التي تروج لكراهية الأديان، وتحرض على التمييز والعداء والعنف، سواء ضد المسلمين أو ضد اتباع الأديان الأخرى، مشيرة إلى أن الحوار البناء بين الأديان والثقافات أمر بالغ الأهمية في مواجهة الظاهرة.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقته سارة العوضي، عضو بعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة في الجلسة العامة غير الرسمية للجمعية العامة: «إن هذه المناسبة تذكرنا بالحاجة الملحة للتصدي للإسلاموفوبيا ومظاهر التعصب الأخرى، خاصة في ظل تفشي هذه الظاهرة، وتسببها في تأجيج الانقسام والعداء».
وأضاف البيان: «من المؤسف للغاية استغلال المتطرفين لظاهرة الإسلاموفوبيا في المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تأجيج مشاعر الكراهية، والتحريض في بعض الحالات على ارتكاب أعمال عنف، ومنها تدنيس كتب مقدسة ومواقع دينية».
ومن هذا المنطلق، أكد البيان إدانة الإمارات للدعوات التي تروج لكراهية الأديان، وتحرض على التمييز والعداء والعنف، سواء ضد المسلمين أو ضد أتباع الأديان الأخرى، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
وأكد البيان ضرورة تعزيز جهود الأمم المتحدة الرامية إلى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث يُعد اعتماد الجمعية العامة للقرار (78/264) بشأن «تدابير مكافحة الإسلاموفوبيا» خطوةً هامة تعكس التزام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ملموسة.
وفي هذا الصدد، رحب البيان بترشيح الأمين العام لمعالي ميغيل موراتينوس لتولي منصب المبعوث الخاص لشؤون مكافحة الإسلاموفوبيا، حاثاً على تسريع إجراءات الموافقة على تخصيص الموارد المالية اللازمة لضمان التنفيذ الفوري للقرار، لأهمية ذلك في التصدي الفعال لهذه الظاهرة الهدامة.
كما شدد على ضرورة ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، باعتبارها عنصراً أساسياً في مكافحة ومنع ظاهرة الإسلاموفوبيا، لافتاً إلى أن مجلس الأمن اعترف في قراره رقم 2686 بشأن «التسامح والسلام والأمن» بأن خطاب الكراهية والتطرف وأشكال التعصب الأخرى من العوامل التي تضاعف تهديدات السلم والأمن الدوليين.
ولفت إلى أن هذا القرار يُعتبر أول قرار يتصدى لمسألة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وكراهية المسيحية، ويدعو إلى اتباع نهج قائم على التنسيق بين الأمم المتحدة والمجتمعات لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي ومنع نشوب الصراعات. ونحث جميع الجهات المعنية على تنفيذ هذا القرار.
وقال البيان: «يُعدّ الحوار البناء بين الأديان والثقافات أمراً بالغ الأهمية في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتجسد (وثيقة الأخوة الإنسانية) التي تم توقيعها بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في أبوظبي عام ألفين وتسعة عشر التزامنا الثابت بالحوار كأساس للتعايش السلمي»، مضيفاً أنه من واجبنا جميعاً أن نواصل دعم الجهود الرامية إلى تفكيك المفاهيم الخاطئة، وتعزيز سبل التفاهم والاحترام المتبادل بين جميع الأديان والثقافات.