عربي21:
2025-02-26@17:46:34 GMT

قراءة في مؤتمر حزب العدالة والتنمية

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

تجاوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يوم الأحد الماضي، عتبة أخرى في مسيرته، وأتم مؤتمره العام الاعتيادي الثامن دون أن يشهد صراعات ومشاكل داخلية. وانتخب رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، مرة أخرى، رئيسا للحزب، كما تم انتخاب أعضاء اللجنة المركزية للقرار والإدارة واللجنة التنفيذية المركزية وغيرهما من اللجان.

ودخلت تلك اللجان أسماء جديدة في إطار التغيير وضخ دماء جديدة في شريان الحزب.

حزب العدالة والتنمية تبنى منذ تأسيسه في صيف 2001 سياسة جس نبض الشارع والاستماع إلى مطالبه، كما قام عدة مرات بعملية تجديد في صفوفه استجابة لرسائل الشارع، ولفتح المجال أمام الشباب ليمارسوا العمل السياسي بعزم ونشاط، ويوظّفوا طاقاتهم في خدمة الوطن والمواطنين. ومن الأسماء الجديدة التي انضمت إلى قيادة حزب العدالة والتنمية، لاعب كرة القدم الشهير مسعود أوزيل، المعروف بدعمه لقضايا المسلمين، كقضية الشعب الفلسطيني وقضية مسلمي تركستان الشرقية.

حزب العدالة والتنمية تبنى منذ تأسيسه في صيف 2001 سياسة جس نبض الشارع والاستماع إلى مطالبه، كما قام عدة مرات بعملية تجديد في صفوفه استجابة لرسائل الشارع، ولفتح المجال أمام الشباب ليمارسوا العمل السياسي بعزم ونشاط، ويوظّفوا طاقاتهم في خدمة الوطن والمواطنين
حضر مؤتمر حزب العدالة والتنمية الأخير حوالي 70 ألفا من أعضاء الحزب ومؤيديه من أنحاء البلاد. ولم يتمكن من دخول القاعة إلا 10 آلاف منهم، فيما تابع البقية أعمال المؤتمر خارج القاعة رغم الجو البارد في أنقرة. ولا غرابة في ذلك، لأن حزب العدالة والتنمية هو الحزب الأكبر في تركيا، ويتجاوز عدد أعضائه المسجلين 11 مليون عضو، كما تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن شعبية الحزب عادت إلى المركز الأول بعد أن تراجعت في الانتخابات المحلية الأخيرة إلى المركز الثاني.

ورغم ذلك، لم يهتم الشارع التركي بمؤتمر حزب العدالة والتنمية، وحجم التغيير، ومن دخل اللجان ومن خرج منها. وكان انتخاب أردوغان رئيسا للحزب أمرا حتميا في ظل عدم وجود منافس، كما أن حزب العدالة والتنمية بالنسبة لكثير من مؤيديه هو أردوغان فقط. وهذه الظاهرة هي من أسباب قوة الحزب والحفاظ على وحدته وتماسكه، إلا أنها، من ناحية أخرى، تعتبر أهم نقاط ضعفه؛ لأن المؤكد أن رئيس الجمهورية التركي لن يقود حزب العدالة والتنمية إلى يوم القيامة، وأنه سيأتي يوم، عاجلا أو آجلا، سيواجه فيه الحزب ذاك الفراغ الكبير الذي سيخلّفه أردوغان.

عدم اهتمام الشارع التركي بمؤتمر حزب العدالة والتنمية يعود إلى انشغال الرأي العام بمتابعة تطورات ساخنة أخرى، مثل القضايا المرفوعة ضد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، واحتمال إلغاء شهادته الجامعية بسبب عدم قانونية انتقاله من جامعة في جمهورية قبرص الشمالية التركية إلى كلية إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول، كما أن نسبة كبيرة من الأتراك يتابعون التنافس الشرس الذي يشهده الدوري التركي الممتاز لكرة القدم بين فريقي غلطة سراي وفنربخشه، ويهتمون بتلك المنافسة أكثر من اهتمامهم بالتطورات السياسية.

الساحة السياسية التركية تترقب الآن تعديلا وزاريا ليتفرغ حزب العدالة والتنمية بعد ذلك للتركيز على عملية تمكين أردوغان من الترشح لفترة رئاسية أخرى، ويتوقع أن يقتصر التعديل الوزاري على بعض الحقائب فقط. وأما ترشح أردوغان للانتخابات الرئاسية القادمة فيتطلب جهدا كبيرا؛ لأنه يحتاج إلى تصويت 360 نائبا لصالح قرار إجراء انتخابات مبكرة، وأن عدد نواب تحالف الجمهور المؤيد للحكومة لا يصل إلى هذا الرقم رغم ارتفاع عدد مقاعد حزب العدالة والتنمية في البرلمان إلى 272 بعد انضمام ثلاثة نواب إليه في مؤتمره الأخير. لم يهتم الشارع التركي بمؤتمر حزب العدالة والتنمية، وحجم التغيير، ومن دخل اللجان ومن خرج منها. وكان انتخاب أردوغان رئيسا للحزب أمرا حتميا في ظل عدم وجود منافس، كما أن حزب العدالة والتنمية بالنسبة لكثير من مؤيديه هو أردوغان فقط. وهذه الظاهرة هي من أسباب قوة الحزب والحفاظ على وحدته وتماسكه، إلا أنها، من ناحية أخرى، تعتبر أهم نقاط ضعفهوقد ينضم نواب آخرون إلى حزب العدالة والتنمية في الأشهر القادمة بعد استقالتهم من الأحزاب الأخرى، إلا أن ارتفاع عدد النواب المؤيدين لأردوغان من 324 إلى الرقم المطلوب لتقديم موعد الانتخابات لن يكون أمرا سهلا.

هناك أسباب عديدة تجعل حزب العدالة والتنمية يحافظ على شعبيته، ومن المؤكد أن أهم تلك الأسباب عدم وجود بديل له قادر على منافسته في كسب ثقة الناخبين. وكان حزب الشعب الجمهوري حل في المركز الأول في الانتخابات المحلية التي أجريت في آذار/ مارس 2024، إلا أنه يضيَّع الفرصة بسبب فساد رؤساء البلديات المنتمين له وفشلهم في تقديم الخدمات المطلوبة. كما أن حزب الشعب الجمهوري يعاني من صراعات داخلية بين رئيسه السابق كمال كليتشدار أوغلو ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش.

حزب العدالة والتنمية لم يوجّه دعوة إلى حزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو وحزب الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان لحضور المؤتمر. وأما حزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان فرفض الدعوة احتجاجا على الانتقادات التي وجهها أردوغان إلى جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك "توسياد". ويمكن القول إن أبواب حزب العدالة والتنمية مفتوحة لانضمام نواب تلك الأحزاب إليه في المرحلة القادمة، إلا أنها ستكون مغلقة أمام رؤسائها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية تركيا أردوغان الأحزاب تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة کما أن أن حزب إلا أن

إقرأ أيضاً:

أوزيل يقتحم عالم السياسة التركية من بوابة حزب أردوغان

انتُخب النجم الألماني السابق مسعود أوزيل في المجلس المركزي لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأصبح نجم ريال مدريد وآرسنال السابق، عضواً في المجلس المركزي المسؤول عن اتخاذ القرارات في حزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الذي عُقد في أنقرة، وأُعيد خلاله انتخاب إردوغان، للمرة التاسعة رئيساً للحزب  المحافظ والموجود في السلطة منذ عام 2002.

يذكر أن أوزيل اختار أردوغان كشخصه المفضل خلال حفل زفاف بطل أوروبا 2019 على ملكة جمال تركيا السابقة أمينة غول.

وكان أوزيل، الذي يُعد رمزاً لألمانيا متعددة الثقافات، قد أعلن اعتزاله اللعب الدولي؛ على خلفية الانتقادات التي تعرَّض لها، متهماً الاتحاد الألماني لكرة القدم بالعنصرية.

مقالات مشابهة

  • بعد زيارته أنقرة.. ولي العهد الأردني يعلق بصورة مع الرئيس التركي
  • صحفية تكشف خطة تمرير ترشيح أردوغان لولاية ثالثة
  • ولي عهد الأردن والرئيس التركي يؤكدان رفضهما تهجير الفلسطينيين من غزة
  • هل ينجح حزب أردوغان في استقطاب نواب “الشعب الجمهوري”؟
  • خلافات داخل حزب أردوغان بسبب القادمين من صفوف المعارضة
  • أوزيل يقتحم عالم السياسة التركية من بوابة حزب أردوغان
  • هل تعكس التعديلات الجديدة تحولا إستراتيجيا في حزب العدالة والتنمية التركي؟
  • مخرجات مؤتمر حزب العدالة والتنمية في تركيا
  • من هو اللاعب مسعود أوزيل عضو المجلس المركزي لحزب أردوغان؟