ما هي السيناريوهات المحتملة للأزمة بين شطري جزيرة قبرص بعد الاعتداءالتركي.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
بعد اعتداء قوات قبرصية تركية على عناصر من قوة حفظ السلام الدولية في محاولة منع شق طريق مثير للجدل في المنطقة العازلة بين شطري قبرص الجمعة، حسبما أعلنت البعثة الأممية في الجزيرة.
وكشف خبراء السيناريوهات المحتلمة بعد التصعيد في المنطقة العازلة، وآخر تطورات الصراع بين قبرص وقبرص التركية.
تعد المنطقة العازلة عمليا تابعة لجمهورية قبرص التي تعتبر التواجد العسكري التركي على الجزيرة منذ حرب عام 1974 احتلالا غير شرعي.
وحذرت الأمم المتحدة الخميس السلطات القبرصية التركية من "القيام بأنشطة بناء غير مرخصة في المنطقة العازلة (التي تشرف عليها) الأمم المتحدة".
لكنها قالت إن عناصرها تعرضوا لهجوم الجمعة أثناء محاولتهم منع بناء الطريق الذي يخرق المنطقة العازلة من قرية بيلا.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في قبرص (UNFICYP) في بيان إن "قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تدين الاعتداءات على عناصر السلام الأمميين والضرر الذي لحق بمركبات الأمم المتحدة من جانب أفراد من الجانب القبرصي التركي هذا الصباح".
حوادث مدبّرةنددت قبرص المنضوية في الاتحاد الأوروبي بما وصفتها "حوادث مدبّرة تتسبب بها قوات الاحتلال التركية.. والهجوم غير المقبول على عناصر بريطانيين وسلوفاكيين في قوة حفظ السلام".
إدانات الاتحاد الأوروبيدان الاتحاد الأوروبي أيضا الحادثة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي أصدرت جميعها بيانا مشتركا أعربت فيه عن "قلقها البالغ حيال إطلاق عمليات شق غير مصرّح لها" للطريق.
وقال مسؤول إن شرطيا قبرصيا تركيا وعسكريا بلباس مدني لكموا عنصرا أمميا وهاجموا عشرات آخرين بـ "دفعهم إلى الخلف بعنف".
مركبة الأمم المتحدأُحضر جرار لسحب مركبة الأمم المتحدة من الطريق ولحقت أضرار بالغة بثلاث مركبات أخرى، حسبما قال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر هويته.
وفي بيانها حضت بعثة الأمم المتحدة الجانب القبرصي التركي "على احترام سلطة البعثة المفوضة داخل المنطقة العازلة للأمم المتحدة، والامتناع عن أي أعمال يمكن أن تزيد من تصعيد التوتر، وسحب جميع الأفراد والآليات من المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة على الفور".
وأكدت البعثة الأممية تصميمها على منع أي أعمال بناء مشددة على أنها ستبقى في المنطقة.
وقالت إن "البعثة تراقب الوضع عن كثب ومصممة على ضمان إرساء الهدوء والاستقرار في المنطقة".
واتهم المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس الجانب التركي بمحاولة خلق "أمر واقع" جديد في بيلا من خلال شق طريق يربط "قرية أرسوس المحتلة بموقع عسكري غير شرعي متقدم".
واعتبر ذلك "محاولة للقيام بانتهاك خطير جدا للوضع القائم".
هدف إنسانيفيما أفادت سلطات الشطر التركي لقبرص في بيان الخميس إن مشروع شق الطريق كان "معدّا لهدف إنساني بحت يتمثل بتسهيل إمكانية وصول مواطنينا الذين يقطنون قرية بيله (التسمية التركية لبيلا)" إلى "جمهورية شمال قبرص التركية" المُعلنة من جانب واحد.
وأضاف البيان "لفتنا مرارا نظر بعثة الأمم المتحدة في قبرص إلى البعد الإنساني لطريق بيله-ييتلر، إلا أن المشاورات بشأن هذه القضية والمتواصلة إلى اليوم، لم تفض إلى أي نتيجة".
وما زالت الجزيرة الواقعة في شرق المتوسط مقسمة منذ 1974 عندما احتلت القوات التركية الثلث الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب عسكري مدعوم من السلطات العسكرية التي كانت حاكمة آنذاك في اليونان.
وأعلن القادة القبارصة الأتراك قيام "دولة شمال قبرص التركية" في 1983 والتي لا تعترف بها سوى تركيا.
المحادثات متوقفةوجهود إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ انهيار آخر جولة محادثات برعاية الأمم المتحدة في 2017.
وحضّ رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" أرسين تاتار، المقرّب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المجتمع الدولي على "الاعتراف بوجود" دولتين في قبرص.
رفض القبارصة اليونانيون الذين يشكّلون الأغلبية في الجنوب، دعواته المؤيدة لحل الدولتين.
تفضّل جمهورية قبرص قيام اتحاد من منطقتين ومجتمعين بما يتوافق مع إطار عمل أممي، وهو حل يؤيّده المجتمع الدولي أيضا.
نزاعات موجودةويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عدم وجود تطورات للأوضاع بين قبرص وقبرص التركية ولكن يوجد نزاعات موجودة.
وأوضح الدكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تركيا تدعم قبرص التركية وتؤكد حقيها في الاستقلال عن قبرص، وأن تركيا لا تعترف بقبرص بسبب تلك الخلافات الموجودة.
وأشار فهمي، إلي أن قبرص التركية لا تحصل علي اعتراف من تركيا فقط، بالإضافة إلي أن تلك التطورات الأخيرة بسبب التطورات الموجودة في شرق المتوسط والتنازع الموجود.
واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إنهاء الخلافات بين قبرص وقبرص تركيا من الممكن أن يحدث ولكن بعد مقيدات بين الأطراف.
زيادة النزاعوأوضح الباحث بهاء محمود، المتخصص في العلاقات الدولية، أن الصراع بين قبرص اليونانية وقبرص التركية موجود منذ 1974 ومستمر.
وأضاف الباحث بهاء محمود في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن هناك أطراف تريد زيادة النزاع بين الأطراف الموجودة.
واختتم المتخصص في العلاقات الدولية، أن النزاع سوف يزيد ولكن سوف تصل إلي تهدئة الأوضاع بين الأطراف ولكن هذا الصراع بسبب ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قبرص قبرص التركية جزيرة قبرص شطري جزيرة قبرص المنطقة العازلة الأمم المتحدة قبرص الترکیة فی المنطقة بین قبرص فی قبرص
إقرأ أيضاً:
هايتي.. عنف العصابات يقتل 150 شخصاً في أسبوع
قالت الأمم المتحدة الأربعاء إن تصاعد العنف في بور أو برنس منذ الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل 150 شخصاً على الأقل، ما يرفع عدد القتلى في هايتي هذا العام إلى أكثر من 4500 شخص.
وحذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان من أن "التصعيد الأخير في أعمال العنف في عاصمة هايتي ينذر بما هو أسوأ".
وأضاف "يجب وقف عنف العصابات على الفور. ولا ينبغي السماح لهايتي بالانزلاق إلى مزيد من الفوضى".
تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير في بور أو برنس منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، مع سعي تحالف من العصابات إلى بسط سيطرته على العاصمة الهايتية.
وتسيطر عصابات مسلحة على نحو 80% من المدينة، وتستهدف المدنيين بشكل منتظم رغم نشر قوة دولية بقيادة كينيا لمساعدة الشرطة الضعيفة على استعادة النظام.
وقال تورك في بيانه "قتل ما لا يقل عن 150 شخصاً وأصيب 92 آخرون وأجبر نحو 20 ألف شخص على الفرار من منازلهم خلال الأسبوع الماضي".
وأضاف أن "سكان بور أو برنس الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين نسمة، أصبحوا في الواقع رهائن في ظل سيطرة العصابات على جميع الطرق الرئيسية في العاصمة وتلك المؤدية إليها".
شهدت العاصمة الهايتية تجدد القتال في الأسبوع الماضي مع عصابات "فيف أنسانم"، وهو تحالف إجرامي ساعد في فبراير (شباط) على إطاحة رئيس الوزراء السابق أرييل هنري.
وأوضح فولكر تورك أن ما لا يقل عن 55% من الوفيات ناجمة عن هجمات متزامنة ومنسقة على ما يبدو في العاصمة ونتجت عن تبادل إطلاق النار بين أفراد العصابات والشرطة.
كما سلط الضوء على تقارير تتحدث عن ارتفاع حوادث الإعدام خارج نطاق القانون.
وقالت السلطات الثلاثاء إن الشرطة وجماعات مدنية تشكلت للدفاع عن النفس قتلت 28 من أفراد العصابات في بور أو برنس خلال عملية ليلية، فيما تسعى الحكومة إلى استعادة بعض السيطرة.
العام الماضي، وفي فصل مروع من أعمال الانتقام، تم رجم عشرة من أفراد العصابات بالحجارة وحرقهم أحياء على أيدي سكان في بور أو برنس.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن أعمال العنف الأخيرة رفعت "حصيلة الضحايا المؤكدة بسبب عنف العصابات حتى الآن هذا العام إلى 4544 قتيلاً و2060 جريحاً".
وأكدت أن الحصيلة الحقيقية "من المرجح أن تكون أعلى".
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن هناك زهاء 700 ألف نازح داخلياً، نصفهم من الأطفال.
وحذّر تورك من أن "عنف العصابات اللامتناهي وانعدام الأمن على نطاق واسع يؤديان إلى تعميق الأزمة الإنسانية المروعة في البلاد، بما في ذلك آثار النقص الحاد في الغذاء والمياه وانتشار الأمراض المعدية".
وقال إن ذلك يحدث "فيما أصبح النظام الصحي على وشك الانهيار"، مضيفاً أن "التهديدات والهجمات على العاملين في المجال الإنساني مثيرة للقلق العميق".
وأضاف مشدداً أن "عنف العصابات لا ينبغي أن يسود على مؤسسات الدولة"، مطالباً "باتخاذ خطوات ملموسة... لحماية السكان واستعادة سيادة القانون".